الصحافة العبرية | الأوضاع في اليمن خطر على إسرائيل.. ولماذا تتسع الفجوة بين نتنياهو وشعبه؟

مترجمو رؤية

ترجمة – محمد فوزي ومحمود معاذ

بايدن أفضل لإسرائيل من ترامب


رأى المحلل “ياكي ديان” بصحيفة “معاريف” أن المرشح الديمقراطي جو بايدن في حال انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، سيكون أفضل بالنسبة لإسرائيل من الرئيس الحالي دونالد ترامب، وأكد المحلل أن سجل تصويت بايدن طوال سنواته في مجلس الشيوخ فيما يتعلق بإسرائيل أكثر من ممتاز، فالسيناتور الديمقراطي أيّد دائمًا العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، في المساعدة الأمنية، والتعاون الاقتصادي والعلمي، وفي حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وفي عدة موضوعات جوهرية أخرى.

كما أنه وعلى الرغم من كرهه لترامب، فقد أعلن بايدن أنه عندما ينتخب سيُبقي السفارة في القدس، ومن بين المرشحين الـ21 الذين خاضوا السباق إلى الترشح للرئاسة من الحزب الديمقراطي هو الأكثر إصرارًا وتصميمًا على تأييد إسرائيل، فبايدن كان ولا يزال صديقًا لكل رؤساء الحكومات منذ أيام جولدا مائير وحتى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على الرغم من أنه لا يتفق معه حول بعض الموضوعات.


وعلى الرغم من أن بايدن انتقد ويواصل انتقاد البناء في المستوطنات لأنها تشكل عقبة في وجه السلام، ولأنها تمس برغبة وحاجة إسرائيل إلى أن تكون دولة يهودية وديمقراطية، وربما سيشكل ذلك نقطة خلاف مع حكومة إسرائيل، بيد أنه إذا نظرنا إلى الصورة كاملة، إذا انتُخب بايدن رئيسًا ستكون لإسرائيل فرصة عظيمة لترميم علاقاتها المنهارة مع الحزب الديمقراطي، والحصول على رئيس يلتزم بحصانة إسرائيل بصورة قاطعة.


وأوضح “ديان” أن انتخاب بايدن سيعزّز العلاقة الضعيفة مع الحزب الديمقراطي، ويعيد الإجماع السياسي على إسرائيل، ويساعد في تقريب يهود الولايات المتحدة من إسرائيل، وسيحل موضوعات خلافية في السياسة الأمريكية، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولفت إلى أنه من الممكن جدًّا لإسرائيل المحافظة على علاقاتها وإنجازاتها في فترة ترامب، بل سيجري تعزيزها بشكل كبير.

استطلاعات الرأي تبرز الفجوة بين نتنياهو وشعبه


تطرّق المحلل “يوسي فيرتر” لاستطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل والتي أظهرت سخطًا شعبيًّا كبيرًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته جراء ارتفاع أرقام الإصابات والوفيات نتيجة تفشي فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن الأرقام تتحدث ولا تخطئ، حيث إن تفشي الوباء والوفيات تقاس بالأرقام، وكذلك العاطلون من العمل والفقراء الجدد يقاسون بالأرقام، فضلًا عن أن حالة عدم الثقة بالحكومة لها أرقام أيضًا: 26 مقعدًا لليكود برئاسة نتنياهو، و23 مقعدًا لحزب يمينا برئاسة نفتالي بينت، وهناك اتجاه ثابت ومستمر لانهيار الزعيم في مواجهة صعود البديل، بينما الموضوع الوحيد على جدول الأعمال هو الوباء.


وأضاف “فيرتر” أن علامات الفشل المدوي المستمرة، والتي أُعطيت لنتنياهو في سلسلة استطلاعات في الأشهر الأخيرة، لا تدل على أزمة عدم ثقة فقط؛ بل تشير إلى شرخ من الصعب رؤية طريق للخروج منه، الأمر الذي جعل نسبة 49% من الإسرائيليين يصوّتون لصالح إجراء انتخابات جديدة، مقابل 30% فقط مع بقاء الحكومة، وهو أمر مستغرب وخطير، لا سيما وأن الأزمة الحالية والمواجهة التي تخوضها البلاد ضد كورونا كانت تُحتّم رفض إجراء أي تغييرات سياسية، ولا تحتمل انشغال الساسة في معترك انتخابي جديد، وهو ما يشير لحالة غضب وضيق عارمة من المجتمع ضد نتنياهو وحكومته.


تأثيرات التطورات في اليمن على إسرائيل

أكد الكاتب “شاؤول شاي” أن المعركة على الهيمنة في الشرق الأوسط، من منظور القتال في اليمن، يمكن أن تجر إسرائيل لداخل قلب المعركة رغمًا عن إرادتها، فالتدخل الإيراني في حرب اليمن تجلى على عدة أصعدة، منها مساعدات عسكرية واقتصادية وسياسية ودعائية للمتمردين الحوثيين، تنقل مباشرة من إيران، أو بواسطة حلفائها، مثل حزب الله، حيث تعتبر إيران الحوثيين حلفاء يمكن استخدامهم في إطار المعركة متعددة الساحات التي تخوضها، وبناءً على ذلك، يُتيح الحوثيون لإيران زيادة الضغط على السعودية من خلالهم.


وأشار الكاتب بموقع “نيوز وان” إلى أن الحرب في اليمن تتيح لإيران استخدامها كحقل تجارب لفحص منظومات سلاح ومفاهيم مخابراتية جديدة، فحزب الله والحوثيون في اليمن هما جزء من الائتلاف الداعم لإيران، وللتنظيمين أعداء مشتركون وعلاقات وثيقة مستمرة منذ نحو 10 سنوات، كما أن التعاون العسكري بينهما قائم منذ عام 2014 ويساعد الطرفين كثيرًا ويحسّن من قدراتهما الاستخباراتية، حيث إن الحرب في اليمن تتيح لحزب الله التعلم من تجارب الحوثيين والإيرانيين في مجالات استخدام المسيرات والصواريخ البحرية، والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وسفن بحرية غير آهلة تُشغَّل عن بعد، وغير ذلك.


وعلى الرغم من وجود فروق كبيرة بين الحرب في اليمن وبين ساحات القتال المتوقعة في الشمال بين إسرائيل وحزب الله، غير أنه يتعين على إسرائيل أن تتابع عن كثب التطورات في ساحة القتال باليمن من أجل استباق محاولات إيران وحزب الله تطبيق ما تعلماه في هذه الساحة على جبهتي هضبة الجولان ولبنان، والقضاء على هذه المحاولات.


لماذا يصمت نتنياهو؟!


هاجم المقال الافتتاحي بصحيفة “هآرتس” رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو وذلك نتيجة غضه الطرف عن العديد من الانتهاكات بحق الحظر المفروض في البلاد جراء انتشار مرض كورونا بشدة في الآونة الأخيرة.


وأكدت الصحيفة أن رئيس الحكومة لم يُدِنْ مشاركة 2000 من الحسيديم (طائفة من المتدينين المتشددين) في جنازة كبير الحاخامات بمنطقة أشدود، كما لم يُدِن حقيقة أن الحسيديم تشاجروا مع قوات الشرطة خلال الجنازة، كما لم يُدِن حقيقة رفض مئات الحسيديم إخلاء المكان، ولم يتطرق نتنياهو إلى ذلك على الرغم من أن الشرطة أقامت حواجز لتفريق هؤلاء، وقد وصل المئات منهم بصورة لم تسمح بالمحافظة على التباعد الاجتماعي، ولم يتطرق إلى حقيقة إعطائه الموافقة على إقامة مثل هذه الجنازة الجماعية أثناء إغلاق مفروض بإحكام على بقية المواطنين.


وأوضحت الصحيفة أن مواطني إسرائيل يتعرضون يوميًّا لهذه الازدواجية، فرئيس الحكومة الذي يحرّض بصورة عنيفة وغير مسئولة ضد المتظاهرين، ويحاول التضييق أكثر فأكثر على خطوات الإسرائيليين، كفرض أمور دراماتيكية، مثل عدم الابتعاد مسافة 200 متر عن المنزل، وإغلاق الأعمال الصغيرة، ووقف نظام التعليم لفترة طويلة، لكنه في المقابل يسمح لآلاف الحريديم بالاستخفاف بقيود الإغلاق، والتباعد الاجتماعي، والانتهاك بصورة صارخة للقواعد التي يلتزم بها كل مواطن، والآن يسمح لوزيرة في حكومته بالبقاء في منصبها على الرغم من أنها كذبت على سلطات الدولة المسئولة عن صحة الجمهور.


ورأت الصحيفة أن مواطني إسرائيل يعانون من إغلاق يمس بمورد رزقهم وحقوقهم الأكثر أساسية نتيجة وباء عالمي، وذلك في إحدى أكثر الفترات صعوبة في حياة الدولة، وهم يستحقون زعيمًا يمكنهم أن يثقوا به، وزعامة تكون قراراتها موضوعية غير مرتبطة بمصالح سياسية ضيقة، لافتةً إلى أن نتنياهو وحكومته لم يمتلكا هذه المعايير.

ترامب يستحق نوبل للسلام


رأى الكاتب “أمير تيهري” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يكون مرشحًا لجائزة نوبل للسلام، وأنه على عكس الرؤساء السابقين والفائزين الذين وعدوا بالسلام وقادوا الحروب، مشيرًا إلى أنه قد لا يكون ترامب ذا نهج جاذب لليسار، ولكنه حقق نتائج حقيقية. ورأى الكاتب بموقع “ميدا” أن ترامب توسّط في اتفاق التطبيع بين إسرائيل واثنتين من دول الخليج، ومن المتوقع أن تنضم قريبًا المزيد من الدول العربية، ومن المحتمل أيضًا أنه وضع حدًّا للصراع الأخير على الأراضي الأوروبية عندما توصل إلى حل وسط بين صربيا وكوسوفو.


وأضاف الكاتب بأنه في كلتا الحالتين، تمكن الرئيس الأمريكي من تخطي العقبات التاريخية والعاطفية التي لم يعتقد الكثيرون، بمن فيهم كاتب هذه السطور، أنه يمكن تجاوزها في المستقبل القريب، وحقق المهم بالنسبة للجنة الحائزين على جائزة نوبل، وهي حقيقة أن ترامب فعل الأمر وجلب السلام وأنهى الصراعات. وأوضح الكاتب أنه في الوقت نفسه تهيمن النخب اليسارية إلى حد كبير على القرارات المتعلقة بالجائزة، لذلك يشك بشدة في أنهم سيختارون ترامب لتلك الجائزة.


كراهية العرب متأصلة في المجتمع الإسرائيلي


رأى الكاتب العربي “فادي مقالدة” أن كراهية العرب هواية مارسها ولا يزال يمارسها الجمهور الإسرائيلي، وكانت هذه الهواية أداة ناجعة سياسيًّا في يد من شغلوا مناصب كبرى، لكنها باتت أيضًا هواية المواطن الإسرائيلي العادي، وعليه وبشكل يخلو من أي مفاجأة، تصدّر العرب، وبحسب تقرير الكراهية لعام 2019، رأس قائمة الكراهية محليًّا.


ويرى الكاتب بصحيفة “هآرتس” أن تلك الكراهية تُسبب إحباطًا كبيرًا للجمهور العربي وتجبره على تقديم تفسيرات بشكل دائم، ولكنها ومن ناحية أخرى تمنعه من التوجه إلى المحكمة للمطالبة بإجراءات قانونية تحميه من مختلف أشكال الظلم الممنهج، فقد خلق هذا التعامل المتناقض تجاه المجتمع العربي سلسلة قرارات عنصرية ومجحفة، استلزمت تدخل المحكمة؛ الأمر الذي دفع بعجلة تطور القانون الإداري والدستوري قدمًا.


وأضاف الكاتب أنه على المستوى الاجتماعي، يخلق منح شرعية لتصريحات بائسة مثل تلك التي يدلي بها شخصيات مهمة، وخاصة في السلك القضائي ضد المجتمع العربي وتحت ذريعة دينية – قومية فقط، أزمة ثقة بين الجمهور العربي والمحاكم، وذلك لأن المحاكم الإسرائيلية لوحت، ولا تزال تلوّح، براية الدفاع عن الأقليات، كما يجمع قضاتها محافظين وليبراليين على حدٍّ سواء، بوجوب تدخل المحكمة في القرارات الحكومية والبرلمانية للدفاع عن حقوق الأقليات التي لا تستطيع التأثير على السياسات الحكومية.


لا مبالاة مأمونة العواقب!


تناول رسام الكاريكاتير “عيران فيلكوفيسكي” حالة اللامبالاة التي يعيشها مجتمع اليهود المتدينين (الحريديم) وإقامتهم لجميع شعائرهم الدينية والجنازات وكذلك المظاهرات، وكل هذا في ظل حالة الحجر الصحي والانغلاق التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد، تلك التصرفات التي يقوم بها الحريديم والتي يغض عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو النظر لاعتبارات سياسية بحتة، والتي تُعد بمثابة القنابل الموقوتة في البلاد وتنذر بانتشار أوسع للفيروس القاتل، حيث بلغت نسبة المصابين في أوساط تلك الطائفة نحو 25%.


ويصور الرسّام تجمعًا للحريديم يلهون فيه ويتسامرون وفوقهم قنابل موقوتة تعبيرًا عن الكورونا التي تطل برأسها في الأفق، والقابلة للانفجار في أي لحظة.

ربما يعجبك أيضا