مشروعات إكسون للغاز الطبيعي المسال مُعرضة للخطر بسبب الوضع فى قطر

أميرة رضا

ترجمة بواسطة – آية سيد

يوم الاثنين, أعلنت السعودية والإمارات ومصر والبحرين واليمن قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر وأمرت المواطنين القطريين بمغادرة بلادها. كانت رسالتهم لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هي أن يضع حدًا للتمويل القطري للجماعات الإرهابية, أو يواجه الحرب. بحسب مسئولين مصريين, "لقد فشلت جميع المحاولات لمنع قطر من دعم الجماعات الإرهابية." إتهم المسئولون القطريين بدعم حماس, والقاعدة, وداعش, وحتى الحوثيين في اليمن. حظرت هذه الدول الطائرات القطرية من الهبوط على أراضيها. وأغلقت السعودية المعبر الحدودي الوحيد مع قطر. قطر, وهي شبه جزيرة تطل على المحيط العربي, لم يعد بإمكانها الآن إدخال الشاحنات. والمواطنون القطريون أفرغوا بالفعل محلات البقالة.

بالطبع مازال في إمكان قطر استخدام البحر. يُعد ميناء رأس لفان (الذي بنت إكسون موبيل معظمه) موطن أكبر مجمع للغاز الطبيعي المسال في العالم, حيث يُصدّر 75 مليون طن في العام (~4 تريليون قدم مكعب في العام) من الميثان المبرد في ناقلات عملاقة. تُصدّر قطر أيضًا عدة ملايين من براميل النفط وسوائل الغاز الطبيعي يوميًا. حتى الآن, على أية حال.

أعلنت الإمارات اليوم أن أية سفن قادمة من قطر أو متجهة إليها سوف تُمنع من التوقف في ميناء الفجيرة, حيث تتوقف ثلاثة أرباع الناقلات التي تعبر الخليج من أجل التزود بالوقود. لم توضح مصر بعد إذا كانت تنوي منع السفن المرتبطة بقطر من استخدام قناة السويس – وهي مسار شائع للناقلات. اختتم النفط يوم الإثنين عند 47,45 دولار لخام غرب تكساس الوسيط.

كان ترامب قد التقى بأمير قطر أثناء زيارته للسعودية, يوم 21 مايو. قال ترامب عن العلاقات الأمريكية-القطرية, "إن علاقتنا جيدة جدًا," مضيفًا إنهم سيبحثون "شراء العديد من المعدات العسكرية الجميلة لأن لا أحد يجيد صناعتها مثل الولايات المتحدة."

بالرغم من الابتسامات ومصافحات الأيدي, من المستبعد ألا تكون إدارة ترامب قد علمت بهذا الشأن. يقع مقر القيادة المركزية الأمريكية في قاعدة العديد الجوية في قطر. إنها تضم 10 آلاف جندي أمريكي, وطائرات مقاتلة تشن يوميًا غارات على داعش, وطائرات بي-52. منذ إسبوعين فقط سافر الرئيس ترامب ووزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى السعودية, وإنضم إلى الملك سلمان في رقصة بالسيوف وأمسك بكرة القوة. ذكرت تقارير أن صهر ترامب, جاريد كوشنر, على إتصال وثيق بالمبعوث الإماراتي صاحب النفوذ القوي يوسف العتيبة, وكذلك مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان, الأمير الشاب الذي يقود المملكة نحو التحول الاقتصادي وفقًا لرؤية 2030.

في مؤتمر عُقد يوم 23 مايو, قال وزير الدفاع ورئيس سي آي إيه الأمريكي السابق روبرت جيتس أن قطر "ترحب بالإخوان المسلمين منذ وقت طويل" ووفرت لهم "ملاذًا آمنًا."

قال تيلرسون في تصريحات يوم الأحد من أستراليا (والوزير ماتيس إلى جانبه),"أعتقد أن ما نشهده هو قائمة متزايدة من المهيجين في المنطقة والذين كانوا موجودين منذ فترة, ومن الواضح إنهم تفاقموا لدرجة أن الدول قررت إتخاذ إجراء في محاولة لمعالجة تلك الخلافات. نحن نشجع بالتأكيد الأطراف على الجلوس معًا ومعالجة هذه الخلافات."

تيلرسون لديه تاريخ طويل في قطر. خلال مدة توليه منصب المدير التنفيذي, بنت إكسون معظم مجمع الغاز الطبيعي المسال الضخم في قطر, مستثمرةً حوالي 30 مليار دولار, وتواصل الحفاظ على حصة بنسبة 30% تقريبًا في الأصول, على الأقل حتى تنتهي مدة العقود في وقت ما العقد القادم.

ولحرصها على الحفاظ على روابط وثيقة, عقدت إكسون شراكة مع قطر للبترول التابعة للدولة في مشروعات حول العالم. تتضمن هذه المشروعات محطة جولدن باس للغاز الطبيعي المسال على ساحل خليج المكسيك. رغم أن هذه المحطة بُنيت في الأصل كمحطة للاستيراد, تعمل إكسون وقطر للبترول حاليًا على مشروع بقيمة 10 مليار دولار لتحويل جولدن باس إلى مرفق للتصدير – لنقل الغاز الصخري الأمريكي إلى العالم و, المثير للسخرية, لمنافسة الغاز القطري. يمتلك الشركاء أيضًا محطة الأدرياتيكي للغاز الطبيعي المسال, وهي محطة عائمة قبالة سواحل إيطاليا؛ وشركة لشحن الغاز الطبيعي المسال تُسمى أوشن إل إن جي؛ وحق امتياز للحفر التنقيبي قبالة سواحل قبرص؛ وربما حتى عقد في موزمبيق. لم تعلّق إكسون موبيل حتى الآن حول ما إذا كان الخلاف سيؤثر على عملياتها القطرية.

لقد أجريت حوارًا في 2009 مع تيلرسون لصالح مجلة فوربس حول نقلة إكسون الكبرى إلى الغاز الطبيعي. كان قد سافر إلى الإمارة ثلاث مرات ذلك العام وأصبح مقربًا من والد الأمير الحالي.

يقول تيلرسون, "عندما ألتقي بالأمير, يكون آخر شيء يخبرني به هو: ’سيد تيلرسون, أنت تعرف إننا ملتزمون باتفاقياتنا مع إكسون موبيل, وسوف نحترم اتفاقياتنا دائمًا.‘ وكنت أقدر ما يقوله. وأنا أعتبر كلمته عقدًا, وهذا يعني الكثير في عملنا." يضيف تشيس أنترماير, السفير الأمريكي السابق في قطر: "يتذكر القطريون أصدقاءهم. العلاقات لها أهمية قصوى."

ما يريده تيلرسون وترامب والسعوديون والجميع من قطر الآن هو أن تحترم بنود اتفاقية 2014 لحرمان الإخوان المسلمين من الحصول على ملاذ آمن في دولتها. قال وزير الدفاع السابق روبرت جيتس, في مؤتمر عن تمويل الإرهاب الأسبوع الماضي, أن الوعود الكاذبة من الدوحة ليست كافية؛ يجب أن تصبح قطر أكثر شدة.

"إذا ذهبنا إليهم وقلنا ’هذه الحسابات تديرها حماس لجمع الأموال, إغلقوها.‘ سوف يغلقوها. إذا قلنا, ’نريد طرد هذا الشخص, سوف يطردوه.‘ لكنني لا أعرف أية مناسبة حيث إتخذوا المبادرة, حيث لاحقوا هذه الشبكات, وقاموا بالتحقيقات بأنفسهم, وحددوا الأشخاص المتورطين في هذه الشبكات, واكتشفوا ماذا يفعل الإخوان المسلمون من هناك, وماذا تفعل طالبان بالتحديد من هناك, وهكذا, من تلقاء أنفسهم."

بالطبع جيتس لا يتحدث باسم إدارة ترامب, لكنه قال في المؤتمر, الذي نظمته مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات, إنه إذا استمرت قطر في دعم الجماعات الإرهابية, سوف تفكر الولايات المتحدة بالتأكيد في نقل قاعدتها الجوية. قال جيتس, "الجيش الأمريكي ليس لديه منشآت غير قابلة للاستبدال."

إتفق معه إد رويس, رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي, والذي تحدث في نفس المؤتمر, "أعتقد إنه إذا لم يتغير السلوك, سيكون هناك استعدادًا لدراسة الخيارات الأخرى لنقل القاعدة." 

إذن لماذا تحدث هذه الأزمة الآن؟ تنشر جريدة فاينانشيال تايمز تقريرًا عن أن قادة الخليج غضبوا عندما علموا أن قطر دفعت 1 مليار دولار نقدًا كفدية الشهر الماضي للمسلحين الذين أسروا أمراء قطريين في رحلة صيد في العراق. تذكر فاينانشيال تايمز أيضًا أن المسئولين العراقيين صادروا الحقائب التي تحوي مئات الملايين من الدولارات والتي وصلت العراق "بصورة غير قانونية" على متن طائرات قطرية.

أحد المثيرات الأخرى هو بعض الأخبار الكاذبة على ما يبدو. في يوم 23 مايو نشرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية بيانًا عن تصريحات منسوبة للشيخ تميم والتي تضمنت تأكيدًا بإنه يجب اعتبار حماس "الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني" وأشارت إلى إيران بإنها "قوة لا يستهان بها في إرساء استقرار المنطقة."

كذّبت قطر سريعًا هذه الأنباء وأدعت أن وكالة أنبائها الرسمية تعرضت للاختراق. لكن حينها كانت الأخبار قد تم تداولها في وكالات الأنباء في دول الخليج وضخمتها قناة الجزيرة, الشبكة الإخبارية المملوكة لدولة قطر. يقول كريستيان أولريكسون, الزميل في شئون الشرق الأوسط في مؤسسة بيكر, أن أشخاص موثوقين أكدوا له أن قطر تعرضت للاختراق بالفعل. "إنهم مصرون على أن هذه التصريحات لم تصدر." ومع هذا, يقول, أن عبقرية الاختراق تكمن في أن البيان المزيف يبدو بشكل كبير مثل شيء قد يقوله الأمير, وأن المسئولين في جميع أنحاء دول الخليج افترضوا صحته. سواء كانت أخبار كاذبة أم لا, وقع الضرر وحصل السعوديون على الستار اللازم للتحرك. يقول أولريكسون, "هذا لا يأتي من فراغ."

إذن ماذا يحدث بعد ذلك؟ الحرب الساخنة بين السعوديين والقطريين مستبعدة بشدة, جزئيًا لإنها سوف توقع اثنتان من العائلات الحاكمة في الخليج ضد بعضهما البعض. تحتاج الأنظمة الملكية المتوارثة للتماسك, وحل مشكلاتها من الداخل. الشيخ تميم, 37 عامًا, تولى السلطة منذ أربعة أعوام عندما تنحى والده. لقد كان أول انتقال سياسي سلمي في قطر منذ 100 عام. لقد شهدت أعوام 1913, و1949, و1960 و1995 تنازلات قسرية عن الحكم – حيث تصارعت فصائل مختلفة من عائلة آل ثاني الحاكمة على الحكم. إنقلابات القصور شائعة هناك, ولهذا السبب يرى أولريكسون إنه إذا لم يتحرك الأمير سريعًا لاستئصال المتعاطفين مع الإرهابيين في قطر, ربما يجد نفسه اُستبدل بحاكم مستعد لإتباع نهج أكثر صرامة مع التطرف.

المصدر – فوربس
   

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا