واشنطن بوست | ثورة الإيرانيين تفضح أخطاء أوباما

آية سيد

ترجمة بواسطة – آية سيد

قال الرئيس أوباما إن هذا لن يحدث. لكنه يحدث!

الحديث هنا عن إيران، بالطبع. انتشرت الاحتجاجات في أنحاء البلاد ووصلت إلى أعداد ضخمة. لم يعد النظام قادرًا على السيطرة عليها. يبدو أن أيام الملالي باتت معدودة. أصبح تغيير النظام الذي اعتقد أوباما أنه مستحيل مطروحًا بشدة.

لثلاثة أيام على التوالي هذا الأسبوع، وردت تقارير عن احتجاجات في الريف الإيراني، في أصفهان، وشيراز، ومشهد، وشاهين شهر ونجف آباد. في شيراز، صُوِّر المحتجون وهم يهتفون بشعارات مناهضة للنظام، وللرئيس الإيراني سيئ الحظ حسن روحاني، ولقوات الأمن الإيرانية. في أحد مقاطع الفيديو المصورة للمشهد، هتف المحتجون "يجب أن يرحل الملالي!" و"اخجل يا روحاني، اترك البلاد!" حرق المحتجون أيضًا دراجات نارية تابعة لعصابات النظام.

على الرغم من أن عددهم الآن بضعة آلاف فقط، إلا أن الاحتجاجات تتصاعد، وتخرج عن سيطرة الحرس الثوري الإيراني المتشدد وأنصاره المتشددين.

تنهار العملة الإيرانية، وصار المواطنون الإيرانيون العاديون يدركون أن النظام دمر الاقتصاد ورهن المستقبل من أجل تمويل المغامرات العسكرية والإرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا،حيث أهدر مليارات الريالات في حساباته الخارجية. لقد تمزقت الشرعية التي كان يتمتع بها النظام من قبل على نحو لا رجعة فيه.

قال شاهين جوبادي، المتحدث باسم حركة مجاهدي خلق، أكبر حركة مقاومة في إيران، "إن استمرار وتكرار الاحتجاجات طوال 2018، بالرغم من القمع المنتشر والاعتقالات والإعدامات اليومية المصممة لترهيب الشعب، يعكس إحساس الإيرانيين المتزايد بأن الحل الوحيد هو تغيير النظام على يد الشعب. إنه يثبت أيضًا أن السياسة الصحيحة للنظام الدولي بخصوص الثيوقراطية الحاكمة هي سياسة الحزم. إن نظام الملالي يتجه بسرعة نحو الهاوية، وينبغي على العالم أن يقف إلى جانب الشعب الإيراني في بحثه عن الحرية."

هذه الاحتجاجات حقيقية. إنها نتيجة لسخط حقيقي من الشعب الإيراني، ولم تحرض عليها جماعات خارجية. إنها تحدث دون دعم القوات الأمريكية. بعبارة أخرى، يرغب الشعب الإيراني في تولي هذا الأمر بنفسه.

إن ما يحتاجه هؤلاء الإيرانيون الشجعان هو دعمنا المعنوي – والضغط المالي المتواصل على النظام. إذا استطاع الرئيس ترامب وإدارته سلب قدرة الملالي على إثراء أنفسهم وسرقة الشعب الإيراني،سيُقدِّم للشعب الإيراني خدمةً عظيمة. إن منع صادرات النفط الإيرانية ومنع إيران من استخدام النظام المصرفي العالمي سيهيئ الظروف اللازمة لتغيير النظام من داخل إيران.

إن إدارة أوباما، التي راهنت على الانخراط مع الملالي بدلًا من مواجهتهم، علمت جيدًا قوة الضغط الاقتصادي الأمريكي. لقد علمت أن النظام لا يستطيع التعامل مع العقوبات المالية طويلة الأجل التي كان الكونجرس مصممًا على فرضها. لهذا السبب عمل أوباما جاهدًا للحصول على اتفاق – أي اتفاق – من شأنه أن يعفي طهران من العقوبات.

الآن يوجد زعيم جديد. الرئيس ترامب ليس خائفًا من فرض أقصى حد من الضغط على النظام. الروس يعلمون هذا، والصينيون يعلمون هذا، والإيرانيون أيضًا يعلمون هذا.

والآن يبدو أن الشعب الإيراني يعلم هذا. إنه يستحق دعمنا.

هذه الانتفاضة لن تنتهي مثل تلك التي حدثت في 2009 والتي تجاهلها أوباما. لا توجد رصاصة سحرية مثل اتفاق نووي جديد من جانب واحد لمنح النظام 150 مليار دولار أخرى لإنقاذ الملالي. لقد أنفق النظام كل الأموال التي أعطاها له أوباما بطريقة تفتقر للحكمة. الآن عليه أن يجني ثمار ما فعله.

يريد الشعب الإيراني التغيير. إنهم يحتاجون للمساعدة. لصالح العالم، والسلام، وأطفالنا في المستقبل، دعونا نحقق لهم ذلك.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا