الصحافة العبرية|كفانا فصلًا عنصريًّا.. واغتيال زاده لن يمنع استكمال المشروع النووي الإيراني

مترجمو رؤية

ترجمة: محمد فوزي – محمود معاذ

إيران.. بين المطرقة والسندان

تعرض الكاتب “عوديدجرانوت” للتهديدات الإيرانية من قِبل قادة نظام الملالي، آية الله خامنئي والرئيس حسن روحاني، مرورًا بكبار مسئولي الحرس الثوري، وصولًا إلى قادة الجيش الإيراني، وذلك في أعقاب اغتيال كبير علماء الذرة الإيرانيين محسن فخري زاده، مشيرًاإلى أن حالة الغضب العارمة في القيادة الإيرانية تدل على مدى مساهمة هذا الرجل في المشروع النووي الإيراني.

واعتبر الكاتب أن الإيرانيين مضطرون إلى مواجهة ثلاث معضلات في حال رغبتهم في الرد، أو ضد من يجب أن يتحركوا، فالنظام الإيراني ليس بحاجة إلى تقرير النيويورك تايمز لاتهام إسرائيل بالمسئولية المباشرة عن الاغتيال، لكن يبدو أنه يجد صعوبة حتى اللحظة في تقديم أدلة قاطعة على ذلك، علاوة على أن التقدير في طهران هو أن إسرائيل لم تعمل وحدها، وأن لها شركاء في العملية، فهناك شكوك مثلًا في أنتكون منظمة”مجاهدو خلق” متورطة في المؤامرة، وقبل أسابيع معدودة اعتبروا في مؤتمر صحفي فخري زاده هدفًا أساسيًّا، كما أنه في طهران يعتقدون أيضًا أن الرئيس ترامب كان له دور، بعد أن اضطر بضغط من مستشاريه إلى التخلي عن مهاجمة منشآت نووية.

وتبرز المعضلة الثانية: كيف سيردون؟ من خلال محاولة مهاجمة سفارات إسرائيلية؟ إطلاق صواريخ من هضبة الجولان؟ ضرب منشآت نفطية في السعودية؟ وربما التحرك ضد الأسطول الأمريكي في الخليج الفارسي؟ويوصلنا ذلك إلى المعضلة الثالثة، ماذا سيحدث إذا تسبب الرد على الاغتيال بتصعيد في المنطقة لا ترغب فيه إيران.وفي هذا الوقت ومع تبدل الإدارة في الولايات المتحدة، الخوف الأكبر في طهران هو أن يطلق ردٌّ عسكري، ولو محدود،يدَ إسرائيل والولايات المتحدة للقيام بالهجوم الذي اضطرتا إلى وضعه على الرف.

أردوغان مستمر في تطلعاته الاستعمارية

أكد الكاتب “يتسحافليفانون” في مقال له بصحيفة “معاريف” أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يكف عن مد أيادي الأخطبوط التركي إلى شتى أنحاء الكون من أجل تحقيق غايته، وهي تحويل تركيا إلى دولة إقليمية عظمى يكون هو سلطانها حامل لقب “الباب العالي”، كما كان الحال إبان حكم السلاطين العثمانيين الذين اتخذوا من إسطنبول مقرًّا لعروشهم.

وأضاف الكاتب أن لأنقرة وجودًا عسكريًّا أو مدنيًّا في كلٍّ من العراق وسوريا وليبيا والصومال وأذربيجان وأفغانستان وألبانيا والبوسنة وكوسوفو، وكان لها وجود في السودان، غير أن السودانيين تراجعوا وألغوا الإذن لها بمثل هذا الوجود، ويعدّ هذا انتشارًا يمكن أن تتباهى به أي دولة إمبريالية في العالم.

ورأى الكاتب أن آخر رصيد لأردوغان في هذا الشأن هو في لبنان، ووفقًا للعديد من الخبراء فإنه من أجل أن يحقق أردوغان تطلعه إلى الهيمنة الإقليمية، يستخدم لبنان في إطار الدبلوماسية الإنسانية، وتقوم بأداء هذا الدور الوكالة التركية tika بالتعاون مع الصليب الأحمر التركي. وتتركز تركيا في طرابلس بشمال لبنان وفي صيدا في جنوبه، وينطلق النشاط التركي من بلدة صغيرة بالقرب من منطقة الحدود السورية يقطنها سُنّة انتموا ذات مرة إلى الإمبراطورية العثمانية، ولديهم حنين إلى دولتهم الأم، وتحظى تركيا بتأييد كبير في هذه البلدة، ويعبر سكانها عن تأييدهم هذا في مناسبتين مهمتين لهم: يوم الاستقلال التركي، ويوم إحباط الانقلاب ضد أردوغان.

وأوضح الكاتب أن المسئولين في إسرائيل يشعرون بالزحف التركي في القدس الشرقية، ولا شك في أن هذا الانتشار الذي نجح أردوغان في تحقيقه يجب أن يُقلق كل شخص في الشرق الأوسط، لاسيما وأن تأييد أردوغان لأيديولوجيا الإخوان المسلمين، وطريقة العمل التي يتبعها، والقائمة على فرض وقائع على الأرض، وتجاهل الأطراف الأُخرى، يجعل الوجود التركي في المناطق المذكورة أعلاه، والآن في لبنان، مثيرًا للقلق الملموس الذي يجب إبداء الرأي حياله.

اغتيال زاده لن يوقف المشروع النووي الإيراني

رأى الكاتب”ناعوم أمير” أن اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده هو حدث مأساوي بالنسبة لإيران، وأن من نفّذ الاغتيال أراد أن يوجّه ضربة قاتلة للبرنامج النووي، لكن لابدّ من القول إن القضاء على زاده لن يلغي المشروع النووي، فهو بالتأكيد يعيقه لكنه لا يلغيه، فإيران سيكون لديها بديل بالفعل، على الرغم من أن المشروع النووي تعرّض لضربة قاسية وقاتلة، غير أنها ليست ضربة قاضية.

وأضاف “ناعوم” أنه على مدى العقد الماضي، تشن إسرائيل حربًا مريرة ضد محاولة إيران الحصول على قنبلة نووية، أما بنيامين نتنياهو، الذي صرخ للعالم بأن هذه القصة تُعرّض أمن المنطقة بأكملها وإسرائيل بشكل خاص للخطر، فشنّحربًا حقيقية بما في ذلك ضد حكم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ولم يُصدّقه أحد، ولا حتى الأمريكيون الذين استهزأوا به، ولا الإعلام الإسرائيلي الذي ادعى أنه مهووس واستخدم سلاح الترهيب للفوز في الانتخابات مرارًا وتكرارًا.

ولكن مع مرور الوقت أثبتت المعرفة المكتسبة أن نتنياهو كان على حق، وأن العالم كان متجاهلًا له، لقد وضع نتنياهو إصبعه على السد لكنه فشل في إيقاف نبع المياه في الوقت المناسب، ومن الصعب تخيل ما كان سيحدث لو لم يتم إيقافه في الماضي عندما طرح سيناريو شن هجوم على إيران وإلغاء المشروع النووي قبل أن يصبح عمليًّا اليوم.

الجيش الإسرائيلي في صراع مع نتنياهو

اعتبر الكاتب “يوسي يهوشواع” أن الجيش الإسرائيلي دخل في صراع حقيقي مؤخرًا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن انعدام الثقة والكره المتبادل بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع بيني جانتس، وُلِدا منذ إخفاء المفاوضات مع الإمارات وصفقة السلاح التي أعدّت من وراء وزارة الجيش الإسرائيلي.

وتتواصل المعركة بينهما مع رفض وزير الجيش “بيني جانتس” السماح لضباط الجيش الإسرائيلي بالطيران إلى السودان مع وفد هيئة الأمن القومي لاعتبارات سياسية، وهي خطوة كان لها تأثير كبير في الأزمة، وأدت أيضًا إلى قصة إخفاء الرحلة إلى السعودية وضم السكرتير العسكري، مع إصدار التعليمات له بألا يبلغ قادته بذلك.

وأكد الكاتب بصحيفة “يديعوت أحرونوت”أن هذه الحروب خلقت وضعًا لا يطاق تجاوز الحدود ومسّ بأمن الدولة، فضباط الجيش الإسرائيلي ممنوعون من إجراء المقابلات الصحفية حول ذلك، ولكن لديهم حالة من الضيق حيال الأمر، فقبل لحظة من حملة انتخابات رابعة في غضون سنتين، يعمل الجيش الإسرائيلي بلا ميزانية لوضع خطة متعددة السنين ويعلق في مشادات سياسية تمس بمشروع التسلح المهم من أموال المساعدات الأمريكية.

امنحوا الجنسية لمواطني القدس الشرقية

طالبت صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها الحكومة الإسرائيلية بمنح مواطني القدس الشرقية من العرب الجنسية الإسرائيلية فورًا، مؤكدةً أن تحول سكان القدس الشرقية إلى مواطنين إسرائيليين هو تحدٍّ بالنسبة لمن يؤمن بحل الدولتين، لأنه في حال تحول نسبة كبيرة من سكان المدينة الشرقية إلى مواطنين لن يكون بالإمكان بعد ذلك تقسيم المدينة أو البلد بين الشعبين، وسيتحول هؤلاء على الرغم من أنوفهم، إلى وكلاء لعملية الضم الزاحف، فالشبان الفلسطينيون غير ملزمين بدفع ثمن انتظار تحقق حل الدولتين، وهم يستحقون المساواة والحقوق الكاملة فورًا.

ففي كل مرة يحصل فيها فلسطيني على مواطنة، بما يرتبط بها من حقوق سياسية وشخصية، يتقلص قليلًا الظلم الذي يعيشون جميعًا تحت وطأته، لذا يتعين على مصلحة السكان أن تعمل دون أي عراقيل لمنح مواطَنة إسرائيلية كاملة لكل فلسطيني من سكان القدس الشرقية يطلب الحصول عليها.

كفانا فصلًا عنصريًّا

رأى الكاتب “شولي ديختر” أنه على الصهيونية تغيير نهجها تجاه الوطن وسكانه، وعليها خلق المساواة لا السيادة، الشراكة لا القمع والسلب من أجل تأمين مستقبل الشعب اليهودي على أرض أجداده، حيث ينتمي الشعبان لهذا الوطن، وعليه أن يحتوي كليهما، وهي الطريقة الوحيدة لاستمرار الصهيونية، لذاعلى الصهاينة أن يضعوا حدًّا لسيادة وسيطرة الإسرائيليين على الفلسطينيين، وعلى كل الأعوام القادمة أن تكون أعوام تصحيح.

وأضاف “ديختر” أن هناك متسعًا للجميع على هذه الأرض، فهي وطن للشعبين، وعليه يجب خلق تواصل سياسي بين إسرائيل وفلسطين، ويعني هنا تطبيق حل سياسي يقوم على القيم الإنسانية والبراغماتية السياسية التاريخية.وأوضح الكاتببصحيفة “هآرتس”أن الصهيونية وسياستها العنصرية تجرد الفلسطينيين من أرضهم، كما تسجن اليهود في حصن أخرق، يلهيهم فيه ازدهارهم الاقتصادي عن محيطهم المباشر، والجميع يعي أن الحصون لا تظل واقفة إلى الأبد، فكلها تسقط وهذا شأنها، فهذا هو مصير تشييد فيلا في الغابة.

نتنياهو مستمر في سياسة إلهاء الجمهور الإسرائيلي

اعتبرت رسامة الكاريكاتير “تاماربلومفيلد” أنالتصريحات الأخيرةلرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هدفها إلهاء الجمهور الإسرائيلي عن المشاكل الحقيقية التي يواجهها نتنياهو، والتي يرغب في عدم إبرازها وتشتيت الانتباه لقضايا فرعية أخرى، وعلى رأس تلك القضايا المشكلة الإيرانية، وعملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.

وصوّرت “تامار” نتنياهو يخرج من علبة ألعاب ليفاجئ الجمهور بالصواريخ الإيرانية، وتصريحاته غير الواقعية عن علاج كورونا، وذلك في محاولة لإلهاء الجمهور عن القضايا الداخلية المتناثرة من العلبة على هيئة أوراق صغيرة.

ربما يعجبك أيضا