الصحافة الألمانية|الإسلام السياسي خطر على أوروبا.. والسوريون حطب نار صراعات أردوغان

مترجمو رؤية

كيف يمكن للانتخابات الأمريكية أن تؤثر على مستقبل الشرق الأوسط؟

نشر موقع “تاجسشبيجل” تقريرًا للكاتبين “كريستيان بوهمي” و”توماس سيبرت” أشار إلى مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل نتائج الانتخابات الأمريكيىة المقبلة، حيث تتعارض سياسة كل من دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، مع سياسة جو بايدن، المرشح الديمقراطي فيما يخص أغلب الملفات المتعلقة بالمنطقة، وخاصة الصراع الإيراني والحرب السورية والخلاف بين إسرائيل والفلسطينيين.

ولا شك أن نجاح “جو بايدن” سيغير الخريطة السياسة للولايات المتحدة في المنطقة؛ فقد صرح بايدن مؤخرًا، بأنه –حال فوزه – لن يسمح بتكرار ما حدث في عهد دونالد ترامب، ولن تتخلى أمريكا عن قيمها من أجل بيع الأسلحة أو شراء النفط، وهناك العديد من المجالات التي يظهر فيها هذه التعارضات بوضوح.

الصراع مع إيران

مارس ترامب طريقة “أقصى قدر من الضغط” لإرغام نظام الملالي على الاستسلام بدعم من اليمين الأمريكي وحلفاء واشنطن في المنطقة، وقد انسحب من الاتفاق النووي قبل عامين طبقًا لهذه الاستراتيجية.

وحاول ترامب إقناع القيادة الإيرانية بالموافقة على اشتراطات أكثر صرامة للبرنامج النووي الإيراني وتقليل ترسانة الصواريخ لعدم فرض عقوبات جديدة، لكن لم يفلح، ومن ثم كانت العقوبات، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أمر ترامب بقتل الجنرال قاسم سليماني ليؤكد للقياة الإيرانية أنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية في مواجهة طهران، لكن بايدن يخطّط لإعادة الولايات المتحدة الاتفاق النووي مع طهران إذا التزمت ببنود المعاهدة، ويرى أنه من الأفضل دمج الجمهورية الإسلامية في العلاقات الدولية المتبادلة من أجل جعل النظام أكثر قابلية، لذلك تأمل إيران في تغيير السلطة في واشنطن. وبحسب تقارير إعلامية، فقد أمر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الميليشيات الموالية لإيران في العراق بوقف هجماتها على المنشآت الأمريكية حتى لا يقدّم لترامب ذريعة لشن ضربات عسكرية جديدة.

إسرائيل فلسطين

يعتبر دونالد ترامب بالنسبة لحكومة إسرائيل اليمينية كنزًا استراتيجيًّا، ولذلك يعتقد بعض رجال الدين في إسرائيل وبعض القوميين في مجلس الوزراء أن ترامب هدية من الله لهم، فقد أعطاهم أكثر مما كانوا يتوقون إليه دائمًا؛ فتم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لتمثل هذه الخطوة اعترافًا عمليًّا بالقدس عاصمة لإسرائيل كما لم ينتقد ترامب خطط الاستيطان الإسرائيلية، وأعلن ترامب”صانع الصفقات” للفلسطينيين منذ البداية أن حل الدولتين غير وارد في ظل بقائه في السلطة، كما أنهى بشكل واضح المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية وانسحب من تقديم المساعدات الخاصة بفلسطين للأمم المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، شكّل تحالفًا عربيًّا يهوديًّا وأظهر للفلسطينيين أن الحل الوحيد هو الاستسلام للعروض الأمريكية مهما كانت.

على الجانب الآخر، ينظر الفلسطينيون إلى اليوم الذي اعتلى فيه ترامب عرش البيت الأبيض باعتباره أحد أكثر الأيام ظلمة في التاريخ، وكانوا يعلقون آمالهم على بايدن، الذي كان ينتظر منه أن يسير على منوال الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، والذي كان يطالب نتنياهو دائمًا بتقديم تنازلات، الأمر الذي كان يغضب رئيس وزراء إسرائيل، لكن بايدن لن يكون قادرًا على تغيير الحقائق التي وضعها ترامب، ولطالما تجمد الصراع في الشرق الأوسط في ظل الأوضاع الراهنة، فهل ستقبل إسرائيل بالتفاوض والرجوع للوراء؟ وهل بقي شيء للتفاوض؟ وتبفى الحقيقة الواضحة أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من إعادة عجلة القيادة بغض النظر عمن سيحكم البيت الأبيض.

الصراعات الإقليمية

تعد قضية الانسحاب الأمريكي من المنطقة هي أحد أهم القضايا التي تشغل بال المؤيدين والمعارضين للسياسة الأمريكية، والتي يتعلق مسارها بمستقبل واشنطن وبمن سينتصر في السباق إلى البيت الأبيض، فقد وعد ترامب ناخبيه بسحب الجنود الأمريكيين من دول مثل سوريا وأفغانستان، ويخشى منتقدوه من خلق فراغ يمكن أن يملأه لاعبون مثل روسيا أو تركيا أو الصين؛ ما يلحق الضرر طويل الأمد بالولايات المتحدة وشركائها في المنطقة.

وأول المستفيدين من انسحاب القوات الأمريكية من سوريا هو بشار الأسد، ويرى مؤيدو عدم الانسحاب أن اتّباع سياسة أمريكية أكثر نشاطًا في سوريا أو ليبيا أو في النزاع بين تركيا وجيرانها في شرق البحر المتوسط تحت قيادة بايدن يمكن أن يساعد بالتالي في الحد من نفوذ روسيا ومنح المنطقة بأكملها مزيدًا من الاستقرار. وفي هذا السياق طالب آلان ماكوفسكي، المتخصص السابق في شئون الشرق الأوسط، مؤخرًا بضرورة لعب الولايات المتحدة دورًا قياديًّا في القضايا الإقليمية.

ملف حقوق الإنسان

يعتقد ماكوفسكي أيضًا أن على الولايات المتحدة أن تضع حقوق الإنسان في قلب سياستها في الشرق الأوسط، والتي تحتل المرتبة الأخير في سياسة ترامب، كما انتقد معارضو الرئيس الحالي استغلال العلاقات الشخصية التي تلعب دورًا مهمًا في السياسة الخارجية. لذلك وعد بايدن بتغيير ذلك حال فوزه في الانتخابات، وقال بأنه سيراجع العلاقات الأمريكية مع بعض الدول، كما أنه سيعمل على وقف شحنات الأسلحة الأمريكية لمناطق الصراع والحرب، ومن المتوقع أن يقود بايدن سياسة خارجية أكثر تقليدية، بحيث يصبح للوزارات التنفيذية في واشنطن وهيئات مثل مجلس الأمن القومي، تأثير أكبر على سياسة القوة العظمى.

تيارات الإسلام السياسي خطر على أوروبا

نشرت صحيفة “فيلت” الألمانية تقريرًا يتعلق بمخاوف بعض السياسيين الألمان من طريقة تعامل الحكومة الفيدرالية مع تيارات الإسلام السياسي في ألمانيا، وحذر السياسي الألماني “كريستوف دي فيريس”، الذي ينتمي للحزب الحاكم في ألمانيا (CDU) من تأثير هذه الطريقة وخطورتها على السلم الاجتماعي في ألمانيا خاصة وأوروبا عامة.

وانتقد السيد “دي فيريس”، عضو الائتلاف الحاكم في ألمانيا سذاجة حكومته – على حد وصفه – في التعامل مع الإسلام السياسي، وتابع بأن هذه الطريقة من شأنها أن تؤثر بالسلب على السلم الاجتماعي في ألمانيا إذا ما استمرت هذه التيارات في نشر أيديولوجيتها المناهضة للديمقراطية والمعادية للسامية دون عوائق باسم الشريعة، وأن الحكومة يجب ألا تنخدع ببعض الوجوه الكاذبة التي تدّعي أن الشريعة الإسلامية لا تتعارض مع مبادئ الديمقراطية وقيم العدالة والحرية، في حين أنها في الحيقيقة لا تؤمن إلا بالنظام الشمولي الذي يعادي الديمقراطية والحرية ودولة القانون، ويجب أن تتصدى المؤسسات الألمانية للتعامل مع ممثلي الإسلام السياسي.

 وتابع عضو البوندستاج بأن السلام والتماسك الاجتماعي في ألمانيا على المحك إذا تمكن ممثلو الإسلام السياسي من نشر أيديولوجيتهم المعادية للديمقراطية والمتطرفة وإذا تراجعنا عن مكافحة هذه التيارات خوفًا من الانتقاد أو الاتهام بكراهية الإسلام، وانتقد “دي فيريس” تعيين السيدة “نورهان سويكان”، نائبة رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا (ZMD)، كمستشار في وزارة الخارجية، كما انتقد مشاركة منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا في مشروع ممول من قبل وزارة التنمية الألمانية.

ورغم أن وزارة الخارجية الألمانية علقت مشروع ” الدين والسياسة الخارجية”، الذي كان من المخطط أن تشارك فيه السيدة سويكان، نائبة رئيس المجلس المركزي للمسلمين، إثر انتقادات عديدة من سياسيين ينتمون لأحزاب مختلفة داخل قبة البرلمان، حيث قالوا إن سويكان عضو في اتحاد الجمعيات الثقافية التركية الإسلامية في أوروبا (أتيب)، الذي يعدّ جزءًا من المجلس المركزي للمسلمين، وأن وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية (مكتب حماية الدستور) اتهمت الاتحاد بأنه على علاقة وثيقة بحركة “أولكوكو” التركية اليمينية المتطرفة (الذئاب الرمادية).

وفي ديسمبر 2019 قرر المجلس المركزي تعليق عضوية منظمة المجتمع الإسلامي الألمان (DMG) لحين صدور الحكم فيما وجه إليها من اتهامات، ووفقًا لوكالة الاستخبارات الداخلية؛ فإن هذه المنظمة تتبع جماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا، تلك الجماعة التي تنتهج ما يسمى بالإسلاموية الشرعية والتي لا يعتمد ممثلوها على العنف لفرض أهدافهم المتمثلة في إنشاء نظام اجتماعي قائم على المبادئ الإسلامية.

يجب دعم السواد الأعظم من المسلمين المحبين للسلام

وأضاف “دي فريس” قائلًا: “نحن بحاجة ماسة إلى بداية جديدة في التعامل مع ممثلي الإسلام السياسي، ويجب أن ندعم المسلمين المحبين للسلام وليس الراديكاليين. ولذلك اعترضت جمعية الشبيبة العلوية في ألمانيا على وجود ممثلين من المجلس المركز للمسلمين بألمانيا بلجنة مشروع “منتدى المسلمين والمسيحيين” بمناسبة يوم الكنيسة لعام 2021 بمدينة فرانكفورت.

كما دعا “دي فريس” أيضًا “تانيا جونر”، رئيسة جمعية التعاون الدولي إلى وقف الدعم المقدم لمنظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا على الفور وبشكل كامل، حيث إن هذه المنظمة تتفق أيديولوجيًّا وتربطها علاقات شخصية بجماعة الإخوان المسلمين والمنظمات ذات الصلة. وكانت وزارة التنمية الألمانية قد كلفت في نهاية عام 2019 جمعية التعاون الدولي بتنفيذ مشروع تعاون مشترك في مالي مع منظمة الرؤية الألمانية (World Vision Germany) كشريك مسيحي ومنظمة الإغاثة الألمانية كشريك مسلم بهدف العمل على مكافح تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وأشكال العنف الأخرى ضد الفتيات والنساء.

تصاعد الأزمة الاقتصادية في تركيا

نشرت صحيفة “حرييت” التركية تقريرًا يتعلق باستمرار الأزمة الاقتصادية التركية وتأثير الأحداث الأخيرة التي تشهدها الساحة التركية على هذه الأزمة، وتناول التقرير مدى قدرة الاقتصاد التركي على مقاومة عقوبات جديدة محتملة من قبل الولايات المتحدة بسبب التدخل التركي المباشر في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.

وتمر تركيا بأزمة مالية واقتصادية كبيرة منذ عام 2018، وقد انعكس ذلك في ارتفاع مؤشر معدل البطالة، خاصة بين الشباب، فهل ستتمكن أنقرة من التغلب هذه الأزمة وكيف سيتحقق ذلك؟

وبدأ الانخفاض الزاحف لقيمة العملة التركية في مستهل عام 2018 وظهرت بوادر أزمة مالية وشيكة، ولم يمض وقت طويل حتى ظهرت هذه المشاكل بالفعل؛ فبدأت تركيا تتخلف عن سداد ديونها وبدأ معدل النمو الاقتصادي يتباطأ، وعلى الرغم من تعافي الليرة في بعض الفترات، إلا أنها لم تصل إلى مستوى مستقر، بل على العكس وصلت العملة لأدنى مستوياتها في أغسطس 2020.

أسباب الأزمة

أدت الأزمة الحالية الناتجة عن انتشار وباء كورونا إلى خسائر اقتصادية في كل بلدان العالم تقريبًا، ونتيجة لذلك تعرضت العديد من الصناعات في ألمانيا لضغوط مثل صناعات السفر أو آلات الطباعة، التي تعاني بشكل خاص من الوضع المتغير، حيث تراجعت الطلبات في هذا القطاع بنسبة 86.4%، وفقًا لأحدث الأرقام، وهذا الانخفاض يمثل لم يحدث له مثيل في تاريخ هذه الصناعة، ومن ثم فقد تكون تأثيرات هذا الانخفاض أسوأ بكثير من “الكساد الكبير” في عام 1930 أو الأزمة الاقتصادية في عام 2009 التي حدثت في ألمانيا، وذلك على الرغم من أن ألمانيا بدأت الأزمة من وضع اقتصادي قوي نسبيًّا، ولذلك فمن المؤكد أن تكون العواقب القادمة على الاقتصاد التركي المتعثر بالفعل أكثر تدميرًا.

تَعافٍ مؤقت

في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية أعلنت تركيا أن اقتصادها مستقر طبقًا للمؤشرات الحديثة؛ فقد انخفض معدل البطالة بشكل طفيف في يوليو 2020، بالإضافة إلى ذلك سجل قفزة في المبيعات بنسبة 23.5٪ في أغسطس 2020، ومع ذلك يجب مراعاة الموقف الإجمالي والضع الكلي للاقتصاد التركي، فعلى الرغم من انخفاض معدل البطالة بشكل طفيف، إلا أنه لا يزال عند مستوى مرتفع عند 13.4٪، بل قد يصل لنسبة 25.9% أو أعلى بين الشباب التي تترواح أعمارهم من 20 وحتى 30 عامًا.

ويؤكد اقتصاديون على أن الخروج من هذه الأزمة غير متوقع في ظل استمرار هذه السياسة وفي ظل وجود المشكلة الهيكلية التي لا تتناسب مع سوق العمل، حيث يتجه العديد من الشباب الأتراك للعمل في صناعة السياحة، ومع ذلك فغالبًا ما يهمل التعليم المهارات الأساسية اللازمة للعمل في مثل هذا القطاع، مثل تعلم اللغات الأجنبية، بالإضافة إلى أن هناك زيادة في العرض في هذا القطاع وخاصة ظل توقف أو تعثر التدفقات السياحية الحالية والمتوقعة، ولكن حتى بعد الأزمة، سيكون من الضروري تكييف نظام التعليم مع سوق العمل.

ومن حيث المبدأ يتمتع الأتراك بتعليم جيد، حيث يحمل واحد من كل أربعة عاطلين عن العمل شهادة من جامعة (فنية)، ومع ذلك، فهم لا يمتلكون المهارات اللازمة للمهنة المعنية في جميع الصناعات، وبالتالي فإن جودة التعليم أو التدريب هي المشكلة الأساسية، بالإضافة إلى الخدمة العسكرية الإجبارية، التي تؤخر الشباب خاصة للدخول في العمل الفني مبكرًا، ونفس المشكلة تواجه أيضًا الشابات التركيات اللاتي يعاني أغلبهن من الموقف المحافظ لأسرهن والذي يعوقهن كثيرًا عن الدخول مبكرًا أيضًا للعمل في هذه القطاعات.

الديون والتضخم

ارتفاع معدلات البطالة لا يرجع فقط إلى الأزمة المالية والاقتصادية الحالية في تركيا، ولكنه يمثل مرآة مهمة للتطورات الاقتصادية؛ الأمر نفسه ينطبق على انهيار العملة والديون الخارجية، وتوضح الأرقام الحالية أن أنقرة لا تزال غير قادرة على تجاوز هذه الأزمة في الوقت الراهن، حيث إن وتيرة الديون الخارجية ترتفع بشكل مطرد، واحتياطيات البنك المركزي من العملات تزداد بنفس السرعة تقريبًا، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع التضخم، وهو ما يحدث بالفعل رغم محاولات البنك المركزي المتكررة عن طريق خفض سعر الفائدة، إلا أن ذلك لم يحقق النجاح المنشود.

أنقرة تستخدم السوريين كوقود للحرب بالوكالة

نشر موقع قناة “إيه ار دي 1” تقريرًا للكاتبين “دانيال هيشلر” و”تينا فوكس”، سلّط الضوء على الاستغلال التركي لحاجة السوريين، حيث يعمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتجنيد مرتزقة سوريين للحرب بالوكالة في كل من ليبيا، والحرب الأرمينية الأزربيجية في القوقاز.

ويشعر كل من “ريم” و”سناء” و”سامر” بالسعادة بسبب عودة والدهم، والذي ظل لفترة طويلة خارج البلاد، حيث لم يكن يعرف أحد مكانه، حيث اضطر للسفر إلى كارباخ طيلة ثلاثة أشهر بسبب حاجته للمال، لكنه حين رأى أهوال الموت حاول العودة أكثر من مرة لكنه لم ينجح. أما جلال القمري – اسم مستعار- فهو أحد السوريين الذين جرى تصديرهم من تركيا كمقاتلين إلى ليبيا وأذربيجان بموجب وعود كاذبة، فقد أخبروهم أنهم سيذهبون إلى ليبيا في مهمة دبلوماسية لحراسة القواعد التركية.

إطلاق الصواريخ بدلًا من حراسة الحدود

بينما قال رجل سوري آخر من إدلب، التي تسيطر عليها تركيا، إنه قيل لهم إنهم سيسافرون من أجل العمل في حرس الحدود، لكنهم فوجئوا بأنهم ذهبوا إلى الجبهة مباشرة واضطروا للقتال وكانوا يرتدون الزي الرسمي، وتساقطت عليهم الصواريخ ليل نهار، الأمر الذي راح ضحيته الكثير منهم وسقوط العديد كجرحى نتيجة نقص الخبرة العسكرية، وبذلك استخدم الأتراك المرتزقة السوريين كوقود للحرب، ومما يؤكد ذلك أن الضباط الذين يديرون الحرب في ليبيا وكاراباخ أتراك، في حين يتم استغلال السوريين كمقاتلين على الجبهة.

تركيا تلتزم الصمت

يقول السيد “أوي هالباخ”، من مؤسسة العلوم والسياسة إن هناك صعوبة في الحصول على معلومات موثوقة، خاصة مع اندلاع الحرب الجديدة في القوقاز وبسبب غياب المؤسسات المستقلة، وصرحت وسائل الإعلام الروسية بأن عدد المرتزقة السوريين في المنطقة بلغ عددهم 2000، فيما لم تعلّق تركيا على تلك التصريحات.

ووفقًا لما صرح به السوريون فيما يخص طرق التجنيد والإرسال، فقد قام الأتراك باستغلال سكان المخيمات اللاجئين حول إدلب وإغراؤهم بالأموال والوعود الكاذبة، حيث عرضوا عليهم إمكانية الحصول على راتب شهري قدره 2000 دولار لكل سوري مقابل حراسة المهام التركية فقط وليس إقحامهم في العمليات القتالية، ليتم بعدها نقل أولئك الذين يتم تجنيدهم بهذه الطريقة عبر تركيا في طائرات عسكرية أو مدنية ووجهتهم طرابلس أو باك، وأكد المركز السوري لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 126 سوريًّا في الصراع على كاراباخ.

ذراع جديد في منطقة القوقاز

تخطّط تركيا لزيادة نفوذها في منطقة القوقاز، لكنها في الوقت نفسه لا ترغب في إقحام جيشها في هذه المعارك المتناثرة، كما أن أردوغان ليس لديه الكثير ليخسره، ومن ثم لجأ للمرتزقة السوريين بدلًا من الجنود الأتراك واستخدام الطائرات من دون طيار أرخص من الطائرات الحربية. يثول “ماتياس هارتويغ”، المحامي الدولي في معهد ماكس بلانك للقانون الخارجي في هايدلبرغ، إن تركيا تستغل هذه الوسائل في تجنيد وتمويل هؤلاء المرتزقة لأنها لم توقّع على الاتفاقية الدولية الخاصة بتجنيد واستخدام وتمويل وتدريب هؤلاء، كما أن موقف الاتحاد الأوروبي سلبي إلى حد ما، ولذلك فسيظل أردوغان يستغل حاجة السوريين والحرب الأهلية في بلادهم لتحقيق مآربه السياسية والعسكرية.

الخيارات الصعبة أمام السوريين

لا يزال الوضع في إدلب معقد لغاية؛ فقد فر الكثير من نظام الأسد إلى آخر معقل للمعارضة بإدلب التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين شخص، يعيش مئات الآلاف منهم في مخيمات اللاجئين، ورغم عزم الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة السيطرة على الشمال، إلا أن تركيا تقاوم ذلك عن طريق تمويل المتمردين واحتلال مناطق واسعة يعيش أصحابها في ظروف قاسية، بلا ماء أو كهرباء، وأحيانًا في العراء دون سقف يحميهم.

ربما يعجبك أيضا