كيف يمكن إنقاذ الكوكب من خلال الإستثمار فى تعليم الفتيات

أميرة رضا

ترجمة بواسطة – بسام عباس

سمعت معظم دول العالم عن ملالا يوسف زاي، الفتاة الباكستانية الذي حاولت حركة طالبان اغتيالها ونجت من الموت. ومنذ ذلك الحين وهي ترفع صوتها – من قاعات الأمم المتحدة إلى البرامج الحوارية – بالنيابة عن 63 مليون فتاة خارج المدرسة في جميع أنحاء العالم، والغالبية العظمى من الفتيات اللاتي يتلقين تعليمهم في دول العالم النامي لان ينهين دراستهن الثانوية. إنها تقاتل في معركة أخلاقية، وتكافح من أجل كل فتاة في العالم لتحصل على ما تستحقه من تعليم.

ولكن في مناقشات صناع القرار الشاقة حول الميزانيات الضيقة والأولويات المتنافسة، ينبغي أن تصل دعوة الكفاح من أجل تعليم الفتيات إلى كلٍ من القلب والعقل. وقد صدر مؤخرا كتاب "ما هي فعالية تعليم الفتيات : دليل لأفضل استثمار في العالم" والكتاب يشرح بالتفصيل أهم عشرة أسباب في أن تعليم الفتيات يمثل استثمارًا ذا مردود عالٍ وما هي أفضل الحلول الناجعة لعلاج هذه المشكلة. إن تعليم الفتيات ينقذ حياة كل من الأمهات وأطفالهن، ويحسن أجور النساء وتغذية الأسرة، كما أنه يقلل من حدوث حالات زواج الأطفال، فضلا عن الحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية ( الإيدز) والملاريا، ويساهم في النمو الاقتصادي، ويمكن كذلك أن يساعد حتى في التصدي لتغير المناخ.

ورغم هذه المجموعة الواسعة من الفوائد، لم يهتم العالم بهذه القضية (تعليم الفتيات) على أنه اقتراح لاستثمار جاد. فعلى سبيل المثال، في قمة تغير المناخ الأخيرة التي انعقدت في باريس، خرجت وعود بتمويل الدول النامية لتغير المناخ بقيمة 100 مليار دولار على الأقل سنويًّا. بينما وصلت المساعدات الخارجية لمشاريع التعليم حوالي 13 مليار دولار سنويا، وهي أقل بكثير من المبلغ اللازم ليتمكن جميع الفتيات والفتيان من إتمام المدرسة الثانوية وهو 39 مليار دولار.

إننا اقترحنا حلاً لم يلقَ اهتمام المجتمع الدولي حتى الآن. إن إمكانية تعليم الفتيات للمساعدة في معالجة تغير المناخ ربما كان السبب في عدم حصول "الاستثمار في تعليم الفتيات" على أدنى اهتمام. ولكن إذا ربط صانعو السياسات المسألتين، سيكون لها امكانات هائلة تعود بالنفع على جميع القضايا.

ويمكن القول إن أحد أكثر الاستراتيجيات فعالية للحد من انبعاثات الكربون في العالم هو إبطاء النمو السكاني. على سبيل المثال، تقدر انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة التي ينتجها فرد واحد فقط بحوالي 20 ضعف ما يمكن أن ينتجه إذا كان أكثر وعيا بقضية بصمة التلوث الكربوني، وذلك من خلال التحول إلى قيادة السيارات الكهربائية، واستخدام المصابيح الكهربائية ثنائية الباعث الضوئي (LED). كما أن استراتيجية تباطؤ النمو السكاني أرخص بكثير عن غيرها من استراتيجيات التصدي لتغير المناخ، مثل الاستثمار في الطاقة منخفضة الكربون سواء كانت الطاقة الشمسية أو النووية أو الوقود الحيوي.

إن أحد أفضل طرق إبطاء النمو السكاني هو تثقيف الفتيات أثناء المدرسة الثانوية. فالفرق بين امرأة لم تتعلم وبين أخرى تلقت تعليمها لمدة 12 عاما هو تقريبا أربعة لخمسة أطفال لكل امرأة. وهذا ما يحدث بالضبط في تلك المناطق من العالم حيث تواجه الفتيات صعوبة بالغة في الالتحاق بالتعليم حيث يزداد النمو السكاني بصورة سريعة.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع عدد سكان العالم من 7.3 مليار إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050، وستكون الكثافة في الدول النامية، بما في ذلك مناطق مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ولكن الأبحاث الحديثة تبين أنه إذا استمر تعليم الفتيات في التوسع، فهذا العدد سيكون أقل من 2 مليار بحلول عام 2045.

إذًا ما الذي ينبغي القيام به؟ لقد حان الوقت لصانعي السياسات أن تربط بين التعليم وتغير المناخ، ليس فقط من الناحية النظرية ولكن من خلال قرارات التمويل والبرامج التي يصدروها. إن التعليم الابتدائي والثانوي للفتيات يضع العاملين معا. فإذا ما تم تكريس ثُمن 1/8( ) مساعدات تغير المناخ لمزيد من التعليم، سيضاعف هذا المساعدات الخارجية للتعليم ويمكن أن يؤدي الى التوسع بسرعة كبيرة في تعليم الفتيات مما يساعد في نهاية المطاف في إنقاذ الكوكب. ومما لا شك فيه أن هذا الاقتراح سوف تقره ملالا.

المصدر – بروكينجز
 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا