الصحافة الفرنسية | كارثة إنسانية في إدلب .. فوضى جديدة بالشرق الأوسط.. والعراق يتحول إلى منصة صواريخ إيرانية؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد شما
هل تتجه سوريا نحو "كارثة إنسانية" جديدة في إدلب؟

تحت عنوان "هل تتجه سوريا نحو "كارثة إنسانية" جديدة في إدلب؟" عرض موقع "صحيفة العالم العربي" الفرنسية تخوف الأمم المتحدة من وقوع خسائر فادحة بين المدنيين وتشريد ما يصل إلى 800 ألف شخص؛ جراء المواجهات بين المتمردين وقوات النظام السوري.
وأضاف الموقع أن نحو مليونين ونصف المليون مدني في إدلب، شمال شرق سوريا يتأهبون لمعركة وشيكة حيث تقف القوات العسكرية على أهبة الاستعداد داخل وحول آخر معاقل المتمردين الكبيرة في البلاد. فمن جهة، تمتلك جماعة حياة تحرير الشام، التابعة لتنظيم القاعدة، والتي يرأسها "أبو محمد الجولاني"، 25 ألف رجلًا وتسيطر على أكثر من نصف الأراضي، كما أن هناك العديد من الجماعات الإسلامية المتمردة التي اتحدت تحت لواء الجبهة الوطنية للتحرير.

وفي مواجهة هؤلاء المتمردين البالغ عددهم 70 ألف مقاتل، يقف عل الجانب الآخر الجيش السوري البالغ قوامه 80 ألف جندي يدعمهم الحليف الروسي بعشرات الطائرات.

الخروج من المدينة
كان وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" قد أعطي "بشار الأسد" الضوء الأخضر ومنحه الحق، وفقا له، في ملاحقة "الإرهابيين" في إدلب. فيما ذكر نظيره السوري "وليد المعلم"، أثناء زيارته إلى موسكو، أن القوات الحكومية "ستذهب حتى النهاية" في عملية استعادة السيطرة على المدينة. وبحسب بيان له، فإن الجيش السوري لن يستخدم الأسلحة الكيماوية، لأنه لم يعد يملكها بأي شكل من الأشكال.

كما قال وزير الخارجية السوري أيضًا إن الجيش سيحاول تجنب مقتل المدنيين، ولكن ليس بما يكفي لطمأنة الأمم المتحدة، التي تشعر بالقلق إزاء أعدد الضحايا والمشردين الذين بلغ عددهم 800 ألف خشية اندلاع المعركة الوشيكة. من جانبه قال "ستيفان دي ميستورا" مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى سوريا إنه يستعد للذهاب إلى إدلب من أجل فتح ممر إنساني، وأشار إلى أنه حاول التدخل أثناء استعادة الجيش السوري لحلب ولكن دون جدوى! والنتيجة كانت قضاء آلاف الأشخاص بسبب أن مقاتلي جبهة النصرة رفضوا مقترحي بمرافقتهم حتى الخروج من المدينة، فيما أكد دي ميستورا أنه مستعد للتدخل بكافة السبل للحد من الخسائر المنتظرة بين المدنيين.

القمه الثلاثية
يتخوف الكثيرون من "كارثة إنسانية"، على حد تعبير نائب السفير السويدي "كارل سكو". فيما قال "جون جينج"، مدير العمليات بإدارة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة: "لقد شهدت الأسابيع الماضية تدهورًا خطيرًا في الوضع الإنساني في الشمال الغربي السوري، وعلى مجلس الأمن مسئولية كبيرة لضمان تخفيف التصعيد في إدلب والمناطق المحيطة بها، وتأمين ممر إنساني بدون معوقات لوصول المساعدات وضمان حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية".

وفي محاولة منها لتحذير السكان، أسقطت القوات الجوية السورية منشورات تدعو السكان إلى الابتعاد عن مواقع المتمردين والإرهابيين والتعاون مع القوات الحكومية التي فتحت بدورها ممرات آمنة جنوب شرق إدلب، للسماح للمدنيين بالفرار. ومن المفترض أن يكون قد فر نحو 15 ألف شخص – معظمهم من النساء والأطفال – بالفعل عبر هذه الممرات تحت رقابة الشرطة العسكرية الروسية. وفي انتظار نتائج القمة الثلاثية بين روسيا وإيران وتركيا، ولا أحد يعلم مصير المليونين ونصف المليون مدني المحاصرين في إدلب.

هل يتحول العراق لمنصة لإطلاق الصواريخ الإيرانية؟
تساءل موقع "راديو فرنسا الدولي" عن تحركات إيران لنقل صواريخها إلى الداخل العراقي، حيث نشر تحت عنوان: "هل يتحول العراق لمنصة لإطلاق الصواريخ الإيرانية؟" وقال الموقع: إنه فضلاً عن تسليمها صواريخ إلى المليشيات الشيعية في العراق، تمكنت طهران من التوصل لإنتاجها هناك.  وتساءل: هل إيران بصدد جعل جارتها، العراق، قاعدة متقدمة لصواريخ أرض- أرض قصيرة المدى؟ فيما نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية رصدها لصواريخ سلمتها طهران إلى ميليشيات شيعية تسيطر على أجزاء من الأراضي العراقية.

وتابع الموقع: وسلمت إيران في الماضي صواريخ مماثلة لحزب الله حليفها في لبنان، وستكون بعض هذه الأسلحة بحوزة الميليشيات الشيعية في العراق، كما سيمكنها إنتاج بعض هذه الصواريخ على الأراضي العراقية؛ الأمر الذي لن يثمر عن شيء سوى تفاقم انتشار هذه الأسلحة في المنطقة.

صُنع في العراق
ووفقًا لمصادر غربية وإقليمية، فإن طهران ستنتج الأسلحة في مصانع عراقية سابقة عبر استخدام المليشيات، كالأيدي العاملة وإرسال مهندسين لإعادة تشغيل خطوط التجميع.

وقد تحددت مواقع من تلك المصانع بالفعل، بما في ذلك مواقع بشرق بغداد وشمال كربلاء، ويؤكد مصدر أمني عراقي أنه قد جرى بالفعل اختبار المنتجات وتجربتها. كما يؤكد مسئول أمريكي – رفض الإعلان عن اسمه – أنه جرى مؤخرًا نقل صواريخ دون توضيح قدراتها العملياتية.

صواريخ يصعب اكتشافها
تشمل العملية ثلاثة أنواع من الصواريخ، منها نُسخ معدلة من صواريخ "زلزال"، والتي تسمى "فتح 110" وذو الفقار، التي يمكن إطلاقها على مسافات تتراوح بين 200 و700 كيلومتر، والتي يمكن أن تطال القواعد الأمريكية في المنطقة (الرياض وتل أبيب) حال إطلاقها من جنوب أو غرب العراق. ويمكن إطلاق هذه الصواريخ أيضًا من منصات متحركة مثبتة على مركبات الطرق الوعرة، الأمر الذي يُصعب من اكتشافها.

وفي حين تتعرض إيران لاتهامات بتسليم صواريخ إلى اليمن، يمكن لنشر أسلحتها في العراق أن يعطيها مزيدًا من العمق الاستراتيجي، فضلًا عن إمكانية شن عمليات انتقامية موسعة في حال تعرضت أهدافها في المنطقة لضربات القوات الأمريكية أو الإسرائيلية.

الفوضى الجديدة في الشرق الأوسط
نشر موقع "فرانس كولتور" الفرنسي تحليلًا تحت عنوان: "الفوضى الجديدة في الشرق الأوسط"، قال فيه إنه من المغرب العربي إلى اليمن والعراق وسوريا، تعم فوضى دائمة استقرت تدريجيًا، أطاحت بالآمال الهشة لبناء نظم حكم جديدة.

وقد نشرت جريدة "لوكورييه أنترناسيونال" ملفًا خاصًا بهذا الموضوع، يدور حول مقال كبير للكاتب "مارك لينك" بالمجلة الأمريكية "فورين أفير"، حيث يقول: لقد تحولت الحرب الأهلية في سوريا إلى واحدة من أسوا الكوارث في التاريخ، حيث أسفرت عن مقتل نصف مليون شخص ونزوح أكثر من 10 ملايين آخرين. أما العراق فقد أحرز تقدمًا كبيرًا في الحرب ضد داعش، بيد أن ثمنًا باهظًا يتعين على سكان المناطق المحررة دفعه. وعن الحرب الأهلية في اليمن فقد كانت السبب وراء أسوأ وباء كوليرا في تاريخ البشرية، بالإضافة إلى تجويع 8.4 ملايين شخص، ناهيك عن الفشل الكارثي للدولة الليبية.

ويشدد المتخصص في شئون الشرق الأوسط أيضًا على أن "الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي تسببت في الثورات الشعبية في 2011 في غالبية بلدان المنطقة باتت أكثر حدة اليوم مما كانت عليه قبل سبع سنوات"، وأن "المنطقة بأسرها لم تعد سوى مستودعًا كبيرًا للبارود".

وتابع قائلاً: إن سياسة الفوضى التي ينتهجها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لا تؤدي إلى إصلاح أي شيء، ولكن "الولايات المتحدة لم تعد لديها السلطة أو الوضع الذي يمكنها من فرض نظام إقليمي يناسبها، ولن تتمكن واشنطن مجددًا من استعادة هيمنتها على الشرق الأوسط، لأن المنطقة تغيرت بشكل جذري".

وفي جريدة "لوبسرفاتوار"، قال الكاتب "فنسنت جوفير": "اليوم الذي تخلى فيه أوباما عن سوريا" قبل خمس سنوات. حدث ذلك بعد الهجوم الكيميائي الضخم على الغوطة الواقعة في ضواحي دمشق حينما قرر الرئيس الأمريكي أن يحيل الأمر إلى الكونجرس ليتخلى عنه في النهاية. يحكي الأدميرال "إدوارد جينود"، رئيس أركان الجيش الفرنسي آنذاك الوضع حين أخبر أوباما الرئيس الفرنسي بما فعله ذاك اليوم، حيث يقول: "لقد صُعقت وغضبت. فقد كان كل شيء على أهبة الاستعداد لتنفيذ الضربات بعد ساعات قليلة. كانت الطائرات مسلحة، وكذلك الصواريخ جاهزة، وجرى إطلاع الطيارين بالمهمة وإبلاغهم بالأهداف"، لا سيما مواقع المجمعات الكيميائية ومراكز اتخاذ القرار.

من جهته أشار جوفير إلى أن العواقب المترتبة على هذا التراجع الأمريكي كانت وخيمة، حيث اعتُبرت إشارة على التراجع الاستراتيجي للولايات المتحدة، الأمر الذي استغله فلاديمير بوتين بدرجة نجاح كاملة. يقول الأدميرال جينود "إذا كنا قد ضربنا، لما استطاع السيطرة على شبه جزيرة القرم في أوكرانيا بعد بضعة أشهر". ويضيف: "اعتقدت أن التحول الأمريكي سيزيد من قوة تنظيم القاعدة خلال أشهر ثلاثة، بيد أن الأمر لم يستغرق سوى ثلاثة أسابيع فقط، كما لم يكن تنظيم القاعدة هو الفائز الأكبر؛ بل "داعش" الذي سارع متمردون كُثر غير إسلاميين بالانضمام إليه".

مصنع الراديكالية
في مجلة "ليزانروكوتيبل" الأسبوعية الفرنسية؛ استعرض "ماتيو ديان" التحقيق الذي نشره كل من "لوران بونيلي" و "فابيان كاريه" عبر موقع " Seuil " تحت عنوان "مصنع الراديكالية – علم اجتماع الجهاديين الفرنسيين الشباب". فبدراسة 133 حالة أحداث على ذمة قضايا إرهاب أو بلاغات بالتطرف، تبين أن أخطر الأفعال (كالمغادرة أو مشاريع المغادرة إلى سوريا، والتخطيط لتنفيذ هجمات) نفّذها التلاميذ المجتهدون المنحدرون من عائلات مستقرة استثمرت في تعليم أبنائها". على النقيض من ذلك، فإن "الأحداث المنحدرين من أسر أكثر ضعفًا من نفس البيئة، تعمدوا تبني سلوكيات استفزازية ضد موظفي المؤسسات التي يرتادونها (كالمدرسة، والشرطة، وما إلى ذلك) وهو ما يُظهر عدم تبنيهم قضية أيديولوجية معينة". وبتحليل العلاقات التي تربط هؤلاء الأحداث بأسرهم وبالمدرسة وبالمجموعات التي يتناغمون معها، يحاول أصحاب التحقيق التوصل إلى حقيقة المعضلة، لا سيما في ضوء نص بورديو بشأن "تناقضات الميراث"، والذي ينص على أن "كثيرًا من الناس يعانون بشكل دائم من الفجوة بين إنجازاتهم وآمال آبائهم التي لا يستطيعون الوفاء بها أو حتى نبذها".

استنادًا إلى ما ذكره الباحثون أن "لدى الشباب المثاليين منظورًا خاطئًا عن وضعهم الاجتماعي الفعلي؛ وذلك يرجع إلى دور الأسرة التي تكون بمثابة إما شاشة أو حجابا".
 يقول الصحفي: "يغرق الشباب الذين يعانون من تطرف المثالية في وهم غياب الطغيان الاجتماعي، وأن بالعمل الجيد ستتحطم كافة الأسقف الزجاجية في طريق صعودهم الاجتماعي".

لكن عندما تخيب آمالهم "ينخرط هؤلاء الشباب ذوو الخلفيات الشعبية والذين ينحدر 69 ٪ على الأقل منهم من أحد والدَين مهاجرين من الجيل الأول، في مشروع سياسي أو اجتماعي بديل للنظام القائم"، يسمح لهم بالتشكيك في آنٍ واحد "في النموذج الأبوي والنموذج الجمهوري المتجسّد في المدرسة مثلاً".

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا