ذي إندبندنت | بالصدفة أو عن عمد.. ترامب يبدأ حربًا مع إيران

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – آية سيد

هل هذه حرب بالصدفة أم حرب متعمدة؟ لقد قلنا جميعًا إن حربًا كبرى في الشرق الأوسط قد تبدأ بالصدفة، لكن لم يظن أحد أن دونالد ترامب سيهجم بهذه الشراسة، إن قتل الجنرال قاسم سليماني أشبه بخنجر في قلب إيران دون شك، لكن نيابة عن مَن؟

فقط تخيلوا ماذا سيحدث إذا جرى تفجير جنرال أمريكي بارز – أو اثنين حيث إن "أبو مهدي المهندس" كان شخصية بارزة موالية لإيران في العراق – في زيارة للشرق الأوسط. ستكون هناك ضربات جوية وهجمات على المراكز النووية الإيرانية وتهديدات من واشنطن لوقف حركة النقل بين إيران والعالم الخارجي، إن موت مواطن أمريكي في بغداد يوم الجمعة وأحداث الشغب خارج السفارة الأمريكية بالكاد يبرر الهجمات الأمريكية بهذا الحجم.

كان قاسم سليماني واحدًا من أقوى الرجال في إيران، على الرغم من أن فيلق القدس الذي قاده ليس جيش النخبة كما تحب أن تتظاهر إيران. سليماني، بحسب زملائه القادة، كان يحب المخاطرة في خطوط المواجهة الخاصة بفيلق القدس في سوريا وأحبه رجاله بسبب شجاعته في القتال، لذلك كان يتوقع باستمرار أن يموت. لكن مطار بغداد الدولي هو آخر مكان يتوقع المرء أن يرى فيه طائرة مسيرة أمريكية تُسقطه هو والمهندس قتلى.

لقد اعتاد الأمريكيون على تنظيم هجمات على قواعد الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا. فعلى مدار الأشهر الأخيرة، أصبحت هذه الضربات عادية، مثل الغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا ولبنان، بيد أن أبرزها كانت عملية عسكرية أمريكية قتلت أبو بكر البغدادي في سوريا، وهو مسلم سُني كان عدوًّا لطهران، والذي كان الإيرانيون سيسعدون بتصفيته.

لقد اعتاد الأمريكيون على هذا النوع من الاغتيال – أو "القتل الموجه" مثلما يسميه الإسرائيليون – حيث يمحون أعداءهم متى يحلو لهم. كان أسامة بن لادن الأول والبغدادي الثاني وسليماني الثالث. ومثل تلك الحوادث تنفذها إسرائيل باستمرار في غزة، حيث كثيرًا ما يجري اغتيال قادة حماس.

مع هذا من السهل اعتبار هؤلاء الرجال مهمين، كما يظنون أنفسهم. على سبيل المثال، كثيرًا ما تبالغ الولايات المتحدة في قوات إيران في سوريا. إن مزاعم وجود 10 آلاف فرد من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا كانت غير دقيقة بالمرة، فألفان هو العدد الأكثر دقة، وإنه مما لا شك فيه أن رجال المخابرات الإيرانية منتشرون حول الشرق الأوسط، وكذلك أيضًا العملاء الأمريكيون.

إن واحدًا من رجال المخابرات الإيرانية رفيعي المستوى هو غضنفر ركن آبادي الذي كان رجل إيران في بيروت، ولاحقًا سفيرها هناك. لقد كان على الأرجح يعرف عن حزب الله وسوريا أكثر من أي شخص آخر وعاد إلى طهران في 2014. لم يكن هذا بعد وقت طويل من تخطيط الإسلامويين السُنة لهجوم انتحاري على سفارته، متسببين في قتل 23 من موظفي السفارة وحرس حزب الله ومدنيين. لكن ركن آبادي نجا، فيما قُتل أبرز رجاله الأمنيين. لكن في 2016، سافر للحج في مكة حيث مات 2300 شخصًا – 464 منهم إيرانيون.

لكن في الشرق الأوسط، عملاء المخابرات دائمًا في خطر. قامت جماعة تابعة لحزب الله تُدعى الجهاد الإسلامي بقتل رئيس محطة السي آي إيه في بيروت ويليام باكلي، والقاتل المزعوم – أو من أعطى الأمر – عماد مغنية قُتل في تفجير سيارة مفخخة في دمشق عام 2008. وفي 1983 فجّر انتحاري شاحنته المفخخة أمام السفارة الأمريكية في بيروت، متسببًا في قتل 32 شخصًا وإبادة معظم عملاء السي آي إيه الذين كانوا يعقدون اجتماعًا بالداخل.

وشيء آخر، أليست هناك انتخابات أمريكية قادمة هذا العام؟ ألا يريد ترامب الفوز؟ وسليماني كهدف في بغداد سيؤدي بشكل جيد مع الجمهوريين. لقد ردّت إيران دائمًا على الإهانات أو الهجمات عبر الانتظار وتأجيل ردها الانتقامي. هل تتذكرون ناقلتي نفط تُسميان أدريان داريا وستينا إمبريو؟ لكن الأمر بات شخصيًّا الآن.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا