الصحافة العبرية|إسرائيل ليست باريس.. وأنقرة تبارك تطبيع العلاقات مع المغرب

مترجمو رؤية

ترجمة: محمد فوزي – محمود معاذ

نتنياهو لن يتغير

على خلفية الغليان وتوتر العلاقة في الائتلاف الحكومي الحالي والذي من المفترض خلاله أن يجري تسليم السلطة لرئيس حزب أزرق أبيض “بني جانتس”، رأى الكاتب “أفراهام شوحيت” أن رئيس الحكومة الحالي وحزب الليكود “بنيامين نتنياهو” يُصرُّ على افتعال المشاكل لكي ينسلخ من اتفاقه الائتلافي مع جانتس بتبادل السلطة بعد عامين من تولي الأول رئاستها،  وأبدى الكاتب استياءه من تصرفات نتنياهو قائلًا: “تخيلت أنه بسبب الأزمة الكبيرة التي نعيشها، سوف يفكر نتنياهو في مصلحة الدولة، وينصاع إلى اتفاقاته ووعوده، ويقود البلد بمسئولية وينحي جانبًا مشاكله القضائية، ولكنني أخطأت، هدفه فقط هو حل الحكومة الحالية”.

وأضاف الكاتب بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه على النقيض منه وافق “بني جانتس” على تشكيل حكومة طوارئ مع حزب الليكود، لأن جميع المؤشرات كانت تشير إلى أن كليهما لن يستطيع تشكيل حكومة؛ وبالتالي كان سيؤدي ذلك إلى إجراء انتخابات ثالثة؛ الأمر الذي كان سيشكّل كارثة للدولة، ليثبت جانتس أن مصلحة الدولة عنده أهم من مصالحه السياسية. وتوقع “شوحيت” عدم توقف نتنياهو عن انتهاك اتفاقاته مع شركائه الائتلافيين، وأنه لن يتوقف أيضًا عن إهانة منافسيه ومحاولة دحض قوتهم، وذلك رغم مرور الدولة بأزمة قومية عنيفة، موضحًا أن رئيس الوزراء لا يأبه بأي مصلحة قومية، بل على العكس ينشغل فقط بتأثير تبادل السلطة على إمكانية سجنه.

حملة التطعيم باللقاح لن تكتمل دون غزة

تعرض الكاتب “آفي دافوش” لطريقة تعامل الحكومة الإسرائيلية مع فيروس كورونا، ورأى أنه يجب عليها توزيع اللقاح على المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة من أجل نتيجة أفضل لمساعيها للقضاء على الفيروس، مستشهدًا بحديث المدير العام بوزارة الصحة “بار سيمان” حين قال في جلسة بالكنيست: “إن الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل وحدة وبائية واحدة”.

وأضاف “آفي” في مقال له بصحيفة إسرائيل اليوم، أن ارتفاع نسب الإصابة في المناطق الفلسطينية يُعدّ إنذارًا خطيرًا باستمرار تواجد الفيروس، لا سيما بعد ارتفاع نسبة المصابين ممن أجروا الاختبار لـ30%، مشيرًا إلى أن غزة تحديدًا تعاني من عدم وجود وحدات قياس مناسب لعدد المواطنين لإجراء المسحات، بينما في إسرائيل تتوفر المئات من الأجهزة غير المستخدمة، وهو ما يُعدّ أمرًا خطيرًا لسببين: الأول هو انتشار رهيب للفيروس في القطاع؛ وبالتالي في إسرائيل، والثاني هو تلك الكارثة الإنسانية التي قد تحدث للقطاع المحاصر منذ عام 2007 بسبب تلك الجائحة.

بيبي” أو “جيدي”.. تراجع اليسار مستمر!

في إطار إمكانية إجراء انتخابات الكنيست المقبلة التي قد تجرى في مارس 2021، والتي يسبقها الانتخابات الداخلية في حزب الليكود الذي يتنافس فيها كل من بنيامين نتنياهو وجدعون سعر، رأى الكاتب “جدعون ليفي” أنه في كل الحالات سوف يكون رئيس الحكومة المقبل رجلًا يمينيًّا ليس لديه أي رحمة أو حلول وسط، وأن انتخابات الكنيست المقبلة ستكون مباراة بين اليمينيين في إسرائيل الذي قضوا على اليسار، و”بالتأكيد لن تضم اللعبة العرب المنتهكة حقوقهم ولن يفكروا في الفلسطينيين عديمي الحقوق في أعين هؤلاء اليمينيين”.

وأوضح “ليفي” في مقال له بصحيفة “هآرتس” أن المسيرة السياسية في إسرائيل تتجه صوب اليمين المتطرف عامًا بعد آخر، ليصبح شيئًا طبيعيًّا بعد أن كان غير شرعي في وقت من الأوقات، ويصبح اليسار غير شرعي من الأساس، مشيرًا إلى أن المصوّتين لكلٍّ من بنيامين نتنياهو وجدعون سهر في انتخابات الليكود الداخلية لن يعنيهم مساوئ كل منهما، ولكن سيعنيهم فقط فكرة التصويت لشخص يهودي ذي أصل غربي وقوي دون النظر لما يمثله الشخصان من أفكار قومية متعجرفة وفجة، والثمن الذي يمكن أن يدفعه المواطنون مقابل ذلك.

إسرائيل ليست باريس

على خلفية تغريم بلدية باريس مبلغًا ماليًّا بسبب كثرة التعيينات النسائية في إدارتها وخرق ما يسمى بــ”قانون المساواة بين الجنسين”؛ ألقت الكاتبة “دانا ميتاف” الضوء على التمثيل السياسي للمرأة في الهيئات الحكومية الإسرائيلية المختلفة على مختلف القطاعات، العام منها والخاص والحكومة والكنيست والهيئات المحلية، موضحة أن الفجوة في إسرائيل لصالح الرجال تصل لنسبة 67%، خاصة في تلك المناصب التي توصف بالحساسة، وأشارت إلى أن أغلب المؤسسات يُنحّون المرأة جانبًا عندما يتعلق الأمر بتعيينات أو ترشيحات في مناصب مثل رؤساء بلديات أو محافظين أو أعضاء كنيست.

وأضافت الكاتبة بصحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه “لو لم تحاول الدولة حل تلك المشكلة، سوف تتفاقم ويصبح الأمر خارجًا عن السيطرة، مثلما تفعل مع المتدينين بتقديم مقترح قانون بزيادة التمثيل في المصالح والنقابات العامة، لذا يجب أن تقدم المثل مع المرأة”. ونوهت الكاتبة إلى أنه على الدولة أن يكون التمثيل فيها بنفس نسبة عدد النساء والرجال، والأمر ذاته مع المتدينين والعلمانيين.. وهكذا، مشددةً على ضرورة سن قانون يلزم الجميع بذلك.

أيضًا فيما يخص الأتراك.. المصالح هي التي تتحدث

على خلفية تصريحات بعض المسئولين الأتراك الجيدة تجاه إسرائيل، رأى الكاتب “آيل زيسار” أن الربيع حل مبكرًا، نغمة جديدة تنطلق من أنقرة ذات وقْع لطيف على الأذن الإسرائيلية، ويبدو أن علاقات البلدين والتعاون بينهما سيعود مجددًا، وستكون هناك تسوية في أقرب وقت، مضيفًا أن تركيا التي سحبت سفيرها من الإمارات على خلفية تطبيع العلاقات مع تل أبيب، تبارك الآن تطبيع العلاقات مع المغرب؛ بل وتعلن نيتها من جديد رفع درجة العلاقات الدبلوماسية بإمكانية تعيين سفير تركي جديد في إسرائيل.

وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم” أن الأمر ليس وليد الصدفة؛ حيث إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أرسل سرًّا رئيس المخابرات التركية المقرّب إليه “هاكان فيدان” إلى إسرائيل، مع توارد بعض الأخبار عن تدفق الغاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر تركيا، وألمح “زيسار” إلى أن أردوغان رغم تصريحاته العلنية المهاجمة لإسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلا أنه تجنب دائمًا قطع العلاقات بشكل كامل مع أي من تلك الدول والمنظمات، بل إنه خلال تصريحاته تلك، جرى تسجيل زيادة كبيرة في حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل، وازدهرت أيضًا نسب السياحة ورحلات الطيران بينهما، ودعا الكاتب في النهاية الحكومة بضرورة عدم تجاهل التصريحات التركية الجيدة، وأن تتعاون مع أنقرة مع تفضيل المصالح المشتركة عن العداء والاشتباكات.

عامل بناء يُقتَل كل يوم!

تناول الكاتب “عوفير كسيف” مصرع العامل الفلسطيني “مازن أبو خيط” إثر حادث عمل، مستغلًا الحادث في تناول “الزيادة الكبيرة في الحوادث التي تودي بحياة العمال ومئات الجرحى الذين يعانون من إعاقات مستديمة طيلة حياتهم”، ورأى الكاتب أن الإهمال هو السبب الرئيس في وفاة هؤلاء العمال، موضحًا أن مصطلح “حادث عمل” يُغطي على السبب الرئيس للوفاة.

وأوضح “عوفير” في مقال له بصحيفة “هآرتس” أن القرارات الخاطئة التي يتخذها أصحاب العمل الذي لا يتحلون بأدنى درجات المسئولية، وتنازلهم عن أمن وحماية العمال متعمدين، هو السبب الرئيس لوفاة هؤلاء العمال، مشيرًا إلى أن أصحاب العمل لا ينظرون إلا لمصالحهم المادية دون النظر لإمكانية تعرض العمال للمخاطر الشديدة، منوهًا إلى أن أغلب القتلى والمصابين يكونون من العرب أو العمّال الأجانب.

ودعا الكاتب إلى ضرورة إيجاد معالجة جذرية لتلك المشكلة، والتي تشمل تعيين مئات المراقبين، وإجراء تدريبات مهنية وتدريبات للوقاية في كافة مجالات العمل المختلفة، والأهم من ذلك هو إنشاء سلطة وطنية للصحة والأمان في العمل.

جانتس” يموت من أجل أفكاره!

بعد حل الكنيست رسميًّا لعدم التوصل لاتفاق بين حزبي “الليكود” و”أزرق أبيض” وإمكانية عقد الانتخابات من جديد في 23 مارس المقبل، تعرض رسام الكاريكاتير “عيرين وولكوفيسكي” للأضرار السياسية التي تكبدها “بني جانتس” رئيس حزب أزرق أبيض، ورأى أنه قتل نفسه سياسيًّا من أجل إعلاء مصالح الدولة، حيث إنه قبل بفكرة حكومة طوارئ وتبادل السلطة مع الليكود بعامين لكل منهما وتفادي الذهاب لانتخابات جديدة.

وجسّد الكاريكاتير ذلك برسم “بني جانتس” منهكًا للغاية ويحتضر سياسيًّا، بينما تنتظر النسور مصرعه من أجل التهامه، فيما يردّد “جانتس”: “إسرائيل قبل الجميع…، إسرائيل قبل الجميع ….، إسرائيل قبل……” “إسرائيل قبل الجميع…، إسرائيل قبل الجميع ….، إسرائيل قبل……”.

ربما يعجبك أيضا