جمهوريون يتهمون بايدن باتباع سياسة طاقة معادية لأمريكا

سهام عيد

رؤية

واشنطن – اتهم أعضاء جمهوريون في الكونجرس الرئيس جو بايدن باتباع سياسة طاقة معادية للولايات المتحدة، تجعل من الولايات المتحدة، تعتمد على “دول مثل الصين وروسيا”. 

وبادرت بفكرة رسالة موجهة إلى الرئيس الأمريكي بهذا الشأن، العضو في الكونغرس كارول ميلر من ولاية فرجينيا، وتنضم  إليها أكثر من 140 من زملائها أعضاء الحزب من مجلس النواب بالكونجرس، وفقا لوكالة تاس، اليوم الجمعة.

وأوضح بيان صحفي تداولته بعض الصحف، أن قرار كتابة الرسالة إلى بايدن أتت على خلفية ارتفاع أسعار الوقود ودعوة الإدارة الأمريكية الأخيرة، دول أوبك+ “إلى إنتاج المزيد من النفط لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين”.

وقال أعضاء الكونغرس هذه رسالتهم: “وجهة نظركم القائلة إن زيادة إمدادات النفط ضرورية لخفض أسعار محطات الوقود تعد منطقية. ونتفق أيضا مع مساعد الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الذي قال إن ارتفاع أسعار البنزين  يشكل ” خطرا يضر بالتعافي الاقتصادي العالمي. مع ذلك، نحن غير موافقين على جهود إدارتكم للحد من الوصول إلى موارد الطاقة الأمريكية والدعوات المتزامنة لأوبك+ لزيادة إنتاج مواردها”.

وتابعت الرسالة القول: “كما تعلمون، تضم أوبك + دولا تعد خصوما مشهورين للولايات المتحدة، مثل روسيا وإيران وفنزويلا. ليس من مصلحة أمريكا الاعتماد على هذه البلدان للحصول على الطاقة. بالمقابل فإن إزالة العقبات التي تحول دون إنتاج النفط والغاز الأمريكي وبنيتها التحتية سيؤدي إلى نمو الاقتصاد الأمريكي وتوفير المزيد من فرص العمل، وتحسين الأمن القومي وأمن الطاقة، وخفض أسعار الطاقة للأسر الأمريكية، وانخفاض الانبعاثات العالمية لأن الولايات المتحدة تنتج الطاقة بطريقة أكثر مسؤولية تجاه البيئة من البلدان التي تريدون أن تعتمد أمريكا عليها”.

ورأى المشروعون الأمريكيون في رسالتهم لبادين أن  الدعوة المذكورة أعلاه لأوبك+ “تتماشى مع عدد من إجراءات سياسة الطاقة الأخرى المعادية لأمريكا” التي تروج لها الإدارة والديمقراطيون في الكونجرس.

ويضيف أعضاء الكونجرس هؤلاء، من بين أمور أخرى، قرار إلغاء بناء خط أنابيب النفط “كيستون إكس إل” من كندا إلى الولايات المتحدة وفرض وقف على تأجير الأراضي الفيدرالية لتطوير حقول النفط والغاز، مشيرين إلى أنه “بدلا من الاستمرار في الدعوة إلى ازدهار أكبر للبلدان المنتسبة إلى أوبك+ التي تسعى إلى إلحاق الضرر بالولايات المتحدة ، يجب علينا تلبية الاحتياجات الأمريكية بطاقة أمريكية الإنتاج… نطلب منكم العمل معنا للحفاظ على أمن طاقة أمريكا  والتخلي عن سياسة الطاقة الكارثية لإدارتكم، والتي ستجعلنا نعتمد على دول مثل الصين وروسيا”.

وكان بايدن قد ركز منذ بداية رئاسته على القضايا البيئية والتوسع في استخدام مصادر الطاقة النظيفة، ووصف قضية مكافحة التغير المناخي بأنها من أولويات إدارته.

وانتقد المشرعون الأمريكيون أيضا في الرسالة تصرفات إدارة واشنطن في الموقف مع خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2″، حيث نصت الرسالة على أنه “في الوقت الذي سعيتم فيه إلى إضعاف البنية التحتية للطاقة الأمريكية، فقد دعمتم بطريقة منافقة إنتاج الوقود الأحفوري الأجنبي والبنية التحتية. إن أفعالكم الأخيرة لإعطاء الضوء الأخضر لخط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2.. فظيعة بشكل خاص”.

 يشار إلى أن “السيل الشمالي-2” هو مشروع روسي لمد أنبوبي غاز طبيعي يبلغ طول كل منهما 1200 كيلومتر، وبطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا، من الساحل الروسي، عبر قاع بحر البلطيق، إلى ألمانيا.

ويمر أنبوبا المشروع عبر المناطق الاقتصادية الاستثنائية والمياه الإقليمية لكل من ألمانيا والدنمارك وفنلندا والسويد وروسيا.

وتم الانتهاء من بناء خط أنابيب الغاز صباح يوم 10 سبتمبر. ومن المتوقع أن يتم تنفيذ مزيد من الأعمال الإضافية.

ومن المقرر بدء تشغيل خط الأنابيب بحلول نهاية هذا العام. وتقول بيانات شركة غازبروم  إنه  يمكن تسليم  5.6 مليار متر مكعب من الغاز عبر نورد ستريم 2 هذا العام.

توصلت الولايات المتحدة وألمانيا إلى اتفاق بشأن “نورد ستريم 2” في 21 يوليو. على وجه الخصوص، أقرت واشنطن بأن العقوبات لن توقف تنفيذ المشروع، وتعهدت برلين بالسعي لتمديد نقل الغاز الروسي عبر أراضي أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، احتفظت السلطات الأمريكية بحقها في اتخاذ إجراء في حال “استخدام روسيا للطاقة كسلاح جيوسياسي في أوروبا” وفي “عدوانها على أوكرانيا”.

روسيا أكدت من اجنبها مرارا أن “نورد ستريم 2” هو مشروع تجاري حصري ويتم تنفيذه بالاشتراك مع شركاء أوروبيين، فيما عبّر ديمتري بيسكوف المتحدث الرئاسي الروسي عن استغرابه من محاولات عدد من الدول تحديد مصير خط الأنابيب بدوافع سياسية. كما صرحت موسكو مرارا بأنها لم تستخدم أبدا موارد الطاقة كأداة للضغط.

ربما يعجبك أيضا