الصحافة الألمانية| قوارب الموت آخر رحلات اللاجئين.. والخلافة الإسلامية فزاعة الخاسرين في انتخابات البرلمان الأوروبي

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – عماد شرارة

هل تمثل إيران خطرًا على واشنطن؟

 
نشر موقع "زود دويتشا تسايتونج" تقريرًا للكاتب "باول أنطون كروجر" تحدث عن حدود وإمكانيات طهران في ظل المناوشات مع واشنطن، ويؤكد التقرير أن مخاطر النظام الإيراني لا يمكن أن تتعدى التهديدات لبعض مصالح الولايات المتحدة في المنطقة عن طريق وكلائها، ولا يمكن أن تمثّل خطرًا حقيقيًّا على واشنطن.

وبعدما أعلن الجيش الأمريكي مخاوفه تجاه تهديدات وشيكة من المليشيات الموالية لإيران في العراق، صرّح الجنرال البريطاني "كريس جيكا"، نائب رئيس التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، بأنه ليست ثمة تهديدات جديدة من قبل الفصائل الموالية لإيران، مناقضًا بذلك التصريحات الصادرة من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية في واشنطن، والتي أكدت وجود تهديدات متزايدة من قبل أذرع النظام الإيراني في المنطقة. في حين ترد طهران بأن واشنطن تشن حربًا نفسية على الشعب الإيراني، وأن الجمهورية الإسلامية لا تسعى للحرب معها على الرغم من التوترات المتصاعدة بعد العقوبات الأخيرة.

وعقَّب المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي "بيل أوربان" على تصريحات نائب قائد (التحالف) بأنها تتعارض مع التهديدات الموثوقة لدى أجهزة المخابرات في كل من الولايات المتحدة والحلفاء، وأن قوات التحالف زادت من مستوى وضع القوات، في إشارة إلى مستوى تأهب القوات على الأرض، وقال: "هذا الوضع عند أعلى مستوى، ونواصل المراقبة عن كثب لأية تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة على القوات أو المصالح الأمريكية في العراق".

وفي هذه الآونة تُشن حملة شعواء ضد طهران في واشنطن على غرار ما حدث أيام غزو العراق من قبل إدارة "جورج بوش"، عندما اُتهمت بغداد بحيازة أسلحة دمار شامل لتبرير عملية الحرب، وسرعان ما اتضح أنها كانت مجرد أكاذيب، ونفس السيناريو يتكرر اليوم، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبو" عن عزمه نقل الدبلوماسيين من سفارة بغداد والقنصلية في أربيل بسبب تهديدات محتملة من قبل قوات موالية للنظام الإيراني تخطّط لضرب مصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة، الأمر الذي يثير التساؤل حول تخطيط صقور واشنطن للتصعيد ضد طهران، ويأتي في مقدمة هؤلاء وزير الخارجية "مايك بومبو" ومستشار الأمن القومي لترامب "جون بولتون"، الذي أعلن موقفه من طهران بشكل واضح في 2018م، حيث أكد أنه لابد من توجيه ضربة عسكرية ضد طهران؛ فهذا هو السبيل – على حد زعمه – لوقف برنامجها النووي، كما أكد أنه يجب على واشنطن تغيير النظام الإيراني.

واشنطن تهدد وطهران لم تأت بجديد؛ فقط بعض الصواريخ الباليستية على متن بعض المراكب الشراعية البسيطة الشائعة في الخليج. بالتأكيد هناك العديد من الميليشيات الشيعية في العراق تتبع الحرس الثوري الإيراني، وربما تكون طهران وراء الهجمات على ناقلات النفط قبالة ميناء الفجيرة في الإمارة، أو وراء الهجوم على خط الأنابيب في المملكة العربية السعودية، لكن هذه الاتهامات ليست تهديدًا يستدعي الحرب على طهران من قِبل واشنطن، وإن كانت تستدعي المناورة والتلويح وهو ما تصنعه واشنطن حاليًا.

إرسال 120 ألف جندي أمريكي إلى المنطقة

وفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية، قدّم البنتاغون خطة لشن ضربات عسكرية ضد طهران في حالة قيام الأخيرة بمهاجمة القوات الأمريكية في المنطقة أو إعادة تشغيل برنامجها النووي لتقليل الوقت الذي قد تستغرقه صنع قنبلة إلى أقل من عام واحد، وتقضي هذه الخطة بنشر 120 ألف جندي أمريكي في المنطقة، ولا تزال وجود القوات الأمريكية على ما هو عليه في السنوات السابقة حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك فإن واشنطن من الممكن أن تشن هجومًا محدودًا على أهداف إيرانية، مثل صواريخ كروز التابعة للبحرية الإيرانية.

من جانبه أكَّد المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" أنه لن تكون هناك حرب مع الأمريكيين؛ لأنهم يعلمون أن هذا ليس في صالحهم، ومع ذلك ستواصل إيران طريق المقاومة ضد الولايات المتحدة حتى النهاية.

تركيا تكتوي بنيران العقوبات الاقتصادية الأمريكية مجددًا

لفت موقع إن تي في (.n-tv.de) إلى مأزق تركيا الحالي، حيث صرّحت تقارير إعلامية بأن واشنطن منحت أنقرة مُهلة للتخلي عن نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400 في مقابل نظام الباتريوت الأمريكي وإلَّا ستتعرض أنقرة لعقوبات أمريكية جديدة؛ الأمر الذي يعجز الاقتصاد التركي عن تحمله في الفترة الحالية.

فمن جانب تركيا في مأزق، حيث إنها يمكن أن تخسر صفقة S-400 مع روسيا، ومن جانب آخر يجب ألا تخاطر أنقرة إذا ما فرضت واشنطن مزيدًا من العقوبات الأمريكية، وكحل وسط لهذه المعضلة تلتزم أنقرة الصمت وتتجنب التصعيد؛ حيث اختارت الحكومة الوقوف في المنتصف؛ فأنقرة التي لا تزال الشريك الرئيسي لواشنطن في الناتو في جنوب شرق أوروبا، تسير في طريق المواجهة السياسية مع واشنطن، إذا لم تلتزم، حيث أنكرت الحكومة التركية مؤخرًا تحديد موعد نهائي من قبل واشنطن للانسحاب من صفقة الأسلحة مع روسيا، وقال وزير الدفاع "خلوصي أكار" لوكالة أنباء الأناضول الحكومية: "لم يحدث أن حددت واشنطن مُهلة للانسحاب".

 كانت وسائل الإعلام الأمريكية قد ذكرت الأسبوع الماضي أن واشنطن منحت أنقرة حتى نهاية الأسبوع الأول من شهر يونيو مهلة لإلغاء شراء صفقة نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400، واستبداله بالنظام الأمريكي باتريوت، وإذا لم يحدث ذلك فستواجه الحكومة التركية عقوبات جديدة، بالإضافة إلى ذلك سيتم إلغاء مشاركة تركيا في تصنيع الطائرة F-35، وهذا ما هدّد به من قبل بعض كبار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث تخشى واشنطن من أن تحصل روسيا على بيانات مهمة حول قدرات أحدث طائرة مقاتلة في العالم، ووفقًا لاتفاقية سابقة بين واشنطن وأنقرة؛ تحصل أنقرة على 100 مقاتلة F -35A، والتي تشارك تركيا في صناعتها، وقد تعرض هذا الاتفاق للكثير من النقد لدرجة استدعت تدخل ترامب أكثر من مرة.

إعادة الانتخابات في اسطنبول

من جانبها تؤكد الحكومة التركية أن اتفاقية S-400 مع روسيا هي قائمة منذ فترة طويلة وأن تدريب الخبراء الأتراك على النظام قد بدأ بالفعل، ووفقًا للمراقبين فإن تركيا بقيادة أردوغان قد أوقعت نفسها في مأزق بسبب قضية S-400، حيث بات لا يمكنها التخلي عن الطرف الروسي، الذي يدعم الاقتصاد التركي عن طريق السياحة الروسية، وكذلك الحال بالنسبة للطرف الأمريكي، فإلى متى سيستمر التهرب التركي من مواجهة هذه المعضلة؟ وهل الأمر يتعلق بإعادة الانتخابات في مدينة اسطنبول نهاية يونيو؟ لكن ماذا بعد؟ وأي خيار تملكه أنقرة بالنسبة لهذه القضية؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.

ألمانيا دولة الخلافة.. حزب البديل من أجل ألمانيا يرهب الناخبين

تحدث تقرير لموقع "برلينر كارير"عن بعض ردود أفعال حزب البديل من أجل ألمانيا على نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي هناك، حيث نشر حزب البديل خريطة لإحدى المقاطعات في برلين، ووضع عليها علم القاعدة وسماها "دولة الخلافة بألمانيا" كنوع من أنواع الإرهاب والعقاب بسبب خسارة الحزب الانتخابات في هذه الولاية، وقد أثارت هذه الخطوة ردود أفعال متباينة أدَّت في النهاية إلى إزالة الحزب لهذه الخريطة.

وألقت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي بظلالها على الساحة الألمانية، وكان لها تأثير كبير على العديد من الأحزاب، حيث قدّمت زعيمة "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" في ألمانيا (يسار وسط) "أندريا ناليس" استقالتها بعد الإخفاق في الانتخابات، وجاءت النتائج مخيبة للآمال وعكس استطلاعات الرّأي، التي أظهرت أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيحافظ على نسب التأييد المتزايدة مقابل تراجع تأييد المواطنين لحزب الخضر، وحزب البديل لأجل ألمانيا الشعبوي المناوئ للاتحاد الأوروبي، ولذلك صرحت "ناليس" أنها تريد "الوضوح" حتى تتمكن من استكمال المسيرة في الحزب والتكتل، الأمر الذي افتقدته خلال اجتماعاتها الأخيرة بقيادات الحزب، ومن ثمَّ قررت "ناليس" تقديم استقالتها من الحزب والائتلاف معًا.

تخويف الناخبين

بعد يوم واحد من بداية الانتخابات قامت إحدى أمانات حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) في برلين- ليشتنبرغ بتخويف الناخبين، وذلك عن طريق نشر خريطة لألمانيا تمّ تلوين الولايات الفيدرالية القديمة بها باللون الأخضر، ووضعوا عليها علم داعش وأطلقوا عليها اسم "الخلافة الإسلامية في ألمانيا"، بينما تم تلوين الولايات الفيدرالية الجديدة باللون الأزرق (لون حزب البديل AfD) وأطلقو عليها اسم "جمهورية ألمانيا الاتحادية"، في خطوة تهدف لإرهاب الناخبين ودفعهم لاختيار أعضاء حزب البديل، الذين يتبنون سياسات حازمة تجاه المسلمين والمهاجرين لألمانيا. ومع ذلك جاءت نتائج الحزب في هذه المدينة في المرتبة الثالثة، حيث حل حزب الخضر كثاني أقوى حزب (20.5%) خلف الائتلاف (28.9%) وجاء حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) في المرتبة الثالثة بنسبة (11%).

"ناليس" تستقيل

بعد الهزيمة الانتخابية الشديدة للحزب الاشتراكي الديمقراطي واجهت "أندريا ناليس"، زعيمة الحزب والكتلة خصومها داخل الحزب، حيث صرحت لقناة ZDF قائلة: "إن المناقشات العديدة داخل الحزب أظهرت أنه لن يكون هناك دعم ٌكافٍ لما نريد أن نقدّمه، ومن منطق الشفافية الذي تعودنا عليه داخل الخزب أعلن استقالتي من منصبي داخل الحزب والائتلاف".

 وأضافت:" لقد قررنا سويًّا أن نتحمل جزءًا من مسؤولية الحكومة الفيدرالية في بلدنا حين قررنا الدخول في تحالف كبير، لكننا كنا في نفس الوقت نعمل على إحياء الحزب، وإقناع المواطنين بمحتوى جديد، وهو ما مثّل تحديًا كبيرًا عجزت عن تحقيقه، ولذلك أعلنت قرار استقالتي لأفسح الطريق لغيري يستطيع أن يكمل المسيرة". وقد أعلنت مصادر من داخل الحزب والائتلاف أن "مالو دريير"، رئيسة وزراء ولاية "راينلند بالاتينات" هي من أبرز المرشحين لخلافة "ناليس" حتى الآن.

"الخضر" يتقدم لأول مرة على الائتلاف ((CDU / CSU

بات حزب الخضر ثاني أقوى قوة في الانتخابات الأوروبية، حيث حصل على نسبة (20.5.%)، بينما تأخر الائتلاف الذي يتكون أساسا من الحزب المسيحي والاشتراكي الديمقراطي ليحقق أسوأ نتيجة على الإطلاق في تاريخه، والتي بلغت للحزب المسيحي نسبة (28.9%) والحزب الاشتراكي نسبة (15.8%).

انتخابات بريمن.. كارثة للحزب الاشتراكي الديمقراطي

أصبح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أقوى قوة في بريمن لأول مرة في تاريخه منذ الحرب العالمية الثانية، حيث ظل الحزب الاشتراكي متصدرًا للانتخابات الولاية طيلة 74 عامًا، لكن انتخابات هذا العام مثّلت صدمة كبيرة للحزب، حيث جاءت النتائج كالتالي: الحزب المسيحي الديمقراطي(26.3 (CDU %، والحزب الاشتراكي الديمقراطي(25.3 (SPD%، وحزب الخضر (Green) 17.5%.

زيجمار جابريل  SPD)) لا يرغب في الترشح للبوندستاج

كرد فعل على هذه الصدمة، أعلن زيجمار غابرييل (59 عامًا)، رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي السابق، عدم رغبته في إعادة الترشح للبوندستاج، حيث أبلغ وزير الخارجية السابق أنه يرغب بالفعل في إنهاء حياته السياسة ، وأن الأمر كان مخططًا له من قبل، لكن نتائج الانتخابات الأخيرة جاءت كإشارة لوجود ضخ دماء جديدة وشابة لقيادة الحزب والائتلاف في الفترة القادمة.

نقاش حول السامية بين الإسلام واليهودية

طالعنا موقع "شبكتروم دوت دي إيه"(scilogs.spektrum.de) بتقرير للكاتب "ميخائيل بلوما" تحدث عن موضوع "معاداة السامية" ومقارنته بظاهرة الإسلاموفوبيا، وأسباب انتشار هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، وتطرق الطريق لكتاب بعنوان: "لماذا نحن مُهددون من اليمين إلى اليسار بسبب معاداة السامية"؟

لوم تعد قضية معاداة السامية في ألمانيا تحظى بنفس الدعم الذي كانت تستحوذ عليه في السابق، ولم يكن يعاني اليهود في أوروبا عمومًا أو في ألمانيا خاصة منذ الحرب العالمية ما يعانونه اليوم، وعلى الرغم من أن تاريخ ألمانيا حساس جدًا فيما يتعلق بهذه القضية، التي ما زالت تثير الكثير من الجدل، إلا أن الأمر الجدير بالملاحظة أن المجتمع الألماني بات يعاني بالفعل من الظاهرة، التي شُرع لها قانون خصيصًا لمكافحتها، لكن يبدو أن القانون وحده ليس كافيًا إذا لم تتضافر معه جهود الإعلام والمجتمع، وهو ما يحدث الآن، حيث أثارت الأحداث الأخيرة ضد اليهود في ألمانيا تساؤلات مفادها: لماذا دائمًا يكون الحديث عن معاداة السامية؟ أليست معاداة السامية هي نفس معاداة الإسلام أو اللون الأسود؟

فالسامية ببساطة هي ممارسة العنصرية ضد اليهودي، ومعاداة السامية هي معاداة اليهود واليهودية، وكذلك الحال بالنسبة لظاهرة الإسلاموفوبيا أو معاداة الغجر، وفي حالات كثيرة يتم احتقار عِرقيات معينة أو ديانات معينة، لكن اليهود كانوا أذكى واستفادوا من هذا الأمر. وفي الآونة الأخيرة بات لهذا المصطلح صدى سلبي، وكأن هناك مؤامرة من قبل اليهود أو ادعاء نتج عنه وجود قانون يجرم معاداة السامية، ومن ثم بدأ يتم الربط بين معاداة السامية والصهيونية وغيرها، ما أكسب هذا المصطلح سمعة سيئة في العديد من دول العالم؛ ولذلك عندما ندرك أن أكثر من 20% من جميع جرائم الكراهية في ولاية مثل "بادن فورتمبيرغ" كانت موجهة ضد اليهود، الذين يمثلون نسبة 0.2% من السكان، نستطيع أن نفهم لماذا ازدادت كراهية اليهود؟ وما الخطأ الذي ارتكبه اليهود حتى يقابَلوا بكل هذه الكراهية؟

وسائل الإعلام تلعب الدور الأهم

يتعرض اليهود في أنحاء كثيرة من العالم للمزيد من أعمال العنف بسبب الدور الذي تلعبه بعص الوسائل الإعلامية المُعادية لليهود، والتي باتت تؤثر وترسخ في أذهان المجتمعات الغربية أن اليهود ليسوا مسالمين، وأنهم عنصريون على الرغم من أن 20% من الحاصلين على جائزة نوبل من اليهود، وهذا يؤكد أنهم ليسوا كذلك، بل على العكس تحض العقيدة اليهودية على الحياة الجماعية وخدمة المجتمع، ولذلك يجب مجابهة هذ الفكر الذي يمثّل نذير خطر على المجتمعات الأوروبية والغربية ويعدّ نكسة، ومن ثمّ ذكر مؤلف كتاب: "لماذا نحن مُهددون من اليمين إلى اليسار بسبب معاداة السامية؟" هذه المخاطر وسبل مكافحتها.

أزمة في ألمانيا بسبب تحذير الحكومة البافارية من ارتداء اليهود للقبعة

وفي السياق ذاته، أورد موقع فيلت تقريرًا للكاتب "هولجر كرايتلنج" تحدث عن انتشار ظاهرة "معادة السامية" في ألمانيا، وعن الضجة التي أثارتها تعامل الحكومة الفيدرالية مع هذه الأزمة، وكيفية مواجهة هذه الظاهرة في المجتمع الأوروبي.

ففي مدينة "هانوفر" قام بعض الأشخاص المجهولين ببعض الكتابات العنصرية على باب منزل أسرة يهودية، وبعد ذلك تم إضرام النيران بالمنزل والحديقة، ولم تُسفر هذه الحادثة عن خسائر بشرية ونجا الزوجان بأعجوبة من هذا الحريق. تقول "ريبيكا سايدلر"، المتحدثة باسم الجالية اليهودية في ولاية ساكسن": يعيش الزوجان بمفردهما، وهم أعضاء في الجمعية اليهودية بالمدينة، لكنهم لا يزورون المعبد اليهودي، الذي يبعد عنهم مقدار نصف ساعة سيرًا على الأقدام".

وأثارت الحادثة نقاشات عديدة داخل أروقة السياسة الألمانية، وبلغ الأمر ذروته حين دعا " فيليكس كلاين"، مفوض الحكومة لمكافحة معاداة السامية، اليهود في بلاده إلى عدم ارتداء الكيباه (القبعة) في أي مكان داخل ألمانيا، الأمر الذي أثار عضب اليهود في العالم، حيث صرحَّ الرئيس الإسرائيلي "رؤوفين ريفلين" بأن هذ الكلام خطير، مؤكدًا أن اليهود لم يعد يمكنهم بعد العيش بأمان في ألمانيا".

ويبدو أن الأرقام الخاصة بإحصاءات الجريمة ذات الدوافع السياسية تعكس وجود مشكلة فيما يخص اليهود بالفعل، حيث زادت الجرائم المعادية للسامية بحوالي 20% عن العام السابق لتصل 1800 حالة. ويقوم مركز البحث والمعلومات الخاص بمعاداة السامية (Rias) والهيئات الأخرى بتوثيق هذه الحالات؛ فقط في الأسابيع الماضية تمَّ رصد العيد من الهجمات على منازل اليهود، بالإضافة للشعارات التي باتت تملأ العديد من المدن الألمانية مثل: "النازية هي الصهيونية"، "نريدها خالية من اليهود"، "تسلم يا هتلر" وغيرها من الشعارات المعادية لليهود في عموم ألمانيا.

أزمة اللاجئين في بحر ايجه تتفاقم

تناول موقع "فوكس أون لاين" في تقرير للكاتب "سبيستيان لانج" تخاذل أوروبا في مواجهة أزمة اللاجئين، وتناقض مجتمع القيم مع ما يحدث في هذه المخيمات الإنسانية، وخطوات تعزيز مكافحة هذا العجز الواضح للعالم الغربي. فأوروبا التي قاتلت من أجل سياسة هجرة مشتركة تسببت في وضع إنساني كارثي في الجزر اليونانية؛ فلا يزال يغرق الكثير من المهاجرين في البحر المتوسط كل يوم، الأمر الذي يمثل إعلان فشل اتفاقية اللاجئين المبرمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

اللاجئون ضائعون

تخلت أوروبا عن اللاجئين الذين عجزوا عن الوصل لأراضيها، ولم تفلح اتفاقية اللاجئين مع تركيا في نجدتهم أو حتى الوقوف بجانبهم؛ فوفقًا لأرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل نحو (8100) لاجئ في الفترة ما بين يناير ونهاية مارس إلى اليونان، وصل منهم (5200) إلى جزر متفرقة عبر طريق البحر الأبيض المتوسط الذي بات يشكّل مقبرة للاجئين من النساء والأطفال.

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: حوالي 20 ألف شخص غرقوا في البحر المتوسط

وفقًا لإحصائيات أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد غرق ما يزيد عن (18321) شخصًا منذ عام 2014 في البحر الأبيض المتوسط أو فُقدوا منذ ذلك الحين، وتشير التقديرات إلى حدوث 500 حالة وفاة خلال هذه الرحلات المميتة، وعلى الرغم من انخفاض نسبة المهاجرين إلى أوروبا منذ تطبيق الاتفاقية مع أنقرة، إلَّا أنَّ خفر السواحل التركي يصطاد معظم القوارب، لا سيما التي تحاول الوصول إلى أزمير، المدينة الواقعة على بعد 80 كيلو مترًا إلى الشرق هربًا من أعين خفر السواحل، لكن الموت غالبًا ما يحصد رقاب الآلاف من هؤلاء المغامرين بحياتهم؛ فلا هم وصلوا لأوروبا ولا هم عادو لبلادهم.

المجتمع المدني بديل

في بعض المخيمات التركية بدأ المجتمع المدني ينشط من أجل مساعدة اللاجئين وأسرهم عن طريق تعليمهم حِرف ومِهَن يمكنهم من خلالها الكسب والعيش الآدمي، حيث يتم تعليم هذه الأسر على كيفية صناعة الصابون والزخارف وبناء بنوك الطاقة، التي تعمل بالطاقة الشمسية، وهذه هي الطريقة التي تجد بها النساء، اللائي عانين من الأسوأ، فرص أفضل للوصول إلى العمل والأجور وكسب المال بدلًا من الذهاب مع الأولاد لجحيم المجهول في زوارق الموت باتجاه أوروبي، وهذا هو الذي يجب أن تصنعه أوروبا من أجل اللاجئين.

                                                          

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا