ذا ويك | ترامب عاجز عن التعامل مع تفشي فيروس كورونا بجدية

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – آية سيد

يبدأ الرئيس ترامب أخيرًا في أخذ جائحة فيروس كورونا المستجد على محمل الجد، كما يخبرنا كبار الصحفيين السياسيين في أمريكا. وفي إحاطة إعلامية كئيبة مساء الإثنين الماضي، عرض توقعات تُقدّر عدد الوفيات بين 100: 200 ألف، وقال: "سوف نمر بأسبوعين عصيبين للغاية".

يقول إيريك ليبتون من صحيفة نيويورك تايمز: "يبدو ترامب مختلفًا اليوم. يبدو أن حجم الوفيات غيّر لهجته على الأقل". ويكتب زميله بيتر بيكر إنه "يبدأ في استيعاب الحقيقة التي رفض لفترة طويلة أن يتقبلها". ويقول جيك شيرمان من مجلة بوليتيكو: "هذه رسالة جديدة تمامًا ولهجة جديدة من ترامب".

أنا لدي سؤال واحد: هل كان هؤلاء الأشخاص محبوسين في خندق طوال الثلاث سنوات الماضية؟ إن دونالد ترامب لم يكتشف بطريقة سحرية قدرة على الاهتمام بالآخرين، ولا وجد بعض الاحتياطي غير المستخدم من الكفاءة.

أولًا: لم يتخذ ترامب بعد هذا النوع من الإجراء الشامل الذي يعزز موقفه "الجاد" الجديد. إنه لم يطلب من الحكام الجمهوريين الجامحين تطبيق الإغلاق لمنع الفيروس من الانتشار، خاصة في فلوريدا حيث ينتشر التفشي بسرعة ويتعرض سكانها من كبار السن لخطر محدق. لقد رفض إعادة فتح الالتحاق ببرنامج أوباما كير بحيث يستطيع ملايين الأمريكيين غير المؤمّن عليهم أن يحاولوا الحصول على تأمين صحي. ولم يستخدم صلاحيات قانون الإنتاج الدفاعي للسيطرة على سلسلة الإمداد الطبي ووقف حرب المناقصات الدائرة على الملابس الواقية وأجهزة التنفس الصناعي. نتيجة لهذا، تُهدر الولايات النقود الشحيحة في محاولة لتأمين الإمدادات للأطباء والممرضات، ولا يزال يجري تصدير أقنعة N95 للدول الأخرى. إنه لم يطالب الكونجرس بإعداد إجراءات التصويت عن بُعد بحيث يتمكنون من تمرير التشريعات الضرورية. 

بعبارة أخرى، يواصل ترامب إفساد الاستجابة لفيروس كورونا تمامًا مثلما فعل منذ البداية. لقد أهدر ستة أسابيع حرجة في الإصرار على أنه لن يحدث شيء سيئ، ولوم الديمقراطيين ووسائل الإعلام على تضخيم الأخبار السيئة. ويوم الثلاثاء، أورد جيم تانكرسلي في صحيفة نيويورك تايمز (حيث كانت التغطية غير السياسية للتفشي ممتازة بشكل عام) إنه في شهر سبتمبر نشر خبراء الاقتصاد في البيت الأبيض دراسة تحذر من "جائحة قد تقتل نصف مليون أمريكي وتدمر الاقتصاد". تجاهل ترامب الدراسة في الوقت الذي تفشت فيه جائحة فيروس كورونا.

هذه ليست المرة الأولى في الأسبوعين الأخيرين التي يتظاهر ترامب بأنه يأخذ الجائحة على محمل الجد. في 16 مارس، توقف ترامب فجأة عن التقليل من قدر الفيروس ووافق على إجراءات التباعد الاجتماعي، محذرًا من أن الأمور قد تسوء بشدة. ثم سرعان ما أصبح محبطًا وضجرًا وبدأ في الجدل بأن إجراءات الإغلاق ربما كانت أسوأ من المرض نفسه، وأن الكلوروكين ربما يعالج المرض (ما أدى إلى حالة وفاة واحدة على الأقل بسبب الجرعة الزائدة) وإنه ربما ينبغي إعادة تشغيل الاقتصاد بحلول عيد الفصح. لقد قيل إنه غيّر لهجته فقط لأن شخصًا يعرفه شخصيًّا أصابه المرض، ولأن استطلاعات الرأي السيئة بدأت في الوفود من الولايات الحمراء.

وأنا أراهن أنه سيفعل نفس الشيء مجددًا هذه المرة. سيواصل الاقتصاد الانهيار، وسترتفع حصيلة وفيات كوفيد-19 من المئات إلى الآلاف، وسيبدأ ترامب في الانفجار غضبًا والبحث عن كبش فداء. هذا التغيير الأخير في النبرة هو بلا شك مجرد محاولة لتغيير قواعد اللعب لصالحه وادعاء النصر إذا كانت حصيلة الوفيات في الأرقام الستة المنخفضة "فقط" – وهو ما يبدو غير مرجح نظرًا لأن الولايات المتحدة ما زالت ليست في حالة إغلاق كامل على المستوى الوطني – لكن ترامب لا يمتلك المدى الكافي من الانتباه أو الانضباط للحفاظ على ذلك النوع من الاستراتيجية، أو أي استراتيجية، على المدى الطويل.

وهذا بسبب طبيعة شخصية ترامب: إنه حتى الآن الشخص الأكثر جهلًا وتوهمًا ووقاحة وانعدامًا للكفاءة الذي يخدم في منصب الرئيس. كان الكاتب السابق في Deadspin ديفيد جيه روث، الذي امتلك القوة الخارقة لرؤية حقيقة ترامب بوضوح، يخبرنا هذا لسنوات: لقد كتب في 2018: "بمنتهى البساطة، من ناحية القيام بالمهام الأساسية للرؤساء، ترامب لا يستطيع القيام بالوظيفة". ترامب لا يستطيع أخذ الجائحة على محمل الجد لأنه أغبى بكثير من طفل في الصف الثالث، ولأنه لا يهتم بشيء سوى نفسه. كتب روث في 2017، "إن بقية العالم عبارة عن سوق يستغله؛ لا يوجد شخص آخر حقيقي بالنسبة له".

لكن فداحة رئاسة ترامب لا يمكن أن تتناسب مع عقول الصحفيين السياسيين المهمين في أمريكا. إنهم لا يستطيعون رؤية حقيقة ترامب بسبب ما سيُلمّح إليه ذلك عن أمريكا كبلد، وبالتالي عن موقفهم كمراقبين سياسيين "محايدين". إن الوصف الدقيق لترامب يبدو يساريًّا ومتحيزًا، لذلك يحاولون إقحامه في إطار التغطية الرئاسية المعتادة. وكما يكتب أليكس بارين "إنهم لا يريدون أن يفشل دونالد ترامب. إنهم يريدونه أن (يتغير) و(يعمل كرئيس)".

لذلك ربما سيتحتم علينا خوض هذا الروتين السخيف عدة مرات أخرى، حيث يواصل الرئيس الفشل، وتواصل الصحافة السياسية البارزة استغلال أي عُذر لتقديمه بصورة تخالف حقيقته. إذا أراد أي شخص أن "يستوعب" الحقائق المزعجة فإنها الصحافة السياسية وحقيقة ترامب الشنيعة.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا