الفلسطينيون والإسرائيليون يترقبون نتائج الانتخابات الأمريكية

محمود

كتب – محمد عبد الكريم

القدس المحتلة – تترقب الحكومتان الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء، نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي يرجح أن تغير مستقبل ملفات مركزية في الشرق الأوسط، أهمها القضية الفلسطينية.

 وتعول حكومة الاحتلال الاسرائيلي على فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بولاية ثانية لاستكمال خطط الاستيطان المتصاعد، بينما تعقد السلطة الفلسطينية آمالها على المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي وعد بالتراجع عن بعض إجراءات خصمه الجمهوري في الشرق الأوسط.

ويترقب الفلسطينيون نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية المقررة بعد أيام، وسط غضب من سياسات الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي سعى لتقويض قضيتهم، بحسب مسؤولين ومحللين فلسطينيين.

ولم يخف مسؤولون فلسطينيون تطلعهم لخسارة ترامب، سباق الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض باعتبار أن إعادة انتخابه ستمثل استمرارا للتهديد، الذي تضمنته رؤيته للسلام المعروفة باسم “صفقة القرن” المرفوضة من الفلسطينيين بشدة.

وانتهج ترامب سياسة خارجية داعمة بشكل مطلق لتل أبيب، فاعترف في خطوة منفردة عام 2017 بالقدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.

كما أنه أوقف المساعدات الأمريكية للفلسطينيين ودعم ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، ضمن خطته المزعومة للسلام، والمعروفة إعلامياً باسم “صفقة القرن”.

اضافة الى انه اوقف الدعم عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” في خطوة لتصفية القضية الفلسطينية.

وعلى الرغم من خيبة الأمل العميقة التي تسبب بها بايدن في فلسطين عندما تعهد نهاية أبريل/نيسان 2020، بالإبقاء على السفارة الأمريكية لدى إسرائيل في القدس المحتلة إذا تم انتخابه رئيساً، فإن السلطة الفلسطينية تعقد الآمال عليه خوفاً من أربع سنوات أخرى لترمب.

ولا ينظر الفلسطينيون  إلى المرشح الديمقراطي جو بايدن، بوصفه المنقذ بالنظر إلى طبيعة السياسة الأمريكية المتحالفة مع إسرائيل.

ومع لذلك، فتحت السلطة الفلسطينية قنوات اتصال مع المرشح الديمقراطي، بحسب ما ذكرت مصادر فلسطينية رفيعة، اكدت ان بايدن وعد خلال الاتصالات، بالتراجع عن بعض قرارات ترمب، كإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ودمج القنصلية الأمريكية في القدس بالسفارة لدى إسرائيل، وقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

ويعيش الفلسطينيين أزمة مالية حادة تعانيها السلطة الفلسطينية بعد أن أوقفت إدارة ترامب جميع مساعداتها وضغطت على دول كي تحذو حذوها.

وعلى الرغم من خيبة الأمل العميقة التي تسبب بها بايدن في فلسطين عندما تعهد نهاية أبريل/نيسان 2020، بالإبقاء على السفارة الأمريكية لدى إسرائيل في القدس المحتلة إذا تم انتخابه رئيساً، فإن السلطة الفلسطينية تعقد الآمال عليه خوفاً من أربع سنوات أخرى لترمب.

وكان رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتيه قد عبّر في أكتوبر/تشرين الأول، عن تخوفه من فوز ترمب بولاية رئاسية ثانية متمنياً فشله. وقال اشتيه متوجهاً إلى البرلمان الأوروبي إنه في حال نجاح ترمب و”كان يتعين علينا العيش 4 سنوات أخرى معه، فليساعدنا الله وليساعدكم وليساعد العالم أجمع”.

وأكد اشتيه أنه “إذا ما تغيرت الأمور في الولايات المتحدة الأمريكية، فأعتقد أن هذا سينعكس بنفسه مباشرة على العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية، وعلى العلاقات الثنائية الفلسطينية-الأمريكية”.

يتبنى العديد من الخبراء وجهة النظر القائلة بأن الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل، لن يتغير، وسيبقى كما هو في العديد من الملفات، على الرغم من تعهد بايدن مؤخراً بالدفع نحو “إحياء حل الدولتين”، الذي تعتبر السلطة الفلسطينية أن “صفقة القرن” قضت عليه نهائياً.

وبين الرأي الأول والثاني، يلخص موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي ما يمكن أن يجري بالقول “إذا خسر ترامب،ستكون ضربة كبيرة يصعب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحملها”.

وأوضح الموقع في تحليل نشره مطلع نوفمبر/تشرين الثاني: “لدى نتنياهو علاقة شخصية طويلة الأمد وودية مع بايدن، لكن لا شيء يشبه التوافق الأيديولوجي والسياسي مع ترمب”.

وتشهد الساحة الإسرائيلية ايضا ترقبًا كبيرًا للنتائج، حيث تسود مخاوف رسمية وفي صفوف اليمين من إمكانية فوز المنافس على الرئاسة جو بايدن بكرسي الرئاسة.

وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن “إسرائيل” تترقب بحذر نتائج الانتخابات وينتظرون إمكانية حدوث تغيير في القيادة العالمية، وأن الانتخابات من شأنها أن تغير خطوات مركزية في الشرق الأوسط حدثت خلال السنوات الأخيرة بدءًا من صفقة القرن وحتى مسألة النووي الإيراني.

وفيما يتعلق بالمستوطنين في الضفة الغربية، فقد عبر قادتهم خلال الأيام الأخيرة عن أملهم بفوز ترمب بفترة رئاسية ثانية لاستكمال الانجازات التي حققها للاستيطان خلال السنوات الماضية ومن بينها اقرار صفقة القرن ودعم الاستيطان ودعم السيطرة الإسرائيلية على الأغوار.

ربما يعجبك أيضا