الصحافة العبرية | شرعية فساد جديدة لثلاث سنوات مقبلة.. وحزب الله أخطر من إيران

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد فوزي ومحمود معاذ

إسرائيل في زمن كورونا.. دولةٌ واحدة العرب جزءٌ منها!

تعرض الكاتب اليساري "جدعون ليفي" لتداعيات فيروس كورونا على الساحة السياسية والأمنية والمجتمعية في إسرائيل، وقال ليفي: "فجأة يستطيع الفلسطينيون الآن النوم داخل حدود الخط الأخضر، ولم يعد هذا خطرًا، للمرة الأولى يكون هناك تقديرٌ تجاه العرب العاملين في مجال الصحة، ولأول مرة يشعر الإسرائيليون قليلًا كيف تكون الحياة في ظل الحصار والعزل". وأبدى الكاتب دهشته وتساءل: كيف سمحت الدولة وأجهزة الأمن والشرطة بمكوث العمالة الفلسطينية داخل إسرائيل رغم أنهم يصفونهم دائمًا بالإرهابيين والمخرّبين؟!

وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة "هآرتس" أنه بعد عشرين عامًا من الخوف والرعب والتزييف الذي يبثونه في قلوب أطفال إسرائيل وكبارها ضد الفلسطينيين منذ الانتفاضة الثانية، الآن الدولة تسمح بمكوثهم دون أي مشاكل! مشيرًا إلى أنها المرة الأولى التي يتعامل بها النظام مع عرب الداخل كالبشر الطبيعيين، بل يُبدي تقديره واحترامه لهم بسبب فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن هذه الأيام يعيش الفلسطينيون بغزة والضفة للمرة الأولى في هدوء نسبي؛ وكل ذلك بسبب ذلك الفيروس التاجي الغريب.

وتابع الكاتب: "العرب للمرة الأولى يظهرون في الصفحة الرئيسية لصحيفة يديعوت أحرونوت ولا يكتبون بجوار صورهم كلمة: "إرهابيين".. أتصدّقون ذلك؟! الإسرائيليون الآن يعيشون نوعًا من مشاعر الحصار التي يعاني الفلسطينيون منها طيلة حياتهم، فهل يستوعبون مدى معاناة الجانب الآخر". وتساءل ليفي في نهاية مقاله ما إذا كان الإسرائيليون سوف يدركون في المرحلة التي تلي كورونا أن العرب والفلسطينيين واليهود جميعهم بشر لا فرق بينهم.

مجد الانفصال عن الواقع

تعرّضت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها لطقوس الاحتفال بذكرى إقامة دولة إسرائيل بإيقاد شعلة ما يسمى باستقلال إسرائيل، والتي بدأها رئيس الكنيست ورئيس حزب أزرق أبيض "بني جانتس" بخطاب عن التحديات التي تواجه دولته، ورأت الصحيفة أن الكلمات التي ألقاها "جانتس" خلال تلك الفعاليات تدل على الانفصال التام للشخص الذي كان يعد أملًا للتغيير، موضحة أن كلماته المؤثرة التي قالها عن الواقع في إسرائيل هي فقط "بسبب كونه عضوًا في حكومة برئاسة المتهم بقضايا جنائية بنيامين نتنياهو".

وأضافت الصحيفة أن "جانتس الذي تحدث عن تغيير المجتمع للأفضل، بات بخنوعه المُخجِل، رمزًا لفساد المجتمع بوضع يده في يد القائد الأكثر فسادًا وإفسادًا في الدولة"، مشيرة إلى أن حديثه عن الديمقراطية وحق كل فرد بها، هو حديث مزيف بسبب أنه غيّر جميع قواعد الديمقراطية بانضمامه كحزب يسار وسط لحكومة وحدة مع نتنياهو الذي يمثّل اليمين في إسرائيل؛ ما يُعدُّ خيانة لناخبيه.

واختتمت "هآرتس" بالقول: إن اتحاد جانتس – نتنياهو، ما هو إلا أيضًا غطاء للتعدي على السلطة القضائية في إسرائيل؛ لأنه بذلك منح رئيس حزب الليكود حصانة ضد تُهم الفساد الموجهة إليه، وتابعت: "في النهاية نستطيع القول إن من جرى انتخابه لمكافحة الفساد، قد وقّع على اتفاق ليمنح الفسادَ شرعيةً لمدة ثلاث سنوات مقبلة".

القلق الإسرائيلي من حزب الله أكبر من إيران

من جانبه، رأى المحلل "تال ليف رام" أن القيادات العسكرية في إسرائيل تَعتبر أن الخطر القادم من حزب الله في المنطقة الحدودية السورية مع إسرائيل أكبر من الخطر الإيراني وطهران ذاتها، وذلك على خلفية التصاعد في الأحداث بعد قيام مقاتلي حزب الله الأسبوع الماضي بعملية هجومية على 3 محاور قرب السياج الأمني الحدودي، وذلك ردًّا على عملية هجومية نُسبت إلى إسرائيل في سوريا.

وأكد الكاتب بصحيفة "معاريف" أن المسئولين في إسرائيل يشعرون بالقلق من كون حزب الله يحاول أن يبلور معادلة رد جديدة أشد حدة، ويعتقد قادة الجيش الإسرائيلي أنه لا يجوز السماح بذلك، ومع ذلك لا يمكن التغاضي عن الرسالة الموجهة بشأن عملية تبعد خطوة واحدة عن التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية وارتكاب عملية مسلحة نوعية في 3 مناطق مختلفة.

واعتقد "ليف رام" أن تموضع حزب الله في سوريا، لا سيما بمحاذاة منطقة الحدود في هضبة الجولان، يثير قلق إسرائيل في الوقت الحالي أكثر من تموضع إيران في سوريا، ويقف موضوع منع تعاظم قوة الحزب على رأس أولويات الجيش الإسرائيلي، لا سيما وأن الضائقة الاقتصادية والصعوبات الماثلة أمام نظام الحكم في لبنان تشكّل فرصة لممارسة ضغط عسكري أكبر على حزب الله، الأمر الذي يجعل حسن نصر الله يريد إثبات أنه لا يخشى من وقوع مواجهة مع إسرائيل، ورسائله في هذا الشأن غير موجهة إلى إسرائيل فقط، بل أيضًا إلى سكان لبنان، بأنه على أهبة الاستعداد لأي تصاعد عسكري في الفترة المقبلة.

العرب واليهود نحو طريق جديد

طرح الكاتب "أوري كاهان" تساؤلاً حول ما إذا كانت دولة إسرائيل قادرة على دمج العرب في داخلها حتى يتمكنوا من قول "نحن" بدافع الشعور بالهوية والمشاركة مع الدولة، وذلك دون أن تتخلى إسرائيل عن طابعها الصهيوني وتمجّده، أي أنها دولة هدفها للشعب اليهودي، مبديًا اعتقاده بأنه من الممكن بالفعل حدوث ذلك.

وأشار الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن السبيل لتحقيق ذلك هو العمل على التكامل الاقتصادي والتعليمي بين العرب واليهود، من خلال العمل على رفع كفاءة التعليم لدى العرب وتقليل عدد العرب الذين يعملون في وظائف متعلقة بحياة الريف، ومحاولة تمكينهم في الوظائف المكتبية المتعلقة بالمجالات الحيوية بشكل أكبر؛ الأمر الذي سوف يخلق لديهم نوعًا من الطمأنينة تجاه الدولة، وسيعزّز من الاندماج بين طرفي المعادلة.

وأكد "كاهان" أن الأمل موجود بالفعل، لا سيما وأن هناك العديد من النماذج التعليمية المضيئة داخل المجتمع العربي، ومن ذلك تواجد مدرسة ثانوية بمنطقة أم الفحم ذات التواجد السكاني العربي ضمن قائمة أفضل 10 مدارس في إسرائيل من ناحية تدريس التخصصات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا؛ الأمر الذي يبشر بدفعات جديدة من الطلاب العرب المميزين تكنولوجيًّا وعلميًّا.

وطالب الكاتب القيادات السياسة بالعمل على الاهتمام بجودة التعليم في المناطق العربية، بهدف تحقيق ذلك التوازن المنشود بين العرب واليهود تعليميًّا، لخلق التوازن الذي يكفل تحقيق الدمج بينهما بشكل يدفع عجلة الاقتصاد في إسرائيل للأمام.

إسرائيل وحماس وتأثير الكورونا

تناول الكاتب بموقع مركز أبحاث الأمن القومي "يوحانا تسورف" التداعيات التي نجمت عن انتشار فيروس كورونا بخصوص الصراع بين إسرائيل وحماس، مشيرًا إلى كون التغييرات الناجمة كبيرة وغير مسبوقة.

وأوضح الكاتب أنه لم يكن في الحسبان أن تبادر حماس بدفع العملية التفاوضية في أي من الأوقات الماضية، ولكن الأمر الآن بات مختلفًا، وذلك مع مبادرة القيادي بحركة حماس يحيى السنوار لإطلاق سراح الأسرى، حيث أدت تلك المبادرة (خوفًا من تفشي وباء كورونا في القطاع) إلى تعزيز ثقة الجمهور في التنظيم وإثبات سيطرته على الوضع.

وقد قوبلت تلك المبادرة بترحاب إسرائيلي رسمي وتوجه غير مسبوق من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي دعا لإجراء حوار مع وسطاء حماس بهذا الشأن، والعمل على إبرام الصفقة في أسرع وقت، بغض النظر عن المسائل الخلافية في هذه القضية والتفاصيل المتعلقة بطبيعة عملية التبادل.

وأكد الكاتب أن أزمة كورونا خلقت شراكة مصالح بين إسرائيل وحماس، والتي قد تؤدي إلى صفقة "رخيصة نسبيًّا" لكلا الطرفين، لاسيما حماس، والتي تدرك جيدًا ضعف قدرتها على التعامل مع تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة بسبب تردي الأوضاع والإمكانيات الطبية للقطاع، والحاجة الماسة لتعاون إسرائيلي في هذا الشأن، كذلك الأمر بالنسبة لنتنياهو، والذي يسعى لتحقيق أي مكاسب سياسية تكفل له كسب مزيد من ثقة الشارع لإسرائيلي، وتعزيز صورته كونه قادرًا على العطاء في ظل التخبطات السياسية التي عانى منها وفشله المتكرر في حسم الانتخابات.

"نتنياهو" و"لابيد" يستمتعان بشواء "جانتس"

استمرارًا لحالة الغضب التي ميّزت معسكر اليسار في إسرائيل بعد موافقة رئيس حزب أزرق أبيض "بني جانتس" على تشكيل حكومة وحدة مع رئيس حزب الليكود "بنيامين نتنياهو"، ليترأس كل منهما الحكومة بالتناوب، أبرز رسام الكاريكاتير "عاموس بيدرمان" التصريح الذي أصدره رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، والذي قال خلاله إنه لو قرر بنيامين نتنياهو إلغاء اتفاق تناوب الحكومة مع جانتس، فإن حزبه سيوافق على هذا القرار؛ الأمر الذي اعتبره رسام الكاريكاتير صفعة جديدة يتلقاها رئيس حزب أزرق أبيض.

وصور بيدرمان في كاريكاتيره بصحيفة هآرتس، كلًا من نتنياهو ويائير لابيد، وهما يقومان بشواء "جانتس"، وكأنهما يتلذذان بتعذيبه والإشارة إلى أنهما هزماه سياسيًّا.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا