الصحافة الألمانية|أوروبا لن تسمح بنشر خطابات الكراهية.. وهل يغادر ترامب البيت الأبيض؟

مترجمو رؤية

رؤية

الهجمات الإرهابية بفرنسا والنمسا تهدّد اتفاقية شنغن

نشرت صحيفة “شبيجل” تقريرًا أشار إلى تداعيات الهجمات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في فرنسا والنمسا على مستقبل الشراكة الأوروبية، حيث يمكن للجماعات الإرهابية أن تستغل التسهيلات التي تمنحها اتفاقيات الشراكة الأوروبية في العبور والتنقل بسهولة لتنفيذ هجمات إرهابية عبر القارة العجوز. وقد دعت العديد من الدول في الاتحاد الأوروبي – بما في ذلك ألمانيا – إلى تشديد حماية الحدود الخارجية للاتحاد لمواجهة العمليات الإرهابية، حيث تخطّط كل من ألمانيا وفرنسا والنمسا لاتخاذ إجراءات أكثر حسمًا ضد الإرهاب الإسلاموي.

وقالت المستشارة أنجيلا ميركل – عقب المؤتمر الذي عُقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار النمساوي “سيباستيان كورتس” وممثلين آخرين عن الاتحاد الأوروبي، إن الشيء الأهم الآن هو حماية الحدود الخارجية للاتحاد، وينبغي على مواطني منطقة شنغن التكيف مع المزيد من الإجراءات الاحترازية.

فيما قال ماكرون إن التهديد الذي يشكّله الإرهاب على أوروبا حقيقة، ومن ثَم يجب أن نتعامل معها بكل جدية وبكامل قوتنا؛ فقد تعرّضت فرنسا مؤخرًا لعدة هجمات إرهابية راح ضحيتها العديد من الفرنسيين، كما حدث في مدينة نيس. ومن جانبها أكدت ميركل أنها تدعم النقاش والحوار مع الشركاء الأوروبيين من أجل الوصول لحلول ناجعة للقضاء على هذه العمليات الإرهابية، وأن هذه الهجمات الإرهابية لا يمكنها أن تضع الإسلام في مواجهة المسيحية، ولكن التطرف والإرهاب منبوذ ومرفوض ولو كان متذرعًا بأي دين، ومع ذلك فيجب علينا أن نشدد إجراءات العبور في منطقة شنغن.

قنابل موقوتة

وقد شغلت قضية مراقبة الحدود الداخلية والخارجية للاتحاد الأوروبي، كخطوة فعّالة في التضييق على حركة أعضاء التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، المشاركين في المؤتمر، ولذلك جرى التركيز على سبل حماية الحدود الخارجية لمنطقة شنغن وأنها يجب أن تصبح أكثر صرامة. وقال المستشار النمساوي كورتس إنه يجب علينا أن نتحرك بكل قوة ضد التهديدات الإرهابية والأيديولوجية التي تقف وراءها، وأن نؤمّن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل مناسب، وتابع كورتس بأن هناك الآلاف من الإرهابيين الذين نجوا من الحرب في سوريا والعراق وعادوا إلى بلادنا، وقد حُكم على العديد منهم بالسجن فيما أُطلق سراح بعضهم، وتبقى الحقيقة المؤلمة في أن معظم هؤلاء المسجونين سيُطلق سراحهم في السنوات القليلة المقبلة، فالتهديدات الأيديولوجية هي قنابل موقوتة، وإذا ما أردنا حماية حريتنا، فعلينا تقييد حرية هؤلاء، كما دعت المستشارة أنجيلا ميركل إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتطرفين العائدين من الخارج.

لن نسمح بنشر خطاب الكراهية

وشدّد المستشار النمساوي “سبيستيان كورتس” بقوة على أنه لا ينبغي أن نقع في فخ المتطرفين والإرهابيين ونضع المسلمين في النمسا في قفص الاتهام، لأننا بذلك نقسّم المجتمع النمساوي وننشر خطاب الكراهية الذي تعمل هذه الجماعات الإرهابية على تأجيجه ونشره، ونحن لن نسمح لهم بذلك وسندافع عن قيمنا وحريتنا، وسوف تظل قيم التسامح هي السلاح الأقوى الذي ينبغي أن نجابه به مخططات هذه الجماعات الإرهابية الظلامية التي طالت مناطق كثيرة كنا نظنها آمنة إلى حد بعيد.

السياسة الأوروبية للهجرة واللجوء

يستغل اليمين المتطرف دائمًا موقف الحكومات الأوروبية المتساهل فيما يتعلق باستقبال اللاجئين والمهاجرين، وخاصة القادمين من منطقة الشرق الأوسط، حيث إن أغلبهم من المسلمين، وقد استغل اليمين المتطرف هذه الهجمات الأخيرة في فرنسا والنمسا للتأكيد على صحة مزاعمهم المتعلقة بالخطر الداهم على أوروبا حال استمرار السياسة القائمة تجاه اللاجئين والمهاجرين، وأن هذا الإرهاب الذي تعاني منه أوروبا اليوم جاء نتيجة للسياسة الأوروبية الخاطئة فيما يتعلف بملف الهجرة واللجوء، ونتيجة للعلاقة المتلازمة بين الهجرة والإرهاب، وأن تحقيقات حادث مدينة نيس الفرنسية أثبتت أن منفذ الجريمة شاب تونسي يبلغ من العمر 21 عامًا، كان قد وصل إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الشهر الماضي على متن قارب للمهاجرين، قبل أن يأتي إلى فرنسا.

هل يغادر ترامب البيت الأبيض؟

نشر موقع “فرانكفرتر روندشاو” مقالًا للكاتب “دانيال ديلمان” لفت إلى السيناريوهات المترتبة على نتائج الانتخابات الأمريكية، والتي جاءت لصالح المرشح الديمقراطي “جو بايدين” على حساب الرئيس الجمهوري “دونالد ترامب”، حيث يخشى المتابعون والمحللون من رفض ترامب تسليم السلطة ومغادرة البيت الأبيض لتكون هذه سابقة لم تحدث في تاريخ الديمقراطية الأمريكية.

ترامب يحفر خندقًا في البيت الأبيض

رغم إعلان وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية خسارة ترامب لانتخابات 2020، إلا أن الأخير لا يزال لا يريد الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات، ومن ثمّ فإن أعمال البناء التي تتم حاليًا في البيت الأبيض تُثير تكهنات وتساؤلات عديدة تتعلق بمخاوف حقيقية من عدم تسليم ترامب السلطة، حيث يزعم الأخير أن الانتخابات الأمريكية جرى تزويرها، وأنها لو كانت صحيحة لجاءت النتيجة لصالحه بالتأكيد، لكنه ومع ذلك ألمح – ولو بشكل غير مباشر- إلى احتمال هزيمته في الانتخابات.

وقال الصحفي “روبرت ديلاني”، كبير مراسلي صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” في واشنطن، إن ترامب يقوم بحفر خندق في مقر إقامته بالبيت الأبيض، وتابع “ديلاني” بأن لا أحد من صحفيي البيت الأبيض حتى الآن يعرف الغرض من بناء هذا الخندق، ومع ذلك فإن المتابعين لسياسة الرئيس ترامب وتصريحاته يعلمون أن الأمر يتعلق بتمسكه بالسلطة ورغبته في عدم الخروج من البيت الأبيض؛ حتى إذا اضطره الأمر لترويض إحدى المؤسسات الأمنية، كالحرس الوطني أو الخدمة السرية أو الجيش.

عاشق الجدران والأسوار

إضافة إلى هذا الخندق المشيد حديثًا، فإن الأسوار التي أقيمت حول البيت الأبيض أثناء المظاهرات التي عمت أغلب الولايات الأمريكية والعالم بسبب مقتل الأمريكي “جورج فلويد” لم يتم إزالتها، وذلك خوفًا من أعمال الشغب نتيجة الانتخابات؛ فقد كان ترامب يزعم أن أنصار بايدن سيحاولون الشغب أمام البيت الأبيض حال إعلان فوزه في الانتخابات؛ لذا بقيت هذه الأسوار.

 ويبدو أن ترامب يعشق الجدران والأسوار والخنادق، فقد قام منذ توليه إدارة البيت الأبيض ببناء جدار على الحدود مع المكسيك، وهو المشروع الذي كان بمثابة عامل الحسم في فوزه خلال انتخابات 2016 على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، حيث كانت قضية التعامل مع المهاجرين والعابرين للحدود المكسيكية الشاسعة بين البلدين هي الشغل الشاغل لترامب وإداراته، حتى أنه اقترح ذات مرة إطلاق النار على سيقان المهاجرين الذي يحاولون التسلل عبر الحدود بين البلدين لمنعهم من الدخول إلى الولايات المتحدة، كما اقترح حفر خنادق مليئة بالتماسيح والثعابين، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

 وقد نفى ترامب نفسه هذه التصريحات ووصفها بالكاذبة، لكنه هدّد في الوقت نفسه بإغلاق الحدود بأكملها وهدد حكومة المكسيك بتوقيع العقوبات عليها إذا لم تتمكن من منع تسلل المهاجرين تجاه بلاده، وكان ترامب يخطّط فقط للسيطرة على الحدود ومنع الهجرة بأي شكل وبأي وسيلة مهما كان الثمن، ولذلك قام بعد توليه الإدارة الأمريكية بإجراءات حازمة أثارت الفوضى على الحدود بين البلدين، وأقال فيها عددًا من المسئولين الأمريكيين، وهو ما يفسّر طريقة تعامل ترامب مع بعض الملفات.

هذه الطريقة في الإدارة يخشاها المراقبون، حيث يمكن لترامب أن يهدّد الديمقراطية الأمريكية بعدم اعترافه بنتائج الانتخابات رغم الفارق الشاسع بينه وبين منافسه بايدن، وأن مؤشرات المعركة القضائية تأتي أيضًا في صالح بايدن، وأنه ليس أمام ترامب حتى 20 من شهر يناير القادم 2021 سوى الاعتراف بالهزيمة ومغادرة البيت الأبيض مهما حفر من خنادق أو شيّد من أسوار.

الصراع في إثيوبيا يشتد.. والاتحاد الأوروبي يحذر من كارثة إنسانية

نشرت قناة “إيه أر دي 1” بنشرة الظهيرة تقريرًا تحدث عن الصراع والحرب الدائرة في إثيوبيا بين الحكومة الاتحادية بقيادة آبي أحمد وبين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وتأثير هذا الصراع على الدول المجاورة، حيث يتهم رئيس الوزراء الإثيوبي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بالإرهاب ومحاولة زعزعة استقرار البلاد، بينما ترى الجبهة أن الإقليم يتعرض للاضطهاد والتهميش من الحكومة المركزية منذ سنوات عديدة.  

ويستمر الصراع في إثيوبيا حول إقليم تيغراي في التصعيد، فقد عينّ البرلمان رئيسًا جديدًا للحكومة للمنطقة الانفصالية؛ ما يؤكد عدم رغبة الحكومة المركزية في التهدئة؛ ومن ثم يستمر مسلسل القتل والنزوح، فيما يحذر الاتحاد الأوروبي من كارثة إنسانية. وقد رفضت الحكومة المركزية في أديس أبابا نتائج الانتخابات في الإقليم بعد إصرار حكومة إقليم تيغراي على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ولذلك عيّن البرلمان الإثيوبي رئيسًا جديدًا للحكومة في منطقة تيغراي الانفصالية والإطاحة بــ”ديبريتسيون جبريمايكل”، الرئيس السابق للإقليم.

وقوع ضحايا من المدنيين

ورغم إعلان رئيس الوزراء آبي أحمد أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على أجزاء كبيرة من ولاية تيغراي الانفصالية، إلا أن تداعيات هذه الحرب – حال خروجها عن السيطرة – ستؤثر على البلاد المجاورة، فقد ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن هناك 11 ألف إثيوبي قد فروا إلى السودان بسبب هذا القتال المستمر منذ أسبوع، كما أظهرت العديد من الصور وقوع ضحايا مدنيين وانتشار الجثث في ساحات المعارك، وتتحدث منظمة العفو الدولية عن مذبحة للمدنيين، كما أكدت منظمة حقوق الإنسان صحة هذا الصور المتداولة.

تداعيات استمرار الصراع  

هذه الحرب القائمة في إثيوبيا قد تزيد من التمزق العِرقي والتماسك الهش الذي تعاني منه هذه الدولة الأفريقية، كما أنها تقع في محيط يعاني من عدم الاستقرار؛ فهناك حرب قائمة بالفعل في الصومال، بينما يعاني السودان من أوضاع اقتصادية هشة ولا يمكنه في الوقت الحالي استقبال موجات تدفق النازحين من دولة الجوار الإثيوبي، ولذلك يجب أن تتدخل الأمم المتحدة لوقف الصراع والرجوع إلى المفاوضات، فعلى الرغم من حصول آبي أحمد رئيس الوزراء على جائزة نوبل للسلام بسبب اتفاقية السلام مع إريتريا، إلا أنه مُصر على استخدام القوة في حسم هذا الملف، ولذلك يجب ممارسة الضغط من قِبل المجتمع الدولي على أحمد للعودة للمفاوضات، وإلا فإن دول القرن الأفريقي جميعها قد تتعرض لكارثة إنسانية، كما حذرت الأمم المتحدة، إذا ما استمر النزاع في التصعيد. 

هل تقوم المملكة العربية السعودية باتفاقية تطبيع مع إسرائيل؟

نشر موقع “تليبولس” تقريرًا للكاتب “توماس بولي” أشار إلى مستقبل العلاقات الإسرائيلية السعودية في ظل الظروف الراهنة، وخاصة بعد خسارة الرئيس ترامب للسباق الرئاسي، وتأثير هذه الخسارة على اتفاقية التطبيع المنتظرة بين السعودية وإسرائيل، والتي كان ترامب يريد أن تكون علامة فارقة على نجاح سياساته الخارجية في الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من كل الانتقادات التي وُجهت للرئيس ترامب فيما يتعلق بسياسته الخارجية، إلا أنها في مجملها كانت جيدة؛ فلم يكن من دعاة الحرب، ولم تشهد فترته الرئاسية أي حروب أو نزاعات تذكر للولايات المتحدة، بل على العكس هزم تنظيم داعش عسكريًّا خلال مدة إدارته، كما قام بالفعل بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان جزئيًّا، وباتت هناك مفاوضات سلام مباشرة لأول مرة بين حركة طالبان الأفغانية وواشنطن في عهده، كما قام بسحب الكثير من القوات الأمريكية من العراق، وأدت مفاوضاته مع كوريا الشمالية إلى وقف التصعيد بين البلدين، على الرغم من المناوشات المستمرة.

كما اختفت مشاهد القتل والتدمير التي كانت تخلفها غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار، التي بدأها جورج بوش وواصلها باراك أوباما وراح ضحيتها الكثير من المدنيين في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا، لكنها استمرت بنجاح في اصطياد رموز التطرف وقادة الإرهاب، كزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، والجنرال الإيراني قاسم سليماني وآخرين من قادة تنظيم القاعدة وقاداته في كل مكان.

 وبشكل عام فإن حرب الطائرات من دون طيار في ظل قيادة ترامب لها بعد مختلف عما كانت عليه في عهد أسلافه، ولا يمكن نسيان ما حدث قبل بداية رئاسة ترامب، حيث جرى استهداف بعض المناطق المأهولة بالسكان في أفغانستان؛ ما تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين، وحتى العقوبات التي وقّعتها إدارة ترامب كانت تستهدف معاقبة الحكومات لا الشعوب والأمم، وكما غيّر ترامب استراتيجية الولايات المتحدة في الاعتماد على القوة العسكرية إلى الاعتماد على القوة الاقتصادية في الحرب، وكاد ينجح فيما فشل فيه أسلافه من تحقيق سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط، والتي بدأت باتفاقية التطبيع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ثم البحرين، كما أعلنت السودان استعدادها للتطبيع، وهناك بعض المؤشرات التي تؤكد أن الرياض كانت تسير في هذا الاتجاه عقب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

الاتفاقية المرتقبة

سعى ترامب بكل ما يملك من قوة إلى إبرام اتفاقية سلام بين السعودية وإسرائيل، وذكرت صحيفة “التايمز أوف إسرائيل” أن هناك تقارير تفيد بموافقة المملكة لتنضم إلى الإمارات والبحرين والسودان، وأن ترامب قدّم تلميحات في هذا الاتجاه، كما كان من المتوقع أن تعلن سلطنة عمان رسميًّا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وربما قبل الانتخابات الأمريكية، ومع ذلك لا توجد إشارات واضحة من خادم الحرمين الشريفين أو ولي عهده تُظهر موقفهم الصريح من التطبيع مع إسرائيل، ولذلك صرّح زعيم الموساد الإسرائيلي “يوسي كوهين” أنه لا يتوقع ذلك قبل الانتخابات الأمريكية، كما ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن إيران من جانبها تحاول عرقلة إتمام هذه الاتفاقية.

ولا ترغب السعودية في التسرع بإعلان التطبيع، خاصة وأن الانتخابات الأمريكية قد تأتي بـ”جو بايدن”، فتكون هذه الخطوة ورقة في يد الرئيس الجديد للتفاوض مع إسرائيل لصالح القضية الفلسطينية، ومع ذلك فإن هناك بعض المؤشرات تؤكد أن الرياض تعيد ترتيب أوراقها، وأنه لن يكون هناك بأي حال من الأحوال إعلان رسمي لمثل هذه الاتفاقية قبل حسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

تغييرات جوهرية

ويبدو أن هناك تطورات جوهرية في السعودية، فقد نشرت بعص الصحف أنباءً عن تغيرات هيكلية بإحدى المؤسسات المهمة بموجب مرسوم ملكي؛ فقد تم إصدار مرسوم ملكي بتعيين أعضاء جدد بهيئة كبار العلماء، التي تضم عشرين عالمًا، بالإضافة لتعيين 150 عضوًا في مجلس الشورى ورئيس جديد للمحكمة العليا، وهذه التغيرات تشير إلى أن الرياض تريد بالفعل مكافحة الفكر المتطرف والقضاء على الإرهاب والتحرر من السلطة الدينية التي كان يفرضها المتشددون على السياسة الداخلية والخارجية لعقود من الزمن.

 ورغم أن هذا الأمر ليس بجديد، غير أن هناك أمورًا جديرة بالملاحظة؛ فالتغيرات الجوهرية التي قامت بها المملكة وضخ دماء جديدة بفكر جديد بهيئة كبار العلماء، التي وصفت جماعة الإخوان المسلمين مؤخرًا بأنها جماعة إرهابية لا تمثّل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب.

من ناحية أخرى يؤيد الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، والعضو البارز بهيئة كبار العلماء، تطبيع العلاقات مع اليهود؛ فقد التقى العيسى بالعديد من الحاخامات وانتقد “معاداة السامية”، وهو ما يمثل تطورًا جوهريًّا والتوجه الغربي والعالمي للمملكة بما يتوافق مع رؤية 2030.

دعم المملكة للقضية الفلسطينية

لا يزال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز هو من يدير الملفات السياسية الكبيرة في السعودية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولا يزال أيضًا يتمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 كحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، والتي تضمن للفلسطينيين إقامة دولتهم على حدود 67 وحق عودة اللاجئين، وهي شروط لم تعد تُطرح على مائدة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بعد تغيير الحقائق على الأرض عن طريق بناء المزيد من المستوطنات على الأراضي المحتلة منذ عام 2002، كما أن التغير الديموغرافي الكبير الذي طرأ على المنطقة بعد الربيع العربي 2011 وما خلّفه من حروب وصراعات في سوريا والعراق أدى إلى تراجع الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، ولم تعد في بؤرة الاهتمام في منطقة  الشرق الأوسط.

كما فقدت مطالب الفلسطينيين وزنها السياسي على مدار العشرين عامًا الماضية بسبب المواقف المتباينة للقيادات الفلسطينية التي تفتقر إلى الشجاعة لاتخاذ قرارات حاسمة تصبّ في مصلحة القضية الفلسطينية، وهو ما جعل ترامب يتعامل مع القيادات الفلسطينية على أنهم أشباح وليسوا شركاء في المفاوضات، وبدأ يفرض عليهم حلولًا سياسية لا تسمح لهم إلا بالموافقة أو القبول بسياسة الأمر الواقع، لكن ومع ذلك سيظل موقف السعودية من القضية الفلسطينية داعمًا لحل الدولتين، وهو الأمر الذي تدعمه الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة جو بايدن؛ ومن ثم قد تتحرك المياه الراكدة فيما يخص القضية الفلسطينية على المستوى  العالمي إذا تعامل بايد مع هذا الملف بنفس الاتجاه.

فضيحة قطرية.. إجبار مسافرات في مطار حمد الدولي على تجريد ملابسهن

نشر موقع “برلينر مورجن بوست” تقريرًا عن الفضيحة القطرية التي تتعلق بفحص مسافرات بعد عثور السلطات في مطار حمد الدولي على رضيعة في حالة شديدة الخطورة، وقامت السلطات عقب هذا الحادث باقتياد المسافرات إلى غرف مخصصة للإسعافات الأولية وفحصهن بعد تجريد ملابسهن، في إجراء مخالف للقانون ومنتهك للأعراف الدولية.

وقامت سلطات مطار حمد الدولي بفحص أكثر من 12 سيدة بعد العثور على رضيع مهجور في سلة قمامة، وكان رئيس الوزراء الأسترالي “سكوت موريسون” قد وصف هذه الإجراءات بالمروعة وغير المقبولة، فيما بررت الحكومة القطرية بأن السلطات اتخذت هذا الإجراء لمنع هروب مرتكبي هذه الجريمة البشعة. وتابعت الحكومة القطرية بأنها تأسف لأي معاناة أو انتهاك للحريات الشخصية تعرض لها المسافرون، وأنها ستقوم بتحقيقات نزيهة في هذا الحادث وستحاسب المسئولين والمخالفين، وستوافي الحكومة الأسترالية والشركاء الدوليين بنتائج هذه التحقيقات.

انتقادات متكررة لقطر بسبب ملف حقوق الإنسان

تستضيف قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022، وقد كان لذلك صدى سلبي في الصحافة العالمية؛ حيث تتعرض الدوحة لانتقادات دولية بسبب أدائها في مجال حقوق الإنسان؛ فقد نشرت منظمة العفو الدولية مؤخرًا تقريرًا أكد تعرض الخادمات الوافدات لسوء المعاملة والإذلال ولظروف قاسية في العمل، كما قالت الناشطة عائشة القحطاني، التي فرت من قطر إلى لندن عام 2019 بسبب اضطهادها من قِبل الحكومة القطرية لدفاعها عن حقوق النساء، بأن هؤلاء النسوة يتعرضن للاعتداءات الجنسية، وأن المجتمع القطري يعاني بالفعل من أزمة حقيقية فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة.

ربما يعجبك أيضا