الصحافة العبرية|حياة فلسطيني لا تعادل مولدًا كهربائيًا.. ودعوات لتحرير الصوت العربي في إسرائيل

مترجمو رؤية

ترجمة: فريق رؤية

الانتقام الإيراني بات وشيكًا

رأى الكاتب “عوديت جرانوت” أنه مع مرور سنة كاملة على اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، فإن درجة القلق والخوف في الخليج العربي ترتفع بشكل كبير، ومن المتوقع أن يستمر الأمر لمدة ثلاثة أسابيع وحتى خروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من البيت الأبيض، وذلك تحسبًا لردة فعل إيرانية انتقامية استغلال لفترة تبادل السلطة في الولايات المتحدة.

ولهذا السبب برّر الكاتب التحركات الأمريكية في المنطقة، حيث اعتبر أن هناك جهدًا استثنائيًّا من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لردع إيران من تنفيذ عملية ثأر لمقتل سليماني، وكذلك تصفية عالم النووي محسن فخري زاده، حيث دفعت واشنطن بغواصة نووية وحاملة طائرات إلى الخليج، وطائرات قصف ثقيلة من طراز B-52، والتي استعرضت عدة مرات في طلعات تهديدية في سماء الشرق الأوسط.

وأشار الكاتب بصحيفة “إسرائيل اليوم” إلى أن الإيرانيين أيضًا متخوفون من احتمالية قيام الولايات المتحدة بهجمات ضد المنشآت الإيرانية، وذلك استغلالًا لنفس الأسباب المتمثلة في قرب رحيل النظام الأمريكي الحالي، ورغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتقام من الإيرانيين قبيل رحيله مباشرةً.

ويعتقد “جرانوت” أنه حتى لو مرت الأسابيع الثلاثة القريبة دون تصعيد عسكري في الخليج، وجرى نقل الرئاسة في واشنطن بشكل سليم، لا يوجد أي ضمانة لتحسين سريع في العلاقات مع طهران، فالإيرانيون سيطالبون الرئيس الجديد بوقف أو تخفيف فوري للعقوبات، ولن يوافقوا على التنازل عن مشروع الصواريخ الباليستية، ولن يسارعوا إلى التوقيع على اتفاق نووي جديد يحاول مرة أخرى تكبيل أيديهم في السباق نحو القنبلة.

العدو يكمن في الجنوب

أكد الكاتب بمركز القدس للدراسات الاستراتيجية “يوني بن مناحم” أن الجهات الأمنية في إسرائيل تنظر بقلق كبير إلى تعاظم قوة المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن، حيث ينتمون إلى تنظيم “أنصار الله” المدعوم من إيران، وقد تحولوا إلى وكيل لها في اليمن مثل حزب الله في لبنان، والميليشيات الإيرانية في العراق، وتنظيمي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة. وأشار الكاتب إلى أن عملية التعاظم العسكري للمتمردين الحوثيين في اليمن مستمرة منذ عدة سنوات، حيث تُهرّب إيران كميات كبيرة من السلاح إلى اليمن عن طريق البحر، وترسل إليه خبراء عسكريين لتحسين تكنولوجيا إنتاج صواريخ بعيدة المدى والدقيقة.

ولفت “بن مناحم” إلى كون المتمردين الحوثيين في اليمن قدموا قبل بضعة أيام نموذجًا لقدرتهم الإرهابية من خلال هجوم نفذوه ضد الحكومة الجديدة في اليمن لإفشال “اتفاق الرياض”، لكي يُظهروا فشل المملكة العربية السعودية في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، وأنهم لا يزالون يُمسكون بخيوط اللعبة في اليمن.

ورأى الكاتب أن سياسة جو بايدن إزاء اليمن والمتمردين الحوثيين ستؤثر على إسرائيل، وسيكون من الصعب على تل أبيب أن تتحرك ضد الحوثيين في اليمن إذا هاجموا أهدافًا إسرائيلية في البحر الأحمر دون الحصول على موافقة إدارة بايدن، فالسياسة المتساهلة المتوقعة للرئيس الجديد إزاء إيران، في تقدير جهات سياسية في إسرائيل، ستشجع فقط العمليات الإرهابية لوكلاء إيران في الشرق الأوسط؛ الأمر الذي سيحوّل اليمن إلى جبهة إضافية ستضطر إسرائيل إلى مواجهتها في المواجهة مع إيران، على الرغم من بعدها الجغرافي الكبير.

من الذي يتعاون مع حماس؟

علق الكاتب ورئيس الوزراء الأسبق “إيهود باراك” في مقال له بصحيفة “هآرتس” على مجموعة من الأحداث الجارية “المركبة” مثل رغبة الليكود في التعاون مع القائمة العربية في الكنيست، وسعي تركيا لتحسين العلاقات مع إسرائيل، وإطلاق الجيش الإسرائيلي الصواريخ على أهداف ثانوية في قطاع غزة رغم إطلاق صواريخ من القطاع نحو الغلاف، وكذلك إمكانية استئناف دفع الملايين لحماس من خلال القَطَريين، ورأى باراك أن تلك الأخبار تقود إلى صورة أكثر تعقيدًا وتشير إلى شيء ما بين حماس وبنيامين نتنياهو.

وأضاف باراك: “يعرف الجميع أن حماس والحركة الإسلامية في إسرائيل سيسعدون بفوز نتنياهو بالانتخابات الجديدة، فسقوطه خطر عليهم وهم يعرفون سبب ذلك”، موضحًا أن نتنياهو الذي وعد بالقضاء على المنظمة الفلسطينية المسيطرة على القطاع، على عكس ذلك أهمل الإسرائيليين القاطنين في غلاف غزة، ويخادعهم ببعض مشاريع البنية التحتية لينال أصواتهم”، مشيرًا إلى أن إضعاف نتنياهو للسلطة الفلسطينية التي تتعاون للقضاء على الإرهاب وعدم القضاء على حماس، بل على العكس تقويتهم واعتبارهم كيانًا يحارب إسرائيل وتسهيل دخول الأموال إليهم، يشير بالطبع إلى وجود تحالف غير مكتوب بين نتنياهو وحماس، وأوضح باراك أن نتنياهو لا يريد تسوية، كما أن حماس أيضًا هي العنصر الذي يسمح له ويمنحه مبررات لعدم التسوية.

عندما لا تساوي حياة الفلسطينيين مولّدًا كهربائيًا قديمًا!

بعد انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يوثّق إطلاق جندي إسرائيلي النيران على رقبة شاب فلسطيني من مسافة أقل من متر واحد، رأى الكاتب “سابي يافا” أن الجميع يعرف أن حياة الفلسطينيين لا قيمة لها من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، لكن ما لا يعرفه الجميع هي أنها تعادل قيمة مولّد كهربائي قديم، موضحًا أن مقطع الفيديو يُظهر أن الشاب الفلسطيني “هارون أبو عرام” من جنوب الخليل لم يهاجم جنود “الاحتلال” قط، لكن الجندي الإسرائيلي قرّر ودون تردد إطلاق الرصاص على هارون لأنه يعلم جيدًا أن الجيش سوف يتستر عليه وسيقوم بتبرئته من جريمته.

واندهش “سابي” في مقال له بصحيفة “هآرتس” من تعنت الجنود وإصرارهم على مصادرة مولد كهربائي قديم يوفّر لأهل القرية ظروف معيشة أساسية، مذكرًا بحادث في ٢٠١٩ قام خلاله جندي بقتل فلسطينى وإصابة آخر وكانت عقوبته خدمة جماهيرية لثلاثة أشهر، لذا برز التساؤل هنا، طبقًا للكاتب: “لم لا يطلق هذا الجندي أيضًا النار على هارون ما دامت أقصى عقوبة هي الخدمة الجماهيرية؟!”. وطالب الكاتب جميع النشطاء الاجتماعيين وأعضاء الكنيست والشخصيات المعروفة بضرورة استنكار هذه “الجريمة الوحشية”، مشددًا على أن إطلاق النيران على الفلسطينيين سيتواصل ما دام الاستيطان مستمرًا.

دعوة لتحرير الصوت العربي في إسرائيل

دعا الكاتب “نايل زعبي” المجتمع العربي في إسرائيل للتخلص من فكرهم الانتخابي القائم على الترهيب، والذي تعبر عنه القائمة العربية المشتركة التي تقوم بحشد الأصوات العربية تحت شعارات تحمل في طياتها التخويف من اليهود المضطهدين، وزرع الكراهية تجاه المغتصبين الصهاينة.

وأضاف الكاتب، في مقال له بموقع “ميدا”، أن هذا الواقع المحزن الذي يعيش فيه المجتمع العربي في إسرائيل منذ 72 عامًا ليس قدرًا، وليس واقعًا ملتزمًا؛ إذ يسعى معظم المجتمع العربي في إسرائيل إلى الاندماج في الدولة ومؤسساتها، ويسعى إلى التحرر من قيود “القائمة المشتركة”، والتوقف عن كونه نظامًا موجهًا لا صوت له، وأن الانضمام إلى الأحزاب يعمل على إحداث الفارق على الأرض، والتي يمكنها إحداث التغيير المطلوب في المجتمع العربي في إسرائيل.

ودعا الكاتب القيادات العربية واليهودية للعمل سويًّا من أجل تحرير المجتمع العربي للتخلص من تبعات أفكار الحشد التي عفا عليها الزمن، والتي لا تقدّم مشروعًا حقيقيًّا يهدف لتحقيق مطالب المجتمع العربي على كافة الأصعدة، أمنيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا وصحيًّا، بدلًا من اللعب على مشاعر الجمهور وحشدهم لمجرد الفوز في الانتخابات.

ضغط دولي على عباس لإقامة انتخابات

أكد تقرير بالمركز الأورشليمي أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن تعتزم مطالبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإجراء انتخابات، نظرًا لاحتمال تغيير الحكومة في إسرائيل نتيجة للانتخابات، فإدارة بايدن تريد أن ترى تدفق دم جديد للقيادة الفلسطينية في رام الله. واستند التقرير لقول مسؤولين أمريكيين مقربين من طاقم بايدن لمسؤولي فتح إن الإدارة الجديدة تريد أن يتقاعد بعض قادة فتح المخضرمين، الذين يَعتبرهم الجمهور الفلسطيني فاسدين، ويُفسحون الطريق لجيل من الشباب.

وأوضح التقرير أنه من المفترض أن يكون هذا أحد مطالب وزير الخارجية الأمريكي المعين أنتوني بلينكن، إذ بدأ فريق إدارة بايدن الجديد مناقشات وصياغة السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، حيث تسعى إلى تفكيك إرث دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومن الأفكار قيد الدراسة أيضًا إنشاء مكتب خاص في وزارة الخارجية الأمريكية للتعامل مع القضية الفلسطينية.     

ونوه التقرير إلى مطالبات الاتحاد الأوروبي بأن تجري السلطة الفلسطينية انتخابات عامة في المناطق والبرلمان والرئاسة من أجل إعادة شرعية قيادتها من قبل الجمهور الفلسطيني، كما يشمل المطلب الأوروبي إجراء انتخابات في قطاع غزة، حيث يعارض الاتحاد الأوروبي الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ويؤكد أن القطاع جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وأنه يجب على الفصائل الفلسطينية المختلفة التغلب على الخلافات بينها وإجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن.

ربما انزعجتم من الربيع العربي مبكرًا!

بعد اهتمام العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بالحديث عن مرور عِقد من “احتجاجات الربيع العربي”، أعرب الكاتب “ناداف تامير” في مقال له بصحيفة “يديعوت أحرونوت” عن اندهاشه من اعتبار الثورات العربية كانت بسبب تواجد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وأن سياساته كانت العامل الذي شجع الشباب العرب على التظاهر ضد حكامهم، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية تفاجأت مثلها مثل أجهزة الاستخبارات العالمية، ومن ضمنها الموساد، بمظاهرات الدول العربية.

وأضاف تامير أن دعوة أوباما لإقصاء الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك كان بناءً على طلب الجيش المصري آنذاك، الذي خشي من سفك دماء المصريين، موضحًا أن “الربيع العربي” قد بدأ بسبب شبكات التواصل الاجتماعي التي أظهرت للمواطنين العرب كم كانت حياتهم صعبة للغاية. وتوقع الكاتب تحسن أحوال الشباب العربي ببطء نظرًا للوعي الذي اكتسبوه، بالإضافة إلى التفاعل الجيد حاليًا مع حكامهم، حيث صار التواصل بين الرئيس وشعبه أكثر قربًا.

وفيما يخص إسرائيل، رأى الكاتب أن احتجاجات الربيع العربي كانت أفضل كثيرًا تجاه إسرائيل، حيث “بات الشباب العربي أكثر انفتاحًا عليها ورأوا نجاحها عن قرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

أين اختفيت؟

علق رسام الكاريكاتير “عاموس بيدرمان” على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده تريد علاقات أفضل مع إسرائيل، وتخيل بيدرمان أن أردوغان يغازل بهذا التصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي بدوره يبدو مندهشًا من تصريحات أردوغان وتوقيتها.

وصور بيدرمان، الرئيس التركي وكأنه ينادي على نتنياهو من خلفه قائلًا: “أين اختفيت؟”، بينما يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي يشير إلى نفسه مندهشًا غير مصدق أن أردوغان يوجه إليه الحديث.

ربما يعجبك أيضا