توافق حزبي متنام في الولايات المتحدة ضد قطر

أميرة رضا

ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح

أولت وسائل الإعلام اهتماما كبيرا لإصرار الرئيس ترامب على أن تدفع دول الناتو مستحقاتها المالية, وأن تفي بالتزاماتها المهملة منذ زمن طويل فيما يتعلق بتمويل دفاعها, كما اهتم الإعلام بانزعاج المستشارة الألمانية ميركل وقادة أوربيين آخرين من تصريحات ترامب بحقهم. ويبدو أن هناك تصريحات مماثلة سيطلقها ترامب قريبا بحق حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط.

هذا ويبدو أن المؤتمر المهم الذي شهدته العاصمة واشنطن في الأسبوع الماضي يشير إلى وجود استعداد لتغيير علاقة الولايات المتحدة مع قطر.

قطر هي دول نفطية صغيرة يبلغ عدد سكانها الأصليين 300 ألف قطري- ينتمي العديد منهم للأسرة الممتدة ذاتها- ويقطنها ما يزيد قليلا على 2 مليون عامل أجنبي. قطر, التي ضخّت استثمارات كبيرة مؤخرا في سوق العقارات الأمريكي, موّلت مشروع المجمّع السكني "سيتي سنتر" الذي بُني على موقع مركز المؤتمرات القديم في واشنطون, حيث ابتاعت عضوة مجلس الشيوخ "كلير ماكسكيل", والمدّعي العام الأسبق "إيريك هولدير" وحدات سكنية مشتركة الملكية بملايين الدولارات في هذا المشروع, كما استأجرت "كيلي آن كونواي"- مستشارة ترامب- شقة هناك, بينما كانت تبحث عن منزل لتقيم فيه بصورة دائمة. مع ذلك, لا يعرف معظم الأمريكيين شيئا عن دولة قطر- لكن الطبقة الحاكمة القطرية التي تتميز بثرائها ونشاطها السياسي حول العالم, كانت المادة الأساسية لإحدى حلقات مسلسل "فييب" الذي بثته قناة "أتش بي أو" منذ أسبوعين, حيث تلعب "جوليا لويس دريفوس" في تلك الحلقة دور "سيلينا ماير"- الرئيسة السابقة للولايات المتحدة وأول سيدة تتقلد هذا المنصب- التي تقيم علاقة غرامية مع ثري قطري, وتسعي للحصول على تمويل منه لمؤسستها.

تحت رعاية معهد هدسون ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات, شهد المؤتمر الذي خُصص للمدعوين فقط حضورا كثيفا من جانب مسؤولين من إدارة ترامب.
ذكر وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت جيتس ومتحدثون آخرون أن الولايات المتحدة قد تفكر في نقل قواتها الموجودة في قاعدة العُديد الجوية في قطر, إذا لم تلتزم تلك الإمارة الصغيرة بتعهدها بوقف تمويلها للإرهاب. مصير قاعد العُديد على ما يبدو كان مثار نقاش طيلة فترة المؤتمر. حيث أوضح الوزير السابق جيتس أن الولايات المتحدة ليست لديها قواعد بديلة.

الأمر المثير بشأن ذلك المؤتمر هو وجود توافق بين ممثلي الحزبين الديمقراطي والجمهوري بشأن تصوير قطر باعتبارها حليفا مخادعا. ليس مثل باكستان, ولكن شيئا أقرب إليها. وخلافا لباكستان, لا تملك قطر أسلحة نووية تعقّد من العلاقة بين البلدين. أشار السفير الباكستاني السابق للولايات المتحدة, حسين حقاني, إلى أن الولايات المتحدة تعاني دبلوماسيا عندما تتعامل مع بلدان أخرى, خاصة عندما يكون أحد أطراف العلاقة جيدا, بينما يكون الطرف الآخر صعبا.

جاك سوليفان, الذي استقال من إدارة أوباما ليتولى منصب مستشار الأمن القومي لحملة كلينتون الانتخابية, كان من ضمن المتحدثين الديمقراطيين. عبّر سوليفان عن عميق قلقه بشأن سلوك قطر, غير أن انتقاداته كانت أكثر تحديدا. وبالمثل, نوّهت "ماري بيث لونج", شغلت منصب نائب وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي, إلى أن قطر يجب عليها أن تفعل المزيد في مكافحة الإرهاب. لكن "لونج" وضعت بعض اللمسات الإيجابية على تعليقاتها عندما قالت إن قطر حاكمت ثلاثة من أصل خمسة أشخاص متورطين في تمويل الإرهاب. ولكنها أقرّت تحت ضغط الأسئلة بأن العديد من الأشخاص الذي أُدينوا تم وضعهم تحت الإقامة الجبرية فقط.

الإقامة الجبرية عقابا لمن موّلوا الهجمات الإرهابية ضد الجنود, والمدنيين الأمريكيين, وضد حلفائنا؟

في مقابل ذلك, دعونا ننظر إلى قضية الشاعر القطري "محمد العجمي" الذي اُعتقل بتهمة تتعلق بالأمن القومي. كان هذا الشاعر, الذي درس الأدب في جامعة القاهرة, مجرد كاتب مغمور قبل اعتقاله. حيث اتهمته السلطات بالإخلال بالأمن القومي بسبب قصيدته السياسية التي قام بتأليفها. العجمي تم اتهامه بإهانة أمير قطر, وهي تهمة عقابها الإعدام في قطر. حُكم على العجمي بالسجن مدى الحياة, وقضى أربع سنوات في السجن قبل الإفراج عنه في مارس عام 2016. قضى العجمي خمسة أشهر على الأقل من فترة سجنه داخل الحبس الانفرادي. ليت قطر كانت بنفس تلك القسوة مع مموّلي الإرهاب!

يستعد عضو الكونغرس "إدوارد رويس" (جمهوري) لطرح قانون مدعوم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتصنيف قطر كدولة راعية للإرهاب, بسبب دعمها لحماس والجماعات الأخرى. هناك أحد عشر عضوا للكونجرس من كلا الحزبين مستعدون للمشاركة في تقديم المشروع مع "رويس". لو تم تمرير هذا القانون, فلن يكون الشعراء فقط هم من يرزحون خلف القطبان في قطر.
 
المصدر –  Daily Caller

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا