نقص العمالة يعيق نمو الوظائف في أمريكا

عاطف عبداللطيف

رؤية

واشنطن – تراجع عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى في نحو 18 شهرا، ما يوفر المزيد من الأدلة على أن نقص العمالة وليس انخفاض الطلب عليها هو الذي أعاق نمو الوظائف.

وقالت وزارة العمل الأمريكية، أمس الخميس، إن طلبات إعانة البطالة الحكومية المقدمة للمرة الأولى انخفضت 35 ألفا إلى مستوى معدل في ضوء العوامل الموسمية عند 310 آلاف طلب للأسبوع المنتهي في الرابع من سبتمبر الجاري، بحسب صحيفة الاقتصادية السعودية.

وهذا هو أدنى مستوى منذ منتصف مارس 2020 عندما فرضت السلطات الإغلاق على الأنشطة غير الأساسية لإبطاء الموجة الأولى من فيروس كورونا.

وانخفضت الطلبات عن ذروة قياسية عند 6.149 مليون في أوائل أبريل لكنها تظل فوق نطاق بين 200-250 ألف طلب الذي يعد متوافقا مع سوق عمل قوية.

ونسب الفضل في منع انهيار اقتصادي أسوأ في الولايات المتحدة العام الماضي إلى برامج مولتها الحكومة زادت الدفعات الأسبوعية ومنحت مساعدات للعاطلين عن العمل لفترات طويلة والأشخاص، الذين يعملون بشكل حر.

لكنها باتت تثير الجدل في الأشهر الأخيرة، إذ أنهتها بعض الولايات قبل أوانها، مشيرة إلى أنها شجعت الناس على عدم العودة إلى الوظائف، التي جعلتها لقاحات كوفيد أكثر أمانا، وهو أمر ناقضته الدراسات، التي جرت في هذا الصدد.

وخلصت دراسة نشرها الشهر الماضي باحثون من جامعات أمريكية وكندية إلى حدوث تحسن متواضع فقط في التوظيف والإيرادات في بعض هذه الولايات، التي ألغت المساعدات قبل أوانها، فيما تراجع الإنفاق 20 بالمئة، وأشارت الدراسة إلى أن الاقتصاد ما زال بعيدا عن التعافي الكامل، إذ لم تعوض بعد 5.3 مليون وظيفة تمت خسارتها خلال الوباء مع فتح جهات التوظيف 235 ألف وظيفة فقط في آب (أغسطس)، بحسب بيانات حكومية نشرت أخيرا.

وفي شأن آخر، قال مستشار بارز للرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة والمكسيك ستبحثان إعادة ضبط شراكتهما الاقتصادية وتوفير مساحة لحل الخلافات بينهما
جاء ذلك قبل، اجتماع بين مسؤولين من الجانبين أمس، بعد انهيار العلاقات في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

وترأست نائبة بايدن، كامالا هاريس الجانب الأمريكي في الاجتماع بالبيت الأبيض، مع مارسيلو إيبرارد وزير الخارجية المكسيكي وممثلي الرئيس أندريس مانويل، ولوبيز أوبرادور.

وقال خوان جونازاليز، المساعد الخاص لبايدن ومدير العلاقات مع النصف الغربي للكرة الأرضية بمجلس الأمن القومي الأمريكي، في مقابلة، إن الاجتماع يرمز للطبيعة الاستراتيجية للشراكة الأمريكية المكسيكية.

ومن المقرر أن يستأنف الجانبان منتدى سنويا كان قد بدأ في 2013 عندما كان بايدن نائبا للرئيس، ولكن آخر اجتماع للمنتدى عقد في 2016، قبل أن تتسبب تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية ومطالبته بإعادة التفاوض على اتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة في قلب العلاقات رأسا على عقب. ويتوافق هذا الحوار مع استراتيجية بايدن الأوسع لإعادة إصلاح تحالفات والانخراط مجددا مع حلفاء في أنحاء العالم.

كما أنه يأتي ضمن مساعي الإدارة الأمريكية لتعزيز سلاسل التوريد في أمريكا الشمالية، بدءا من رقائق الكمبيوتر إلى الأجهزة والمعدات الطبية بعد أن تكشفت هشاشة تلك العلاقات جراء جائحة كوفيد.

من جهة أخرى، تعتزم شركة أمازون الأمريكية العملاقة للتجارة الإلكترونية التوسع في مزايا التعليم وتدريب المهارات التي تقدمها لموظفيها الأمريكيين، باستثمار يبلغ إجمالا 1.2 مليار دولار بحلول 2025.

وذكرت وكالة بلومبيرج للأنباء، أنه سيحق لأكثر من 750 ألفا بعمليات التشغيل في أنحاء الولايات المتحدة، الحصول على كامل محاضراتهم الجامعية المدفوعة لدى المئات من شركاء التعليم في أنحاء البلاد.

ومن خلال برنامجها للاختيار المهني، ستتولى الشركة تمويل كامل المحاضرات الجامعية، وكذلك دبلومات المدارس العليا وشهادات اختبار تطوير التعليم العام الأمريكية، وشهادات إجادة اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، لموظفيها الذين يتعاملون مباشرة مع المستهلكين، بما في ذلك أولئك الذين لم يمض على وجودهم بالشركة سوى ثلاثة أشهر.

كما تعتزم أمازون إضافة ثلاثة برامج تعليمية جديدة من أجل أن توفر للموظفين فرصة تعلم مهارات داخل مركز بيانات، وهي مهارات التكنولوجيا والصيانة وتكنولوجيا المعلومات وتصميم أبحاث وخبرة المستهلكين.

ربما يعجبك أيضا