أهداف إيران الخفية من التسلل للداخل الأفغاني

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

لأربعة عقود حوّلت الحروب والأزمات أفغانستان إلى أرض رخوة وإلى مساحة تلعب فيها دول الجوار ما تستطيع من أدوار ونفوذ. من بين كل تلك الأدوار كان الإيراني الأكثر إثارة للجدل إذ شكّلت عوامل عرقية وثقافية ومذهبية مشتركة رافعة له.

غضب الشارع الأفغاني

أثار استمرار التدخلات الإيرانية في أفغانستان غضباً عارماً في الشارع  الأفغاني، مطالبين الحكومة الأفغانية باتخاذ موقف صارم ضد إيران.

التمدد الإيراني الذي يشير إليه كثيرون على أنه وليد لإخفاق القوى الإقليمية في الحضور، لا يخفي أيضاً تحديات راهنة بالنسبة لطهران أبرزها المياه وتهريب المخدرات.

ففي الوقت الذي صرح فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن بناء السدود في أفغانستان أمر يضر المصالح الإيرانية، يؤكد الأفغان حق بلادهم باستخدام الأنهار والمياه حسب ضروريات البلاد والمصالح العامة.

يقول نجيب كابلي، زعيم حزب “المشاركة الوطنية” الأفغاني: “هناك عرقلة إيرانية كبيرة في بناء سد “سلمى”، وقد تم اغتيال مهندسين وعمال كثيريين خلال بناء السد”.

مضيفاً “إيران تتدخل في الشؤون الأفغانية ، لكننا سوف نقف في وجه هذه الغطرسة الإيرانية. تصريحات روحاني الأخيرة و وقوفه ضد  بناء السدود في أفغانستان يدل على وقوف ايران عقبة في وجه اي تطور في  أفغانستان. والآن ظهر للجميع بأن إيران تتدخل في أفغانستان عسكريا، و سياسيا، و اقتصاديا، و اجتماعيا، و ثقافيا، و هذا يتطلب تحركات وطنية أفغانية شاملة لصد هذا التدخل”.

بينما قال مالك خان شيرزاي وهو رئيس “مجمع الأقليات” الأفغاني: “نريد للعالم أن يعلم، بأننا نريد الاستفادة  من مياهنا كما نريد و كما نشاء.

نريد لهذه المياه أن تنفع بلادنا ومزارعنا ونريد أن يتم إنشاء سدود المياه والكهرباء على أنهارنا نحن لا نسمح لإيران بالتدخل في الشأن الأفغاني, و نطالب الحكومة أن تعمل على وقف الجواسيس الذين يعملون لصالح الدول الأجنبية في أفغانستان. اجتمعنا هنا لنعلن بأننا ندافع عن مصالحنا بأنفسنا”.

تمتد نظرة الجارة إيران إلى افغانستان المستقبل إلى ما هو أكثر من الجوار بحسب المراقبين، إذّ تشّكل لها مجالاً حيوياً ومساحة نفوذ تدعمها مشتركات تاريخية وهو ما يرى فيه الكثيرون خطراً على المستوى السياسي والاجتماعي الأفغاني.

        فرق الموت

كشف مسؤولون حكوميون أفغان عن تسلل فرق اغتيالات وتجسس إيرانية إلى داخل صفوف الشرطة ودوائر الحكومة في المحافظات الأفغانية الغربية بقصد جمع المعلومات وشراء الذمم والتجنيد.

المسؤولون من تنامي دور طهران في الداخل الأفغاني، حيث كشفت مصادر عن تسهيلات تقدمها إيران لشبكات زراعة الأفيون، الأمر الذي يساعدها على مواصلة نشاطاتها، هذا إضافة إلى توفير المأوى لبعض قيادات هذه الشبكان داخل إيران نفسها.

هذا وربطت تقارير بين إيران وتصاعد الهجمات التي ينفذها فرع داعش في أفغانستان مؤخراً.

قوة إيران الناعمة

المؤسسات التعليمية والإغاثية كانت الوجه الأبرز لهذا العمل بنظر مراقبين، لكن ذلك لا يعني أن الحضور في أروقة السياسة كان خافتاً فكثير من نواب البرلمان يشار إليهم على أنهم مدافعين عن الجارة الغربية.

مؤسسة الخميني للإغاثة أبرز معالم هذه القوة الناعمة الإيرانية يعمل بها نحو 30 ألف موظف في أفغانستان وتشكّل جزءاً من إنفاق يبلغ 500 مليون دولار بحسب تقارير.

على المستوى التعليمي تحضر مؤسسة “خاتم النبيين” التي تضم جامعة ومدرسة دينية ومركزاً ثقافياً أنشطة تحضر في 85 مؤسسة إعلامية مقربة من طهران.

ربما يعجبك أيضا