كيف ترى الإمارات السياسة الخارجية لتركيا

مجدي سمير

ترجمة بواسطة – فريق رؤية
ترجمة – مجدي سمير
المصدر – صحيفة جمهوريت التركية


نشرت صحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة – التي تواجه الكثير من القيود من الحكومة التركية في محاولة من الأخيرة لفرض الوصاية عليها- صباح اليوم الأحد، مضمون حوار أجرته مع معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، عضو مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات، تحت عنوان "الإمارات تحذر تركيا من الإسلام الراديكالي" بعث خلاله بعدة رسائل مباشرة إلى تركيا.
وتضمن جزء كبير من الحوار العلاقات التركية الإماراتية، والموقف من التواجد العسكري التركي في الدوحة، ودور أنقرة في الوساطة بين أطراف الأزمة الخليجية، والموقف من جماعة الإخوان والدعم التركي لعناصر متشددة في المعارضة السورية، وإيواء أنقرة لعناصر مطلوبة أمنية، فضلًا عن الخلاف أنقرة والقاهرة، وفي جزء آخر من الحوار تدرك إلى بعض القضايا الإقليمية.

دعم "الإخوان المسلمين"
خلال رده على سؤال بشأن "كيف ترى التعاون التركي القطري في القصية السورية؟"، أكد الوزير الإماراتي أن تركيا كانت مصرًة على دعم جماعة المسلمين والمعارضة السورية منذ البداية.
وأوضح أن كل أزمة تخلق ديناميكيتها وآلياتها التي تخرج من السيطرة بعد فترة، "أتذكر حوار دار بيني ورئيس الحكومة التركية الأسبق أحمد داود أوغلو منذ فترة، قلت له (بالنسبة لك هل ستتبنى تركيا الحوار السياسي مع الأزمة السورية، أم ستواصل منهجها الحالي؟)، فعارضني. وفي الواقع إذا استعرضنا الأحداث السابقة سنجد أن الأتراك كانوا مصرًين على دعم وإيواء عناصر المعارضة السورية وجماعة الإخوان، وبالنسبة لي فإن ذلك لم يكن بالأمر الصائب، إذ تحولت المعارضة إلى مجموعة راديكالية متشددة، فكان علينا منذ البداية التمسك بالحل السياسي لحل الأزمة السورية".

حيادية سياسية
ناشد قرقاش، تركيا بتبني الحيادية السياسية في كافة قضايا المنطقة، قائلًا "على تركيا التمسك بالحيادية، يربطها بينا وبكافة دول المنطقة علاقات ومصالح كثيرة، وعليها ألا تنحاز لطرف دون آخر، والحفاظ على بناء علاقات سياسية طيبة مع الجميع. أما العلاقات الاقتصادية والتجارية جيدة، كما أنها وجهة سياحية هامة بالنسبة لنا"، وذلك خلال تعليقه حول دور الوساطة التي تحاول أنقرة شغلها في الأزمة الخليجية الراهنة.

القاعدة التركية
وأوضح أن ليس هناك مانع من التعاون العسكري بين قطر وتركيا، وذلك خلال تقيمه للمناورات العسكرية الأخيرة بين البلدين، ووضع القاعدة العسكرية التركية في قطر، مؤكدًا أن "الخلاف ليس في الوجود العسكري التركي في قطر، ولكن في التوقيت. إذ أن الدوحة وأنقرة وقعتا عام2014 اتفاقية بشأن تأسيس قاعدة عسكرية تركية في الأراضي القطرية، ولم يعترض أحد آنذاك على هذا التعاون، إلا أنه بمجرد اندلاع الأزمة الخليجية رأينا تدفق القوات التركية نحو الدوحة وتعزيز تواجده في القاعدة العسكرية، فرغم مرور ثلاث سنوات إلا أن الاتفاقية لم تدخل حيز التنفيذ إلا مع بداية الخلاف، ما يجعلنا ننظر بشكل مختلف إزاء هذا الأمر".

إيواء هاربين
وحول الموقف التركي من قائمة العناصر والكيانات الإرهابية التي قدمتها دول الخليج إلى قطر كأحد شروط المصالحة، قال قرقاش"لا أعلم كم شخص من الوارد أسمائهم في هذه القائمة متواجد حاليا في تركيا، إلا أني أعلم أن نحو 4 أو 5 أشخاص إماراتيين منهم والمصنفين (إرهابيين) والصادر ضد بعضهم أحكام قضائية متواجدين داخل الأراضي التركية حاليًا، فمنهم من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين ومنهم من ينتمي إلى حزب الأمة الذي تربطه علاقات قوية بمجاهدي تنظيم القاعدة".
وتابع "طالبنا الحكومة التركية بتسليمنا هذه العناصر الإرهابية منذ فترة، إلا أننا لم نتلقى أي رد على طلبنا حتى الآن".

جماعة الخدمة
أما عن الموقف الإماراتي من عناصر "جماعة الخدمة" بزعامة فتح الله جولن والمصنفة جماعة إرهابية في تركيا، أوضح الوزير الإماراتي أنه عقب أحداث الانقلاب التركي الفاشل، رًحلت السلطات الإماراتية بعض العناصر التابعة للجماعة، ولكن ليسوا من المقيمين بل من المسافرين القادمين على رحلات ترانزيت، مشيرًا إلى أنه لم يتلق أية طلبات رسمية من الحكومة التركية بهذا الشأن، ولكن انحصر الأمر في مطالبات شفهية خلال لقاءات ثنائية بين مسؤولي البلدين.

دعم الانقلاب هراء
وصف قرقاش بعض الأخبار التي تداولت إعلاميًا على لسان الرئيس التركي أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو بشأن الادعاء بتمويل بعض دول الخليج للانقلاب التركي بثلاثة مليارات دولار بكونها "هراء" لا صحة لها، وأنها صادرة عن بعض جماعات الإسلام السياسي التي تستهدف المجتمعات الإسلامية المحافظة.

خلافان مع تركيا
"تربطنا علاقات جيدة مع تركيا على المستوى السياسي، إلا أن يشوبها خلافان هامان" حسب وصف قرقاش، موضحًا أن "أولهما الدعم التركي لجماعات الإسلام السياسي المختلفة واستضافة بعض عناصر المعارضة العاملة على زعزعة استقرار البلاد، أما ثانيهما يتمثل في الخلاف القائم بين أنقرة والقاهرة، إذ تعد مصر دولة مهمة لكونها مصدر لاستقرار العالم العربي. ويرى أنه قد حان الوقت لحل الخلاف بين البلدين عبر الحوار، وهذا أمر هامًا جدًا بالنسبة للمنطقة".

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا