وول ستريت جورنال | مد النفوذ.. كيف تتغول الصين في الداخل الأمريكي؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – آية سيد

دعت مجموعة مؤثرة من الخبراء في الشأن الصيني، الأمريكيين إلى الإقرار بما وصفته بأنه تهديد متصاعد لعمليات مد النفوذ التي ترعاها بكين داخل الولايات المتحدة. اقترحت المجموعة أيضًا منع إصدار التأشيرات للإعلاميين والباحثين الصينيين إلا إذا سُمح لنظرائهم الأمريكيين بالعمل داخل الصين بمزيد من الحرية.

في تقرير جديد, حذرت مجموعة مكونة من 32 من مراقبي الشأن الصيني من أن جهود الحزب الشيوعي الصيني للتأثير على الجامعات, والإعلام, والمراكز الفكرية والشركات الأمريكية – لكن لم تتضمن محاولة التدخل في الانتخابات – أصبحت واسعة الانتشار لدرجة أنها تقوض العمليات الديمقراطية, في الوقت الذي يبقى الكثير من الأمريكيين غير منتبهين لذلك.

أفاد التقرير بأن "طموح النشاط الصيني من ناحية الاتساع, وعمق استثمار الموارد المالية, والشدة يحتاج لتدقيق أكثر مما يحصل عليه, لأن الصين تتدخل بقوة أكبر وموارد أكثر في مجموعة أكبر من القطاعات أكثر مما تفعل روسيا." لكن واحد من مؤلفينه صرّح بأن التقرير بالغ في تلك التهديدات.

كانت المجموعة التي كتبت التقرير بقيادة لاري دايموند من معهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد وأورفيل شيل من جمعية آسيا في نيويورك, وتلقت الدعم المالي من صندوق مؤسسة آنينبيرج في صني لاندز, وهي جمعية غير ربحية مستقلة.

إن الكثير من الأشخاص الذين شاركوا في التقرير باحثون بارزون يحملون مودة شديدة تجاه الصين وكان لديهم أمل في أن حكومتها ستتحرر. إن تحررهم من الوهم يمثل نقلة في الجدل الدائر حول مسار العلاقات الأمريكية -الصينية. قال مسئولو ومستشارو الإدارة الأكثر تشددًا إنهم رأوا التقرير بمثابة دليل على أن المؤسسة الأمريكية المعنية بسياسة الصين تغير تفكيرها ليصبح مثل تفكيرهم. 

وفقًا للتقرير, لم تسعَ الصين إلى التدخل في الانتخابات الأمريكية بالطريقة التي تقول وكالات المخابرات وإنفاذ القانون الأمريكية إن روسيا اتبعتها فيما نفتها موسكو. قال كل من الرئيس ترامب ونائب الرئيس بنس: من دون أدلة قاطعة, إن الصين حاولت التدخل في الانتخابات النصفية الأمريكية في وقت سابق هذا الشهر للإضرار بإدراتهما والحزب الجمهوري.

صرحت كريستين نيلسن وزيرة الأمن الداخلي بأنه لا توجد مؤشرات على أية محاولات أجنبية لتخريب البنية التحتية للانتخابات بالتحديد, ووصفت جهود بكين للتأثير على السياسة الأمريكية بأنها "الحملات الشاملة التقليدية للتأثير على الدول." نفت الحكومة الصينية طويلًا التدخل في شئون الدول الأخرى.

يقول التقرير إن الهدف من عمليات مد النفوذ التي يقوم بها الحزب الشيوعي الصيني هو ترويج الآراء المتعاطفة مع حكومة الصين الاستبدادية وقمع وجهات النظر البديلة. ويضيف التقرير أيضًا أن بكين تمنع المنظمات الأمريكية من الانخراط في المجتمع الصيني.

على سبيل المثال, وجد الباحثون أن الصين زادت من تواجد الشركات الإعلامية الحكومية الناطقة بالإنجليزية في الولايات المتحدة في نفس الوقت الذي قضت فيه على الكثير من المنافذ المستقلة الناطقة بالصينية والتي كانت تلبي احتياجات الأمريكيين الصينيين, عن طريق الإنضمام إلى المنافذ القائمة وإنشاء منافذها الخاصة – التي تتراوح من الإصدارات المطبوعة والرقمية إلى البرامج التليفزيونية والإذاعية. منعت الحكومة الصينية أيضًا المنافذ الإعلامية الغربية من العمل داخل الصين, ومن ضمنها وول ستريت جورنال.

بالإضافة إلى هذا, وجد الباحثون أن بكين ثأرت من الجامعات الأمريكية التي استضافت فعاليات لم تُعجب الحزب الشيوعي الصيني؛ وهددت الشركات التي لم تمتثل لآرائها عن تايوان والتبت؛ ومنعت عمل المؤسسات الفكرية الأمريكية في الصين, كل هذا في الوقت الذي زادت فيه شبكتها الخاصة من المؤسسات الفكرية في الولايات المتحدة.

ردًا على هذا, يوصي من وضع التقرير بإقامة مكتب حكومي فيدرالي يتيح للحكومات المحلية وحكومات الولايات والمجموعات غير الحكومية بالحصول على المشورة حول كيفية الرد على طلبات الشراكة الصينية. يمكن للمكتب أن يوفر معلومات حول انتماءات المنظمات الصينية التي تحاول التقرب من المجموعات الأمريكية.

يقول التقرير أيضًا إن الحكومة الأمريكية يجب أن تفرض قيودًا على التأشيرات الممنوحة للصحفيين الصينيين وكذلك أيضًا الباحثين من المؤسسات الفكرية والجامعات إذا لم يُمنح لنظرائهم الأمريكيين نفس الشيء.

يقول التقرير إن بكين تستهدف المجتمع الصيني – الأمريكي بالتحديد, وتعتبرهم أعضاء في الشتات الصيني يحملون "الولاء للوطن." هذا لا يعيق حرية الرأي لدى الأمريكيين الصينيين وحسب, بل يخلق مخاطرة بأنهم سيتم الارتياب بهم داخل الولايات المتحدة على الرغم من أن القليلين فقط قد يقبلون بتوجيهات بكين. يحذر التقرير من شيطنة أي مجموعة من الأمريكيين أو الزائرين القادمين للبلاد.

قالت سوزان شيرك, الأستاذة بجامعة كاليفورنيا, وواحدة من المشاركين فى التقرير, قالت إنها لا تختلف مع الأدلة التي جرى جمعها لكنها شعرت أن استنتاجات التقرير بالغت في التهديدات.

قالت, "في هذه اللحظة بالذات من التاريخ السياسي الأمريكي, المبالغة في تهديد التخريب القادم من الصين يخاطر بالتسبب في ردود أفعال مبالغ فيها مشابهة للحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي, ومن ضمنها النسخة المناهضة للصين من الخوف الأحمر التي ستضع كل العرق الصيني ضمن دائرة الشك."

يمثل التقرير إضافة إلى مجموعة من الدراسات حول عمليات مد النفوذ الصيني, والتي تشمل الدراسات التي أجرتها لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأمريكية-الصينية ومعهد هدسون, المعروفان بمناصرتهما لموقف متشدد تجاه بكين.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا