الصحافة الألمانية| أطفال سوريون يحلمون بالعودة لداعش.. ولماذا يتزايد التأثير الروسي على أنقرة؟

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – عماد شرارة
 

ألمانيا تساند الأردن بعد تصريحات نتنياهو بضم الضفة الغربية

نشر موقع "إن تي في" تقريرًا تحدث عن موقف برلين مما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بنيته ضم جزء من غرب الأردن لإسرائيل إذا ما تمكن من تشكيل الحكومة الجديدة، وقد اعترضت ألمانيا على هذا الإعلان الإسرائيلي، وقالت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" إنها ما زالت تدعم حل الدولتين، وترى أنه الطريق الوحيد للخروج من هذا الصراع.

وتعرّض نتنياهو لانتقادات شديدة من ميركل خلال زيارة الملك عبد الله الأخيرة لبرلين، وتعهدت المستشارة الألمانية بدعم عمّان، حيث قالت: "تقوم الأردن بجهود عظيمة في قضية اللاجئين، وستواصل ألمانيا العمل معها في قضايا الأمن والتنمية الاقتصادية والسياسة". يذكر أنه يوجد بالمملكة الأردنية نحو 290 جنديًا ألمانيًّا في قاعدة الأزرق الجوية شرق عمّان، حيث كانت هذه القوات تقاتل ضد ميليشيا الدولة الإسلامية الإرهابية. 

وأضاف التقرير أن الأردن هي الدولة العربية الوحيدة، إلى جانب مصر، التي لديها معاهدة سلام مع إسرائيل، ولذلك فإن تحذير الملك عبد الله من ضم الأراضي الفلسطينية يعني أن ذلك قد يكون له تأثير مباشر على العلاقات بين إسرائيل والأردن من جهة، وإسرائيل ومصر من جهة أخرى.
 
أطفال مخيم الهول السوري: نحلم بالعودة لداعش

نشر التلفزيون الألماني "إيه أر دي" تقريرًا للكاتب "دانيال هشلر" أشار إلى مأساة أطفال مخيم الهول السوري والذين نشأوا في دولة الخلافة المزعومة (داعش)، وما زالوا يرون أنها كانت أفضل، ولذلك يجب التنبه لخطر مثل هذا النشء قبل أن يصيروا لغمًا جديدًا في يد التنظيم.

ويعيش الآلاف من أنصار داعش في مخيم الهول للاجئين في شمال سوريا، وهناك يعاد بعث الميليشيات الإرهابية من جديد، وما زالت أيديولوجية التنظيم باقية ويحملها بعض الأطفال في هذا المخيم. هؤلاء الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة، والذين نشأوا تحت حكم داعش، يرفضون رد تحية على الكفار، كما يقولون، فهؤلاء عايشوا أهوال الحرب ونجوا منها بصعوبة، والآن تقطعت بهم السبل في المخيم.

لماذا ترفضون رد التحية؟ يجيب الأطفال: "نريد العودة إلى الدولة الإسلامية؛ فهناك كان أفضل من هنا؛ كنا نذهب إلى المدرسة وكنّا نجاهد". لقد رأوا التعذيب والإعدامات بأعينهم، ومع ذلك يعتقدون ويقولون إنه كان أمرًا جيدًا؛ فقد كان هؤلاء الأعداء كُفَّارًا وأعداءً للدين، ولذلك كان يجب على إخواننا في الدولة الإسلامية أن يقتلوهم".. هكذا يفكر الأطفال في المخيم السوري.

ويضم المخيم 71000 شخص؛ معظمهم من النساء والأطفال الذين يعانون من سوء النظافة والرعاية الطبية، والتي تسببت هذا العام فقط في موت أكثر من 300 طفل بسبب سوء التغذية والالتهابات. وليس الأطفال فقط من يعانون في هذا المخيم؛ بل حتى النساء اللاتي وقعن في الأسر على يد الأكراد بعد سقوط ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وتقول إحدى النساء المحجبات في المخيم: "نأمل أن يعود داعش، ونعتقد أنهم يسيرون على الطريق الصحيح، وأنا عضوة في داعش، وهذا ما قررته، وهذه قناعتي، فهل أنا مخطئة؟

الوضع قابل للانفجار

لا يزال 95% من سكان المخيم من المؤيدين لداعش بشدة، كما يقول لاوند يوسف علي، رئيس شرطة المخيم، أما 5% فقط فهم مَن غيروا قناعتهم قليلًا، لكنهم لا يظهرون ذلك خوفًا على حياتهم أو حياة أطفالهم، فقد يتعرضون للحرق أو القتل من قبل المتطرفات الداعشيات، والإدارة الكردية تعاني اليأس في تغيير الوضع، وفي نفس الوقت ترفض دول مثل ألمانيا إعادة مواطنيها.

ويطالب الأكراد بمزيد من المساعدة لإعادة تأهيل هؤلاء، وخاصة الأطفال، ويضيف لاوند: "نقوم بواجبنا، لكننا لا نعرف أبدًا متى يمكن أن يخرج الوضع عن السيطرة؟ فقبل بضعة أيام تعرضت إحدى المقيمات بالمخيم إثر لقائها بقوات الأمن للضرب والطعن في الرقبة، كما قُتلت امرأة أخرى قبل ذلك.

المخيم بذرة جديدة للتطرف

في حين يظن البعض أنه قد تم التخلص من داعش في العراق، فإن الحقيقة أن هذا المخيم يمثل بؤرة جديدة لتصدير التطرف والإرهاب، فالأطفال يحملون نفس العقيدة والنساء يحملن نفس العقيدة، وأغلب سكان هذا المخيم يتطلعون لعودة الجهاد "الحرب المقدسة"، ويقف الأكراد وحدهم في مواجهة هذا الخطر، ولذلك يأملون أن يلتفت العالم لهذا الخطر.

المعارضة التركية تفضح نظام أردوغان

نشر موقع "هندلس بلت" تقريرًا للكاتب "أوتسيان دمريكان"، تحدث عن قوة المعارضة التركية في الآونة الأخيرة، وعن ضعف سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان، ما دفع المعارضة للسعي للتوحد ومجابهة أردوغان بقضايا الفساد والسياسات الاقتصادية والإدارية الفاشلة.

بسيارات السيدان الفاخرة، تُعري المعارضة الحكومة، لا سيما بعد النجاح الذي حققته في الانتخابات البلدية في المدن الكبرى. وفي ساحة "ينيكابي" جرى التقاط صور جوية لمئات السيارة الفاخرة بمدينة إسطنبول، هذه الساحة التي تجمّع بها ملايين من أنصار أردوغان للاستماع إلى خطبته بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وقبل الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية الأخيرة.

ولعدة أيام ظلت الساحة ممتلئة بأكثر من 700 سيارة مصفوفة، كانت تابعة لبلدية إسطنبول، وكان أكرم إمام أوغلو، الذي ينتمي لحزب الشعب الجمهوري المُعارض، قد وضع هذه المركبات لبيان الفساد الذي كان يقوده عمدة البلدية السابق من حزب العدالة والتنمية، والذي أهدر الملايين من أموال الدولة دون مبرر، ويشكو الكثير في البلاد من هدر مسئولي حزب العدالة والتنمية لأموال الشعب في العاصمة والبلديات المحلية، ولم يكن أمام أنصار الحزب الحاكم إلا اتهام أكرم إمام أوغلو وحزبه بالكذب.

ويبدو أن كل خبايا القيادة التركية سيتم إظهارها؛ فقد امتلكت المعارضة الشجاعة بعد الانتصارات الانتخابية في العديد من المدن الكبرى في الانتخابات المحلية في شهري مارس ويونيو.

التضامن ضد الطاغية

عندما رفضت إحدى المحاكم تبرئة العديد من رؤساء البلديات من أحزاب المعارضة، وحزب الشعب الجمهوري في المقاطعات الجنوبية الشرقية من البلاد من تهمة الإرهاب، تظاهر عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو لإعلان تضامنه مع رؤساء البلديات، رغم أنها لا تقع ضمن مسئوليته الرسمية، وقصد أكرم أوغلو من هذا التضامن إظهار المسئولية المشتركة في مجابهة الطاغية وفضح حكومته.

ويبدو أن النجاحات الانتخابية الأخيرة، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم والبطالة في البلاد، هي التي مهّدت الطريق لهجوم المعارضة، لا سيما فيما يتعلق بالملف السوري، فقد استقبلت البلاد عددًا كبيرًا من اللاجئين أكثر من جميع الدول الأوروبية الأخرى مجتمعة، وذلك على مدى ثماني سنوات، في مقابل التزام الاتحاد الأوروبي بدفع نحو (1700 يورو) لكل لاجئ، لكن لم يتم دفع حتى نصف هذه القيمة، ومن ثمَّ تتهم المعارضة الحكومة بإساءة إدارة هذا الملف، وتطالب بترحيل اللاجئين السوريين، الأمر الذي دفع أردوغان للتفكير بمنطقة أمنية في شمال شرق سوريا خوفًا من استمرار هجوم المعارضة.

المعارضة تحدد جدول الأعمال

وفي هذا السياق يخطط حزب الشعب الجمهوري لمؤتمره الخاص بسوريا في نهاية شهر سبتمبر، ويريد الحزب إظهار الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة في هذا الصراع، وطرح حلول بديله، وبدأت وسائل الإعلام التركية أيضًا بالإنصات للمعارضة على نحو متزايد؛ ففي منتصف سبتمبر نشرت صحفة "جمهوريت"، الموالية لـ "حزب الشعب الجمهوري"، استطلاعًا للرأي أظهر أن ثلث السكان فقط يدعمون نظام أردوغان الرئاسي.

وأحدث مثال على كيفية محاولة المعارضة الآن تحديد جدول الأعمال، هو الزيارة الروتينية لصندوق النقد الدولي في العاصمة التركية أنقرة؛ فخلال المشاورات السنوية للصندوق مع جميع الدول الأعضاء فيه، التقى ممثلون رفيعو المستوى من المنظمة بممثلي أحزاب المعارضة وحزب الشعب الجمهوري وحزب الخير، وأعلنت المعارضة أن الهدف من تواجد صندوق النقد الدولي هو إبرام اتفاقية مع الحكومة التركية.

وقد علّق عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم على ذلك قائلًا: "هذه ازدواجية في المعايير"، بينما وصف راسي كايا، المدير التنفيذي للصندوق الذي عينته الحكومة التركية، مثل هذه الاجتماعات بأنها "غير شرعية". من جانبه رد النائب "فايق أوتسراك"، من حزب الشعب الجمهوري، بأن لقاء ممثلي صندوق النقد الدولي بالسياسيين المعارضين ليس ممنوعًا أو مجرمًا.

العلاقة المتأزمة بين أنقرة والغرب

وعلى الصعيد التركي أيضًا، نشرت الإذاعة الألمانية تقريرًا للكاتب "توماس زايبرت" لفت إلى العلاقة المتأزمة بين تركيا والغرب، لا سيما بعد إصرار أنقرة على استيراد صفقة الصواريخ "إس 400"، الأمر الذي تسبب في النزاع بين شركاء الناتو، بداية من الولايات المتحدة ونهاية بالدول الأوروبية القوية مثل ألمانيا وفرنسا.

وقد فاجأت تركيا شركاءها في حلف الناتو بصفقة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات، واضطرت الولايات المتحدة لوقف برنامج الأسلحة المشتركة، وازداد القلق في الغرب بشأن إمكانية التقارب المتزايد بين روسيا وتركيا. وتعد الصواريخ المضادة للطائرات الروسية "S-400" واحدة من أحدث أنظمة الأسلحة، حيث يمكن لهذه البطاريات المضادة للطائرات المجهزة أن تدمر الطائرات من دون طيار والصواريخ من مسافة مئات الكيلومترات.

 ووفقًا للخبراء العسكريين فإن النظام الروسي يضاهي نظام صواريخ باتريوت الأمريكية، على الرغم من أنه أرخص بكثير، ولذا تعاقدت تركيا مع روسيا على شرائه، بالإضافة لكل من الصين والهند، بينما تفاوض المملكة العربية السعودية لشراء هذا النظام. ومع ذلك يظل مصدر القلق الأكبر للغرب هو حصول تركيا، العضو في الناتو، على هذا النظام الدفاعي الروسي"S-400"، والذي وصل بالفعل إلى تركيا وبحلول أبريل 2020 سيكون جاهزًا للاستخدام

قدرات الدفاع الجوي لتركيا

تركيا بحاجة إلى نظام دفاع جوي حديث رغم حصولها على أنظمة حديثة من دول مثل ألمانيا التي زودت أنقرة ببطاريات مضادة للطائرات عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية، لكنها غير كافية، وخاصة في ظل حالة التشكك التركية، ولذلك صرح السيد "نيلز شميد"، من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، بأحقية تركيا في ذلك قائلًا: لا شك أن لتركيا الحق في السعي للحصول على نظام دفاع جوي حديث؛ فهي الجارة المباشرة لإيران، وبالتالي مهددة بالصواريخ الإيرانية، وأسلحة الناتو ليست كافية.

 لذلك بدأت تركيا منذ سنوات تبحث عن بديل للباتريوت الأمريكي، الذي جرى بيعه إلى مختلف الدول الأعضاء في الناتو، بما في ذلك ألمانيا، لكن واشنطن لم تكن ترغب في تسليمه لأنقرة بسبب معاضة الكونجرس الأمريكي، وبسبب عدم ثقة العديد من السياسيين الأمريكيين تجاه الحكومة التركية. وهكذا لجأت تركيا إلى روسيا لشراء نظام S-400 بالإضافة إلى وعد من الجانب الروسي أيضًا بنقل التكنولوجيا التي من شأنها أن تساعد صناعة الدفاع التركية على المدى الطويل في تطوير أنظمة أسلحة حديثة، ويمكن أن يشترك الجانبان في تطوير نسخة S-500بدلًا من S-400".

وأكد "مراد يتكين"، الصحفي التركي المتخصص في السياسة الخارجية، أن رفض الولايات المتحدة هو الدافع الأول لتوجه تركيا نحو روسيا؛ فقد واجهت تركيا العديد من الصعوبات السياسية في شراء الأنظمة الغربية، وخاصة نظام باتريوت الأمريكي، بالإضافة إلى انعدام الثقة بين تركيا والولايات المتحدة بسبب المشكلة الكردية في سوريا، ومحاولة الانقلاب في تركيا عام 2016، كذلك التفوق التقني لنظام S-400، كل هذه عوامل حاسمة في إتمام هذه الصفقة بين روسيا وتركيا.

من جانب آخر، فإن التعاون الوثيق بين تركيا وروسيا يدق جرس الإنذار في الغرب؛ فالناتو لديه الدفاع الجوي المتكامل، وبالتالي فإن أعضاء الحلف أمام خيارين كلاهما صعب، إما دمج النظام الروسي، وهذا ما يخشاه الأمريكان والغرب، أو استثناء تركيا، وهو ما يؤثر بالسلب على حلف الناتو أيضًا.
 
وقف صفقة الطائرات المقاتلة F-35 لأنقرة

تُعد مخاوف واشنطن من إمكانية تجسس منظومة S-400 الروسية على التكنولوجيا السرية الخاصة بالطائرة F-35 هي الأكبر، ولذلك أوقفت واشنطن التعاون وإتمام الصفقة مع تركيا، وعلق وزير الدفاع الأمريكي "إلين لورد" بأن الحكومة الأمريكية ليس لديها خيار آخر. وليست صفقة S-400 وحدها هي سبب الخلاف بين واشنطن وأنقرة، وإنما قضية الدعم الأمريكي للمتمردين الأكراد في سوريا، والتي دفعت أنقرة للتشكك الدائم في مصداقية الحليف الأمريكي.

أردوغان والطموحات السياسية

طموحات أردوغان في قيادة تركيا لقوة إقليمية في الشرق الأوسط تعيق الوصول إلى حلول وسط حول موضوع S-400، فيما يرى مراقبون أن بيع S-400 هو جزء من استراتيجية روسية لتخليص تركيا ببطء من التحالفات الغربية. ويؤكد كريم هاس، الخبير في العلاقات الروسية التركية، أن هذه الاستراتيجية بدأت تؤتي ثمارها؛ فمنذ هذه الصفقة استطاعت موسكو زيادة الاضطراب في العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة من جانب، وتركيا وحلف الناتو من جانب آخر، كما يعد بيع هذه المنظومة الصاروخية لبلد عضو في حلف الناتو ولاعب رئيس في الشرق الأوسط، بمثابة انتصار مهم لاستراتيجية موسكو على المدى الطويل؛ ما يساعد على زيادة نسبة مبيعاتها من الأسلحة وزيادة مكانتها ونفوذها في العالم.

تزايد التأثير الروسي على أنقرة

النفوذ الروسي على أنقرة يتزايد يومًا بعد يوم؛ فموسكو باتت هي المزود الرئيس للنفط والغاز لتركيا، وهي التي تبني أول محطة طاقة نووية تركية، كما أنها ترسل أكثر من خمسة ملايين سائح سنويًّا إلى الشواطئ التركية. وأصبحت أنقرة تعتمد بشكل متزايد على موسكو في جميع المجالات، ومن المنتظر أن تساهم عملية نشر الفنيين العسكريين الروس في تركيا ببطء إلى نشر دائم للقوات العسكرية الروسية هناك، الأمر الذي يشكّل نوعًا من التبعية لتحقيق مصالح تركيا، سواء في منطقة القوقاز أو في منطقة شبه جزيرة القرم أو البحر الأسود أو البلقان أو الشرق الأوسط أو شرق البحر الأبيض المتوسط.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه العلاقات التركية الروسية، يتساءل مراقبون في الغرب عن إمكانية انسحاب تركيا من حلف الناتو، ويقول الصحفي إيتكين: "لن تصنع تركيا؛ فهي لا تخطط لذلك، لكنها في الوقت نفسه تريد من شركائها التعامل بجدية أكبر مع قضايا الأمن القومي التركي، مثل قضية الإرهاب وقضية الأكراد، لذلك يمكن اعتبار هذه الأزمة وقفة من تركيا لإعادة تحديد علاقتها مع الغرب".

بين التردد الأمريكي والتفاوض التركي

ومع ذلك يبقى انعدام الثقة العميق بين تركيا والغرب هو المشكلة الأكبر، ولا يمكن معرفة كيفية حل النزاع بين الطرفين في ظل إصرار أردوغان على إتمام صفقة الصواريخ الروسية، فواشنطن ترغب من جانبها في ضم تركيا لمعسكرها بدلًا من روسيا، لكن في الوقت نفسه فإن السياسة الأمريكية تجاه أنقرة، وخاصة دعم الأتراك، وتوفير الحماية لعبد الله جولن، ورفضها بيع صواريخ الباتريوت، هي التي سمّمت المناخ وصعّبت إصلاح العلاقات بين الغرب وتركيا.

السعودية تُصدر تأشيرات سياحية للأجانب لأول مرة

نشر موقع "فرنكافورتر ألجماينا" تقريرًا عن المملكة العربية السعودية أكد بدء إصدار تأشيرات سياحية لعدد 49 دولة أجنبية ضمن مراحل تنفيذ رؤية 2030 لتنويع دخل الاقتصاد السعودي، وعدم الاعتماد على النفط فقط.

ويريد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منح تأشيرات سياحية تمكن الأجانب من السفر للمملكة بهدف السياحة لأول مرة. وفي هذا السياق صرح السيد "أحمد الخطيب"، رئيس قطاع السياحة بالمملكة بأن هذه تعدّ لحظة تاريخية فارقة، حيث لم يكن متاحًا في السابق إصدار تأشيرات سوى للحجاج أو لأغراض مهنية، أو مؤخرًا لزوار الأحداث الرياضية والثقافية، وترغب المملكة الآن في الانفتاح على العالم وتوفير مصادر جديدة للدخل، ويُعد تطوير السياحة جزءًا من رؤية 2030 التي بدأ بها ولي العهد دورة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في المملكة.

المملكة تخطط لـ 100 مليون زائر

وقد أطلقت قيادة المملكة نظام التأشيرات الجديد لـ 49 دولة، بما في ذلك الصين واليابان وأوروبا والولايات المتحدة، وباتت السعودية ترحب بالشركات والأفراد للاستثمار في مجال السياحة، وبحلول عام 2030 ينبغي أن ترتفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لنسبة 10%، ومن المتوقع أن يزيد عدد السائحين إلى أكثر من 100 مليون زائر سنويًّا. وأضاف الخطيب بأن النزاعات مع إيران والمتمردين يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على هذه الخطة، لكننا نؤكد أن بلادنا آمنة للغاية، وتتوقع هيئة السياحة في المملكة استثمارات بنحو 61 مليار يورو.

ما الذي يحدث في الجزائر؟

نشر موقع "فرنكفورتر ألجماينا" تقريرًا حول المشهد في الجزائر وآخر تطورات الوضع السياسي بعد إصرار المتظاهرين على رفض رموز النظام السابق، وإحلالهم برموز جديدة، بينما يصرّ أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، على إجراء الانتخابات ويعتبرها أفضل السبل للخروج من الأزمة.

بعد مرور خمسة أشهر على استقالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، استطاع الجزائريون تحديد موعد لانتخابات الرئاسة المؤجلة، وقال الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح في خطاب متلفز: "من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 12 ديسمبر". وتُعد هذه الانتخابات خطوة مهمة لأكبر دولة أفريقية من حيث المساحة، حيث تعاني الجزائر من احتجاجات جماعية ضد النخبة بشكل منتظم منذ فبراير الماضي. وقال عبد القادر بن صالح، الرئيس المؤقت إنه ما زال مقتنعًا بأن هذه الانتخابات هي الحل الديمقراطي الوحيد والأكثر فاعلية، والذي يساعد الجزائر في التغلب على الوضع الحالي؛ فالانتخابات هي فرصة لإعادة بناء الثقة في البلاد.

وقد تولى بن صالح منصب الرئاسة بعد استقالة بوتفليقة، الذي حكم الجزائر لمدة 20 عامًا، بسبب المتظاهرات الجماهيرية. وقد تم تأجيل الانتخابات الرئاسية في البداية إلى أجل غير مسمى، ما تسبب في زيادة المخاوف بين أحزاب المعارضة والمتظاهرين من رغبة الجيش في الحصول على السلطة. ولا يزال هذا الوضع قائمًا حتى اللحظة، ويأمل مراقبون أن تكون خطوة الانتخابات هي بداية النهاية للمشهد الجزائري المرتبك.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا