مجموعة بيلدربيرج…تعرف على جدول أعمال الإجتماع الـ65 لحكومة العالم الخفية

أميرة رضا

ترجمة بواسطة – بسام عباس

هناك احتمال ضئيل بأن تجد محلل جيوسياسي هذه الأيام يعارض وجود "قوة ما وراء الكواليس" تقود الوضع الجيوسياسي المتفاقم، حيث أصبحت قطر هدفا رئيسيا لجميع حلفائها السابقين. وقد شهدنا أيضًا هجومًا إرهابيًّا جديدًا في لندن، كما فقدت تيريزا ماي الدعم الشعبي، فضلاً عن الانتخابات وعدد من الأحداث السياسية الهامة الأخرى.

لفهم المصالح الحقيقية التي تقود هذه الأحداث، يجب أن نلقي نظرة على نتائج الاجتماع السنوي الـ 65 لمجموعة بيلدربيرج في بلدة شانتيلي الصغيرة في فيرجينيا. فإنه يتطلب إلقاء نظرة موجزة عما هو هذا النادي في الواقع. وفي إحدى مقالاتها، تشير شبكة فولتير إلى ما يلي:

" في عام 1954، أنشأت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 6) مجموعة بيلدربيرج لدعم التحالف الأطلسي، بهدف جمع شخصيات في المجالات الاقتصادية والإعلامية مع القادة السياسيين والعسكريين من أجل توعية المجتمع المدني بـ "الخطر الأحمر". وبعيدا عن كونه مكانا لاتخاذ القرار، هذا النادي الحصري أصبح تاريخيا منتدى حيث كان على الأعضاء الأكبر سنًّا أن يتلاعبوا بإخلاصهم للندن وواشنطن، فيما يتوقع أن يظهر الأعضاء الأصغر سنا أن المعارضة السوفيتية يمكن أن تثق بهم".
 
ومع مرور الوقت، أصبح الدور الذي تلعبه مجموعة بيلدربيرج في الشئون الدولية أكبر، وأصبح مماثلاً لمواقف مجموعة السبعة ومجموعة العشرين، قد شهدت تطورًا ملحوظًا على مدى السنوات الأخيرة.

وعند مناقشة تأثير وثروة هذه المجموعة، ربما تحصل على انطباع بأن العديد من المحللين مقتنعون بأن المجموعة لديها عملاءها في أغلب حكومات العالم. ووفقًا لبعض المصادر، فإن مجموعة بيلدربيرج وصفت – بكل وضوح – بأنها حكومة عالمية فعلية، حيث جميع المناقشات التي تجريها في اجتماعاتها السنوية بشأن المشاكل التي تتجاوز الحدود الوطنية والحلول المقترحة تناقش باستفاضة، في حين أن الاتجاه العام الذي ينبغي أن يتبعه العالم هو عادة ما يتم تحديده.

 وهناك أيضًا اعتقاد شعبي بأن هذا الاجتماع يضم أغنى العائلات وعملاءها السياسيين، الذين يجتمعون في نقاش سنوي حول الوضع الراهن، وإعادة توزيع الثروة العالمية في المستقبل، وتنسيق الأنشطة المستقبلية، وتطوير الدول البارزة في العالم، وإجراءاتها الممكنة.

ولذلك، ليس من الغريب أن يوصف جدول أعمال الاجتماع الخامس والستين لمجموعة بيلدربيرج بأنه "إدارة ترامب: تقرير تطورات العمل". لذلك، لا يوجد مجال كبير للشك حول طبيعة إدارة ترامب وخضوعها الكامل لتلك المصالح الغنية والقوية التي وصفها ترامب بأنها "مستنقع" خلال حملته الانتخابية.

يجب أن تقلق المجموعة نوعًا ما لأنها تريد مناقشة أداء الإدارة الأمريكية الحالية بعد أربعة أشهر فقط من توليها المنصب، لذلك كان فريق ترامب حريصا على إرسال بعض ممثليه البارزين لإقناع أعضاء المجموعة. وكان من بين المتحدثين البارزين الجنرال هربرت ريمون ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأمريكي، ناديا شادلو، نائبة مساعد الرئيس وموظفة مجلس الأمن القومي المسئولة عن كتابة استراتيجية الأمن الوطني الرسمية لإدارة ترامب؛ وجون أو برينان، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، وكبير مستشاري مؤسسة كيسنجر؛ وديفيد بيترايوس، مدير آخر سابق لوكالة الاستخبارات المركزية وصديق مخلص للأسرة المالكة السعودية، ورئيس معهد كيه كية آر العالمي؛ و ويلبر روس، وزير التجارة الأمريكي؛ وكريس ليديل، مساعد الرئيس ترامب، ومدير المبادرات الاستراتيجية في البيت الأبيض.

وكانت القضية الأهم التي نوقشت خلال الاجتماع الأخير لمجموعة بيلدربيرج هي الانقسام الذي حدث بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وكسر النادي الأنجلوساكسوني المؤثر في كلا البلدين. وقد استاءت لندن مؤخرا من ممارسات واشنطن في استخدام الإرهاب في الشرق الأوسط. ولذلك، خصص اليوم الأول من عمل نادي بيلدربيرج للنقاش بين مؤيدي ومعارضي التطرف الإسلامي. ولذلك حاولت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية و جهاز الاستخبارات البريطاني  التوصل إلى حل توفيقي من أجل الحفاظ على الهدف الرئيسي لحلف الناتو، والذي يتمثل في "الحرب ضد روسيا".

وكان هناك موضوع محوري آخر تمت مناقشته في الاجتماع الأخير وهو مستقبل الوهابية في الشرق الأوسط. حيث يقتنع أعضاء المجموعة بأن هذا الانحراف الديني يجب أن يصبح مهيمنا في الشرق الأوسط. ونتيجة لذلك، ففي حين جددت واشنطن تحالفها مع السعودية، وأقنعتها بالتخلي عن جماعة الإخوان المسلمين مقابل تسليح بقيمة 110 مليارات دولار، فإن لندن تدفع من أجل التوصل إلى اتفاق بين إيران وقطر وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين .

ومع ذلك، فمن أجل أن يبدأ تشكيل عالم "ما بعد الإسلام" المتصور، فمن الضروري تحقيق العديد من الشروط الضرورية. وأحدها تحويل السعودية، أحد الرعاة الأساسيين للإرهاب الدولي، إلى مقاتل أيديولوجي ضده. ولتحقيق هذا الهدف، يضطر الغرب إلى خلق صورة للعدو، ويبدو أن قطر تتناسب تماما مع هذا الدور. وإضافة إلى ذلك، فإن الغرب لا يحتاج إلى قطر كجزء من مشروعه لبناء خط أنابيب الغاز عبر السعودية ومصر وسوريا مع إمكانية الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط ​​لخلق ثقلاً موازنًا أمام توسع الغاز الروسي، لأن مسار الأحداث في سوريا لا يوفر أي شروط مسبقة لذلك.

إلا أن العدو الأكثر شراسة للوهابية هو إيران. التي لا تحتاج إلى بناء خلافة شبحية؛ لأن شعب إيران لديه آية الله، والأرض، وقد خضع لثورة إسلامية بالفعل. ومن ثم فان إيران ستشهد سلسلة من الهجمات الإرهابية في قلب عاصمتها بعد اجتماع المجموعة.

كل هذا يتناسب مع اللغز الشرق أوسطي الذي تصوره مجموعة بيلدربيرج. ومع ذلك، وبمجرد أن تبدأ بريطانيا في تنفيذ مساوماتها مع جماعة الإخوان المسلمين، يمكننا أن نتوقع مزيدًا من الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، حيث الصراع المذهبي الحالي سيتعقد أكثر من خلال "قوى الإسلام السياسي الصاعدة"، والتي تتألف من طهران والدوحة وأنقرة وإدلب وبيروت وقطاع غزة.

جدير بالذكر أن  الإجتماع السنوي الـ 65 لمجموعة بيلدربيرج كان قد إنعقد خلال الفترة من   من 1 إلى 4 يونيو في مدينة شانتلي بولاية فرجينيا الأمريكية. وحضره  131 مشترك ، وكالعادة تمت دعوة مجموعة متنوعة من القادة السياسيين، وخبراء الصناعة والمال، والأكاديميين، ووسائل الإعلام، وقد نوقشت القضايا التالية : 
1. إدارة ترامب: تقرير تطورات العمل
2. العلاقات العابرة للأطلسي: الخيارات والسيناريوهات
3. تحالف الدفاع العابر للأطلسي: الانتقادات و المعلومات والتمويل
4. اتجاه الاتحاد الأوروبي
5. هل يمكن إبطاء العولمة؟
6. الوظائف والدخل والتوقعات غير المدركة
7. حرب المعلومات
8. لماذا تنمو الشعبوية؟
9. روسيا والنظام العالمي
10. الشرق الأدنى
11. الانتشار النووي
12. الصين
13. الأحداث الجارية

المصدر – Jornal-new

 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا