علماء آثار يكشفون النقاب عن حقبة العصر الحجري الحديث لمدينة العين

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح
رؤية
 
وفقًا لما أُعلن عنه يوم الأحد، فقد أظهرت الاكتشافات التي قام بها علماء الآثار التابعون لدائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي، التاريخَ الثريَّ الممتدَ للعصر الحجري الحديث للسكان الأصليين لمدينة العين.  

إن هذه الاكتشافات تجعل من تلك المنطقة واحدةً من بين أقدم الأماكن المأهولة باستمرار في العالم. وفقًا لعلماء الآثار، فقد وفّرت مدينة العين لسكانها، بفضل واحاتها وبيئتها الغنية، مجموعة متنوعة من الفرص، من بينها زراعة المحاصيل في الحقول واستخراج النحاس والأحجار من الجبال القريبة.

لقد جرى استخراج النحاس ومعالجته في “العين” قبل نقله إلى الساحل في شكل سبائك لشحنه عبر الطرق التجارية التي جرى تأسيسها في حقبة العصر الحجري الحديث. وبفضل معرفتهم بالبحار، أسس رائدو الأعمال في العصر البرونزي ميناءً تجاريًا في جزيرة “أم النار” الواقعة مباشرة بجوار مدينة أبو ظبي الحديثة. لقد تحوّل ذلك الميناء إلى مركز للتجارة الدولية، وبهذا واصل رائدو أعمال العصر البرونزي تقليدًا بدأه أسلافهم في العصر الحجري الحديث في مستوطنات ساحلية مثل “مروح” قبل آلاف السنين، وهو تقليد تُحافظ عليه أبو ظبي حتى اليوم.

يقول “محمد خليفة آل مبارك”، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي: “لقد أدرك الأب المؤسس لدولة الإمارات، الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أهمية فهم التاريخ القديم، وشجّع العمل الميداني في مدينة العين منذ عِقد الستينيات فصاعدًا. إن الاكتشافات التي يحققها فريق علماء الآثار التابع لنا مذهلة، وتكشف تفاصيل مدهشة بشأن أسلافنا، وأسلوب حياتهم، وصمودهم وعبقريتهم”.   

ويضيف آل مبارك: “إن هذه التفاصيل التي تكشف عن تاريخنا وثقافتنا المبكرة هي تربوية وملهمة للجميع، لا سيما لأجيالنا الشابة، إذ تساعدهم تلك الاكتشافات في معرفة وتقدير أسلافهم الإماراتيين”.

ووفقًا لعلماء الآثار، فإنه ومع استمرار نمو تلك المنطقة، بدأ الناس في بناء أبراج محصّنة من الحجارة والطين. ويعود تاريخ واحدة من تلك الأبراج – برج هيلي 8- إلى نحو خمسة آلاف سنة مضت، وقد اكتشفه علماء آثار فرنسيون جرت دعوتهم للإمارات في عقد الثمانينيات.

لقد استخدم سكان مدينة العين في العصر البرونزي أيضًا النحاس الموجود بالجبال القريبة لصناعة أسلحة وأدوات زراعية، من أجل توفير الأمن والرخاء. وقد عُثر على بعض تلك الأدوات أثناء الاكتشافات التي جرت في “القطارة” بمدينة العين. وقد كشفت عمليات التنقيب التي جرت في مقبرة بتلك المنطقة، والتي يتراوح تاريخها بين ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مضت، عن عشرات الأسلحة المعدنية التي تشهد على العبقرية والإتقان التكنولوجي في ذلك العصر.

ومع قرب نهاية العصر البرونزي، حوالي ثلاثة آلاف سنة مضت، كان سكان مدينة العين قد أسّسوا بالفعل أساسيات الحياة في تلك الواحة الغنية.

اكتشافات العصر الحديدي

خلال العصر الحديدي، أي منذ ثلاثة آلاف سنة مضت تقريبًا، أدّى إنشاء أفلاج الري إلى توسّع سريع بالزراعة في عموم منطقة العين.

يقول “بيتر ماجي”، رئيس الآثار في دائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي: “يعود تاريخ الأدوات الحجرية التي عُثر عليها في تلك المواقع إلى نحو ثمانية آلاف سنة مضت، وذلك بناءً على تقنية التأريخ باستخدام الكربون الإشعاعي في مواقع أخرى بالإمارات. إن بعض أنواع الأدوات التي عُثر عليها في محيط مدينة “اليحر” ربما تعود لتاريخ أقدم من ذلك”
لقد كانت أنظمة الأفلاج للري ثمرة من ثمار المعرفة التي تناقلت من جيل لآخر حول أماكن وجود المياه وكيفية حفر الأنفاق بطريقة آمنة، وكيفية استخدام المواسم لزراعة المحاصيل، واستخدم السكان التكنولوجيا التي أتقنها أسلافهم في الجبال المحيطة بالعين خلال العصر البرونزي، لصناعة الأدوات الضرورية لحفر أفلاج الري والعمل في الحقول. إن الأفلاج الموجودة في مدينة العين ومناطق أخرى بالإمارات توفر أقدم دليل معروف على هذه التكنولوجيا من أي مكان آخر في العالم، وفقًا لما يقوله الخبراء. 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا