إفلاس أخلاقي.. تحليل مجلة أمريكية ينتقد موقف بايدن في حرب غزة

الولايات المتحدة قد تورط نفسها في حرب إقليمية واسعة النطاق

محمد النحاس
بايدن ونتنياهو

انتقد تحليل نشرته مجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية سياسة الولايات المتحدة تجاه الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة.
وفي حين أنّ لا أحد من اللاعبين الرئيسييدن يرغب في توسع الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، إلا أن كثير من الأطراف تتصرف على نحوٍ يدفع في هذا المسار يومًا بعد آخر، وفق تحليل المجلة.

وضع خطير لإسرائيل

رأى التحليل أن الفوضى السياسية السائدة في إسرائيل قادت إلى فشل الحكومة ليس فقط في منع هجوم 7 أكتوبر 2023، بل أيضًا في التعامل مع تبعاته.
وقال إنه بذلك ستجد إسرائيل نفسها بالفعل في وضع محفوف بالمخاطر إذا انتهى بها الأمر إلى حرب على جبهتين، مع شن حزب الله هجوم على إسرائيل من الشمال.

حرب إقليمية

أضاف التحليل أنه إذا كان هناك أي “عقلانية” في سياسة الإدارة الأمريكية في التعامل مع الشرق الأوسط، فإنها ستعارض تصعيد الصراع، لأنها لا تتحمل حربًا واسعة النطاق، خاصة في ظل الحرب الرةسية الأوكرانية، والأزمة المحتملة مع الصين بشأن تايوان.

وعلى الرغم من أنه من مصلحة الجميع عدم التصعيد، والأطراف كافة تقريبًا ضد حرب إقليمية، فإن الأطراف كافة تتصرف بنحو يجعل مثل هذه الحرب محتملة للغاية، وإذا ما نجح الغزو البري لغزة، فقد يشعر حزب الله بأنه مضطر إلى التدخل، ليس بالضرورة لإنقاذ الفصائل، بل لإنقاذ نفسه.

هل تتدخل واشنطن مباشرة؟

يرجح التحليل أن التدخل العسكري الأمريكي المباشر في غزة سيؤدي إلى هجمات كبيرة ضد القوات والمصالح الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من المجموعات المسلحة التي تدعمها طهران. وحذرت مجموعات مسلحة في العراق واليمن بالفعل من رد على أكثر من جبهة حال حدوث تدخل أمريكي.

وفي اجتماع في وقت سابق من هذا العام، بين اثنين من كبار المسؤولين الأمريكيين وممثل رفيع المستوى للحكومة الإيرانية، حذر أحد المسؤولين من واشنطن طهران من أنها إذا خصّبت اليورانيوم إلى درجة 90%، فإن الولايات المتحدة ستهاجم إيران عسكريًٌا، ودون تردد أجاب المسؤول الإيراني بأن بلاده سترد على الفور بتدمير 14 قاعدة أمريكية في المنطقة، من خلال إمطارها بآلاف الصواريخ خلال 24 ساعة، وفق ما ذكر في التحليل.

إفلاس أخلاقي

حسب التحليل، فإن البيت الأبيض يعاني من “الإفلاس الأخلاقي” في عهد بايدن، ويقف في طريق الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة وكشفت رسائل البريد الإلكتروني الداخلية أنه جرى منع مسؤولي وزارة الخارجية من استخدام مصطلحات، مثل خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار، وإنهاء إراقة الدماء.

وانتقد التحليل إعطاء إسرائيل تفويضًا مطلقًا للتصرف كما يحلو لها، على الرغم من معرفة وفهم الخطر الهائل المتمثل في أن تصرفات إسرائيل غير المقيدة في غزة يمكن أن تجر واشنطن إلى حرب إقليمية أوسع، لا تخدم مصالح الولايات المتحدة ولا إسرائيل.

حرب لا معنى لها

أردف التحليل بأن بايدن لا يقدم لإسرائيل نصيحة ليست فعالة فحسب، بل يقدم نصيحة سيئة على صعيد الأداء الاستراتيجي من شأنها أن تؤدي إلى مقتل الآلاف من الأمريكيين في حرب أخرى لا معنى لها ويمكن تجنبها في الشرق الأوسط.

وإذا افتقد الرئيس الأمريكي إلى الإنسانية اللازمة للدعوة إلى وقف إطلاق النار لمنع مقتل الآلاف من الفلسطينيين، فيتعين عليه على الأقل ألا يتخلى عن مسؤوليته كرئيس للولايات المتحدة في إبعاد الأمريكيين عن منطقة القتل.

ربما يعجبك أيضا