الصحافة العبرية|ارتياح إيراني بفوز بايدن.. والتهدئة ستزيد من قوة حماس العسكرية

مترجمو رؤية

ترجمة: محمد فوزي / محمود معاذ

مرحلة جديدة من التمركز الإيراني في سوريا

تعرض الكاتب والمحلل بصحيفة يديعوت أحرونوت “رون بن يشاي” للهجوم الذي شنّه سلاح الطيران الإسرائيلي على مرتفعات هضبة الجولان بزعم وجود عبوات ناسفه في المنطقة الحدودية، مشيرًا إلى أن العبوات التي زُرعت على حدود هضبة الجولان كان هدفها خدمة بعض الحاجات التكتيكية، مثل فحص اليقظة الإسرائيلية في المنطقة، وربما حتى التحضير لعملية تسلل محتملة في المكان ذاته، أو هجوم انتقامي في المنطقة يستهدف جنود الجيش الإسرائيلي الذين يقومون بدوريات على طول الحدود، لكن مع ذلك هناك تحدٍّ استراتيجي جديد في سوريا، التي وقّعت مؤخرًا اتفاقًا جديدًا مع إيران يسمح لها بنقل أجزاء من منظومتها الصاروخية الجديدة المضادة للطائرات لمواجهة الهجمات الإسرائيلية.

وأضاف “بن يشاي” أنه بالإضافة إلى نية إيران في بناء جبهة جديدة ضد إسرائيل في الأراضي السورية، يمكن الافتراض بأن زرع العبوات بواسطة وكلاء فيلق القدس الإيراني في المنطقة المحاذية للحدود، وأيضًا تطبيق اتفاقية الدفاع مع جيش إيران، هي أيضًا تلميحات موجهة إلى الإدارة الجديدة في واشنطن تحذرها من ممارسة ضغوط وفرض عقوبات مؤلمة على البلدين، ومن أجل تقوية أوراق المقايضة في المفاوضات المستقبلية بين إيران والولايات المتحدة وسوريا مع روسيا.

وأوضح الكاتب أنه مؤخرًا وصلت عدة تلميحات إلى دمشق من موسكو بشأن عدم رضاها عن النظام السوري، ومن المحتمل أنها خاصة باستبدال النظام بآخر مريح أكثر بالنسبة إلى بوتين، ومع ذلك تلمح سوريا لموسكو، بواسطة اتفاق الدفاع وحرية العمل التي تعطيها للإيرانيين في أراضيها، إلى أنه يوجد لديها أيضًا راعٍ بديل في طهران.

الفلسطينيون بدأوا التواصل مع بايدن

أكد المحلل بصحيفة هآرتس “جاكي خوري” أن مسئولين رفيعي المستوى في السلطة الفلسطينية بدأوا باتصالات بأطراف تابعين للرئيس الأمريكي المنتخَب جو بايدن، كما يجري حاليًا الإعداد لمحادثة هاتفية بين الرئيسين الفلسطيني والأمريكي. وبعد حديث بايدن مع ملك الأردن عبد الله بن الحسين، قال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول: إن قيادة السلطة توصّلت إلى تفاهمات مع رجال بايدن فيما يتعلق ببعض قرارات إدارة ترامب التي تتعلق بالنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

وأضاف خوري بأن العالول (المقرب من عباس والذي يُعدُّ من كبار مسئولي السلطة) أكد أن التفاهمات مع طاقم بايدن تتعلق بمناقشة قضية المستوطنات، والاعتراف بمن وُلِدَ في القدس الشرقية كإسرائيليين، إلى جانب ذلك وصف العالول ترامب بـ”الحيوان الجريح”، وأعرب عن خشيته من خطوات سياسية تتخذها الإدارة المنتهية ولايتها، وقال: “يجب ألا نكون متسرعين وأن ننتظر انتهاء وباء إدارة ترامب”، فيما اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي انتخاب بايدن فرصة تنوي السلطة الفلسطينية استغلالها لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة.

ورأى المحلل أن هناك ربطًا بين التفاؤل الذي يُظهره كبار مسئولي السلطة وبين استئناف التنسيق مع إسرائيل الذي يعتبرونه إشارة إيجابية وخطوة بنّاءة إزاء الإدارة المقبلة، فرئيس الحكومة في رام الله محمد اشتية قال إنه بحسب التفاهمات، على إسرائيل أن تجمّد البناء في المستوطنات، وإطلاق سراح الأسرى، والسماح للسلطة بفتح مؤسساتها في القدس الشرقية، غير أنه لم يوضح ما إذا كانت تعهّدت بفعل ذلك أم لا، وأضاف اشتية أن التفاهمات ستؤدي إلى تحويل أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل إلى السلطة، الأمر الذي سيسمح بدفع الرواتب وتسديد الديون وضخ المال إلى المنظومة الصحية. وبحسب حديثه، هذه ليست بادرة إسرائيلية طيبة، وتلك الأموال هي ملك للفلسطينيين تأمل السلطة بالحصول عليها دون ابتزاز، ومع ذلك فقد تطرق أيضًا إلى إمكان عدم الحصول على الأموال بأكملها.

التهدئة ستزيد من قوة حماس العسكرية

أبدى الكاتب “يوسي يهوشوع” تعجبه من إصرار مسئولي قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية على أن القذيفتين الصاروخيتين اللتين أُطلقتا من غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية انطلقتا عن طريق الخطأ بسبب البرق، على الرغم من أن هذا الأمر مشكوك فيه، ومن المعروف أنه لم تُطلق في أي جبهة أُخرى حتى الآن قذائف في اتجاه إسرائيل عن طريق الخطأ.

وأضاف الكاتب بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن هذا الإصرار هو جزء من مفهوم يقوده اللواء “هيرتسي هليفي” لاحتواء الأحداث في مقابل حركة حماس، وأيضًا جزء من الحل الذي يراه لقطاع غزة، ووفقًا له فإن تحسين الوضع الإنساني فقط يؤدي إلى الهدوء، ويلاحظون في الجيش الإسرائيلي أن زعيم حماس في القطاع يحيى السنوار لا يزال يفضل أيضًا السير في طريق التسوية والامتناع من خوض مواجهة مع إسرائيل.

وأكد الكاتب أنه مبدئيًّا يمكن القول إن اللواء هليفي على حق في مفهومه بشأن جلب الهدوء، وخاصةً جراء الأزمة الاقتصادية في غزة، والتي تفاقمت مع تفشي فيروس كورونا، لكن هناك قضية لا يجري الحديث عنها؛ ألا وهي تعاظم قوة حماس العسكرية.

وأضاف أنه إذا لم تخرج التسوية إلى حيز التنفيذ في الفترة القريبة، لن تساعد نيات السنوار وهليفي في جلب الهدوء، وسيضطران إلى اللقاء في ساحة الحرب.

ارتياح طهران بفوز بايدن متوقع

أكدت المحللة بمركز دراسات الأمن الأمن القومي “سيما شاين” أن الارتياح الذي شعرت به طهران حيال فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية مفهوم ومتوقع، على الرغم من أن دولة الملالي تعي جيدًا الصعوبات الكثيرة التي ستعترض طريق تغيير الخط الذي انتهجته إدارة الرئيس ترامب حيالها، وعلى الرغم من التصريحات المتكررة من جانب مسئولين إيرانيين كبار، بينهم المرشد الأعلى علي خامنئي، بأن إيران لا تعلق أهمية على هوية رئيس الولايات المتحدة، وأنه لا يوجد فارق بين الديمقراطيين والجمهوريين في عدائهم لإيران، فإن الردود الإيرانية  تعكس بوضوح  الشعور بالرضا عن نتائج الانتخابات.

وإثر ذلك، يدور في المنظومة السياسية الإيرانية جدل حاد يتعلق بعودة إيران إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، حيث تؤيد الأوساط العملية بقيادة الرئيس حسن روحاني، من حيث المبدأ، استئناف الحوار مع واشنطن. وفي أعقاب فوز بايدن، أعلن روحاني أنه سيبذل كل ما هو مطلوب لرفع العقوبات المفروضة على إيران وتحسين وضع الشعب الإيراني. في المقابل، ترفض الأوساط الراديكالية والمحافظة العودة إلى المفاوضات بحجة أنه لا يمكن الاعتماد على واشنطن، وأنه يجب حل ضائقة إيران الاقتصادية من خلال الاستمرار في “اقتصاد المقاومة” الذي تبنّاه المرشد الأعلى.

ورأت “شاين” أنه وقبل كل شيء، يتعين على إسرائيل السعي لإقناع إدارة بايدن بعدم التنازل في مرحلة أولى عن أداة العقوبات في مقابل استعداد إيران للعودة إلى المفاوضات، أو حتى إلى الاتفاق النووي الأصلي، بل محاولة استغلالها من أجل السماح بتمديد الاتفاق وتحسينه في الوقت نفسه خلال الفترة الانتقالية حتى دخول الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض، ومن المهم الامتناع من القيام بخطوات استفزازية، كي لا يجري المس بثقة الإدارة المقبلة بإسرائيل، وبالتالي بقدرة إسرائيل على التأثير في خطوات مستقبلية إزاء إيران.

نتنياهو لن يلغي قانون كامينيتس

تناولت الكاتبة “زاهافا جلاون” قانون كامينيتس الخاص بهدم المنازل الفلسطينية غير المرخصة، وذلك في ضوء الأخبار التي تشير باقتراب وقف العمل بهذا القانون المجحف، طبقًا للكاتبة.

ويسهّل هذا القانون إجراءات هدم البيوت العربية غير المرخصة ويشدد العقوبات على أصحابها، وأيضًا إلى تسريع هدم جميع المنازل غير المرخصة، كما يجيز فرض مخالفات متتابعة ضد استخدام الأبنية غير المرخصة، الأمر الذي سيحمّل أصحاب تلك البيوت أعباءً طائلة، بالاضافة إلى المخالفات التي يجري دفعها.

ورأت الكاتبة بصحيفة هآرتس أن العمل بهذا القانون لن ينتهي ما دام نتنياهو مستمرًا على رأس الهرم السياسي الإسرائيلي، مؤكدة أن تلويحه بإلغاء القانون في اجتماعه مع عضو الكنيست العربي منصور عباس هدفه الوحيد هو أن يغريه بالتصويت له ومنحه أغلبية حكومية مؤقتة.

ولفتت الكاتبة إلى الظلم الواقع على العرب بسبب هذا القانون، إذْ خصصت الدولة لـ %20 من سكانها العرب، فقط ما يقارب الـ %2.5 من أراضيها، وبالرغم من هذا التخصيص المجحف، فإن ما يقارب الـ %97 من أوامر الهدم الإدارية صدرت بحق مبانٍ تقع في البلدات العربية، وعليه فباتت شريحة مجتمعية كاملة خارجة عن القانون.

التقاليد أقوى من كورونا

تناول الكاتب “سليم بريك” الارتفاع الكبير مؤخرًا في أعداد الإصابة بفيروس كورونا في المجتمع العربي بشكل عام والدرزي بشكل خاص، حيث وصل معدل العدوى في البلدات العربية إلى درجة غير مسبوقة، بل تربّعت بعض البلدات العربية على رأس قائمة القرى والمدن الأكثر إصابة في البلاد.

وطبقًا للكاتب بصحيفة هآرتس؛ فقد فضّل المجتمعان العربي والحريدي القواعد والأعراف الاجتماعية على مكافحة الجائحة، وبرزت في المجتمع العربي ظاهرة الأفراح والتجمعات؛ ما أثار غضب وحفيظة من امتثل للتعليمات، خاصةً في ضوء عجز الشرطة منع التجمهر والأعراس، ناهيك عن فشل معظم السلطات المحلية العربية البنيوي بالتعامل مع الجائحة.

وأوضح الكاتب أنه يمكننا بالطبع الحديث بإسهاب عن علاقة البنى التحتية والميزانيات وتأثيرها على انتشار العدوى، معتقدًا بأن الأزمة التي نواجهها كمجتمع عربي عميقة وجدية جدًّا، فالأزمة التي أمامنا قيادية محضة، ولا تملك قيادة المجتمع العربي أي معرفة أو دراية في مجال إدارة الأزمات، كما لم تطور آليات لمواجهة أزمات بحجم وباء كورونا، ولكن الأهم من ذلك أن هذه القيادات تفتقر للأدوات المطلوبة التي تمكنها من مخاطبة المواطنين العرب وشرح خطورة الموقف، ولم تكن هذه القيادات وخلال هذه الأزمة “نموذجًا” يحتذى به، وعليه تصرفت الجماهير العربية كما يحلو لها.

أغلقوا مراكز التسوق!

استنكر رسام الكاريكاتير بصحيفة “هآرتس” عاموس بيدرمان التباطؤ الشديد من قِبل الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو في تطبيق الإغلاق الكلي لمراكز التسوق، وذلك في ظل الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بفيروس كورونا داخل إسرائيل، وعبّر الرسام عن فكرته بترحيب نتنياهو بروّاد المراكز التجارية وهم في وضع ازدحام شديد، غير مكترث بتداعيات الجائحة.

ربما يعجبك أيضا