الصحافة العبرية | طهران فزاعة بحسب الطلب.. ولسنا أقل وحشية من تركيا !

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد فوزي ومحمود معاذ

لتنقذوا اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن

مع اقتراب الذكرى الــ 25 لعقد اتفاقية السلام الإسرائيلية – الأردنية؛ دعا السفير الإسرائيلي السابق بمصر والمحاضر السياسي بمركز هرتسيليا “يتسحاق ليفانون” لإنقاذ تلك الاتفاقية من الضياع، معتبرًا أن العلاقات بين البلدين أصبحت في أضعف مستوياتها منذ توقيع الاتفاقية في عام 1994م.

وأكد “ليفانون”، في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم”، محدودية العلاقات بين إسرائيل والقصر الملكي الأردني حاليًا بشكل ملحوظ، مشيرًا إلى خطورة الموقف، لا سيما وأن هدف تلك الاتفاقية يختلف عن نظيراتها مع الدول العربية الأخرى، حيث تهدف للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين، وليس مجرد درء مخاطر الحروب بينهما.

وعدّد الكاتب مظاهر تدهور العلاقات من الجانب الأردني، حيث منعت النقابات العمالية الأردنية أي اتصال بإسرائيل، وكذلك دعوة البرلمان الأردني إلى إلغاء اتفاقية السلام وترحيل السفير الإسرائيلي، بالإضافة إلى انتقاد الإعلام الأردني تلك الاتفاقية بشدة وبشكل متواصل.

وطالب الكاتب قادة البلدين بالعمل على عودة العلاقات لطبيعتها بينهما؛ نظرًا لحاجة كلا الطرفين للآخر، وزيادة مساحة التفاهم بينهما من خلال التخلى عما أسماه بـ “الحساسية المفرطة”؛ لأن الثقة بين القادة في البلدين باتت في أدنى مستوياتها، لذا يتوجب العمل على تشكيل طواقم عمل خاصة عن طريق وزارات الخارجية، للنظر في العلاقات الثنائية بينهما، وكيفية تطويرها وإعادة المياه لمجاريها من جديد.

كفانا استخدامًا لفزاعة إيران

طالب الكاتب “ميخائيل ميلشتاين” القوى السياسية في إسرائيل بالتوقف عن استخدام الخطر الإيراني كفزاعة للجمهور في خطاباتهم السياسية، مشيرًا إلى أنه في السنوات القليلة الماضية ازداد النقاش حول التهديد الإيراني في المجال الأمني السياسي بإسرائيل، ولكن تلك الظاهرة سجّلت رقمًا قياسيًّا جديدًا في الأسابيع الأخيرة، إذ يتم التلاعب بوصف التهديد الإيراني مرة بالخطر الشديد، ومرة بالتقليل منه، وذلك حسب الحاجة السياسية لمستخدميه، وبات الخطاب حول القضية مرتبطًا باعتباراته السياسية لليمين والوسط واليسار السياسي؛ ما دفع الكثيرين في إسرائيل إلى التساؤل عن الصورة الدقيقة للتهديد الذي تشكّله طهران.

ويرى الكاتب بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن هناك سببًا يدعو للقلق، ولكن من الضروري أيضًا تحديد التهديد بدقة وصياغة كيفية التعاطي معه، ففي الأسابيع الأخيرة، شهدت إيران سلسلة من النجاحات التي قد تعزّز من ثقتها بنفسها، وكذلك جرأتها، حيث قامت بسلسلة من أعمال العنف في الخليج العربي، وأبرزها مهاجمة حقول النفط في المملكة العربية السعودية، بالإضافة لتصاعد التوتر بينها وبين إسرائيل عقب الكشف عن محاولة اغتيال أحد القادة العسكريين الإيرانيين واتهام إسرائيل بالضلوع في العملية، ولكن في الوقت نفسه فالتهديد الإيراني لإسرائيل ليس تهديدًا وجوديًّا، وإنما يجب وضع الأمور في نصابها الصحيح حتى يتم التعامل معها بالشكل الأمثل دون تقليل أو تضخيم.

وتوقع الكاتب ألا يتوقف السياسيون الإسرائيليون عن دمج القضايا الأمنية في الاشتباكات السياسية، مطالبًا إياهم بأن يكونوا على قدر المسؤلية الملقاة على عاتقهم، وأن ينخرطوا في مناقشة وطنية متعمقة للملف الإيراني، والتعبير عن آرائهم بصراحة، بهدف وضع رؤية لهذا لخطر ومدى قدرته على إلحاق الضرر بإسرائيل وكيفية التعامل معه.

لستم أقل وحشية من تركيا

انتقد الكاتب اليساري “جدعون ليفي” حالة الهجوم الشديد من أقطاب اليمين الإسرائيلي للهجوم العسكري التركي على المناطق التركية في شمال سوريا، واستخدامهم مصطلحات تشير إلى قلقهم من تردي حقوق الإنسان، والتعاطف مع الشعوب المقموعة، مؤكدًا أن حال اليمين الإسرائيلي لا يختلف كثيرًا في وحشيته وهمجيته عن الأتراك، حيث إن ما تقوم به تركيا الآن وما قامت به من أعمال وحشية وقمعية بحق الأكراد، سبق وأن قامت به إسرائيل بحكوماتها اليمينية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأبدى “ليفي” في مقال له بصحيفة “هآرتس” اندهاشه من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تدين بشدة الغزو العسكري التركي وتحذّر من التطهير الإثني للأكراد، وأنها ستبذل كل جهدها لتقديم مساعدة إنسانية للشعب الكردي الشجاع، مشيرًا إلى أعلى مستويات ازدواجية المعايير لدى نتنياهو، نظرًا لكونه الشخص الذي لم يفوّت فرصة للهجوم على قطاع غزة إلا وفعلها، وظل يمارس العنصرية والفصل المجتمعي بحق العرب داخل إسرائيل.

ووجه الكاتب حديثه للقيادات في إسرائيل بأنه كما يرون الهجمات على الأكراد ووحشيتها، فهكذا تمامًا يرى العالم هجمات إسرائيل على قطاع غزة، فهنا جيش يهاجم أبرياء في بيت حانون، هم أكثر براءة ممن هم في كوباني، ويكفي القول بأنه في العامين الأخيرين فقط قُتل مئات المتظاهرين العُزّل على السياج الحدودي في غزة المحاصرة، بينما يبدو الآن اليمين الإسرائيلي مصدومًا من المجزرة ضد الأكراد، وهنا أيضًا جرحى ومعوقون من غزة لا يستطيعون الحصول على معالجة طبية، في حين تدعو إسرائيل إلى تقديم مساعدة إنسانية للأكراد، وليس إلى الجرحى والمعوقين الذين تسببت في إعاقتهم.

وفي السياق ذاته، علق البروفيسور “آرييه ألداد” في مقال له بصحيفة “معاريف” بالقول بأنه يجب على إسرائيل مساعدة الأكراد بكل الأشكال الممكنة، حتى ولو كلف الأمر مواجهة أنقرة، وذلك لأسباب عدة، أبرزها كبح الجماح التركي في المنطقة، والحيلولة دون تكوين قاعدة عسكرية تركية شمال سوريا، ناهيك عن الوازع الأخلاقي، بحسب وصفه، والذي يحتّم الدخول نصرة للشعب الكردي المضطهد، لا سيما وأن اليهود عانوا من تلك الويلات فيما مضى.

انهيار سياسة نتنياهو الخارجية

رأت صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها أن هناك مفاجأتين استراتيجيتين قد قوّضتا السياسة الخارجية والأمنية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وجعلتا منها بلا فائدة، المفاجأة الأولى كانت الهجوم على منشآت النفط في السعودية، المنسوب إلى إيران، والذي استُقبل بتجاهل أمريكي، أما المفاجأة الثانية فكانت تخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الأكراد، وهو ما سمح لأنقرة بالقيام باحتلال المنطقة الآمنة في الإقليم الكردي بشمال سوريا.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو اعتمد في سياسته الخارجية والأمنية على موالاة مطلقة لترامب، وتصعيد المواجهة مع إيران وحلفائها، لكن ما حدث أن ترامب قطع الصلة به منذ الانتخابات، ويعمل علنًا على تسوية العلاقات مع إيران، فيما شنّت الأخيرة سلسلة هجمات ازدادت قوة في الأشهر الأخيرة ووصلت حتى إلى العراق.

واعتبرت الصحيفة أن قبول ترامب الهجوم على السعودية والتخلي عن الأكراد هما إشارتا تحذير لإسرائيل بأنها لا تستطيع الاعتماد على ترامب، حيث يسعى الرئيس الأمريكي لإنهاء تدخل واشنطن العسكري في الشرق الأوسط، وتحظى سياسته بدعم الجمهور والمنظومة السياسية في الولايات المتحدة، فجهود نتنياهو لعرقلة التوجه الأمريكي وتغييره، وإحباط التسوية مع إيران، من الواضح؛ بل من المؤكد وفقًا للمعطيات، أنها لن تجدي نفعًا!

هل ينوي أبو مازن فعلًا عقد الانتخابات الفلسطينية؟

تعرض الكاتب والمحلل “يوني بن مناحم” لقضية الانتخابات الفلسطينية، وذلك في أعقاب التصريحات الصادرة من الدوائر المقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن عن نيته الترشح للانتخابات الفلسطينية المقبلة، وشكك الكاتب في قدرة أبو مازن ورغبته في عقد تلك الانتخابات كما أثير مؤخرًا.

وأكد الكاتب، في مقال له بالمركز الأورشليمي لشئون الجمهور والدولة، أن الشارع الفلسطيني يتعامل مع تلك القضية بلا مبالاة تامة، كما يعتقد معظم الفلسطينيين بأن انعقاد الانتخابات من عدمها لن يُسفر عن أي تطورات بالنسبة لقضيتهم وأوضاعهم الصعبة، لا سيما مع حالة الغموض التي تكتنف تلك الانتخابات، حيث لم يحدد رئيس السلطة الفلسطينية ما إذا كان يعتزم إعلان انتخابات رئاسية أو المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) أو كليهما، وإن توقع الكاتب أن ينوي أبو مازن إعلان انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني فقط وعدم مخاطرته بمنصبه في إجراء انتخابات رئاسية.

واختتم الكاتب بأنه لا تزال هناك بعض المشاكل الخطيرة عندما يتعلق الأمر بإجراء انتخابات في الأراضي المحتلة، حتى لو كانت انتخابات للمجلس التشريعي، ومنها استمرار الانفصال والتفتت بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وعدم القدرة على تحقيق الوحدة الوطنية بين فتح وحماس، ومسألة القدس الشرقية وهل تسمح إسرائيل لسكانها بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية، وكذلك إشكالية من سيشرف على تلك الانتخابات ويتجنب تزوير نتائجها وتشويهها.

طلاق جديد في فترة الأعياد

تناول الرسام الكاريكاتيري “عاموس بيدرمان” في صحيفة “هآرتس” تردي العلاقات الأمريكية التركية بسبب هجوم أنقرة الأخير على الأراضي السورية، وذلك برسم تحت عنوان: “حالة طلاق جديدة في فترة الأعياد”، مصورًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب يخرجان من مبنى الحاخامية الكبرى في إسرائيل، كلٌّ منهما في طريقه المختلف عن الآخر.

وأشار “بيدرمان” بذلك إلى الخلاف الشديد بين البلدين العضوين في حلف الناتو، والذي انتهى مؤخرًا ببدء حملة عقوبات أمريكية ضد تركيا اعتراضًا على الهجوم ضد الأكراد، مصوّرًا الجانب الأمريكي غاضبًا حانقًا ونظيره التركي مستاءً حزينًا بعد شعوره باحتمال قطع علاقاته مع الولايات المتحدة، التي لطالما كانت أنقرة من أهم حلفائها في منطقة الشرق الأوسط.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا