واشنطن تايمز| بسبب تسييسها لفيروس كورونا.. الصين تضع تايوان والعالم في خطر

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح

لا شك أنه من الحماقة ممارسة ألاعيب سياسية عندما يتعلق الأمر بوباء وشيك، غير أن الارتقاء فوق الخلافات السياسية هو أمر صعب على السياسيين ومستحيل تقريبًا بالنسبة لحكام الصين الشيوعيين الذين يضعون دومًا مصالحهم الأيديولوجية فوق كل اعتبار بغض النظر عن تداعيات ذلك على الآخرين.

إن المخاطر المحتملة الناتجة عن وضع الاعتبارات السياسية فوق كل شيء، تتضح بصورة جليّة في التعامل مع الأوبئة الشبيهة بالأنفلونزا التي تميل للظهور أولًا في الصين، ومن ثَمّ تنتشر في البلدان المحيطة وبقية العالم.

إن أبرز مثال على استعداد الصين لتجاهل أي مخاطر في سبيل الترويج لأجندتها السياسية، ربما يظهر في معارضتها المتواصلة لعضوية تايوان في منظمة الصحة العالمية، حيث يبذل الشيوعيون الصينيون كل ما في وسعهم لعزل تايوان عن بقية العالم، مُصرّين على أن تايوان جزء من الصين وأنه لا ينبغي للدول الأخرى الاعتراف بحكومة "تايبيه".

نتيجة لذلك، طُردت تايوان في عام 1972 من منظمة الصحة العالمية، واعترضت الولايات المتحدة ودول أخرى عديدة (آنذاك)على هذا التصرف، قائلين إن القرار باستبعاد دولة ذات 23 مليون نسمة تقع على مرمى حجر من البر الرئيسي للصين هو قرار خطير!

وجادلت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن استبعاد تايوان من منظمة الصحة العالمية يمثّل خطرًا، ليس فقط على التايوانيين؛ بل على العالم أيضًا. وكما ذكر خبير صحي حينها، فإن استبعاد ذلك البلد سيترك "ثغرة" في شبكة السلامة العالمية التي تحمي العالم من الأمراض العابرة للحدود الدولية.

والواضح أن قادة بكين يخاطرون بالكثير من أجل أهداف سياسية محضة، وكانوا يدركون أن قيامهم بذلك ربما يضع مواطنين والعالم في خطر في وقت ما في المستقبل، لكنهم اعتقدوا أن تلك مخاطرة تستحق المجازفة. إن تكلفة وضع الأيديولوجيا فوق كل اعتبار ظهر بشكل صارخ أثناء تفشي المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) عام 2003، التي انتقلت من الصين لجزء كبير من العالم.

ومنعت بكين منظمة الصحة العالمية من التعاون مع تايوان، كما تجاهلت المنظمة التماسات تايوان للمساعدة لما يزيد على شهر، وقد جرى احتواء الفيروس حينها، لكن نحو 350 شخصًا فقدوا حياتهم في البر الرئيسي للصين، بالإضافة لوفاة 37 شخصًا في تايوان.

وبالرغم من كونها دولة غير عضوة في منظمة الصحة العالمية، تُعدّ تايوان من أكثر الدول تطورًا في مجال الرعاية والأبحاث الصحية، وساهمت بشكل كبير في مكافحة تفشي متلازمة "سارس" ولاحقا فيروس "إيبولا" الذي ابتُليت به العديد من دول أفريقيا. لذلك، ربما تنفس خبراء منظمة الصحة العالمية الصعداء عندما وافقت الصين عام 2009 على مضض على السماح لتايوان بحضور اجتماعات منظمة الصحة العالمية كدولة مراقبة، بيد ان ذلك الارتياح كان مؤقتًا.

في عام 2016 طلبت بكين مجددًا استبعاد تايوان من منظمة الصحة العالمية كدولة مراقبة، ومجددًا رضخ العالم للمطالب السياسية للقيادة الشيوعية.

وبالنسبة لأي شخص تابع تفشّي متلازمة "سارس" عام 2003، فإن أحداث الشهرين الأخيرين تبدو وكأنها "تكرار" لما حدث، وستكون لها تداعيات أكثر خطورة. عندما أدرك العالم المخاطر الناتجة عن ظهور فيروس "كورونا"، سارعت منظمة الصحة العالمية لاتخاذ خطوات، حيث عقدت اجتماعًا طارئًا بحضور خبراء صحة محترفين من حول العالم، باستثناء تايوان.

في الوقت ذاته، طمأن متحدث باسم النظام في بكين الجميع أن لا حاجة للقلق لأن "ما من أحد يهتم بصحة الشعب التايواني أكثر من الحكومة المركزية الصينية"، ومنذ ذلك الوقت، ظهر هذا الاهتمام بطرق عدة.

كان هناك ما يزيد على مليون تايوني في الصين بنهاية العام، ووجد هؤلاء صعوبة في العودة لبلدهم، ويعتقد مسئولون تايوانيون أن مواطنيهم العالقين في الصين لا يحصلون على الرعاية التي يحتاجونها، غير أن مطالب هؤلاء المسئولين بالشفافية وعروض المساعدة، قوبلت بالتجاهل من السلطات الشيوعية التي يبدو أنها مهتمة بوضعها السياسي أكثر من صحة الناس الذين تزعم أنها تهتم بهم.

لقد نسي العالم تقريبًا نقص الشفافية لدى الصين وعدم استعدادها للتعاون بصورة كاملة مع جهود مكافحة وباء "سارس"، لكن في حال ثبت أن فيروس كورونا الحالي لا يقل خطورة كما يظن البعض، فإنه ربما ما من أحد سينسى أو يسامح الصين التي لا تضع الاعتبارات السياسية جانبًا لإنقاذ حياة البشر.

إن متلازمة "سارس" هي من أسرة فيروسات "كورونا" أيضًا، لكنها أضعف فيما يبدو من الفيروس الحالي. وتخفيف تأثيرها سيتطلب ردًا دوليًا مُنزّهًا عن السياسة، ولو أرادت الصين أن يتذكرها العالم بوصفها جزءًا من عملية مكافحة الفيروس، ينبغي لها أن تجعل العالم يعرف أنها لن تعترض على عضوية تايوان في منظمة الصحة العالمية بغض النظر عن اختلافات البلدين السياسية، وإن لم تفعل ذلك، فينبغي لبقية دول العالم أن تتجاهل اعتراضات بكين. 
       

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا