الصحافة العبرية|دبلوماسية إسرائيلية جديدة بسبب أرمينيا وأذربيحان.. وصراع الميزانية يقود تل أبيب للهاوية

ترجمات رؤية

ترجمة: محمد فوزي – محمود معاذ

الميزانية العامة تشعل أزمة بين “الليكود” و”أبيض أزرق

أكد المحلل الاقتصادي بصحيفة هآرتس “يوفال كارنئيل” أنه في الآونة الأخيرة نشبت أزمة سياسية حادة بين حزبي “الليكود” و”أزرق أبيض” على خلفية الميزانية الإسرائيلية العامة، وترتبط هذه الأزمة باحتمال إجراء انتخابات عامة مبكرة أُخرى، وبمسألة ما إذا كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيحترم الاتفاق المبرم مع أزرق أبيض، والذي ينص على التناوب في رئاسة الحكومة بينه وبين رئيس أزرق أبيض “بني جانتس”.

ويدّعي مسئولون في أزرق أبيض أن نتنياهو ووزير المالية يسرائيل كاتس يعرقلان بصورة متعمدة تحضير الميزانية العامة للدولة لسنة 2021 بهدف التسبب بأزمة سياسية تؤدي إلى تبكير الانتخابات العامة، ووفقًا لهؤلاء المسئولين، ما زال نتنياهو يتحين الفرصة لتفكيك الحكومة كي يمتنع من تنفيذ اتفاق المناوبة مع رئيس الحكومة البديل.

في المقابل، زعم مسئولون كبار في الليكود بأن حزب “أزرق أبيض” يهدد بالتوجه إلى انتخابات مبكرة في ذروة أزمة كورونا، وأضاف هؤلاء المسئولون أن لدى نتنياهو رصيدًا طويلًا في اتخاذ قرارات اقتصادية قادت إسرائيل إلى الازدهار، وقد جلب رئيس الحكومة ميزانيات عامة ناجحة أكثر من أي زعيم في العالم، وهو لا يتأثر مطلقًا من المحاولات المعيبة لأزرق أبيض، الرامية إلى تخليص الحزب من هبوط تمثيله في استطلاعات الرأي العام، ومن المخجل أن يهدد أزرق أبيض بالذهاب إلى انتخابات في ذروة أزمة كورونا على خلفية استطلاعات الرأي العام التي تُظهر تراجعًا كبيرًا في قوة هذا الحزب، في حين تؤكد أن حزب الليكود يحافظ على قوته.

المصالحة الفلسطينية تلوح في الأفق

أوضح الكاتب بموقع معهد هرتسيليا “ميخائيل ميلشتاين” أن الأسابيع الأخيرة سجّلت استفاقة في المصالحة الداخلية  بين السلطة الفلسطينية و حركة حماس، حيث تظهر في الخلفية الأزمة الاستراتيجية متعددة الأبعاد التي يشعر بها الطرفان، لا سيما عباس أبو مازن الذي يشعر بعزلة حادة في أعقاب الاتفاقات السياسية بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين، ويجد صعوبة في تقديم رؤية أو أفق استراتيجي أمام الجمهور الفلسطيني، أما حماس فتعاني جراء ضائقة مستمرة على خلفية تفاقم الوضع المدني في القطاع، والصعوبة التي تواجهها من أجل تحسينه، الأمر الذي جعل الطرفين يتوجهان نحو مصالحة انطلاقًا من ضائقة داخلية عميقة، إلى جانب الرغبة في إظهار أنهما لا يزالان مهمين.

فالطرفان يتطلعان إلى إظهار جدية أكبر من الماضي في الحديث بينهما، بل وحتى بلورا تفاهمات أولية تعكس أهدافًا مشتركة، من خلال الالتفاف على الخلافات التي أدت في الماضي إلى فشل اتصالات المصالحة، وهو ما تبرزه تصريحات زعماء فتح وحماس القائلة إن الطرفين اتفقا على أن هدفهما في الوقت الحالي هو إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967، عاصمتها القدس ومن دون إدراج الشرط الذي وضعته السلطة في الماضي بشأن ضرورة اعتراف حماس بالاتفاقات السياسية الموقعة من جانبها، الأمر المرفوض رفضًا قاطعًا من جانب حماس، وعلى أن المقاومة الشعبية هي أداة النضال المركزية ضد إسرائيل في الوقت الحالي مع توضيح حماس نفسها أنها لن تتخلى قط عن المقاومة المسلحة، وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي التي ستقود المعركة السياسية للفلسطينيين، وأن الانتخابات المستقبلية ستجري على قاعدة النسبية.

مواجهة أرمينيا وأذربيجان تفرض دبلوماسية إسرائيلية جديدة

تناول المحلل السياسي “عومير ديستوري” الحرب الدائرة الآن بين أذربيجان والقوات الانفصالية الأرمينية، واللذين يتنازعان على مناطق حدودية تفصلهما، مؤكدًا أنه بجانب الصراع على الأرض، فإن المواجهة بين أذربيجان وأرمينيا لها أبعاد دينية تعود إلى بداية القرن الثامن عشر، فتاريخيًّا مثلت أرمينيا المسيحية الأرثوذكسية، بينما مثلت أذربيجان الإسلام، وكان من الطبيعي أن تتقاتل الدولتان التاريخيتان، الإمبراطورية الروسية، التي مثلت المسيحية الأرثوذكسية الشرقية، والسلطنة العثمانية التي مثلت الإسلام العالمي، على النفوذ في هذه المناطق، وأن يدافع كل منهما عن حلفائه (روسيا دافعت عن أرمينيا، وتركيا عن أذربيجان)، ويظهر هذا البعد الديني الآن أيضًا، عندما سارع الرئيس التركي -محاولًا تنصيب نفسه زعيمًا للعالم الإسلامي – إلى إعلان أنه سيساعد أذربيجان، وبالفعل نقلت تركيا مئات المرتزقة السوريين من ساحة القتال في إدلب السورية إلى منطقة المعارك بهدف مساعدة القوات الأذرية.

أما بالنسبة إلى إسرائيل، فيرى الكاتب أن المواجهة بين أذربيجان وأرمينيا تتطلب حذرًا دبلوماسيًّا شديدًا، وسياسة مسئولة حذرة جدًّا، وهذه مهمة معقدة، والدليل على ذلك إعلان وزير خارجية أرمينيا استدعاء سفير بلاده في إسرائيل (سفارة أرمينيا في إسرائيل فتحت قبل أسابيع معدودة) للتشاور، احتجاجًا على صفقات السلاح الإسرائيلي لأذربيجان. من ناحية أُخرى، لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع أرمينيا، وهناك تضامن بين الدولتين في موضوعات عديدة، بينها الإبادة التي تعرّض لها الشعب الأرمني على يد الأتراك والتي تُذكر إلى جانب المحرقة، وحقيقة أن الدولتين محاطتان بدول إسلامية معادية، علاوة على ذلك تقربت إسرائيل من أرمينيا في السنوات الأخيرة على خلفية التدهور في العلاقات بينها وبين تركيا نتيجة سياسة أردوغان المعادية لإسرائيل. وفي السنوات الأخيرة تتردد إسرائيل في الاعتراف بالمجزرة الأرمنية ردًّا على سياسة أردوغان، وهي خطوة بالتأكيد ستؤدي إلى المزيد من تدهور العلاقات مع تركيا. ولذلك طالب المحلل بضرورة التزام إسرائيل الحياد وتوخي الحذر في الحديث عن الأزمة نظرًا لعلاقات إسرائيل المهمة مع كلا الطرفين وأهمية المحافظة عليها.

الهدوء في غزة لن يستمر طويلاً

رأى المحلل بصحيفة معاريف “تال ليف رام” أنه وفقًا للكثير من التقديرات؛ فإن الهدوء السائد حاليًا في قطاع غزة لن يستمر لفترة طويلة، وأن حركة “حماس” واقعة الآن تحت ضغوط داخلية كبيرة، ويعتقد كبار المسئولين في إسرائيل أن هناك احتمالًا كبيرًا لتجدد إطلاق البالونات الحارقة التي تحمل المواد المتفجرة من القطاع قريبًا، وأيضًا من الممكن أن تتجدد الاضطرابات بالقرب من السياج الحدودي في المنطقة المحاذية للقطاع.

وأضاف بأن حماس تشعر بالضغط وتمر بأزمة في ضوء الأوضاع الصعبة في القطاع، وعلى الرغم من أن هذه الحركة تمكنت الشهر الفائت من الحد بصورة فعالة من انتشار فيروس كورونا، والذي لم يخرج عن السيطرة حتى الآن، فإن زيادة طفيفة في عدد الإصابات جرى تسجيلها في الأيام الأخيرة بعد فترة متواصلة من انخفاضها، لكن غزة ما زالت تغلي من فوق السطح وتحته، وأغلب هذا الضغط جراء الأزمة الاقتصادية الشديدة موجه نحو سلطة “حماس”.

ووفقًا للتقديرات فإن حماس تُفضّل كبح محاولات الفصائل الفلسطينية الأُخرى إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل، لكن بمجرد ازدياد التوتر في المنطقة سيتم إطلاق بالونات حارقة، وستكون إسرائيل ملزمة بالرد عليها، ومن هنا ستكون الطرق لاستئناف إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل قصيرة، وأوضح “رام” أنه على الرغم من أن فترة الأعياد اليهودية مرت بهدوء مطلق تقريبًا في منطقة الحدود مع القطاع، لكن هذا الهدوء لن يستمر لفترة طويلة.

خصوصية المفاوضات بين إسرائيل ولبنان

كتب “ألان بيكر” بموقع القدس للشئون العامة والسياسية أنه بعد خلاف دام أكثر من ثلاثين عامًا منذ إجراء آخر مفاوضات مهمة بين لبنان وإسرائيل، وافقت الدولتان الآن على العودة إلى التفاوض وإجراء مفاوضات مباشرة على الحدود البحرية المشتركة بينهما.

وأضاف بيكر بأن المفاوضات ستشمل منطقة هي موضع خلاف تبلغ مساحتها 860 كيلومترًا مربعًا، تمتد على مساحة الحدود البحرية بينهما في شرقي البحر المتوسط، فهذه المنطقة البحرية غنية بحقول الغاز الطبيعي، وتدعي كل من الدولتين أن هذه المنطقة تقع داخل حدود “المياه الإقليمية التابعة لها، وهي مناطق بحرية نظرية واقعة قبالة شواطئهما، وبحسب الاتفاقية الدولية لقانون البحار (UNCLOS) تتمتع الدول الساحلية بحقوق حصرية لاستغلال الموارد الطبيعية والاستفادة منها، مثل الأسماك والنفط ورواسب معدنية أخرى على الشاطئ أو تحت مياه البحر.

ورأى الكاتب أن التوافق الإسرائيلي – اللبناني والموافقة على التفاوض قد يشكل أهمية كبيرة لكلا الطرفين، حيث إنه يتميز بخصوصية كبيرة للغاية، نظرًا للقرب الجغرافي بين إسرائيل ولبنان وتاريخ الصراع بينهما، كما أن التعاون بينهما من شأنه أن يوفّر مميزات أوسع للتعاون بين الدول الإقليمية ذات العلاقة (إسرائيل ولبنان وقبرص ومصر وحتى سورية وتركيا) فضلًا عن أنه يمكن أن يؤدي إلى الدفع قدمًا بمشاريع إقليمية، مثل نقل الغاز إلى أوروبا وأبعد منها، واستغلال موارد طبيعية وإدارتها والمحافظة عليها، مثل الأسماك، والتعاون في محاربة التلوث والحفاظ على البيئة البحرية، وكذلك تشجيع سياحة تربط شرقي البحر المتوسط بأوروبا.

فلتكن عربيًّا بلا حقوق!

تناول الكاتب “إيدو دامبين” ظاهرة العنصرية والتمييز التي يتعرض لها العرب في إسرائيل، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن تكون عربيًّا في إسرائيل، ولكن إياك أن ترفع رأسك، أن تتكلم، أن تمارس حق الاقتراع، وبالطبع إياك أن تكون ناشطًا اجتماعيًّا أو سياسيًّا! لكن في حال قررت أن تصبح شخصية عامة، يستحسن أن تكون وسيمًا، أن تجيد العبرية أو على الأقل أن تحرز أهدافًا للمنتخب الإسرائيلي، فإذا شغلت منصب عضو كنيست أو رئاسة سلطة محلية أو توليت أي منصب عام آخر، ستُتهم بالإرهاب، بخدمة مصالح الفلسطينيين فقط، وإهمال العرب، بل وستُتهم بأنك لا تمثل غالبية الجمهور العربي بالبلاد، نعم.. فهذا توجه معظم الإسرائيليين للعرب مواطني الدولة.

وبالمقابل فكل شيء مباح لأعضاء الكنيست الآخرين، وأعني هنا اليهود، فباستطاعتهم خرق تعليمات وزارة الصحة، خيانة العهود، خيانة ناخبيهم، نشر الأكاذيب.. وما إلى ذلك، فأعضاء الكنيست العرب، لا يجرؤون على ارتكاب ربع هذه الأفعال؛ فهم مدانون حتى يثبت عكس ذلك، فإذا دعموا الحكومة فهم استغلاليون، وإن لم يفعلوا ذلك فهم إرهابيون، وإن أقدموا على انتقاد الدولة أو الحكومة لا سمح الله فهم حتمًا إرهابيون!

وأضاف الكاتب بصحيفة “هآرتس” أن العرب يستطيعون فعل كل شيء، الموت بسبب وباء كورونا، علاج اليهود، خدمتهم، اللعب في منتخباتهم، تنظيف نفاياتهم والعمل في قنواتهم التلفزيونية، ولكن يُستحسن أن يكونوا مسيحيين أو صهاينة، والأهم من ذلك كله ألا يجرؤوا على الزواج باليهود، لكن يمكنهم أن يكونوا دروز، فالدروز جيدون لأنهم يخدمون في جيش الدفاع الإسرائيلي، لكن تنقلب الآية عند وصولهم عتبة الكنيست!

صراع الميزانية يقود إسرائيل للهاوية

تناول رسام الكاريكاتير “عاموس بيدرمان” الصراع الدائر حاليًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من ناحية وبين بيني جانتس رئيس حزب أبيض أزرق شريكه الائتلافي من ناحية أخرى، حول اعتماد الميزانية العامة لإسرائيل لعام 2021، إذْ يتبني كل منهما وجهة نظر مخالفة، ويرفضان التنازل؛ ففي الوقت الذي من المفترض فيه أن يسود التوافق والهدوء البلاد نظرًا لحالة الاقتصاد المتدهورة والأزمة الصحية جراء انتشار فيروس كورونا، يصوّر بيدرمان نتنياهو وهو يقود سيارة مدمرة العجلات (كناية عن إسرائيل) والوضع الصعب حاليًا، دونما اكتراث بأن تنقلب السيارة وتتدمر الدولة بشكل كامل بسبب عدم مسئوليته، في الوقت الذي يجلس فيه وزير المالية “كاتس” مكتوف الأيدي لا حول له ولا قوة!

ربما يعجبك أيضا