يو إس إيه توداي | انعزالية ترامب الخطيرة تُضعف الولايات المتحدة وتعزز خصومنا

آية سيد

ترجمة – آية سيد

على مدار الثلاث سنوات ونصف الماضية، عزّز الرئيس دونالد ترامب أجندة “أمريكا أولًا” بنشاط والتي أضعفت أكثر من سبعة عقود من التعاون السلمي بين الولايات المتحدة وشركاء معاهداتها حول العالم. وفي خطوات موازية، واصل هذا الرئيس التودد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكوريا الشمالية المسلحة نوويًّا؛ بينما سمح للصين بتوسيع نفوذها الجيوسياسي وهدفها بالهيمنة الاقتصادية.

وعلى الرغم من اتساع خطوط الصدع الخطيرة التي نشأت عن التوترات الدبلوماسية المتزايدة، يواصل الرئيس متقلب المزاج وغير المجهز، من دون انضباط فكري، انتقاد وتقويض نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي منحنا 70 عامًا من الاستقرار السياسي والاقتصادي النسبي.

وبالإضافة إلى هذا، تحركات ترامب الانعزالية تُضعف أمريكا. إن الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ (التي صدّقت عليها 190 دولة تقريبًا من ضمنها روسيا والصين)، والاتفاق النووي الإيراني، واتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادئ، واليونيسكو، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية والعديد من الالتزامات الدولية الأخرى القائمة منذ فترة طويلة.. كلها باتت جزءًا لا يتجزأ من هدفه السافر بأن يدير ظهره – وبالتبعية ظهر أمريكا – للعالم.

تسليم السلطة للأعداء

هذه الخطوات سوف تشجع الدول المارقة والإرهابيين العالميين والجهات الفاعلة من غير الدول الذين يهددون بهدم ديمقراطيتنا وأسلوب حياتنا والنظام العالمي.

إن انسحاب أمريكا يتنازل عن المنظمات الدولية لتلك الجهات الفاعلة التي ستؤذينا، ويمنحها صوتًا ونفوذًا كبيرًا، وإذا استخدمنا تشبيهًا من رياضة البيسبول، إذا أخذت كرتك ومضربك وذهبت للمنزل، سيأتي لاعب آخر وبحوزته كرة ومضرب، وستستمر المباراة من دونك.

هذا التراجع في الدبلوماسية يأتي في وقت نحتاج فيه للتعاون العالمي لمحاربة فيروس كورونا الفتاك المنتشر في كل مكان. إن أصدقاءنا وحلفاءنا، والكثير من الأمريكيين، مندهشون من غياب القيادة الأمريكية والتعاون حتى في أخذ جائحة كوفيد-19 على محمل الجد، ناهيك عن تطوير وقيادة استراتيجية وطنية.

كيف تفشل الدولة الأغنى التي تمتلك أفضل الموارد الطبية والعلمية هذا الفشل الذريع؟ ولماذا لا تريد قيادتنا الوطنية، التي خدمت كقائد للعالم لأكثر من قرن، أن تكون قائدًا للعالم في معركة قتلت أكثر من مليون شخص، وأصابت 43 مليون شخص ولم تُظهر أي علامة على الانحسار؟

لقد أرسل صعود ترامب غير المتوقع إلى البيت الأبيض منذ أربعة أعوام موجة صادمة حول العالم، وبدأ ما وصفه الكاتب جورج ويل بأنه “الكابوس الوطني 2”. لقد افترض بعض الحلفاء بالخطأ أن الرئيس المنتخب حديثًا سوف يهدأ عند مواجهة الواقع، وأنه سيتحول من خطاب الحملة الانتخابية إلى العقلانية وسينضج في الوظيفة. حتى بعض أعضاء حزبه تحدثوا عن هذه العقلانية لفترة من الوقت.

الصمت المتواطئ

مع هذا، وقف أنصار الحزب صامتين وفشلوا بشكل مأساوي في توفير المصد اللازم لسلوك الرئيس المتهور والخطير. يجب أن تكون انتخابات 3 نوفمبر الرئاسية تفويضًا وشجبًا للرئيس وأولئك الذين كانوا متواطئين بصمتهم. 

ولا يخفى على أحد أن ترامب وصل إلى المنصب دون فهم أساسي لنظامنا الدولي أو اهتمام به، وهو نظام نشأ من رماد حربين عالميتين وأذِن بسلام، رغم هشاشته، تُوج بمنع حرب نووية عالمية، والتي كان من الممكن أن تتسبب في مقتل نصف مليار شخص على الأقل. إن النظام الدولي، القائم على الأمن الجماعي والتحالفات، والاقتصادات المفتوحة والتجارة الحرة، تمتد جذوره إلى قيم الديمقراطية الأمريكية، وحقوق الإنسان وسيادة القانون.. هل سنقف موقف المتفرج ونشاهد تدميره ونعاني من عواقبه المحتملة؟

يمتلك الأمريكيون فرصة لتغيير المسار المتهور والخطير الذي سلكته دولتنا تجاه الانعزالية، وفي المدى القريب، هزيمة كوفيد-19. نحن لدينا التزام أخلاقي بإعادة أمريكا إلى موقعها القيادي بالشراكة مع الدول الأخرى لكي نعبر الأزمة الحالية، ونستعيد التعاون الدولي والاحترام، وقبل كل شيء نحافظ على السلام والازدهار.

لمشاهدة الموضوع الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا