ناشيونال إنترست | حروب الوكالة.. كيف توظف تركيا وإيران الميليشيات بالخارج؟

آية سيد

ترجمة – آية سيد

في يوم 17 أكتوبر, اقتحم المحتجون مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد, مهاجمين أكبر حزب سياسي كردي في العراق. المحتجون مرتبطون بوحدات الحشد الشعبي, المدعومة إيرانيًا. بعدها بيومين, جرى اكتشاف جثث عشر أشخاص من محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية السُنية. يُزعم أن اختطاف هؤلاء الأفراد وقتلهم تم على يد عصائب أهل الحق, أحد الفروع التابعة لوحدات الحشد الشعبي.

لقد أصبحت الميليشيات الشيعية المتعددة التي تشكل وحدات الحشد الشعبي التهديد الأمني الأكثر إلحاحًا في بغداد. وعلى الرغم من أن تلك الوحدات تُعد بصورة عملية جزءًا من قوات الأمن العراقية, إلا أن الميليشيات المنشقة المتطرفة تتحدى القانون العراقي وتعمل ضد مصالح رئيس الوزراء. كان غضب هذه الميليشيات العنيفة موجهًا في الفترة الأخيرة ضد الجماعات الكردية والمواقع الدبلوماسية الأمريكية في البلاد. في أواخر سبتمبر, ضربت مجموعة من الصواريخ منشأة أمريكية في إقليم كردستان العراق. وفي غضون أربع وعشرين ساعة, ضرب صاروخ يستهدف قاعدة أمريكية في مطار بغداد منزلًا في حي قريب, متسببًا في قتل عدة أشخاص. في الواقع, كانت المنطقة الخضراء في بغداد, مقر السفارة الأمريكية وعدة مواقع دبلوماسية أجنبية أخرى, هدفًا لعشرات الهجمات الصاروخية على يد هذه الميليشيات منذ يناير.

وبينما واصلت هجمات ميليشات الحشد الشعبي التصاعد بوتيرة مُقلقة, اتخذ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بعض الخطوات لكبح جماحها. في بداية يوليو, أدت مداهمة أمر بها الكاظمي إلى القبض على أربعة عشر مسلحًا من كتائب حزب الله (التابعة للحشد الشعبي) بتهمة التخطيط لهجوم على المنطقة الخضراء في بغداد. وعلى الرغم من إطلاق سراح الكثير منهم في غضون أيام قليلة, أظهر الكاظمي التزامه بإعطاء الأولوية لهذه الميليشيات التي لم تواجهها أية إدارة عراقية سابقة.

وعلى الرغم من أن التهديد الذي يواجهه العراق بسبب قوات الحشد الشعبي مهم, إلا أن انتباه رئيس الوزراء تحول بسبب خطر مساوٍ؛ ألا وهو تركيا. بتوجيه من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, قادت أنقرة عدة عمليات عسكرية ضد أهداف في العراق, منتهكة سيادة الدولة. قُتل مسئولان أمنيان عراقيان رفيعا المستوى في غارة جوية تركية بالقرب من الحدود العراقية – التركية. وقبلها بشهرين, شنت تركيا وإيران عمليات عسكرية مشتركة ضد أهداف كردية في شمال العراق. هذه العمليات البرية والجوية المنسقة, التي سُميت عملية مخلب النمر وعملية مخلب النسر, تؤكد على الحملة العسكرية المتصاعدة التي أطلقتها تركيا على طول حدودها المشتركة مع العراق.

إن الأدلة على التطفل التركي والإيراني في النزاعات الخارجية ليست مقتصرة على العراق فقط. بتوجيه من أردوغان, أقحمت أنقرة نفسها في عدة صراعات إقليمية حول العالم. فبالإضافة إلى عدوان تركيا السافر في البحر المتوسط, فإن تورطها في الصراع الحالي بين أذربيجان وأرمينيا الذي يتكشف في ناجورنو قره باغ مثير للقلق. لقد قدمت أنقرة القوات, والمعدات العسكرية, والدعاية المتواصلة لصالح أذربيجان, وهو ما أثار إراقة الدماء التي أدت بالفعل إلى وقوع مئات القتلى.

وبصورة مماثلة, يمتد تدخل إيران الخبيث إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ حيث تستخدم طهران الوكلاء الإرهابيين مثل وحدات الحشد الشعبي وحزب الله لدعم وتصدير المصالح الاستبدادية لقادتها. في لبنان, مد حزب الله نفوذه على الاقتصاد والسياسة والجيش. ويمتلك الوكيل الإرهابي آلاف المقاتلين النشطاء على الأرض وهرّب بنجاح الأموال والسلاح من طهران لعقود. وردًّا على القتال في ناجورنو قره باغ, نشرت إيران مؤخرًا قوات من الحرس الثوري في محافظتها الشمالية الغربية على طول حدود الأرض المتنازع عليها في 25 أكتوبر.

لقد ركزت السياسة الأمريكية إلى حد كبير على عزل إيران ووكلائها المسلحين في السنوات الأخيرة. وفي الوقت ذاته, استطاعت تركيا مد نفوذها العسكري دون رادع في أنحاء العالم. ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية, يجب أن يكافح المرشحون الرئاسيون لإيجاد أفضل الطرق لمواجهة التهديد المتنامي الذي تشكّله تركيا.

لمشاهدة الموضوع الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا