المنتدى الاقتصادي العالمي| كيف يمكن حل مشكلة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط؟

بسام عباس

رؤية

ترجمة – بسام عباس

يواجه الجميع عملية التغيير؛ غير أن جيلًا كاملًا من الشباب سيتحمل وطأة التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا لسنوات مقبلة، وهذه هي اللحظة التي يجب فيها على الشركات الناجحة وقادة الأعمال تقديم حلول حقيقية وفورية للمساعدة في إعادة تأهيل هؤلاء الشباب وتدريبهم لتعزيز مواهبهم وتمهيد طريق جديد أمامهم.

حتى قبل الوباء، لم تكن حظوظ العمال الشباب جيدة في جميع أنحاء العالم، فعندما كانت معدلات النمو العالمية آخذة في الارتفاع، كان ما يقدّر بـ 70.9 مليون شاب يعانون من البطالة في عام 2017؛ ما رفع من معدل بطالة الشباب العالمي إلى 13.1%.

ووفقًا لمنظمة العمل الدولية، استمر معدل مشاركة الشباب في القوى العاملة (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا) في الانخفاض، وأصبح الشباب أكثر عرضة للبطالة من الكبار (25 سنة وما فوق) بثلاث مرات، ويرجع هذا جزئيًّا إلى خبرتهم العملية المحدودة التي تؤثر عليهم سلبًا عندما يتقدمون لوظائف على مستوى المبتدئين. ولكن هناك أيضًا حواجز هيكلية رئيسية تمنعهم من دخول سوق العمل، كما أوضحت منظمة العمل الدولية في تقرير اتجاهات التوظيف العالمية للشباب 2020 الذي نُشر مؤخرًا.

وعلى الصعيد العالمي، يندرج خُمس الشباب حاليًا ضمن حالة (NEET) [أي غير مدرج في التعليم أو العمل أو التدريب]؛ ما يعني أنهم لا يكتسبون خبرة في سوق العمل، ولا يتلقون دخلًا من العمل، ولا يعززون تعليمهم ومهاراتهم.

وتزيد احتمالية وقوع الشابات في هذه الفئة بمقدار الضعف مقارنة بالشباب، كما أن الفجوة بين الجنسين أكثر وضوحًا في الشرق الأوسط، حيث كانت الأعراف الاجتماعية والثقافية في الماضي تحدّ من تعليم المرأة أو عملها.

وللأسف، فإن تقارير منظمة العمل الدولية استهدفت 8.6 فقط من أهداف التنمية المستدامة، وهو ما يعني أن أي انخفاض في نسبة شباب الفئة NEET عام 2020، لم يرد في هذه التقارير. وحتى في أفضل الأوقات، ينجم عن تراجع نسبة تشغيل العمالة في المراحل الأولى من حياة الشاب المهنية آثار طويلة المدى على الشباب، بما في ذلك انخفاض فرص العمل وتقليل الدخل المحتمل بعد عشرات السنين.

وإذا أضفت جائحة كورونا إلى هذا المزيج، فإن التأثير سيكون أكثر دراماتيكية؛ نظرًا لأن معظم طلاب المدارس والجامعات يفقدون شهورًا من الدراسة بسبب الإغلاق العالمي، ومن ثَمَّ سيؤثر غيابهم عن التعليم على قدراتهم على الكسب في المستقبل.

وقد كشفت دراسة أجريت في أعقاب إعصار كاترينا، الذي ضرب “نيو أورلينز” وأجزاء أخرى من الجنوب الأمريكي في عام 2005، أنه بعد خمس سنوات من العاصفة، عُرقِلَ ما يقرب من ثلث أطفال المدينة، أي ما يقرب من ضعف المتوسط في باقي أجزاء الجنوب.

فيما كشفت دراسة أخرى استشهدت بها مجلة “نيو يوركر” مؤخرًا أن الطفل العادي البالغ من العمر سبع سنوات في “نيو أورلينز” حين ضرب إعصار كاترينا، كان أكثر احتمالًا “بألا يعمل وألا يذهب إلى المدرسة مقارنة بأقرانه” بعد عشر سنوات؛ ما سيؤثر بشكل كبير على إمكانية كسبهم في مرحلة البلوغ.

إن تحديات جائحة كورونا هائلة وتتطلب مشاركة الجميع، وخاصة الشركات الكبرى، ويجب علينا جميعًا أن نتعاون لضمان نجاح الجهود المبذولة لإعادة تدريب الشباب وتأهيلهم وتعزيز قدراتهم، من أجل الجيل المقبل في منطقتنا، ومن أجل نمو العالم في المستقبل.

** الشرق الأوسط: 3 خطوات قابلة للتحقيق لإكساب الشباب المهارات التي يحتاجونها

يجد الشباب في الشرق الأوسط دائمًا أنفسهم غير مستعدين لعالم العمل الحديث، لا سيما بعد عالم ما بعد كورونا الذي سيكون ذا أهمية كبيرة.

وهناك العديد من الوظائف الشاغرة في المنطقة، لا سيما الوظائف الفنية في القطاع الخاص، ومع ذلك، لا يوجد عدد كافٍ من الأشخاص ذوي المهارات المناسبة لشغل تلك الوظائف. وتسلط جميع الأبحاث التربوية والسياساتية الحالية الضوء على الحاجة المتزايدة للعمال ذوي المهارات العالية، وخاصة مَنْ لديهم مهارات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث يحتاج أرباب العمل أيضًا إلى التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات والقدرة على التعاون والمرونة المعرفية العامة لمواكبة التغييرات في التكنولوجيا.

1. المهارات التقنية / الرقمية

ينبغي أن يبرع الخريجون في استخدام برامج وأدوات الكمبيوتر الأساسية في عملهم وحياتهم اليومية، كما ينبغي أن يكون لديهم القدرة على التناوب عليها عند الحاجة. ومن غير المرجح أن يُقْبَل أي خريج لا يجيد هذه البرامج أو برامج أخرى مشابهة في أي من الفرص الناشئة التي تتطلب مهارات تقنية متطورة.

2. إجادة اللغة الإنجليزية

يستمر البحث في إعادة التأكيد على أن إتقان اللغة الإنجليزية هو المهارة الأولى للتوظيف في الاقتصاد الحديث.

3. المهارات الشخصية

المجال الثالث المهم، والذي غالبًا ما يجري تجاهله، من المهارات للعمل في عالم ما بعد كورونا هو المهارات الشخصية، وهي آداب العمل الأساسية والذكاء العاطفي والقدرة على التعامل مع الصراع بطريقة مثمرة.

وليس من الصعب تعلم أيٍّ من هذه المهارات الثلاثة بشكل خاص، إلا أن التدريب عليها يظل بعيد المنال لكثير من الشباب، سواء بسبب ارتفاع تكلفته أو عدم توافره.

وقد أعلنت شركة نفط الهلال، ومقرها في إمارة الشارقة، مؤخرًا عن شراكة مع منصة إدراك، الرائدة في العالم العربي للدورات الضخمة المفتوحة عبر الإنترنت، لتطوير سلسلة من دورات الاستعداد المهني المفتوحة والمجانية عبر الإنترنت؛ بهدف تعزيز مهارات التوظيف لدى الشباب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وأصبح هذا النوع من تدخل القطاع الخاص أكثر شيوعًا، حيث تجد الشركات أنه من دون اتخاذ إجراء مباشر، يصعب تزويد الشباب بالمهارات التي تحتاجها شركاتهم. ويمثل تخصص دورة إدراك نموذجًا حول كيف يمكننا أن نبدأ في التأثير على الشباب ومنحهم المهارات التي تشتد الحاجة إليها وسط التغييرات الهائلة الجارية. ومع ذلك، فهي تعتمد على العديد من العوامل الأخرى لتحقيق النجاح، كجزء من نظام بيئي إقليمي لدعم الشباب عند دخولهم سوق العمل.

وبينما يجتمع قادة الأعمال في قمة إعادة تعيين الوظائف للمنتدى الاقتصادي العالمي، نشجع الآخرين على التعاون والعمل معًا لإحداث تأثير على حياة الشباب، فمن خلال تمكين الشباب في جميع أنحاء منطقتنا لبناء مستقبل أكثر إشراقًا، نأمل في مواجهة تحدي بطالة الشباب، وهذه ليست حتمية مجتمعية فحسب، بل هي أيضًا الوسيلة التي نُنعش بها الاقتصاد من الركود الناجم عن فيروس كورونا من خلال سد فجوات المهارات وتعزيز النمو.

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا