مطاردة إيران.. مؤشرات على قلق إسرائيل من فقدان التفوق العسكري

يوسف بنده
قوات إسرائيلية

تنظر إسرائيل إلى إيران على أنها التحدي الأمني الأساسي، لذلك تستمر في مطاردة الأهداف العسكرية الإيرانية، حفاظًا على تفوقها العسكري.


بعد تفعيل اتفاق مصالحة السعودية وإيران في مارس الماضي، تنامى التوتر والتصعيد العسكري بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية.

وحتى اليوم السبت 8 إبريل 2023، تتمسك إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالنهج الدبلوماسي لمعالجة الأزمة النووية مع طهران، وهو ما يترك شعورًا بالقلق لدى إسرائيل، في ظل تطور البرنامج النووي لإيران، وتنامي وجودها العسكري في سوريا.

1425514

استهداف مصنع عسكري في أصفهان الإيرانية بطائرة مسيرة، يناير 2023

مطاردة إيران

بعد مقتل اثنين من المستشارين العسكريين الإيرانيين في هجوم على سوريا، الجمعة 31 مارس 2023، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، وحسب وكالة مهر، يوم الثلاثاء الماضي، إن إسرائيل “على عجلة من أجل زوالها”.

وبعدها أعلنت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، يوم الأربعاء، إحباط هجوم بواسطة طائرة مسيّرة دون طيار على مجمع عسكري تديره وزارة الدفاع في أصفهان، ليل الثلاثاء الأربعاء.

وتلقي إيران على إسرائيل بالمسؤولية عن مثل هذه الهجمات، بما فيها هجوم بطائرة مسيرة على مصنع تابع للجيش قرب أصفهان في يناير الماضي. لكن تل أبيب لم تؤكد الهجمات ولم تنفها.

im 740462

اتفاق المصالحة بين السعودية وإيران في بكين

غضب من مصالحة السعودية وإيران

اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن الغارات الجوية المكثفة التي تشنها إسرائيل على سوريا تأتي في إطار الغضب من اتفاق المصالحة بين طهران والرياض.

وكتب كنعاني في تغريدة، الثلاثاء الماضي، أن “إسرائيل تشارك في المزيد من المغامرات، في ظل تعزيز مسار الدبلوماسية والتقارب بمنطقة غرب آسيا”.

وحسب تقرير لمركز ريسبونسبل ستيتكرافت الأمريكي، منشور الأربعاء الماضي، اعتبرت إسرائيل أن اتفاق السعودية وإيران “نكسة استراتيجية كبرى”، على اعتبار أن إيران تمثل التحدي الأمني الأساسي لإسرائيل.

481953

إطلاق طائرة بدون طيار

منظومة دفاعية في سوريا

حسب تقرير لصحيفة الراي الكويتية، نقلًا عن صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، دفعت الضربات الجوية ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا طهران إلى “جهود جديدة” تمثلت في إنشاء نظام دفاع جوي على الأراضي السورية، ما يعرقل العمل الإسرائيلي هناك.

وقد عمل الإيرانيون في السنوات الأخيرة على إنشاء نظام دفاع جوي في سوريا ولبنان.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا النشاط سري للغاية ومعزول، ويعتمد جزئيًّا على قادة وخبراء إيرانيين، وعلى عناصر من حزب الله اللبناني ومن سوريا أيضًا، ويهدف إلى تحقيق توازن للردع يمنع إسرائيل من التصرف بحرية، ويحرمها من تفوقها الجوي في الشمال.

وسيسمح هذا النشاط للإيرانيين بتعميق قبضتهم على سوريا ولبنان، وتحدي إسرائيل بانتظام من داخلهما، ولذلك أعطت تل أبيب أولوية قصوى لإفشال الأهداف الإيرانية بأساليب مختلفة.

وقال مساعد الشؤون الدولية بوزارة الدفاع الإيرانية، العميد حمزة قلندري، إن وزارة الدفاع في طهران، مستعدة لمساعدة سوريا في تعزيز دفاعها الجوي ضد الهجمات الإسرائيلية.

قلق إسرائيلي

أثارت تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، بشأن البرنامج النووي الإيراني، قلق مسؤولي الدفاع والاستخبارات الإسرائيليين، وقال ميلي إن الولايات المتحدة ملتزمة بألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًّا ميدانيًّا.

وقد خلقت كلمة “ميداني” انطباعًا لدى المسؤولين الإسرائيليين بأن واشنطن غيرت سياستها تجاه إيران، وستتسامح مع امتلاكها برنامج أسلحة نووية.

وحسب تقرير موقع “آي 24” العبري، قال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرسي هاليفي، إن “إسرائيل يمكنها – وهي مستعدة – لشن هجوم استباقي على إيران، حتى دون مساعدة الولايات المتحدة… مستعدون للعمل ضد إيران، ولدينا القدرة على الضرب في كل البلدان البعيدة والقريبة”، ما يعكس القلق الإسرائيلي من تغير سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران والمنطقة.

ربما يعجبك أيضا