الصحافة العبرية| نتنياهو يتاجر بوباء كورونا.. وهل استوعب أبو مازن رسائل ترامب؟

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

ماذا يدور في ذهن أبو مازن؟


تناولت الكاتبة بصحيفة يديعوت أحرونوت “سمادار بيري” القرار الرئاسي الذي أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بإجراء الانتخابات الفلسطينية للمرة الأولى منذ 15 عامًا، مشيرةً إلى أنه من الضروري دراسة مدى جدية أبو مازن في تنفيذ ذلك القرار، لا سيما وأن الأمور قد لا تصب في صالحه حال ما قرر الدخول للمعترك الانتخابي.


حيث تؤكد أرقام استطلاع داخلي أن إسماعيل هنية زعيم حركة حماس في غزة سيفوز بنسبة تُقدّر بنحو 50% مقابل 43% لعباس، وأيضًا في انتخابات المجلس التشريعي الفوز ليس في جيب أبو مازن. وإذا فازت “حماس” في الجولة الأولى والثانية فإن فوزها مضمون أيضًا في الجولة الثالثة والأخيرة في انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، ولذلك لا داعي للتعجب كون حركة حماس قد خرجت عن طورها وسارعت إلى التهنئة بصوت عالٍ وتعهدت أيضًا بالمشاركة.


وأوضحت الكاتبة أنه في هذه المرحلة ليس واضحًا أبدًا إذا كان أكثر من مليون شخص من الذين يحق لهم الاقتراع والترشح في غزة سيقدرون على تحقيق إرادتهم، وهل سيأتي سكان القطاع إلى صناديق الاقتراع التي ستفتح في وسط البلدة ومخيمات اللاجئين؟ وهل من سيكون في تلك الفترة موجودًا في الضفة سيستطيع التصويت؟ وماذا بشأن سكان القدس الشرقية. وأضافت بيري أنه حتى هذه الساعة، إسرائيل صامتة، لكنها حرصت على التوضيح أنها لن توافق على عمليات سياسية في أراضيها، كون القدس الشرقية تنتمي إلى دولة إسرائيل، وفي هذه الأثناء يضغط عباس لإشراك الفلسطينيين في كل مكان، حتى لو كان لا يقدر على تقرير مستقبل سكان (المنطقة ج).
وترى الكاتبة أن أبو مازن يسير وفق ما هو مطلوب منه، وليس صدفة إصداره الآن أمر الانتخابات قبيل أيام من دخول الرئيس الأمريكي الجديد للبيت الأبيض، فقد سبق أن أوضح أنه يريد استئناف المفاوضات مع إسرائيل بوساطة أمريكية، لذلك من المعقول الافتراض أنه سيترك للزمن وفقدان الاهتمام الدولي بمسائل الفلسطينيين أن يفعلا فعلهما.


نتنياهو يسعى لتفكيك اليسار


أوضح الكاتب “موتي توكبيلد” أن رئيس الوزراء السابق إيهود باراك بارع في التفكيك، تفكيك حزبه ومعسكره، بينما بنيامين نتنياهو أيضًا بارع في التفكيك، لكن بعكس باراك هو اختصاصي في تفكيك الآخرين؛ ففي كل معركة انتخابية يحاول رئيس الحكومة هندسة معسكر اليمين وسحق خصومه من اليسار، ولم يكن ينجح في ذلك بصورة كاملة، ولكن هذه المرة يبدو أنه أوشك على أن ينجح أكثر من أي مرة سابقة.


وأضاف الكاتب أنه بعد تفكيك حزب أزرق أبيض، أغلبية مكونات كتلة اليسار تفكّكت من تلقاء ذاتها، وتفرغ نتنياهو لمهمتين سياسيتين ملتهبتين قبل إغلاق تقديم القوائم الانتخابية، واللقاحات واتفاق السلام على الطريق، وتفكيك القائمة المشتركة، وتفكيك حزب يمينا، وفي الحالتين المهمة لم تنته بعد، لكن العملية في ذروتها. وكان خيار نتنياهو هو الليكود في مقابل حزب موازٍ من كتلة اليسار، وبهذه الطريقة اعتاد خلق توتر يحثّ من خلاله أنصار اليمين على التصويت لمصلحة الليكود على حساب الأحزاب الأخرى، ولكن في الانتخابات هذه المرة ليس أكيدًا وجود حزب كهذا في معسكر اليسار.


لقد وصلت الرسالة الإسرائيلية


رأى الكاتب والمحلل “عاموس هارئيل” أنه على ما يبدو أن إسرائيل تستغل الفترة الانتقالية بين الإدارتين الأمريكيتين لزيادة الضغط على إيران في سوريا، إذْ وقع هجوم جوي نُسِب إلى إسرائيل هو الرابع خلال أقل من 3 أسابيع، وهذه المرة في شرق سوريا، ووقع في منطقة دير الزور بالقرب من المعبر الحدودي البوكمال، وفي القصف الأخير هوجمت أكثر من 10 أهداف، شملت قيادات ومخازن لوسائل قتالية إيرانية، ووقع كل ذلك في منطقة سكنية مكتظة نسبيًّا.


وأشار الكاتب بصحيفة “هآرتس” إلى أن العملية بدت وكأنها محاولة إسرائيلية جديدة لعرقلة الجهد الإيراني لنقل سلاح وعناصر ميليشيات شيعية عبر العراق إلى شرق سوريا، وفي الوقت ذاته بعثت برسالة إقليمية مفادها أن إسرائيل ستواصل هجماتها وفقًا لحاجاتها الاستخباراتية، دون علاقة بتبدل السلطة ونيات إدارة بايدن استئناف المفاوضات مع إيران على الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه إدارة ترامب في 2018.


وأوضح الكاتب أن مؤيدي الهجمات يدّعون أن الإيرانيين هم اليوم في موقع ضعف نسبي في سوريا والعراق، وأن ما يجري يسمح بضربهم في نقاط ضعفهم، فهم يميزون بين ما يجري على هذه الساحة وبين التوتر في الخليج العربي، حيث يتابع الإيرانيون بقلق التحركات الأمريكية، وما زالوا يتخوفون إلى حد ما من أن يأمر الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بتوجيه ضربة وداعية قبل انتهاء ولايته، على هذه الخلفية يوجد في المؤسسة الأمنية من يتخوف من أن النشاط الإسرائيلي المفرط يمكن أن يسرع حدوث خطأ في الحسابات يؤدي إلى انفجار.

أبو مازن استوعب رسائل ترامب


أكد الكاتب “يوني بن مناحم” أنه في الأسابيع الأخيرة ازداد ضغط مسئولين في إدارة بايدن الجديدة على كبار المسئولين في السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات بمناطق السلطة الفلسطينية في أقرب وقت ممكن، الرسالة التي نُقلت إلى رئيس السلطة محمود عباس كانت بسيطة، ومفادها أن الرئيس المنتخب جو بايدن يريد رؤية عملية ديمقراطية يجري من خلالها ضخ دماء جديدة في القيادة الفلسطينية.


حيث يريد بايدن رؤية نظام فلسطيني جديد مبني على مؤسسات، هذا ما جرى إيضاحه لعباس، وهذا هو شرط حصول السلطة الفلسطينية على بوادر حسنة أمريكية، أي استئناف المساعدة المالية للسلطة الفلسطينية وللأونروا، ونقل القنصلية الأمريكية إلى القدس الشرقية، واستئناف المفاوضات السياسية، وغيرها مرتبط بإجراء انتخابات، الأمر الذي جعل أبو مازن يعي الرسالة سريعًا ويُقْدِم على خطوة الانتخابات.


وأبدى الكاتب بموقع القدس للدراسات تخوفه من فوز حماس حيال حدوث الانتخابات بالفعل، حيث إن فوزها سيعزّز قوة إيران وتركيا في أراضي الضفة الغربية، كما أن إجراء انتخابات في المناطق هو جزء مهم من اتفاق أوسلو ومن العملية الديمقراطية لانتخاب قيادة ومؤسسات حكم فلسطينية، لكن يجب منع حركة إرهابية مثل حماس – طبقاً لرأيه – من المشاركة فيها، وثمة نقطة إضافية لها علاقة بموضوع القدس، مشاركة سكان القدس الشرقية في الانتخابات سيقوض مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل، وهي مكانة حصلت على شرعية من إدارة ترامب، ويجب ألا توافق إسرائيل على أي خطوة تقضم مكانة القدس الشرقية، كما يجب عليها ألا تتساهل في الموضوع الأمني.


فرص التوافق الإسرائيلي الباكستاني غير موجودة


رأى الكاتب “أفرايم عنبر” أنه في ضوء اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية في الوقت الراهن، لا تزال لعبة التخمين جارية بالنسبة لأي دولة عربية أو إسلامية ستكون التالية للاعتراف بإسرائيل، وكثيرًا ما يرد ذكر باكستان في هذا الصدد، وتكهّنت وسائل الإعلام الباكستانية حول ذلك أيضًا، ولكن من غير المرجح تحقيق السلام بين باكستان وإسرائيل على المدى القريب؛ بسبب القيود الداخلية الباكستانية وتوجه السياسة الخارجية لإسلام أباد.
وأوضح الكاتب بصحيفة “إسرائيل اليوم” أن الجدل العام في باكستان حول التقارب بين إسرائيل وباكستان ليس ظاهرة جديدة، ولم يعد من المحرمات الدعوة إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، حيث دعا زعيم باكستان الجنرال برويز مشرف في عام 2003 علنًا إلى تحسين العلاقات مع إسرائيل.


وأكد أفرايم أنه بالنظر إلى الحقائق المحلية في باكستان وتوجه السياسة الخارجية لها، فمن المرجح أن تظل الشائعات العرضية عن انفراج في العلاقات بين إسرائيل وباكستان مجرد شائعات لا أساس لها.


لماذا لم يتم تطعيم العرب ضد كورونا؟


انتقدت الكاتبة بصحيفة هآرتس “نيهايا ديفيد” استراتيجية التطعيمات ضد فيروس كورونا في المناطق العربية، وأكدت أن نسبة تطعيمات الوباء في المجتمع العربي منخفضة نسبيًّا، حيث وصلت نسبة متلقي اللقاح في صفوف من بلغوا الـ60 عامًا فما فوق %50 فيما بلغت نسبتها الـ %75 في الوسط اليهودي، لكن من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة في الأسابيع القريبة، أما في صفوف الأطفال، فتصل نسبة التطعيم بين الأطفال العرب الـ %90، وهي نسبة مرتفعة جدًّا إذا ما قورنت بالمجتمع اليهودي.


ولكن يبقى التساؤل: لماذا لا يسارع العرب بالتطعيم ضد فيروس كورونا؟ يلعب الشك والخوف من التطعيم دورًا رئيسيًّا، فهناك نوع من التخوف والشك تجاه التكنولوجيا الحديثة التي طوّرتها شركات الدواء الخاصة التي تسعى لتحقيق أرباح طائلة على حساب المرضى، حيث تسود حالة عامة من انعدام الثقة التي ترتفع بين المجتمع العربي وجهاز الصحة، كما أن الشك والخوف يلعبان دورًا رئيسيًّا أيضًا في كل ما يتعلق بنسب التطعيمات المتدنية حتى في أوروبا والولايات المتحدة، وعليه فالمجتمع العربي ليس استثناء داخل المشهد الدولي، مقارنةً بالمجتمع اليهودي الذي يسارع للتطعيم.


وقد تراجعت ثقة المجتمع العربي بقدرة الجهاز الصحي الإسرائيلي على التعامل مع أزمة كورونا، وذلك جراء تعامله الخاطئ مع انتشار العدوى في البلدات العربية، حيث كان المجتمع العربي خلال الموجة الأولى مثالًا يحتذى بالتعامل مع أزمة كورونا، ولم تتعدَّ نسبة المرض في البلدات العربية من مجموع كل الحالات في إسرائيل الـ%5.


نتنياهو والمتاجرة إعلاميًّا بمكافحة كورونا


انتقد رسام الكاريكاتير “عاموس بيدرمان” متاجرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدوره في مكافحة كورونا في الإطار الحكومي الرسمي، واستغلال أي فرصة ممكنة لإظهار الأمر كما لو أنه منحة منه للمواطنين، على الرغم من أنه يقوم بدوره لا أكثر، وعلى الرغم من عدم قدرة حكومته حتى الآن على تحقيق إنجاز ملحوظ في هذا الصدد.


وصوّر بيدرمان نتنياهو وهو يلتقط صورة مع أحد المتوفين جراء كورونا على مرأي وسائل الإعلام التي تقوم بدورها بالتصوير، مُظهرًا رغبته في استغلال الأمر للدعاية الانتخابية، دونما اكتراث بأن ذلك فشل ذريع ومن المفترض أن يكون ضده وليس في صالحه.

777

ربما يعجبك أيضا