الصحافة العبرية | ديمقراطية إسرائيل واهية ووهمية.. وألمانيا تزيد الضغوط على حزب الله

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد فوزي ومحمود معاذ

نتنياهو فوق القانون

تعرضت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها لمضمون الخطاب الذي ألقاه رئيس حزب الليكود "بنيامين نتنياهو" خلال حديثه عن فيروس كورونا المستجد، ورأت أن كلمة نتنياهو التي قال خلالها: "إن الاتفاق الائتلافي مع حزب أزرق أبيض لتناوب السلطة جرى بناءً على مسئولية وحرص شديد من الطرفين على مصلحة الدولة، وأن أي محاولة لزعزعة هذا الائتلاف ستقود البلاد لانتخابات الرابعة"، يقصد منها إرسال تهديدات ضمنية للمحكمة العليا والتي سوف تبتّ في قانونية ذلك الاتفاق الائتلافي، وأشارت الصحيفة إلى أن خطاب نتنياهو تضمّن أيضًا توجيهات ونصائح للمحكمة لتعرف حدود صلاحياتها الحقيقية.

وأضافت "هآرتس" أن كل يوم يمر يدل على الوضع السيئ الذي تعيشه الديمقراطية في إسرائيل، لا سيما وأن الذي يترأس الحكومة الآن هو شخص متهم بقضايا جنائية، وهو على وشك أيضًا تشكيل الحكومة الجديدة، موضحة أن رئيس الحكومة الذي يتجنب الحديث مع الإعلاميين، هو مَن بادر بمعرفة أسئلتهم لتتسنى له الفرصة لإرسال تهديداته لقضاة المحكمة العليا والتقليل من شرعيتهم في اتخاذ قرار مخالف لرأيه أو رأي الشعب كما يدّعي.

نكافح الفساد ونتجاهل التمييز العنصري

أشادت الكاتبة "تامي يكيرا" بالاحتجاجات التي يقوم بها بعض الإسرائيليين تحت اسم "الأعلام السوداء"، والذين يرفضون خلالها المساس بالديمقراطية ويدعون للمساواة أمام القانون والفصل بين السلطات، وكذلك الخطوات التي يقوم بها رئيس حزب الليكود لإضعاف السلطة القضائية، غير أن الكاتبة انتقدت عدم اهتمام أولئك المتظاهرين بحقوق الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرة إسرائيل، لكن الأخيرة تُصِرّ على إذلالهم.

وأضافت "تامي" في مقال لها بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن اتفاقًا ضم أراضي فلسطينية جديدة لداخل الخط الأخضر، برعاية رئيسَي الحكومة المقبلَيْن بنيامين نتنياهو وبني جانتس، هو اتفاق يدلّل على أن إسرائيل هي دولة تمييز عنصري، مبديةً اندهاشها من عدم تعرض مظاهرات "الأعلام السوداء" لحقوق الفلسطينيين، لأنه من غير الطبيعي الحديث عن الديمقراطية دون الإشارة إلى أكبر إضرار يلحق بها على أيدي النظام، وهو الذي يتم ضد الفلسطينيين.

وأشارت الكاتبة في نهاية مقالها إلى أن إهمال المتظاهرين لقضية دمج الأراضي الفلسطينية بحجة أولوية إزاحة نتنياهو، هو اتجاه خاطئ ويُعطّل مسيرة تلك المظاهرات وليس العكس، لذا على المتظاهرين الاهتمام بالتمييز الذي يتعرض له الفلسطينيون لأن ذلك جزءٌ لا يتجزأ من الديمقراطية التي يرغبون فيها.

سوف يذكر شعب إسرائيل محمد الكوازبة

تعرّض الكاتب اليساري "جدعون ليفي" للخطابات التي ألقاها المسئولون السياسيون والعسكريون في إسرائيل بمناسبة ذكرى طقوس "القتلى خلال معارك إسرائيل"، مركزًا على خطاب المقدّم "يسرائيل شومير"، والذي تباكى خلاله على القتلى داخل إسرائيل وخارجها على أيدي "القتلة"، متسائلًا: "هل هناك أي خجل لدى ذلك العسكري الذي تم تصويره يطلق الرصاص بدم بارد على فتى فلسطيني أعزل يدعى "محمد الكوازبة"، ألم يأت بباله ولو للحظة ضحيته؟!".

وأضاف "ليفي" في مقال له بصحيفة "هآرتس" أن قتل "الكوازبة" كان لسبب أنه ألقى حجرًا على دورية إسرائيلية تضم جنودًا إسرائيليين قتلوا اثنين من إخوته وأصابوا الثالث، معربًا عن اندهاشه من أن العسكريين الإسرائيليين لا يرون الفلسطينيين بشرًا لهم حق الغضب وإبداء الرفض، وأشار ليفي إلى قرار المدعى العسكري العام بإغلاق القضية رغم تصوير الواقعة كاملة والتي تشير إلى عدم إصابة أي إسرائيلي من الحجر الذي ألقاه الكوازبة، بينما خرج الضابط "شومير" ليطلق عليه ثلاث طلقات من الخلف، ثم انطلق عائدًا لسيارته، وانتقد الكاتب فكرة السماح لهذا الضابط بإلقاء خطاب خلال تلك الذكرى، وكأن لسان حال المسئولين يقولون لباقي الجنود والضباط: إن ذلك الضابط "القاتل" هو قدوة ونموذج لكم.

ألمانيا تزيد الضغوط على حزب الله

على خلفية القرار الذي اتخذته ألمانيا بتصنيف حزب الله اللبناني كتنظيم إرهابي وحظر أنشطته، أكد الكاتب "يوسي كوبرفيسر" على أهمية القرار الألماني كونه يشكّل خطوة إضافية تتخذ فيها دولة مركزية في أوروبا قرارًا تَعتبر فيه حزب الله تنظيمًا إرهابيًّا بكل أذرعته.

وأضاف الكاتب بموقع القدس للشئون العامة والسياسة، أن الخطوة الألمانية ستُلحق – بلا شك – ضررًا حقيقيًّا بالحزب، لا سيما وأن هناك نشاطات كثيرة له بألمانيا مبنية في الأساس على جمع الأموال، خاصة مع الضائقة الاقتصادية التي يعانيها نتيجة العقوبات على إيران وعلى المصارف اللبنانية، وهذه الخطوة ستزيد الضغط عليه بصورة عملية وليس فقط بصورة رمزية، فالألمان بالفعل سيطروا اليوم على أربعة مراكز تابعة للحزب موجودة في ألمانيا.

وتمنى الكاتب أن تحذو فرنسا حذو ألمانيا وأن تقوم بحظر أنشطة حزب الله، بيدَ أنه في الوقت نفسه استبعد تلك الفرضية، معللًا ذلك بخصوصية وقوة العلاقة بين فرنسا ولبنان، وهو ما يزيد صعوبة اتخاذ القرار لدى الفرنسيين.

كورونا وضعف المعسكر الشيعي

أوضح الكاتب "أوري هالفرين" أن انتشار وباء كورونا والضعف المؤقت الذي اعترى المعسكر الشيعي يسمحان للتحالف الإسرائيلي الأمريكي بإعادة تشكيل الخريطة السياسية في الشرق الأوسط.

ورأى الكاتب بصحيفة "معاريف" أن هناك 3 محاور يمكن من خلالها استغلال ضعف المعسكر الشيعي، المحور الأول هو زيادة الضغوطات الاقتصادية، وعلى الرغم من تداعياتها الإنسانية، فإنها قادرة على زيادة الضغط المدني الداخلي على النظام لتغيير سلم الأولويات الوطنية من النووي إلى بنى تحتية وطنية، ومن تمويل الميليشيات الإقليمية ووسائل القتال إلى إيجاد فرص عمل وغذاء.

ويتمثل المحور الثاني في ضرورة استغلال الضعف وسط القوات الشيعية في سوريا من أجل اتخاذ خطوات عسكرية لتدمير منظومات القوة العسكرية في سوريا ولبنان، من خلال إبعاد القوات الشيعية عن سورية ولبنان، كل ذلك من خلال عمليات حكيمة، بعيدة عن الأضواء (من دون تحمّل المسئولية) لمنع التصعيد.

ويؤكد المحور الثالث ضرورة استخدام منظومة دعاية ونزع للشرعية، هدفها زيادة الضغط الداخلي على النظام في إيران وسوريا والعراق ولبنان، وتهدف إلى تجسيد الحاجة إلى تغيير عميق في سلم الأولويات القومية نحو الاقتصاد والصحة والأمن الاجتماعي، بدلًا من الحرب ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

ازدواجية المعايير لدى عرب 1948

رأى الكاتب "عنان وهبي" أن الازدواجية في المعايير تسيطر على آراء عرب إسرائيل بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بهويتهم ومتطلباتهم، وعلى الرغم من ادّعاءات العرب الإسرائيليين القوية والمنددة بعدم المساواة السياسية، إلى أنهم يفضّلون في معظم الأحيان أن يكونوا جزءًا من دولة إسرائيل.

وفي الوقت الذي دائمًا يعتبرون أنفسهم فيه فلسطينيين، ويفتخرون بذلك، يكافحون كفاحًا كبيرًا من أجل تحقيق المساواة الكاملة في داخل دولة إسرائيل، تارة يصفون إسرائيل بالكيان المحتل، وتارة أخرى يسعون للمشاركة سياسيًّا وبقوة.

وأكد الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم" أنه يتوجب على عرب إسرائيل أن يسألوا أنفسهم بصدق، ما الذي كسبوه من القائمة المشتركة، وإلى أي مدى عزّزت هذه الاستراتيجية مصالحهم واندماجهم المدني، لا سيما وأنه من الواضح أن القائمة المشتركة ليست مجموعة متجانسة، كما يبدو أنهم لم يدعموها نظرا لإعجابهم بقادتها السياسيين، ولكن ردًّا على تحديهم السياسي واستخدامهم الساخر لهم للاحتياجات الانتخابية، لكن النهج المزدوج للسياسة العربية الحالية قد نفد، وحان الآن وقت البراجماتية والفاعلية.

وطالب الكاتب في النهاية بأن تنظر حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها إلى اندماج عرب إسرائيل كمهمة وطنية حيوية، وسيكون دور الوزير العربي المعين في الحكومة الإسرائيلية القادمة هو تشجيع الاندماج الفعلي لهؤلاء العرب.

سوف سنُرِيهم

علق رسام الكاريكاتير "عاموس بيدرمان" على التصريحات التي أصدرها رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو خلال خطابه عن فيروس كورونا، والتي تضمنت تهديدات ضمنية للمحكمة العليا خوفًا من اتخاذها أي قرار يتعلق بعدم قانونية الائتلاف الذي شكّله حزبه مع حزب أزرق أبيض بتناوب السلطة بينهما.

وصوّر الرسام بصحيفة "هآرتس" نتنياهو ومن خلفه الحشود المؤيدة له، بينما هو ينظر تجاه المحكمة العليا بتحدٍّ وهو يقول "سوف نُرِيهم"، في تلميح بأنّ ذلك الخطاب لم يكن مخصصًا بالأساس للحديث عن الفيروس القاتل، وإنما لتهديد المحكمة التي تنظر في دعوى بتقويض ذلك الائتلاف الذي يسمح لمتهم جنائي برئاسة الحكومة.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا