ماذا قالت الصحافة الألمانية عن مقتل سليماني؟ 35 هدفًا أمريكيًا وتل أبيب.. سيناريوهات الرد الإيراني عابرة للقارات

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – عماد شرارة

 مجازفة غير محسوبة.. لماذا أمر ترامب بقتل سليماني؟!

نشر موقع تلفزيون "زد دي إف" تقريرًا للكاتب "إلمار تفيسن" تحدث عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ودافع العملية وتوابعها، حيث أكد الكاتب أن القرار كان غير مدروس بعناية من جانب الرئيس الأمريكي، فقد ألمح ترامب فقط منذ أيام بأن الرد سيكون قاسيًا وقريبًا على الاستفزازات الإيرانية، وفقا لموقع سوف موقع "ديلي بيست" الإخباري.

معارضة بوش وأوباما للهجوم

وقد أتثبت عملية اغتيال سليماني من قبل ترامب أنه يعاني بالفعل من جنون العظمة؛ فقد رفض كل من جورج دبليو بوش وباراك أوباما تنفيذ هذه العملية وقتل أخطر إرهابي في الشرق الأوسط وثاني أقوى رجل في إيران. السيدة إليسا سلوتكين، عضوة الكونجرس الديمقراطية، والتي كانت تعمل سابقًا لدى وكالة الاستخبارات المركزية ومجلس الأمن القومي كمسئولة عن الملف العراقي تتساءل: لما رفض كل من أوباما الديمقراطي وبوش الجمهوري استهداف سليماني؟ هل المخاطر أم التوجهات السياسية الأمريكية؟
وتجيب "سلوتكين" بأن توجه السياسة الخارجية الأمريكية منذ سبعينيات القرن الماضي ترفض اغتيال الخصوم السياسيين، لكن ترامب لا يعبأ بمثل تلك التغيرات.
ترامب يغامر بسابقة خطيرة

خالف دونالد ترامب توجه الولايات المتحدة الثابت بعدم ممارسة اغتيال الخصوم السياسيين، لأن هذه سياسة خطيرة على الأمريكيين أنفسهم، بمن فيهم ترامب نفسه، ويبقى السؤال: هل تستطيع الولايات المتحدة بنفس التبريرات قتل الرئيس الكوري الشمالي كيم أو الرئيس السوري بشار الأسد؟ ألا يمكن لخصوم أمريكا ممارسة نفس الشيء مع وزير الخارجية الأمريكية أو حتى مع رئيس الولايات المتحدة؟

وكل ذلك يأتي بالرغم من أن النظام الإيراني ليس لديه أخلاق وهو من يمارس هذه الاغتيالات القذرة؛ فقد كان سليماني نفسه ضالعًا في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن طريق تفجير سيارة مفخخة عام 2005.

الحرس الثوري منظمة إرهابية

لم تكن هذه العملية مفاجأة؛ فقد صنّفت إدارة ترامب الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية في أبريل الماضي، وجرى إعلان ذلك من خلال البيت الأبيض في خطوة غير عادية، وهي الأولى من نوعها، حيث تصنّف واشنطن جزءًا من حكومة دولة أخرى منظمة إرهابية لتؤكد أن سلوك النظام الإيراني لا يربو لسلوك الدول والحكومات الشرعية. وقد كان الجنرال سليماني ضمن قائمة كبار الإرهابيين، مثل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، ومع ذلك ترددت إدارة ترامب لفترة طويلة في تصفيته كما صنعت مع البغدادي.
ترام في أزم
يجب القول إن التغير الأخير في سياسة ترامب يرجع إلى خوفه من نتائج تراجعه أمام النظام الإيراني؛ ففي العام الماضي ألغى ضربة عسكرية كانت موجهة ضد النظام الإيراني على الرغم من استفزازاته القوية لواشنطن، الأمر الذي أوحى بضعف الرئيس الأمريكي وضياع مبدأ الردع، ومن ثم هوجمت أهداف أمريكية في العراق بأكثر من 30 صاروخًا في أواخر عام 2019، وقُتل خلالها مواطن أمريكي، واقتحمت الميليشيات الشيعية السفارة الأمريكية في بغداد، وكانت هذه بمثابة النقطة الفاصلة التي هددت بانهيار قوة أمريكا في المنطقة، وجعلت ترامب يعزم على الرد حتى لا يتهم بالضعف والخوف من النظام الإيراني، لا سيما في هذه الفترة وقبل الحملة الانتخابية الأمريكية.
استعادة مبدأ الردع
هدّد ترامب عبر تويتر قبل أسبوع طهران بأنها ستدفع ثمنًا باهظًا، ورد عليه الزعيم الإيراني آية الله خامنئي بأن أمريكا لا تملك الشجاعة لفعل ذلك على أي حال، ويبدو أن هذا القرار جاء بأمر مباشر من ترامب نفسه ليعيد بذلك مبدأ الردع الذي قضى عليه بسبب إدارته السيئة للسياسة الخارجية الأمريكية.
سيناريوات الرد الإيراني.. أين وكيف يمكن أن ترد إيران؟
وحول إمكانية رد إيران على هذا الحادث، نشر موقع تليفزيون "إن تي في" الألماني تقريرًا عن موقف النظام الإيراني من هذه العملية، حيث أكد أن سليماني يعد الرجل الثاني في النظام الإيراني، وأن مقتله لا يمكن أن يمر دون انتقام من طهران.

تل أبيب و35 هدفًا أمريكيًا مستهدفًا
يهدد الحرس الثوري الإيراني بالقصاص من واشنطن بعد الحادث في أي مكان يمكن الوصول للأمريكيين، وقد ذكرت تقارير صحفية أن واشنطن بعثت برسالة بالفعل لطهران لاحتواء الرد الإيراني، ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن الجنرال "غلام علي أبو حمزة"، قائد الحرس في إقليم كرمان الجنوبي، قوله بأن إيران ستقتص من الأمريكيين أينما كانوا، وتحتفظ بحقها في الثأر لمقتل السليماني". وأضاف: "مضيق هرمز، الذي تمر منه العديد من المدمرات والسفن الأمريكية لم يعد آمنًا، وكذلك الحال الأهداف الأمريكية الحيوية في المنطقة (35هدفًا) بالإضافة إلى تل أبيب".
روحاني: إيران لا ترغب في الحرب

من جانبه، هاجم الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة، ووصف مقتل سليماني بالعمل الإرهابي الذي يجب على واشنطن أن تدفع ثمنه باهظًا، كما هدد آية الله علي خامنئي واشنطن بالانتقام الشديد، وتشير التطورات الحالية إلى مزيد من التصعيد؛ ففي الوقت الذي صوت فيه البرلمان العراقي على سحب طلب المساعدة من القوات الأمريكية، وبالتالي خروج الأمريكيين من المشهد، نرى ترامب يتوعد العراق بالعقوبات، ويؤكد أنه سيرسل قوات إضافية تتراوح ما بين 3000 إلى 3500 للخليج، الأمر الذي يبرهن على أن الساحة العراقية ستكون أول شاهد على الرد الإيراني؛ فأمريكا لا يمكنها الانسحاب من العراق بهذه الطريقة، ولذلك قامت بهذه العملية لإيصال رسالة للنظام في إيران مفادها أن واشنطن ليست على استعداد للتخلي عن الساحة العراقية في الوقت الراهن.

استهداف المصالح الأمريكية

على الرغم من أن العراق هو الساحة الأسهل للرد الإيراني؛ غير أنه لا يمكن استبعاد الساحة السورية أو اللبنانية واليمنية في عملية الرد المرتقبة عن طريق مشاركة وكلاء النظام الإيراني، سواء كان النظام السوري أم جماعة حزب الله في لبنان أم الحوثيين في اليمن، ويمكن أن يلجأ النظام الإيراني لمحاولة تهديد القواعد الأمريكية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط، سواء في العراق أو في دول الخليج، لكن تبقى هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر، فإيران تدرك جيدًا أن واشنطن لن تسمح بتهديد قواعدها أو حتى حلفائها كما أعلن ترامب في خطابه بعد الحادث.
تصعيد جديد بين الجانبين في العراق

نشر موقع "تسايت أون لاين" تقريرًا عن تصعيد جديد بين الجانبين الأمريكي والإيراني في العراق؛ فقد اتهم "مايك بومبيو" وزير الخارجية الأمريكي الجنرال سليماني بأنه كان مسئولًا عن حصار السفارة الأمريكية في بغداد، حيث حطم المتظاهرون نوافذ السفارة، كما أنه كان ضالعًا في الهجوم على القاعدة العسكرية في العراق الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن مقتل عامل مدني أمريكي وجرح أربعة جنود أمريكيين، وهوما يعد تجاوزًا للخطوط الحمراء المرسومة من قبل الجانبين.
 لذا ردت واشنطن بعدها بغارة جوية على ميليشيا حزب الله الشيعية المدعومة من إيران، قتل خلالها 25 مقاتلاً من أعضائه، ولطالما تسارع النزاع في الفترة الأخيرة بين الطرفين حتى كاد يصل للتصعيد العسكري عدة مرات. وقال متحدث باسم ما يسمى "وحدات الحشد الشعبي"، الميليشيا الإيرانية، إنهم تراجعوا عن حصار السفارة والقواعد العسكرية الأمريكية بعدما حصلوا على ضمان بأن مجلس النواب العراقي سيقوم بهذه الخطوة، وهو ما حدث بالفعل.
من جانب آخر، تسببت العملية الأخيرة التي أدت إلى مقتل سليماني في مزيد من التوترات بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس الامريكي؛ فقد حذر آدم شيف، النائب الديمقراطي ورئيس لجنة الاستخبارات السرية في مجلس النواب الأمريكي، من عواقب هذا التصعيد، وقال إنه على الرغم من أن سليماني كان مسئولاً عن العنف، وأن العالم – بلا شك – بات أفضل بعد مقتله، لكن الكونجرس الأمريكي لم يوافق على هذا الهجوم، وشعب أمريكا لا يريد حربًا مع إيران، ومن ثمّ يجب حماية القوات الأمريكية من التصعيد شبه المحتوم، كما أدلى النائب الديمقراطي "كريس مورفي" ببيان مماثل.

موقف الاتحاد الأوروبي

أعربت العديد من دول الاتحاد الأوروبي عن قلقها إزاء التصعيد الأخير بعد مقتل سليماني، فقد أكدت ألمانيا من جانبها عزمها مواصلة جهودها ضمن حلف الأطلسي للحفاظ على وحدة العراق وعدم انزلاقه إلى الفوضى، لكنها في الوقت نفسه عبرت على لسان وزير خارجيتها "هيكو ماس" عن رفضها تهديد العراق من قِبل واشنطن بفرض عقوبات بسبب موقفها الرافض للتواجد الأمريكي.
فيما اتهم "رولف موتزينيتش" زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي، حيث قال: "لقد جرى انتهاك القانون الدولي، ولا يمكن أن نتجاهل ببساطة مبادئ القانون الدولي، حتى لو كان سليماني مسئولاً عن مقتل الآلاف من المدنيين وتدمير مناطق بأكملها؛ وطبقًا للقانون فإن قتل المدنيين أو المسئولين الحكوميين، الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية أو الذين لا يشكّلون تهديدًا مباشرًا للآخرين أمر غير قانوني وليس وسيلة شرعية".

من جهته، اقترح المستشار النمساوي "سيباستيان كورتس" عقد قمة في فيينا للتخفيف من حدة الأزمة الإيرانية، وقال كورتس لصحيفة "بيلد ام زونتاج": "فيينا ترحب بالطبع بالمفاوضات إذا كانت إيران والولايات المتحدة تريدان استئناف المحادثات مرة أخرى، وهو الطريق الأمثل للخروج من الأزمة الحالية".

كذلك قام حلف الناتو بتعليق نشاطاته مؤقتًا في العراق، وصرح السيد "ديلان وايت" المتحدث باسم الحلف بأن "أمن جنودنا في العراق له أولوية، لذا تقرّر تعليق النشاطات التي نقوم بها مؤقتًا".

الموقف الصيني

دعت الصين واشنطن إلى توخي الحذر، كما دعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية: "تحث الصين جميع الأطراف المعنية، لا سيما واشنطن، على التزام الهدوء وضبط النفس لتجنب المزيد من التوترات والتصعيد". وتابع البيان أنه يجب الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة من خلال احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه، ولطالما رفضت الصين استخدام العنف في العلاقات الدولية، كما جاء الموقف الروسي متسقًا مع الموقف الصيني ورافضًا للعملية التي قامت بها واشنطن، ويخشى جميع الأطراف من تصاعد التوترات وانزلاق المنطقة والعالم إلى حرب لا يمكن لأحد أن يتصور عواقبها.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا