ناشيونال إنترست|ما مخاطر سحب القوات الأمريكية من أفغانستان؟

بسام عباس

ترجمة – بسام عباس

قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي”كريستوفر ميللر” إنه يخطِّط لإنهاء الحرب في أفغانستان؛ما قد يؤدي إلى إنهاء ما يقرب من عشرين عامًا من الصراع والتفاوض على اتفاق سلام، أو ببساطة إعادة القوات إلى الوطن، أو كليهما.

وفي مذكرة بتاريخ 16 نوفمبر موجهة إلى موظفي البنتاجون، استشهد ميللر بثلاثة أهداف محددة، بما في ذلك الاستمرارفي منافسة القوى العظمى، ودعم استراتيجية الدفاع الوطني، وربما على الأخص، “إنهاء الحرب الحالية بطريقة مسئولة تضمن أمن مواطنينا”.

ماذا لو انتهى الجهد فجأة وقدّم مقياسًا لما قد يراه البعض على أنه نهاية ضرورية لحرب لا تنتهي أبدًا ذات قيمة مشكوك فيها؟ فهل حقق الجهد الأفغاني أي شيء؟ لقددفعت العديد من مفاوضات السلام الفاشلة الكثيرين إلى التساؤل عن إمكانية خدمة البنتاجون والبلاد بشكل أفضل بالمغادرة.

وليس هناك أدنى شك في أن الهجوم الأولالذي استهدف تدمير طالبان وسيطرتها على البلاد، وبالطبع منع تنظيم القاعدة من العمل هناك،أثبت نجاحه من عدة نواحٍمتنوعة؛إذ يتفق الجميع على أن هذه التحركات الحربية أمّنت الولايات المتحدة بشكل أفضل من خلال تقليص قدرة القاعدة على شن هجمات إرهابية من أفغانستان ضدها؛ بل وحتى تدميرها.

ولكن ماذا عن السنوات العشرين الماضية؟ لماذا لم تختفِ طالبان على الرغم من قوة الجيش الأمريكيوقدرته وكفاءته التكتيكية؟ فهل يتم تزويدها بالوقود من باكستان؟ أم هل يأتي الدعم من مكان آخر؟

كما أن هناك أيضًا جدلًا دار لبعض الوقت حول الاستراتيجيات العسكرية البديلة للصراع؛ نظرًا للصعوبات التي تواجه تدريب ونشر قوة أفغانية مناهضة لطالبان، والنجاح المشكوك فيه على المدى الطويل لهذه الجهود. فعلى سبيل المثال، دعا الكثيرون إلى استراتيجية تفضل المراقبة الجوية، وأسلحة الضربات بعيدة المدى، وبالإضافة إلى عمليات خاصة صغيرة جدًّا. ربما يحقق هذا الهدف المتمثل في مراقبة تطورات التهديدات، والحفاظ على القدرة الأمريكية على توجيه ضربات دقيقة حسب الحاجة، ونشر أعداد صغيرة من القوات في البلاد لدعم القوات الصديقة وحكومة أفغانية جديدة محتملة؟ هذا الخيار، الذي لطالما كان المفضّل لدى بعض المراقبين والسياسيين وصُناع القرار، من شأنه أن يلغي الحاجة إلى أعداد كبيرة من الجنود المنتشرين في صفوف المواجهة.

وعلاوة على ذلك، يعتقد الكثيرون أن الحرب الأفغانيةوالتاريخ والثقافة القبلية ربما تكون ببساطة غير قابلة للتغيير، وبالطبع ذكرت جيوشكثيرة حاولت في غزو أفغانستان عبر التاريخ، وكانت نتيجتها الفشل.

أخيرًا، هل هناك حقًّا حاجة ملحة للأمن القومي للقضاء على طالبان؟ في حين أنه سيكون من الخطأ وصف الجماعة الإرهابية بأنها شعبية بأي نوع من التقديرات بالطبع، ولكن في ظل غياب أي جهود لطالبان لإيواء الإرهابيين الذين يحملون أهدافًا دولية مثل مهاجمة الولايات المتحدة، ما نوع الخطر الذي تشكّله؟ يمكن القول إنها هامشية، ما لم تكن ستعمل كذراع إقليمي استراتيجي للجيش الروسي أو الصيني.

الرابط الأصلي من هنا

ربما يعجبك أيضا