جلوبال تايمز الصينية|محاولات الولايات المتحدة لزعزعة استقرار الصين محكوم عليها بالفشل

بسام عباس

ترجمة – بسام عباس

في إجراء هستيريآخر مناهض للصين، أصدرت الإدارة المنتهية ولايتها للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” يوم الأربعاء الماضي قواعد جديدة ليتمكن أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وأفراد أسرهم من الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة. والقواعد الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ على الفور ومن دون إشعار مسبق، ستحد من المدة القصوى لتأشيرات السفر الخاصة بهؤلاء إلى شهر واحد.

وهذاالإجراء جزء من استراتيجية احتواء الصين الشاملة التي تسعى إدارة ترامب إلى تطبيقها منذ بداية هذا العام. ولم يكن ذلك مجرد صدفة؛بل كان نتيجة حسابات دقيقة.

والجدير بالذكر أن قلة من الصينيين–سواء كانوا أعضاء بالحزب الشيوعي أم لا–سيرغبون بالسفر إلى الولايات المتحدة هذه الأيام. وبغض النظر عما إذا كان ذلك بسبب فيروس كورونا–إذْتوفي أكثر من 276 ألف أمريكي بسببه حتى الآن– أو بسبب الاضطرابات السياسية الحالية على الأراضي الأمريكية، فإن الصينيين ينظرون إلى الولايات المتحدة على أنها الدولة الأكثر خطورة.

وسيكون تأثير ذلك الإجراء على سفر الصينيين المعنيين محدودًا،ولكن هذه السياسة–في الواقع– تُعدبادرة خبيثة أخرى من الولايات المتحدة إزاء الصين وحزبها الحاكم؛ لأن الاستهداف المباشر لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني وأقاربهم يُظهر عداء الولايات المتحدة للحزب ومحاولة الولايات المتحدة لتأجيج سعار المواجهة الأيديولوجية بين البلدين،كما أن التحرك التعسفي والسطحي للإدارة الأمريكية يثبت عدم فهم صانعي السياسة الأمريكيين للنظام السياسي الصيني وأهمية قيادة الحزب الشيوعي الصيني للصين والشعب الصيني.

فلم يكن الحزب الشيوعي الصيني يومًا من نفس نمط الأحزاب السياسية الموجودة في النظم السياسية الغربية، حيث يختلف دوره ومهمتهفي جوهرهماتمامًا عن تلك الأحزاب، ومن هنا فإناستعداء أعضاء الحزب يعد استعداءًلجميع الشعب الصيني، ويهدف إلى تعريض تنمية المجتمع الصيني للخطر.

منذ بداية هذا العام، يحاول صقور الولايات المتحدة، ويمثلهم وزير الخارجية “مايك بومبيو” ومن على شاكلته، دق الأسافين بين الحزب الشيوعي والشعب الصيني،بهدف زعزعة استقرار السياسة والمجتمع في الصين وصولًا إلى الإطاحة بقيادة الحزب الشيوعي الصيني عبر نهج الثورة الملونة، وقد تجاوزت مثل هذه “الضربة الدقيقة” نطاق المنافسة العادية مع الصين، ووصلت إلى نقطة الحرب الأيديولوجية الباردة.

وتهدف عمليات التضليل المستمرةالتي تنتهجها إدارة ترامب إلى شل العلاقات الصينية الأمريكية بشكل أساسي. فمن ناحية، تهدف إدارة ترامب لاستخدام ذلكعلى أنه “إنجازات دبلوماسية” لتُظهر للمحافظين المحليين أنها كانت تتصرف بشكل استباقي حفاظًا على المصالح الأمريكية. وفي حالة استسلام الصين، يمكنها خدمة المصالح الاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة بشكل أكبر.

ومن ناحية أخرى، تحاول إدارة ترامب خلق أكبر عدد ممكن من العقبات أمام إدارة بايدن القادمة لإصلاح العلاقات الصينية الأمريكية. وتعتقد أن إدارة بايدن قد تغير العديد من تحركات سلفها فيما يتعلق بسياستها تجاه الصين، ولا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي لرؤية إنجازاتها الدبلوماسية التي روجت لها كثيرًا تفشل وتتوقف. لذلك، فمن خلال لعب ورقة الصين المتطرفة، تمكنت إدارة ترامب من تأليب الاتجاه المحلي ضد الصين، بحيث تأخذ إدارة بايدن العوامل المحلية في الاعتبار؛ما يجعلها تعاني في اتخاذ خطوات كبيرة على المدى القصير عند إعادة التفكير في سياساتها تجاه الصين.

وبعد تدمير إدارة ترامبللعلاقات الصينية الأمريكية، تضررت الثقة الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة بشدة،ولكن لا يزال هناك مجال للتعاون، بيد أنه لن يبدأ على الفور، إذ سيستمر اتجاه التردي في العلاقات الصينية الأمريكية،ولن تخفف إدارة بايدن من ضغطها على الصين؛لأنها ترى قضايا حقوق الإنسان وقيمها كأجندتها الأساسية في سياستها تجاه بكين. وبالنظر إلى المشاعر المعادية للصين المتزايدة داخل الولايات المتحدة، فإن الإدارة الأمريكية ستستمر في الترويج لنظرية “التسلل الصيني” وستلعب بأوراق شينجيانغ والتبت وهونج كونج، في محاولة لتأليب الأمريكيين.

ولكن على المدى الطويل، من المتوقع أن تمدد إدارة بايدن نهج الولايات المتحدة المتشدد تجاه الصين، لكنها ستحاول مراجعة بعض القرارات غير المنطقية التي اتخذتها إدارة ترامب، مثل قيود التأشيرات الأخيرة.ولكن من الجدير بالذكر أن إدارة بايدن ستستخدمها كورقة مساومة مع الصين للحصول على المزيد من المكاسب،فيما سيستمر التنافس بين الصين والولايات المتحدة حول قضايا أساسية، مثل القضايا الأيديولوجية، كما هو الحال دائمًا.

الرابط الأصلي من هنا

ربما يعجبك أيضا