الصحافة الألمانية|ترامب يعلن الاستسلام.. وكيف استطاعت الصين السيطرة على كورونا؟

شيماء مصطفى

ترجمة عماد شرارة

لماذا فشل وريث أردوغان؟

نشر موقع “شبيجل” تقريرًا للكاتب “ماكسيميليان بوب” تحدث عن استقالة وريث العرش في تركيا وصهر أردوغان ووزير ماليته “بيراق ألبيرق”، حيث كان أردوغان يُعدّه ليكون خليفته في الحكم، لكن استقالة ألبيرق من منصب وزير المالية بعد الأزمة الأخيرة أثارت الكثير من التساؤلات حول مستقبله السياسي وعلاقته بالأزمة الحالية.

وركزت وسائل الإعلام التركية خلال الفترة الماضية على السباق الانتخابي في الولايات المتحدة، وعلى الماراثون الرياضي في إسطنبول، بالإضافة إلى افتتاح الطريق السريع شرقي البلاد، ومع ذلك لم تتحدث عن استقالة صهر أردوغان المفاجئة، والتي من المرجح أن يكون لها تأثير قوي على السياسة التركية؛ فقد أعلن البيرق استقالته من منصب وزير المالية بشكل مفاجئ. ولأن أردوغان لم يعلن موقفه من قبول الاستقالة أو رفضها، قررت وسائل الإعلام التركية التابعة للحكومة التزام الصمت؛ فالخوف من القمع في دولة أردوغان كبير لدرجة أن الصحفيين يفضّلون مراقبة الوضع بدلًا من إزعاج أردوغان بتحليلات خاطئة للموقف.

أزمة للحكومة التركية

وقد تقود تلك الاستقالة إلى أزمة في الحكومة، وهناك تردد في القصر الرئاسي بالنسبة لقبولها، حيث لم يعلق أردوغان على هذا الحدث لمدة 24 ساعة، كما تجاهل المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية “عمر جليك” هذه القضية تمامًا خلال المؤتمر الصحفي؛ فقد حوّل أردوغان تركيا إلى شركة عائلية عين فيها أقاربه في وظائف ومناصب سيادية، كما أن مبدأ الولاء هو الحاكم في اختيارات القيادات والوزراء، ولذلك كان يرغب في توريث الحكم لأحد أبنائه، لكنه على يقين أن هذه الخطوة تكاد تكون مستحيلة، ومن ثم كان البديل إعداد البيرق لهذه المهمة طبقًا، إلا أن استقالة الأخير جاءت مفاجئة للجميع، وحملت في طياتها أسرارًا كثيرة، فرغم أن بيراق عزا الاستقالة إلى مشاكل صحية وأنه يريد قضاء المزيد من الوقت مع أسرته، إلا أن المراقبين يؤكدون أنها جاءت نتيجة لخلافات مع أردوغان وأنه لم يعد وريث العرش المحتمل.

يذكر أن الاقتصاد التركي يمر بأزمة منذ سنوات، وعندما تولى البيرق وزارة المالية في يوليو 2018، كانت قيمة الليرة 4.57 مقارنة بالدولار، لكنها استمرت في الانخفاض في ظل إدارة للوزارة حتى وصلت الآن إلى 8.07 هذا العام، وفقدت الليرة أكثر من ثلث قيمتها مقابل الدولار.

البيرق بدا عاجزًا أمام هذه المعضلة على مدار فترة تولية الوزارة ولم يجد حلًّا لعملية انهيار العملة، ويؤكد الخبراء بأن سياسة البيرق المالية كانت خاطئة، فقد كان يزعم بأن ارتفاع سعر الفائدة من شأنه أن يؤدي إلى التضخم، في حين يتفق الاقتصاديون على أن العكس هو الصحيح، وهذا ما ثبت خطأه بالفعل ولم تفلح محاولات أردوغان أو البيرق في تحفيز الاقتصاد من خلال مواصلة الضغط لخفض أسعار الفائدة، ولذلك قام أردوغان بتغيير رئيس البنك المركزي للمرة الرابعة خلال السنوات الخمس الماضية.

وهناك صراع خفي على السلطة في حزب العدالة والتنمية حاليًا، لا سيما بين وزير الداخلية الحالي “سليمان صويلو” وصهر أردوغان ووزير المالية المستقيل، وباستقالة ألبيرق يكون الطريق ممهدًا لسليمان صويلو ليصبح الرجل الثاني في السلطة بعد أردوغان. يُذكر أن صويلو كان ينتمي إلى المعسكر القومي العلماني في تركيا حتى انضم إلى حزب العدالة والتنمية عام 2012 فقط، ومنذ هذه اللحظة اكتسب القوميون المتطرفون في الحزب نفوذًا كبيرًا، وبهذه الخطوة بات صويلو الآن الرئيس المحتمل للبلاد إذا ما اختفى أردوغان من السلطة.

تركة ثقيلة تنتظر خليفة ألبيرق

لم يتضح بعد من الذي سيحل محل ألبيرق كوزير للمالية، لكن الأنظار تتجه نحو نورين جانيكلي، العضو المؤسس لحزب العدالة والتنمية ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق.

إن التركة التي تنتظر خليفة ألبيرق ثقيلة بالفعل، فتركيا مطالبة بسداد حوالي مائة مليار دولار كديون مستحقة في الوقت الحالي، في حين تزيد أزمة كورونا من تدهور الوضع الاقتصادي بشكل أكبر. ويحدث ذلك في الوقت الذي تنخفض فيه شعبية حزب العدالة والتنمية إلى أدنى مستوياتها، فوفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة متروبل فإن الحزب حصل على نسبة 30٪ فقط من أصوات الناخبين في عينة الاستطلاع، الأمر الذي يشير إلى انخفاض شعبيته لأدنى مستوياته منذ تأسيسه عام 2001.

ترامب يبدأ تسليم السلطة ويعلن أولى خطوات الاستسلام

نشر موقع قناة “إيه أر دي 1” تقريرًا أشار إلى أولى الخطوات العملية نحو تولي بايدن إدارة البيت الأبيض، حيث أصدر ترامب تعليماته بالتعاون الرسمي مع فريقه الذي سيتولى تسليم البيت الأبيض بعد بضعة أسابيع حال انتهاء فترة الطعن على نتائج الانتخابات.

ولا يرغب ترامب في الاستسلام وتسليم السلطة، ولكن الحصار يزدا عليه يومًا بعد يوم، ورغم إعلانه أنه سيواصل الكفاح من أجل بقائه، إلا أنه أصدر مؤخرًا تعليماته لفريقه بالتعاون مع خليفته المنتخب جو بايدن، وكتب على تويتر: “ينبغي على إميلي مورفي، رئيسة الإدارة الفيدرالية الأمريكية GSA، أن تقوم بما يجب عليها فعله لدعم فريق بايدن”. ويأتي ذلك في الوقت الذي رفضت فيه المحاكم الأمريكية أكثر من 30 دعوى قضائية رفعها محامو ترامب للطعن على نتائج الانتخابات، فيما رحّب فريق بايدن بالقرار وقال إنه خطوة ضرورية للبدء في معالجة التحديات التي تواجه بلادنا.

انتقال السلطة

ينظم القانون في الولايات المتحدة عملية نقل الإدارة من رئيس إلى آخر عن طريق “إدارة الخدمات العامة”، وهي وكالة حكومية أمريكية مستقلة (GSA) لتطبيق القانون، فرئيس الولايات المتحدة هو أقوى رجل في العالم، ولذلك فإن تنظيم عملية الانتقال مهم للغاية، ويجب أن يعمل الرئيس القادم بكامل طاقته من اليوم الأول؛ حيث سيصير الرئيس القائد العام للقوات المسلحة، ويصبح المسئول الأول عن 1.3 مليون جندي، ولديه الصلاحية التي تسمح له باستخدام الأسلحة النووية في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى إدارة الميزانية الأمريكية التي تبلغ قرابة خمسة تريليونات دولار أمريكي (4.2 تريليون يورو). كما أن الظروف الراهنة وانتشار وباء كورونا والأزمة الاقتصادية، تعجلان من ضرورة نقل السلطة بأسرع وقت لتشكيل الحكومة والفريق الرئاسي الذي يتولى مهامه، والذي يجب أن يوافق مجلس الشيوخ على بعض أعضائه.

كيف سيتعامل بايدن مع سياسة الاستيطان وبناء المستوطنات؟

نشر موقع “مان هايمر مورجن” تقريرًا للكاتبة “ماريا ستيركل” تحدث عن مستقبل العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي الفائز في السباق الانتخابي جو بايدن، حيث تُصر الحكومة الإسرائيلية على استكمال مخطط الاستيطان رغم معارضة الرئيس الجديد لهذه السياسة بشدة، فهل تسابق الحكومة الإسرائيلية الزمن لاستغلال عامل الوقت قبل تولي باين مقاليد إدارة البيت الأبيض، أم تتبنى سياسة الأمر الواقع وتتجاهل موقف الإدارة الأمريكية الجديدة؟

ولا شك أن هناك تباينًا واضحًا بين كلٍّ من بايدن وترامب فيما يخص العديد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقضية حل الدولتين.

وفي مارس 2010 أعلنت إسرائيل عن مخطط لبناء 1600 وحدة استيطانية جديدة بالقدس الشرقية، وكان ذلك بالتزامن مع زيارة لبايدن، نائب الرئيس بارك أوباما ومبعوث عملية السلام في الشرق الأوسط آنذاك، الأمر الذي انتقدته واشنطن حينها بشدة، وتسبب في توتر للعلاقات مع البيت الأبيض لعدة أشهر.

ولم تمر سوى عشر سنوات حتى صار بايدن رئيسًا منتخبًا للولايات المتحدة، وسيتولى منصبه في أقل من 60 يومًا، ومع ذلك فإن إسرائيل، التي حصلت على امتيازات كبيرة في فترة ترامب، تثير استفزاز الإدارة الأمريكية الجديدة وتعلن هذه المرة عن بناء 1200 وحدة سكنية في منطقة “جفعات هاماتوس” في القدس الشرقية، وبحسب حركة “السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، كيف سيكون رد فعل الرئيس الجديد؟ وكيف يمكن أن تبدو السياسة الخارجية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط تحت قيادة الديمقراطيين؟

السفارة الأمريكية في القدس

لم يعرض بايدن في برنامجه الانتخابي صورة تفصيلية لسياسته الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط، لكنه في الوقت نفسه عبّر بوضوح عن رؤيته المعارضة لسياسة ترامب في إدارة العديد من الملفات في المنطقة، ومع ذلك فإنه لا يتوقع أن يقوم بايدن بنسف الاتفاقات التي بادر بها ترامب لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان، لكنه سيبني عليها، وهذه التغيرات لا تمثل تحولًا كبيرًا في مسار السياسة الأمريكية، وفي النهاية ستظل السفارة الأمريكية التي جرى نقلها من تل أبيب إلى القدس مكانها دون تغيير؛ بل ربما تُرفق بقنصلية بحجة تنظيم العلاقات مع الفلسطينيين.

ورغم هذا التباين الكبير بين ترامب وباين فيما يخص التعامل مع إسرائيل، إلا أن الثاني سيعمل لمصلحة إسرائيل، ويرى أن حل الدولتين عادل وأنّ وضع الفلسطينيين والإسرائيليين على قدم المساوة هو الحل الأفضل على المدى البعيد، بصرف النظر عن موقف الحكومة الإسرائيلية الحالية من هذا الحل، وهذا جوهر الفارق في الخلاف بين ترامب وبايدن في هذا الملف؛ فبايدن كان ولا يزال مؤيدًا قويًّا لإسرائيل منذ زيارته الأولى عام 1973، وقد صرح بذلك أكثر من مرة في العديد من المناسبات، وأكد أنه لا يجب على المرء أن يكون يهوديًّا حتى تكون صهيونيًّا، وقد دعم حزمة المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لإسرائيل بقيمة 40 مليار دولار حين كان نائبًا لأوباما.

ترحيب كبير

ظهر موقف المجتمع اليهودي والأوساط اليهودية من بايدن بوضوح من خلال برقية التهنئة التي بعث بها المؤتمر اليهودي العالمي بمناسبة فوز بايدن في الانتخابات. وقال السيد “رونالد لودر”، رئيس المؤتمر: “بايدن صديق قوي للجالية اليهودية وإسرائيل وللناجين من المحرقة وعائلاتهم”. من ناحية أخرى يخشى معسكر بايدن من محاولة الرئيس المنتهية ولايته وضع عراقيل من خلال إجراءات يتخذها خلال الفترة المتبقية تصعّب المهمة على الرئيس القادم وتكاد تجعل من المستحيل إعادة الاتفاق النووي مع إيران، والذي ألغاه ترامب بعد الانسحاب من طرف واحد بعيدًا عن الشركاء الأوروبيين، ولذلك نشرت بعض الصحف الأمريكية تقارير تفيد بمحاولة الرئيس ترامب توجيه ضربة للمفاعل النووي الإيراني. لكن بايدن يخطّط لإعادة الاتفاق النووي وفك الحصار عن الاقتصاد الإيراني والتخلي عن سياسة “الضغط الأقصى” التي كان ينتهجها ترامب، لكن يبقى الكونجرس الأمريكي حجر عثرة أمام رغبة بايدن، حيث لم يتضح ولم تتشكل موقف الأغلبية بشكل نهائي، بالإضافة إلى المزاج المعادي لإيران في المعسكر الديمقراطي، وخاصة بعد التقارير الأخيرة التي تفيد بأن إيران زادت مؤخرًا بشكل كبير من مخزونها من اليورانيوم المخصب، والذي يستخدم في صنع القنبلة الذرية.

وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهنئة جو باين عقب إعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوزه في الانتخابات بـ12 ساعة فقط، في خطوة يراها المحللون بادرة لكسب ثقة بايدن واعتراف من الحليف الأول بنجاحه في هذا السباق، لكن في الوقت نفسه تُعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى إسرائيل مؤخرًا بمثابة التأكيد على أن سياسة الاستيطان والضم بالنسبة للإدارة الأمريكية كانت من أهم أولوياتها، وأن الاعتراف بقانونية ذلك قائم، لذلك قام بومبيو بزيارة مستوطنة بساغوت وافتتاح مصنع أطلق عليه اسمه، كنوع من أنواع الشكر والعرفان على الاعتراف بشرعية المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

رغم ظهوره بها أولًا.. كيف استطاعت الصين السيطرة على وباء كورونا؟

نشر موقع “تي أون لاين” تقريرًا يتعلق بتأثيرات أزمة كورونا على الصين وكيفية التعامل مع هذا الوباء، فعلى الرغم من التداعيات القوية لهذا الوباء على العالم، إلا أن التنين الصيني استطاع العبور من هذه الأزمة التي لا تزال قائمة في العالم، بفضل المواجهة الحازمة منذ البداية.

وتؤكد الأرقام والإحصاءات أن بكين استطاعت التغلب على أزمة كورونا والمرور منها بسلام، فقد قامت منذ ظهور الوباء بإجراءات صارمة، وأغلقت مدنًا كبيرة يزيد عدد سكانها عن مليون شخص لعدة أسابيع في بعض الحالات، كما أسرعت بإجراء الفحوصات والاختبارات الجماعية والمتابعة الرقمية بشكل لم يسبق له مثيل، لذلك استطاعت اجتياز الأزمة بشكل أفضل من العديد من البلدان الأخرى.

ووفقًا لجامعة “جونز هوبكنز”؛ فقد بلغت الإصابات في الصين حتى 17 نوفمبر الحالي 2020 ما يزيد قليلاً عن 90 ألف إصابة، في حين بلغت الوفيات بسبب هذا الوباء قرابة 4700 شخص، كما أعلنت السلطات الصينية عن تعافي أكثر من 86 ألف شخص في الوقت الحالي.

عودة الحياة إلى طبيعتها

ووفقًا لتصريحات الحكومة الصينية في بكين، فإنه لم تكن هناك أي إصابات جديدة تقريبًا منذ عدة أشهر، ولذلك فإن الحياة والنشاط الاقتصادي في بكين قد عادا إلى طبيعتهما، ويتوقع الخبراء الاقتصاديون أن تكون بكين هي الاقتصاد الرئيسي الوحيد هذا العام الذي ينهي العام بنمو إيجابي، فحتى في ووهان، البؤرة السابقة للوباء، والتي تم اكتشاف الفيروس بها لأول مرة وانتشر منها لجميع أنحاء العالم، عادت الحياة بها طبيعية كما كانت، وأصبح كل شيء كالمعتاد.

الصين لم تنتظر اعتماد الدواء

تتناثر الأخبار السارة من ألمانيا وروسيا والولايات المتحدة حول نجاح دراسات اللقاح والموافقة على دواء، لكن ماذا عن الصين؟ في أبريل بدا الأمر كما لو أن الجمهورية الشعبية لديها تقدم واضح؛ فقد اختبرت معامل “Sinovac Biotech” الصينية فاعلية لقاح محتمل لعدة أشهر، وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن هناك على الأقل أربعة لقاحات صينية جاهزة قامت بإنتاجها جميعًا شركات صينية وستُنشر نتائج الدراسات المتعلقة بلقاحها هذا الشهر. ومع ذلك وعلى الرغم من عدم وجود لقاح أو دواء معتمد ضد كورونا حتى الآن في الصين، إلا أنه جرى بالفعل علاج الآلاف من الصينيين باستخدام هذه العقاقير، حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز أنه قد جرى حقن حوالي 500 صيني في مدينة ييوو بشرق الصين بهذه النوعية من اللقاحات.

وهناك بالفعل قصور فيما يتعلق بالمادة الفعالة ومكونات هذا اللقاحات التي تستخدمها الحكومة الصينية والتي لا تزال في مراحل الاختبار، وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن هذه اللقاحات لا يُكتب عليها أنها تحت الاختبار وأن مخاطرها لم تتم دراستها بشكل كامل، وفقًا لما صرح به السيد “يانتشونغ هوانغ”، كبير مسئولي الصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية وخبير الرعاية الصحية في الصين حين قال: “لم يتم الكشف عن هذه الأنواع من المخاطر بوضوح”. ولم تذكر السلطات الصينية أي بيانات عن عدد الأشخاص الذين خضعوا للحقن بأي من هذه اللقاحات الأربعة، ولكنها أكدت في الوقت نفسه أن ثلاثة من اللقاحات الأربعة مرت بالمراحل المتأخرة من التجارب البشرية، والمعروفة باسم “تجارب المرحلة 3″، وتم تجربتها على عشرات الآلاف من موظفي الشركات الحكومية والمسئولين الحكوميين والمديرين التنفيذيين للشركات منذ شهر يوليو 2020، وبمجرد الانتهاء من دراسات المرحلة 3، ستقدم الشركات النتائج إلى المنظمين في الدولة، وستقوم السلطات بمراجعتها وتقييمها للموافقة عليها، لكن ما مدى أمان هذا الإجراء؟ غير معروف حتى الآن.

بكين تراقب نتائج اختبارات اللقاحات

أعلنت الحكومات المحلية الصينية أنها تخطّط لإتاحة اللقاحات الحالية للجمهور، وأكدت بأن من يتناول هذه اللقاحات سيظل تحت الرقابة والإشراف من قِبل حكومة بكين، لكنها لم تقدّم المزيد من التفاصيل عن كيفية هذه الرقابة أو الأعداد التي سيتاح لها تناول مثل هذه اللقاحات والخضوع لإشراف الحكومة الصينية.

الصين لا تخشى موجة ثانية من الوباء

بينما تحتدم “الموجة الثانية” من وباء كورونا في الولايات المتحدة وأوروبا، فإن الأخبار الواردة من الصين تؤكد أنها آمنة وأنها لا تعاني من موجة ثانية، ووفقًا لما جاء على لسان السيد “تشونغ نانشان”، عالم الأوبئة وأمراض الرئة الصيني (والذي يشغل حاليًا منصب مدير معهد غوانزو للأمراض التنفسية) فالوضع الحالي في الصين آمن، ويتابع الطبيب البالغ من العمر 84 عامًا، ملخصًا الوضع في الصين بقوله: “ما وصلنا إليه كان انتصارًا صعبًا للغاية”.

هل ترغب الصين في الانفتاح على العالم؟

أجرى موقع الإذاعة الألمانية حوارًا مع الخبير في الشئون الصينية “ماكس زنجلين” من مركز أبحاث ميريكس الصيني، وهو كبير الاقتصاديين في معهد مركاتور للدراسات الصينية (MERICS) في برلين؛ حول استمرار سياسة الحماية الاقتصادية وبقاء الاقتصاد الصيني “الضخم” منفتحًا على العالم.. وإلى أبرز ما جاء في الحوار:

الإذاعة الألمانية: يقول الرئيس الصيني إن بلاده مستمرة في تطوير اقتصادها عبر تعزيز الشراكة مع المجتمع الدولي، ووعد بمزيد من الشفافية والانفتاح، وأن واردات بلاده قد تصل إلى أكثر من 22 تريليون دولار أمريكي في السنوات العشر المقبلة، فهل هذا ممكن؟

ماكس زنجلين: هذه أخبار سارّة حين يتحدث الرئيس الصيني عن مزيد من الشفافية والانفتاح في الوقت الحالي، لكن الأمر لا يعدو أن يكون كلامًا؛ فرغم أهمية الصين كسوق كبير للتصدير، خاصة للاتحاد الأوروبي، إلا أن الحديث عن زيادة في الواردات الصينية إلى 22 تريليون دولار أمريكي غير واقعي، طبقًا للإحصائيات والأرقام، حيث قامت الصين العام الماضي باستيراد سلع بقيمة 2.1 تريليون دولار فقط، ولم يشهد السوق الصيني بالنسبة للواردات ارتفاعًا يذكر خلال السنوات الماضية.

الإذاعة الألمانية: وعد الرئيس الصيني سابقًا بأن جميع الشركات المسجلة في الصين ستُعامل على قدم المساواة مع الشركات الصينية المحلية، ومع ذلك تشكو الشركات الألمانية وغيرها من الشركات الأجنبية العاملة في الصين دائمًا من عدم التمييز في المعاملة لصالح المنافسين الصينيين، فلماذا لم يتم توقيع اتفاقية حماية الاستثمار التي طال انتظارها مع الاتحاد الأوروبي حتى الآن؟

زنجلين: المعاملة المتساوية والمنافسة العادلة في غاية الأهمية بالنسبة للشركات الأجنبية، لكن الشيطان يكمن دائمًا في التفاصيل، فحقيقة أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق بشأن اتفاقية الاستثمار ترجع أيضًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يصرّ على اتخاذ خطوات ملموسة لضمان تحقيق هذا العدالة، في حين يرغب الحزب الشيوعي الصيني في توسيع نفوذه من خلال التدخل في إدارة الشركات الخاصة الصينية، وهو ما يعارضه الجانب الأوروبي بشدة ويعتبره من معوقات الاستثماري الخارجي قبل الاستثمار الداخل في الصين.

الإذاعة الألمانية: يؤكد الرئيس الصيني دائمًا على أهمية التعاون الدولي لمواجهة العواقب الاقتصادية للوباء، ومع ذلك تُعرقل الصين استيراد بعض المنتجات الأسترالية (المأكولات البحرية والنبيذ والشعير والسكر والنحاس والفحم والخشب) التي يبلغ قيمتها 6 مليارات دولار أمريكي، فكيف يمكن تفسير هذا التناقض في سياسة بكين الاقتصادية؟!

زنجلين: هذا المثال يُؤكد جيدًا أن الصين لا تتردد في معاقبة الدول التي تختلف معها سياسيًّا من خلال القوة الاقتصادية، وهذا الأمر واضح جدًّا وتمارسه بكين بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يؤكد أن العلاقات الاقتصادية مع الصين تتأثر بالمسار السياسي لا محالة.

الإذاعة الألمانية: الاقتصاد الصيني هو الاقتصاد الوحيد على مستوى العالم الذي لم يتراجع نموه بسبب جائحة كورونا، ومن ثمّ فإنه بات أكثر جذبًا للشركاء الأجانب، فهل سيستمر هذا النمو الذي ينادي به الحزب الشيوعي طبقا لمبدأ: “ابحث عن نهر وقم ببناء جسر فوقه؟”.

زنجلين: قامت الصين بالفعل باستثمارات جديدة لتحفيز النمو الاقتصادي، على سبيل المثال في شبكة الطرق والسكك الحديدية، لكنها استغلت فترة الوباء بشكل مميز لتزيد من استماراتها في البنية التحتية الرقمية للبلاد بهدف زيادة القوة الاستراتيجية التنافسية للصين في هذا المجال مستقبلًا، فالحكومة الصينية تدرك جيدًا أن أساس التطوير والنمو في القريب العاجل سيتشكل من خلال الابتكار ونمو الإنتاجية، ولذلك لم تعد مجالات الاستثمار التقليدية الهدف الأول للاقتصاد الصيني.

الإذاعة الألمانية: تخطط الصين لإقامة نموذج اقتصادي جديد يعتمد على استراتيجية “التداول المزدوج”، فماذا تعني هذه السياسة الاقتصادية على أرض الواقع؟

زنجلين: هذه الاستراتيجية يشوبها الكثير من الغموض وهناك العديد من الأسئلة حولها، ولكن هذه الدولة تسعى في ظل بيئة دولية متغيرة إلى الاستثمار في مجال التكنولوجيا الفائقة، والاستفادة المثلى من نظام العولمة الذي يفرض نفسه على العالم، بما في ذلك دولة الصين نفسها.

ربما يعجبك أيضا