الصحافة الفرنسية| آفاق تعاون جديدة بين مصر وأوزبكستان.. ولماذا تدعو إسرائيل إلى إغلاق الأونروا؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد شما

البصرة.. المدينة البترولية التي تتحدى بغداد

 سلطت جريدة "لاكروا" الفرنسية الضوء على احتجاجات مدينة ومحافظة البصرة العراقية الغنية بالنفط، والتي لا يثق سكانُها بقادتها السياسيين، ونشرت تحت عنوان: "البصرة، المدينة البترولية التي تتحدى بغداد" جاء فيه: لم تعد المدينة التي كانت تسمى "فينيسيا الشرق الأوسط" تحمل من الاسم شيئًا. فاليوم، يؤشر الاسم المستعار الجميل للمدينة الثانية في العراق على فقرها وبؤسها؛ حيث إنها لم تعد تشبه مدينة ماركو بولو، بخلاف أكوام القمامة، سوى في طفح المياه بالشوارع.

موقع استراتيجي واحتياطيات من الذهب الأسود

تعاني البصرة، الميناء الوحيد في البلاد والمدينة التي يقطنها ما يقارب 3 ملايين نسمة، والتي تقع في موقع استراتيجي عند ملتقى نهري دجلة والفرات، من العديد من المشاكل؛ كنقص الخدمات العامة، والفساد، والمليشيات، ولكن أكثر من أي مكان آخر في البلاد، يخرج المواطنون إلى الشوارع ويعبرون عن غضبهم من إهمال السياسيين الذين يرأسون محافظةً تبلغ فيها الفجوة بين الأفقر والأغنى ما يعادل أجر 343 سنة.

ومنذ بداية شهر يوليو، تهز المظاهرات المدينة والمحافظة بأكملها وتتخللها أعمال العنف، حتى بلغت ذروتها يوم الجمعة 7 سبتمبر، عبر إحراق القنصلية الإيرانية ونهب مقرات المحافظة والعديد من الأحزاب السياسية، بما في ذلك مقر حزب رئيس الوزراء حيدر العبادي، فضلاً عن مقرات الجماعات المسلحة.

ومنذ بداية المظاهرات؛ لقي ما لا يقل عن سبعة وعشرين متظاهرًا حتفهم، فيما تتهم منظمات حقوق الإنسان السلطات بتعمد قتلهم، في حين تقول السلطات إنها وجّهت قواتها بعدم إطلاق النار.

من جهته، تساءل العالم الفرنسي الكردي العراقي عادل بكاوان، المدير العام لمركز كردستان لعلم الاجتماع والباحث المشارك في كلية الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية (EHESS): "لماذا تتظاهر البصرة ولا تفعل ذلك النجف أو بغداد؟". وتابع: "يرجع ذلك إلى العديد من الخصائص المميزة للمدينة".

وأجاب بكاوان: "يعدّ النفط أول هذه الخصائص. فمحافظة البصرة تنتج نحو 80 ٪ من النفط في البلاد، ومع ذلك لا يرى سكانها الكثير من الازدهار، ولا يستفيدون من الخدمات العامة، كالكهرباء التي لا تتوافر إلا مدة ثلاث ساعات يوميًا.. تخيل، عندما تبلغ درجة الحرارة 50 درجة! هذا أمر غير مقبول بالنسبة للسكان".

التطلع إلى مزيد من الحكم الذاتي

ومن الخصائص الأخرى للبصرة "الإحباط" الذي ينبع، وفقًا للباحث، من عدم الرضا عن التطلع إلى مزيد من الحكم الذاتي والفيدرالية، فالأهالي يفقدون الثقة في بغداد من حيث إعادة توزيع أرباح البترول. وكنتيجة طبيعية لهذا التطلع، يتحرك أبناء المدينة، بل إنهم أقاموا علاقات إقليمية ودولية من خلال توقيع اتفاقيات مباشرة مع إيران والكويت.

ميشيل عون: الحرب على الإرهاب تتسبب في نتائج عكسية

في سياق آخر وعن زيارة الرئيس اللبناني إلى البرلمان الأوروبي، أشارت النسخة الفرنسية من موقع تشالنجير تحت عنوان: "ميشيل عون: الحرب على الإرهاب تتسبب في نتائج عكسية" إلى تصريحات الرئيس اللبناني حول تأثير حروب الشرق الأوسط على العالم.

وأعلن الرئيس اللبناني ميشيل عون أمام البرلمان الأوروبي أن الحرب على الإرهاب التي شنّتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 تسببت في نشر الظاهرة حول العالم بدلًا من تقليصها. والنسبة للرئيس عون، المسيحي الماروني، فإن السياسة الدولية بالشرق الأوسط، لا سيما المتعلقة بالقضية الفلسطينية، هي ما يغذّي التطرف.

وأضاف عون أن السياسة الدولية في الشرق الأوسط لا تؤدي إلا إلى تفاقم التطرف والكراهية وتمهيد الطريق أمام العنف والإرهاب، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمكنت من "تهويد القدس وجعلها عاصمتها، متجاهلةً كافة القرارات الدولية".

وندّد أيضًا بالقرار الأمريكي بالتوقف عن تمويل منظمة الأونروا، الأمر الذي يعني في رأيه "بداية التوطن الفعلي للفلسطينيين في البلدان التي رحبت بهم، بما في ذلك لبنان"، مشيرًا إلى أن لبنان (البالغ تعداد سكانه 6.2 مليون نسمة) استقبل أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري منذ بداية الحرب الأهلية التي اجتاحت البلاد.

 لاجئ فلسطيني تحت التهديد

تحت عنوان: "لاجئ فلسطيني تحت التهديد"، أشارت جريدة لاكروا الفرنسية المتخصصة في الأديان إلى عواقب القرار الأمريكي بوقف التمويل الأمريكي للأونروا، مشيرة إلى أنه حتى القرار الذي اتخذته واشنطن يوم 31 أغسطس الماضي بوقف تمويل المنظمة، التي تقدم المساعدات لأكثر من 3 ملايين فلسطيني من إجمالي 5 ملايين مسجل كلاجئ في فلسطين ولبنان والأردن وسوريا،  كانت الولايات المتحدة أكبر داعم لها.

إلغاء جديد للمساعدات الأمريكية للفلسطينيين

منذ انتخابه في نوفمبر 2016، التزم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالتوصل إلى اتفاق سلام دائم بين فلسطين وإسرائيل، وأوكل هذه المهمة إلى صهره ومستشاره "جاريد كوشنر". ومن المفترض أن تتوصل المفاوضات إلى حل لعودة اللاجئين الفلسطينيين، وأن تحدّد وضع القدس وترسيم الحدود.

ومنذ ذلك الحين، يعيد ترامب ترتيب الخطوط. فبعد أقل من شهر من توليه مهام منصبه، قال إن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد للسلام، وبعدها بعدة أشهر قالت "نيكي هالي" سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة: إن مرحلة تشويه سمعة إسرائيل لدى الأمم المتحدة قد ولّت. وفي 6 ديسمبر من العام الماضي اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في أمر مناقض لسابقيه من الرؤساء؛ ليقرر الفلسطينيون إثر ذلك وقف المفاوضات مع الولايات المتحدة.

ومن أجل إعادة دفع واشنطن لعدة ملايين من الدولارات كمساعدات للفلسطينيين؛ يشترط الرئيس الأمريكي عودتهم لطاولة المفاوضات واستعادة الحوار. وفيما يتعلق بمسألة الحدود، عرض المستشارون الأمريكيون على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إنشاء إدارة كونفدرالية للمنطقة الحدودية للضفة الغربية مع الأردن. المشروع الذي لقي دعمًا من بعض اليمين الإسرائيلي باعتباره وسيلة للحيلولة دون إنشاء دولة فلسطينية.

ما هو موقف إسرائيل؟

في الثاني من سبتمبر الجاري، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أن الأونروا "تُكرس حالة اللاجئين بدلًا من السعي إلى حلها، يجب إنهاء هذه الحالة واستخدام أموال المساعدات في إعادة تأهيل هؤلاء اللاجئين"، دون أدنى إشارة منه إلى حق عودة من طُردوا من أراضيهم.

يقول "خافيير جينيار"، الباحث في شبكة نورريا البحثية: "الأونروا ليست هي من يبقي اللاجئين بحاجة للمساعدة" موضحًا أن دورها لا غنى عنه. ويشير الباحث إلى أنه "عندما احتلت إسرائيل قطاع غزة، كانت الأونروا هي من عوّض غياب وسائل مساعدة اللاجئين، في حين كانت إسرائيل هي المسئولة قانونًا عن ذلك. إذا كان هناك لاجئون في فلسطين، فذلك لأنهم طُردوا من ديارهم، وبعض البلدان التي يلجأون إليها تمنعهم من الاندماج، كلبنان مثلاً.

ما هي العواقب بالنسبة للفلسطينيين؟

دعا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في "قرارها المؤسف" بالتوقف عن المساهمة في تمويل الأونروا، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأوروبية: "يترك هذا القرار فجوة كبيرة".

تعد هذه التعليقات معتدلة بالنسبة لحجم المشكلة التي أحدثها القرار الأمريكي. ويقول الباحث خافيير جينيار "يقدم الاتحاد الأوروبي الحد الأدنى من المساعدات ربما لأنه لا يشعر بالراحة، فهل ذلك بسبب المشاكل التي يعانيها داخليًا مع اللاجئين. وبسبب وجود استقطاب حقيقي في أوروبا حول إسرائيل. حيث إن تحلف دول أوروبا الوسطى معها يمنع أوروبا من اتخاذ موقف دبلوماسي مشترك".

زيارة الرئيس السيسي لأوزبكستان

سلطت جريدة الشرق الأوسط بالتعاون مع موقع نوفاستان، الضوء على زيارة الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" لأوزبكستان، حيث أشارت تحت عنوان: "وقفة على زيارة السيسي لأوزبكستان" إلى توقيع الرئيس المصري ونظيره الأوزبكي عقودًا يقدّر مجموعها بحوالي 400 مليون دولار. وتعد هذه الزيارة هي الأولى في تاريخ كلا البلدين منذ عام 1991، عندما كانت مصر أول دولة عربية تعترف بأوزبكستان كدولة مستقلة. وأشار الرئيس الأوزبكي "شوكت ميرضيائيف" إلى أن "الفرص غير المستغلة في العلاقات الثنائية بين الدولتين هائلة"؛ وبالتالي تمثّل هذه الزيارة انتعاشًا للعلاقات بعد تباعد دام سنوات طوال منذ الاستقلال.

توقيع اتفاقيات بنحو 400 مليون دولار

بالإضافة إلى رغبتهما في تشغيل رحلات مباشرة بين البلدين في وقت قريب، وقّع الرئيسان خلال الزيارة 12 اتفاقًا وعقدًا ثنائيًا بقيمة إجمالية بلغت 400 مليون دولار.

وبعيدًا عن التعاملات التجارية، يبدو أن ملف الأمن كان من الأولويات، حيث أكد الزعيمان على توافقهما بشأن جميع القضايا الدولية تقريبًا، وقررا تبادل الخبرات فيما يخص مكافحة الإرهاب والتطرف الديني عبر استحداث فريق عمل مشترك.

أوزبكستان ومصر جنبًا إلى جنب في أفغانستان

فيما يخص الملف الأفغاني وسعي أوزبكستان للتوصل إلى حل مع طالبان، أعلن الطرفان المصري والأوزبكي أنهما توصلا إلى اتفاق بشأن ضرورة "توحيد قواهم لإحلال السلام والاستقرار في أفغانستان"، لا سيما عن طريق إجراء مشاورات سياسية مشتركة بين وزارتي خارجية البلدين.

تجديد التعاون الديني

ويبدو أيضًا أن التعاون في المجالين الجامعي والديني كان ضمن محاور اللقاء حيث إن الدولتين كانتا قد وقّعتا اتفاقيات خاصة بالشئون الدينية الإسلامية في 1993 في الوقت الذي كانت تسعى فيه دول الاتحاد السوفيتي المتفكك للحصول على خبرات دينية خارجية بعد 80 سنة من الشيوعية. والآن يسعى الرئيس الأوزبكي إلى انتهاج سياسة دينية هادئة ومتزنة؛ في محاولةٍ منه لإحياء الحقبة الدينية للمراكز الثقافية الإسلامية في بخارى وسمرقند؛ بهدف تنشيط السياحة الدينية.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا