لماذا ترتفع نسبة الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي؟

أشرف شعبان

يساور القيادة العسكرية في إسرائيل حالة من القلق والتوتر المستمر، بسبب الحالة النفسية السيئة التي يعيشها جنود الاحتلال، وتودي بهم في النهاية إلى المصحات النفسية أو الانتحار.

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية، أصبح الانتحار سببًا رئيسيًا للوفاة في صفوف الجيش الإسرائيلي، إذ انتحر خلال العام 2021، 11 جنديًا على الأقل.

ما سبب حالات الانتحار في جيش إسرائيل؟

بحسب شعبة القوى البشرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ووحدة الصحة النفسية، فإن تنامي الاضطرابات النفسية بصفوف الجنود، هو السبب الرئيسي للإقدام على الانتحار، ويعود ذلك لضغوط نفسية واجتماعية وكذلك أمنية، وحالة الحرب والاقتتال المتواصلة مع الفلسطينيين.

وتعد الخدمة العسكرية عامل ضغط كبير، عندما يتعلق الأمر بالخدمة القتالية والحالة الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، حيث تكون حياة الجندي في خطر.

الانتحار سبب رئيس للوفاة

الإحصاءات الرسمية توضح أن 31 جنديًا ماتوا لأسباب مختلفة خلال العام 2021، بزيادة 3 جنود عن العام السابق 2020، بينهم 11 قضوا منتحرين و10 في حوادث طرق و6 نتيجة للمرض، وتشير البيانات الإسرائيلية إلى أن العام 2020 سجل ألف و710 طلبات للحصول على خدمات صحة نفسية وعقلية بين الجنود، وصنّف 26 جنديًا بأنهم في دائرة الخطر الشديد، وجرى إنقاذهم من الانتحار.

حالات الانتحار التي وقعت داخل الجيش الإسرائيلي أحدثت ضجة كبيرة مؤخرًا، دفعت المسؤولين إلى دق ناقوس الخطر بشأن هذه الظاهرة، خصوصًا بعد إقدام 3 من عناصر المخابرات الإسرائيلية (موساد) على الانتحار خلال عام. وأول المنتحرين هو أيالون شابيرا، 26 عامًا، انتقل إلى الموساد من وحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في العام 2016، لكن في 26 مارس 2020، وضع نهاية لحياته.

لماذا تخفي إسرائيل أعداد الجنود المنتحرين؟

وعادة ما تصنّف سلطات الاحتلال الجنود الذين ينتحرون رسميًا تحت بند انتحار مشتبه به، حتى تنتهي الشرطة العسكرية من التحقيق في قضاياهم.

وفي بعض الحالات توثّق الانتحار على أنه حادث تدريب أو حادث طرق.. إلخ، ما يعني تعمد التكتم على الأعداد الحقيقية للجنود المنتحرين، لأسباب أمنية، ومن أجل الحفاظ على الدافعية لدى الشباب للالتحاق والانخراط في الخدمة العسكرية الإجبارية، أيضًا من أجل الحفاظ على مشاعر الطوائف اليهودية المتدينة والمحافظة، وضمان استمرار تطوع المئات من أبناء الجاليات اليهودية حول العالم في الجيش الإسرائيلي.

محاولات للحد من الظاهرة

حاول الجيش الإسرئيلي وضع حد لانتشار ظاهرة الانتحار بين صفوفه، شملت تقييد الوصول إلى الأسلحة، ووضع برامج تدريب للقادة لمساعدتهم في تحديد الجنود الذين من المحتمل أنهم يحملون أفكارًا قد تدفعهم إلى الانتحار، فضلًا عن زيادة عدد ضباط الصحة النفسية المنتشرين في الوحدات الميدانية، وعلى المستوى الميداني، وخلال المعارك.

كما استعان الجيش الإسرائيلي بالوسائل التكنولوجية ومتابعة ورصد كتابات الجنود عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واستخدام آليات إلكترونية لتحديد مكان الجنود المفقودين، أو الذين يوجدون في دائرة الخطر، ما ساهم مؤخرًا في تراجع معدلات الانتحار.

ربما يعجبك أيضا