كيف تساهم الأدوية المسكنة للألم فى إنخفاض أعداد القوى العاملة؟

أميرة رضا

ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح

تشكّل الزيادة في أعداد "الوصفات الطبية للأدوية الأفيونية المسكنة للآلام" بين عامي 1999 و2015 ما نسبته 20 بالمائة من الانخفاض الملحوظ في مشاركة الرجال في قوة العمل خلال الفترة الزمنية ذاتها.

في بحث بعنوان: "أين ذهب العمال؟ تحقيق بشأن انخفاض معدل المشاركة في قوة العمل الأمريكية", ينظر الباحث في جامعة برينستون "آلان كرويجر" في آثار وباء الأدوية الأفيونية على المستوى المحلي والوطني.

ومن أهم الاستنتاجات التي خلص إليها البحث:

التفاوت في معدلات الوصفات الطبية للأدوية الأفيونية في عموم الولايات المتحدة يُعزي في جزء كبير منه إلى الاختلافات في الممارسات الطبية, وليس الاختلافات في الظروف الصحية.

يتم استخدام مسكّنات الألم بصورة أوسع نطاقا في المقاطعات التي يصف فيها أخصائيو الرعاية الصحية لمرضاهم كميات أكبر من الأدوية الأفيونية, مع زيادة بلغت 10 بالمائة في نسبة الوصفات الطبية للأدوية الأفيونية المسكنة للفرد الواحد, وهذه الزيادة مرتبطة بزيادة قدرها 2 بالمائة في عدد الأفراد الذين يبلّغون عن تعاطيهم لمسكّنات الألم في أي يوم من الأيام. وعند حساب نسبة الأفراد من ذوي الإعاقة, وتبليغات الأفراد عن وضعهم الصحي, والخصائص الديموغرافية للأفراد, فإن تأثير تلك الأدوية الأفيونية ينخفض إلى النصف تقريبا, لكن هذه النسبة تظل كبيرة من الناحية الإحصائية.

 خلال السنوات الخمس عشر الماضية, انخفض معدل المشاركة في قوة العمل بصورة أكبر في المقاطعات التي زادت فيها الوصفات الطبية للأدوية الأفيونية. يصل "كرويجر" لهذه الخلاصة عبر ربطه بين معدلات الوصفات الطبية للأدوية الأفيونية على مستوى المقاطعات في عام 2015, وبين البيانات الخاصة بقوة العمل على مستوى الفرد بين عامي 1999-2001, وعامي 2014-2016. ولمعلومات أكثر بشأن العلاقة بين معدلات الوصفات الطبية وبين معدل المشاركة في قوة العمل, يُرجى الاطلاع على هذه الخرائط.

وجد الباحث "آلان كرويجر", في بحث سابق له قدمه خلال مؤتمر في بنك بوسطون الفيدرالي في عام 2016, أن حوالي نصف الرجال الذين هم في مقتبل العمر, والذين لا يشاركون في قوة العمل, يتعاطون مسكّنات الألم بصورة يومية, وأن ثلثي هؤلاء الرجال- أو نحو 2 مليون رجل- يتعاطون مسكّنات ألم وصفها لهم الأطباء بصورة يومية. وفي استقصاء آخر للمتابعة في عام 2017 شمل فئة فرعية من مجيبين سابقين على الاستقصاء, وجد كرويجر أن ثلثي الرجال غير المشاركين في قوة العمل, والذين يتناولون أدوية مسكّنة للألم, استخدموا التأمين الصحي  لشراء مسكّنات ألم موصوفة من جانب الأطباء, 

بلغ معدل المشاركة في قوة العمل في الولايات المتحدة ذروته في أوائل عام 2000 حيث وصل إلى 67,3 بالمائة, لكنه استمر في الانخفاض منذ ذلك الوقت, حيث انخفض إلى أدنى مستوى له منذ أربعين عاما ووصل إلى 62,4 بالمائة في سبتمبر من عام 2015. لقد شهد معدل المشاركة في قوة العمل بين الرجال في عمر الشباب انخفاضا ملحوظا. وكانت ايطاليا في عام 2015 هي الدولة الوحيدة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي لديها معدل مشاركة أقل في قوة العمل مقارنة مع الولايات المتحدة.

 لقد كان العاملون الذين يبلغ عمرهم 55 عاما فما فوق هم الفئة العمرية الوحيدة التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في معدل المشاركة في قوية العمل خلال العقدين الماضيين. إن ارتفاع معدل مشاركة النساء في قوة العمل زاد من معدل المشاركة في سوق العمل الأمريكي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية, لكن هناك دليل يشير إلى أن تحوّل الأجيال هذا, والذي جذب أعدادا متزايدة من النساء إلى قوة العمل, قد وصل إلى نهايته.

المصدر – مركز بروكنجز
 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا