ضرورة خروج القاعدة الأمريكية من قطر.. الجنرال تشارلز أحد مؤسسي قاعدة العُديد يوضح الأسباب

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – فريق رؤية

المصدر – فوكس نيوز
ترجمة – شهاب ممدوح

حان الوقت لأن تنتهي الخرافة الموجودة في واشنطن, والتي تقول إنه يجب على الولايات المتحدة أن تتحلى بالحذر في مواجهة قطر بشأن دعمها لإيران وحماس والجماعات الإسلامية المتطرفة, حتى تتجنب خسارة القاعدة الاستراتيجية الأمريكية الجوية في قطر.

بوصفي شخصًا ساعد في تأسيس العمليات الأمريكية الجوية في قطر عام 2001, أستطيع أن أقول شيئين بثقة كبيرة: بإمكان الجيش الأمريكي مغادرة قطر بنفس السرعة والسهولة التي وصل بها إلى هناك, وإن حاجة قطر للولايات المتحدة أكبر بكثير من حاجة أمريكا لقطر.

بعد أقل من 48 ساعة على اصطدام الطائرات بمركز التجارة العالمي ومبني البنتتاغون في الحادي عشر من سبتمبر 2001, وصلت إلى قطر لتأسيس مركز للعمليات الجوية في قاعدة "العُديد" الجوية, الموجودة خارج الدوحة, وذلك لدعم الحرب المقبلة في أفغانستان. بنى القطريون قاعدة العُديد في عقد التسعينيات لخدمة سلاح الجو القطري, وبالرغم من أناقتها, إلا أنها كان ضخمة بصورة مبالغ فيها. 

ومع وجود عدد من حظائر الطائرات المؤقتة وإمدادت ثابتة من الوقود, كان لدينا ما نحتاجه لإطلاق عمليات قتالية جوية على مدار الساعة في أقل من أسبوع.

خلال 18 شهرًا, وفي وقت زادت فيه وتيرة استعدادات الولايات المتحدة للحرب في العراق, ضخّ البنتاغون الأموال لبناء منشآت عسكرية من أجل نقل مركز عمليات التحالف الجوية من قاعدة الأمير سلطان الجوية لقاعدة العُديد القطرية, وتأسيس مقرّ متقدم للقيادة المركزية الأمريكية.

تحوّلت قاعدة العُديد بين عشية وضحاها لتصبح المركز الأساسي لحربين كبيرتين. ومن وجهة نظر وزارة الدفاع الأمريكية, لم يكن ذلك الأمر صعبًا, ولا مكلّفا.

اليوم, وفي ضوء حالة القلق المتزايدة لدى صنّاع القرار في إدارة ترمب والكونغرس بشأن سياسة قطر الخارجية التي تعاني من الفصام, نسى البعض كيف وصلنا إلى قاعدة العُديد. يخشى البعض أن ممارسة الضغط على قطر, قد يجعلنا نخسر أصلاًً من أصول الأمن القومي يثفترض أنه بالغ الأهمية. لكن التاريخ يذكّرنا بأن هذا ليس صحيحًا بالمرة.

قاعدة العُديد ليست مهمة للأمن القومي الأمريكي. إن تلك القاعدة ملائمة بالنسبة لنا, لكن المنطقة بها الكثير من الخيارات الملائمة بنفس الدرجة. بمقدور الولايات المتحدة ان توّسع وجودها في قاعدة "الظفرة" الجوية في دولة الإمارات, أو حتى أن تعود إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية. علاوة على ذلك, يخصص البنتاغون ميزانية قدرها 143 مليون دولار لعمل تحديثات في قاعدة جوية إستراتيجية في الأردن.

إن الولايات المتحدة لم تبنِ قاعدة العُديد. نحن فقط أجرينا استثمارات إضافية في البنى التحتية في تلك القاعدة القطرية. لكن هذا الاستثمار لا يبرر التغاضي عن هذا البلد المضيف (قطر) الذي يتعاون مع إيران وحماس والمتطرفين السنّة في سوريا والإخوان المسلمين, خاصة عندما تكون هناك قواعد أخرى بديلة في المنطقة.

إن قطر لديها تاريخ طويل في توفير ملاذات آمنة للقادة الإرهابيين, ومن بينهم العقل المدبّر لهجامت الحادي عشر من سبتمبر, خالد الشيخ محمد. لقد وصف مسؤول رفيع في وزارة الخزانة الأمريكية قطر, في مارس 2014, بأنها "سلطة متساهلة" بسبب تمويلها غير المشروع لجماعات إرهابية في سوريا, من بينها تنظيم داعش وجبهة النصرة.

لقد استضافت قطر منذ عام 2012 قادة كبار من حركة حماس -وهي منظمة مصنفة إرهابية- ومن بين هؤلاء إرهابيون خططوا لقتل مواطنين أمريكيين. كما أن جزءًا كبيرًا من البنية التحتية للأنفاق, وتكنولوجيا الصواريخ التي استخدمتها حماس في ثلاثة حروب مع إسرائيل في العقد الأخير, جرى تمويلها وبناؤها بمساعدة قطر.

كشفت الوثائق الأخيرة الخاصة بأسامة بن لادن التي أفرجت عنها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية, كيف ارتبطت قطر ارتباطًا وثيقا بإيران لسنوات. من الواضح أن بن لادن كان يعتبر قطر وإيران راعيين أساسيين لتنظيم القاعدة.

لقد موّلت قطر جماعات مرتبطة بالإخوان المسلمين, حيث تتقاطع مصالح تلك الجماعات مع بن لادن, كما أنها غذت التطرف عبر محطة الجزيرة ورجال دين يحظون برعايتها ويقيمون على أراضيها. موّلت إيران هي الأخرى العديد من الجماعات المرتبطة بالإخوان, وزوّدتهم بكل شيء بداية من التدريب وحتى الدعم اللوجيستي-مثلما فعلت قطر مع القاعدة.  

هناك الكثير من الأدلة, خاصة لو نظرنا إلى سياسة قطر الخارجية الحقيقية التي تمثلها الجزيرة, التي تشير إلى تورّط قطر في صراعات بالوكالة في المنطقة.

ففي البحرين عام 2011 مثلا, حظيت "الانتفاضة" بتغطية داعمة من جانب تلك المحطة القطرية الإخبارية الشهيرة. لكن الجزيرة تجاهلت بصورة كبيرة النفوذ الإيراني الكبير خلف تلك "الاحتجاجات" المثيرة للريبة.

فلننظر إلى ما حدث عندما أعلنت الدول العربية الست في مجلس التعاون الخليجي ,بالإضافة إلى مصر, مقاطعتها لقطر في هذا الصيف, حيث كانت إيران وجماعة الحوثي,المدربة والممولة من جانب إيران, من بين أول الكيانات الأجنبية التي ادانت ذلك الإجراء.  

هذا يذكرنا عندما كانت كوريا الشمالية أول دولة تدين الضربة الجوية الإسرائيلية ضد سوريا في عام 2007, والتي دمرت منشآة نووية يُعتقد أن كوريا الشمالية بنتها هناك.  

تطلب الولايات المتحدة من حلفائنا ان يواجهوا بقوة الإرهاب بكل أشكاله, وأن يردعوا التوسُّع والعدوان الإيراني. لكن كيف لنا ان نستمر في مطالبة حلفائنا بفعل ذلك, إذا غضضنا الطرف عن قطر؟

إننا نمر اليوم بلحظة تاريخية في الشرق الأوسط, حيث تتغير التحالفات, وتشهد الصراعات التاريخية عملية إعادة تنظيم, وأصبح مستقبل المنطقة غامضًا. إن التحالفات تتطوّر عبر التاريخ, وينبغي على مصالح الأمن القومي الأمريكي أن توجّه هذا التطوّر. على أي حال, ما الفائدة من التحالف مع دولة ليست في الواقع حليفة؟

إن قطر لديها الحق بالاختيار. إما ان تكون حليفا للولايات المتحدة, وتواجه كل الإرهابيين والمتطرفين, وأن تنحاز لقضايا الامن الوطني الأمريكي ضد إيران ووكلائها, أو أن تستمر في سياستها الخارجية المزدوجة.

أيًا كان خيار قطر, فإنه يتعين على صنّاع القرار الأمريكيين أن يتذكروا أن الولايات المتحدة لم تعتمد مطلقا في الماضي, ولن تعتمد في المستقبل, على وجودها العسكري في قاعدة العُديد الجوية. ينبغي علينا أن نبلغ حكام قطر بأنهم إذا لم يغيّروا سلوكهم, فإننا سنخرج بكل سهولة من القاعدة.

 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا