واشنطن بوست | نعم.. سليماني كان عدوًا لكن ذلك لا يعني أن ترامب اتخذ القرار الصحيح

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – آية سيد

كان الجنرال قاسم سليماني عدوًّا لدودًا للولايات المتحدة والذي كان مسئولًا عن موت مئات الأمريكيين, وكذلك أيضًا عن عدد لا يُحصى من الأعمال الوحشية في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من البلاد؛ لهذا السبب احتفى حلفاء الولايات المتحدة والقوات التقدمية في المنطقة بموته يوم الجمعة في ضربة جوية, بدايةً من الإسرائيليين والسعوديين، إلى المتظاهرين الموالين للإصلاح في بيروت وبغداد.
غير أن هذا لا يعني أن قرار الرئيس ترامب باغتياله كان حكيمًا, أو أنه سيفيد المصالح الأمريكية في نهاية المطاف.

إن عواقب الضربة الجوية غير قابلة للتنبؤ, لكن لا يمكن إنكار خطر أن تنجرّ الولايات المتحدة أكثر إلى الشرق الأوسط وصراعاته. فبعد أن أوضح ترامب أنه يريد سحب الأمة من تلك الصراعات, وبعد أن صرّح يوم الثلاثاء بأنه يريد السلام مع إيران, قام بعمل تصعيدي وهو ينشر الآن أكثر من 4 آلاف جندي إضافي في الكويت خشية الهجمات الإيرانية المضادة.

ومن المحتمل أن مقتل سليماني سيحظى بتأثير ردع المزيد من الهجمات الإيرانية على الأمريكيين, مثل الضربة الصاروخية التي قتلت متعاقدًا أمريكيًّا في قاعدة أمريكية الأسبوع الماضي, أو هجوم الميليشيات المدعومة إيرانيًّا على السفارة في بغداد يوم الثلاثاء.
إن خسارة سليماني ربما تُربك قوات الميليشيات التي قادها وتُضعف معنوياتها. ومن الواضح أن إدارة ترامب تأمل في أن طهران سوف تتحمل الضربة وتتراجع, لهذا السبب تحدث وزير الخارجية مايك بومبيو يوم الجمعة عن "خفض التصعيد".

لكن ربما تختار إيران رد الضربة, إذا لم يكن بشكل فوري فسيكون في الأيام والأسابيع المقبلة. تشمل الأهداف الموجودة في متناول يد إيران السفارات والمواطنين الأمريكيين في أنحاء الشرق الأوسط، والسفن في الخليج العربي، وحقول النفط السعودية، والمدن الإسرائيلية التي وجه إليها سليماني آلاف الصواريخ.
هل فكّر ترامب ومساعدوه مليًّا في الردود الإيرانية المحتملة واستعدوا لها؟ هل لدى الإدارة هدف واضح؟ في الوقت الذي كان ترامب يغرّد عن التفاوض, بدا بعض مساعديه عازمين على تغيير النظام في طهران. 

وعلى المدى القريب, على الأقل, سيجعل مقتل سليماني وقائد ميليشيا عراقية هذين الهدفين صعبا المنال، ولم يكن الجنرال ذو الـ62 عامًا مهندس الاعتداءات الإيرانية في أنحاء الشرق الأوسط فحسب؛ بل كان أيضًا بطلًا لكثير من الإيرانيين, الذين ربما يحتشدون الآن حوله وحول النظام. أما في العراق, حيث كان سليماني يتعرض لضغط من المظاهرات المناهضة لإيران, قد ينقلب القادة السياسيون على الولايات المتحدة؛ والتصويت البرلماني لطرد القوات الأمريكية سيكون انتصارًا إيرانيًّا كبيرًا.

عندما تولى الرئيس ترامب المنصب, كان البرنامج النووي لإيران ساكنًا وتهديداته للمصالح الأمريكية يمكن احتواؤها، لقد سحب الولايات المتحدة من المعاهدة التي حدت من النشاط النووي الإيراني, وزاد العقوبات على النظام، كما انحاز في معركة إقليمية بين النظام السُني في السعودية والنظام الشيعي في إيران. والآن, في الوقت الذي تحتاج فيه التهديدات قريبة وبعيدة المدى من روسيا والصين وكوريا الشمالية الانتباه العاجل, تجد الولايات المتحدة نفسها في مواجهة أكثر حدة مع إيران، ولا يزال على ترامب أن يقدّم أي توضيح لما يُعدّ في مصلحة أمريكا الاستراتيجية. 

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا