كوارتز | نصائح من متخصصين.. كيف تقرأ كتابًا؟

شهاب ممدوح

ترجمة – شهاب ممدوح

ليس هناك غذاء فائق الجودة لعقلك أفضل من قراءة كتاب، إن القراءة هي أفضل طريقة تساعدك على كسب فهم عميق وواسع لموضوع أو مجال متخصص، حيث يمكنك أن تقرأ كتابًا كاملًا كل يوم، لكن هذه مهمة صعبة. هذا هدف كبير وقد يكون غير معقول، لكنني نجحت في تحقيقه.

أنا أكون انتقائيًّا عندما يتعلق الأمر باختيار الكتب التي سأقرأها سريعًا، أبحث عن الأفكار الأهم في كل كتاب، والتي قد تساعدني في تحقيق أهدافي طويلة الأمد.

أنا لا أقرأ عندما أكون في “مزاج جيد” فقط؛ لأن هذا أمر غير متوقع؛ بل أقرأ في كل مكان عندما حتى يكون لدي خمس دقائق فقط. من المناسب للغاية لي أن أمسك بهاتفي (أضبطه على وضع الطيران حتى أتجنب جميع التنبيهات) ثم أقرأ فقرة أو اثنتين عندما أستطيع ذلك.

هناك بعض الكتب التي يمكن قراءتها مرة واحدة، ما يمنحني إشباعًا فوريًّا، ثم تنتابك رغبة في تمريرها إلى شخص آخر، وهناك بعض الكتب التي تحتاج المزيد منك. السؤال هو: ما حجم المجهود الذي ترغب في بذله لقراءة هذه الكتب؟

وسواء كنت تسعى لتحسين نفسك، أو تعلُّم شيء جديد، فإنه يمكنك قراءة كتاب واحد يوميًا.  يشرح “باتريك آلان” – صاحب موقع “لايف هاكر” (Lifehacker) – السبب الذي يجعل قراءة كتاب كل يوم هدفًا واقعيًّا، وذلك في حال كنت مستعدًا لتخصيص ساعات لفعل هذا:

“إن قراءة كتاب كامل في غضون ساعات، ربما يبدو أمرًا شاقًا، لكن الأمر برمته يعتمد على عملية حسابية بسيطة. يقرأ الشخص البالغ ما بين 200 و400 كلمة في الدقيقة. فيما تتراوح الرواية العادية ما بين 60 ألفًا إلى 100 ألف كلمة إجمالًا. ولو كانت سرعة قراءتك متوسطة وتبلغ 300 كلمة في الدقيقة، ولو كنت تقرأ رواية ذات عدد متوسط من الكلمات يبلغ 80 ألف كلمة، فستكون قادرًا على استكمال قراءتها في نحو خمس ساعات أو أقل”.

لو كنت ترغب في القراءة، فثمة احتمال أن لديك كومة من الكتب تخطط لقراءتها، لكنك لا تملك الوقت لذلك. لكن، في حال قررت البدء في قراءتها، فستستطيع تغيير عادة القراءة لديك. وعندما ترغب في فهم مؤلف ما، فلن تستغرق وقتًا طويلًا لقراءة كتاب كامل. إن فهم كتاب هو أفضل طريقة للقراءة بسرعة.

يحاول بعض مؤلفي الكتب الواقعية شرح فكرتهم، ويطلبون منك التعلم منهم، وبمجرد أن تعرف رسالة المؤلف وتفهمها، ستكون قادرًا على قراءة كتابه بسرعة، والتعلم منه، ومن ثم الانتقال للكتاب الآخر.

قال السير “فرانسيس باكون” ذات مرة: “ثمة كتب يمكن تذوقها، وأخرى يمكن بلعها، وبعض الكتب الأخرى يمكن مضغها وهضمها: أي أن بعض الكتب يمكن قراءتها فقط في أجزاء، وكتب أخرى يمكن قراءتها، ولكن ليس بفضول، وبعض الكتب يمكن قراءتها بأكملها، بمثابرة واهتمام”.

لا تقرأ جميع كتبك بالعقلية ذاتها

اختر الكتب بغرض قراءتها بسرعة، لكن لا يمكنك اختيار أي كتاب لهذا الغرض.

إن الاستمتاع بالكتب لا يختلف عن الاستمتاع ببرنامج تليفزيوني أو فيلم. لو كنت لا تحب البرنامج، فلن تضيع وقتك في بدء مشاهدته في المقام الأول، ولو كنت لا ترغب في إعطائه فرصة، فستحاول مشاهدة الحلقة الأولى، ولو كنت لا تحب كتابًا، فستتوقف عن قراءته، والبدء في قراءة كتاب آخر.

إن قراءة كتاب ينبغي أن تكون تجربة تمنحك متعة وقيمة، وليست شيئًا تجد صعوبة في إنجازه. من المهم اختيار كتابك بعناية، وعليك أيضًا أن تجد سببًا للقراءة. قد يكون تحسين الذات، أو استغلالًا أفضل للوقت، أو تعلم أشياء، أو تحسين حياتك المهنية، الخ.

استخدم رؤيتك المحيطية

تعلّم أن تقرأ بسرعة، إن استخدام رؤيتك المحيطية، يسمح لك بالقراءة دون تثبيت العين، لأن مدى الرؤية لديك سيكون أوسع، ويمكنك رؤية المزيد من الكلمات وقراءتها ومعالجتها في وقت واحد.

عندما تستخدم رؤيتك المحيطية للقراءة، عليك أن تنظر في الفراغ بين الكلمات، بدلًا من النظر إلى الكلمة المحددة، ولكن حاول أن تقرأ الكلمتين، ثم تنقل عينيك إلى الزوج الآخر من الكلمات. يقول “مايكل بنينغر” الكاتب في موقع BlinkList:

“لتحقيق براعة فائقة في القراءة، استغل رؤيتك المحيطية أفضل استغلال. عزّز من هذه المهارة بسرعة عبر إلقاء نظرة سريعة على العبارات، ثم حاول تلاوتها. يرتكز أسلوب ترك المسافة على هذا الأمر عبر الاقتراح بأن يوجّه القرّاء أعينهم على مركز سطر النصّ، من دون التركيز على كلمات تقع على مسافة نصف بوصة لكل هامش”.

عليك أن تقرأ في شكل كتل. والكتلة هنا تعني مجموعة من 16 كلمة متجاورة تقرأها في لمحة واحدة. عندما تقرأ كتلًا من الكلمات، فإنك تزيد بطبيعة الحال من سرعتك لأنك لا يمكن أن تبطئ سرعتك لتنطق الكلمات أو تسمعها أثناء قراءتك لها.

المكان هو كل شيء

بمجرد أن تُعلّم نفسك القراءة السريعة وبوتيرة جيدة، وكان لديك بعض الكتب التي ترغب في قراءتها، فإنك ستكون بحاجة إلى بيئة قراءة مثالية. إن عناصر الإلهاء موجودة في كل مكان.

اعزل نفسك عن كل شيء يمكن أن يلهيك. فكر في الوقت الذي تحتاجه للاختلاء بنفسك، ثم ضاعف هذا الوقت. اذهب إلى مكان يضمن لك تحقيق الاختلاء بالنفس الذي ترغب فيه، واستخدم سماعات الأذن، لو أحببت هذا. استمع إلى الضوضاء البيضاء. سيساعدك هذا في المحافظة على التركيز، والقراءة بوتيرة أسرع قليلا.

إن كنت لا تملك وقتًا كافيًا، والجلوس ليس خيارًا، فيمكنك أن تختار كتابًا صوتيًّا. يمكنك أن تقرأ لمدة ساعتين، وتحميل الكتاب الصوتي والاستماع له بينما تقود السيارة أو تتبضّع أو أثناء أوقات الراحة، أو أداء أعمال منزلية، أو عندما تمارس تمارين رياضية. يمكنك دائمًا العودة إلى كتابك بمجرد أن تنتهي من أداء كل مهامك.

استغل كل لحظة

إذا كنت تسافر إلى عملك، فعليك أن تستغل وقت السفر. ولو كان لديك استراحة غداء، استغل هذا الوقت. هل تقف في طابور؟ اقرأ.

خصص ساعة من وقت مشاهدتك للتلفاز يوميًّا للقراءة لو كان هذا ضروريًّا. إن الفوائد طويلة الأمد للقراء لا يمكن مقارنتها بـ المتعة قصيرة الأمد للمشتتات اليومية.

اقرأ/تصفحّ فصول كتاب ما بسرعة

هذه النصيحة التي قدمها “بيتر بريغمان” صنعت فارقًا كبيرًا بالنسبة لي.  شارك “بريغمان” هذه النصيحة في مجلة “هارفارد بيزنس ريبورت”، ومشاركته الكاملة تستحق القراءة:

“اقرأ العنوان، ثم اقرأ أولى الفقرات حتى أولى صفحات الفصل، لمعرفة كيف يستخدم المؤلف هذا الفصل، وكيف ينسجم مع الحجة التي يحاول الكتاب إيصالها. ثم بعدها تصفح العناوين الرئيسية والفرعية (لو كانت موجودة أصلًا) لكي تندمج تمامًا مع الكتاب. اقرأ الجملة الأولى والأخيرة لكل فقرة. لو فهمت المعني، فعليك أن تنتقل إلى الفقرة الأخرى. وإلا ربما سترغب في قراءة الفقرة بأكملها، وبمجر أن تفهم الفصل، فقد تكون قادرًا على قراءة صفحات كاملة بسرعة، إذ ستصبح حجة الكتاب واضحة لك، وربما تكرر نفسها”.

إن هذه النصيحة لن تكون مفيدة في الكتب الخيالية، لكن يمكن تطبيقها مع الكتب الأخرى التي تحاول إيصال فكرة أو حجة إلى قرّائها.

دَوِّن ملاحظات

عندما تنوي قراءة كتاب في يوم واحد، فإنك ستنسى بطبيعة الحال بعض الأشياء. هل لديك وسيلة لتدوين ملاحظات؟ إن تدوين ملاحظات أثناء قراءة كتاب هو أمر مفيد للغاية، أو يمكنك عوضًا عن هذا البقاء نشطًا عبر تحديد بعض المقاطع.

ابدأ تدريجيًا

لا يتعيّن عليك إنهاء قراءة كتاب كل يوم، لكن لو كنت تحرص على تحسين طريقة قراءتك بشكل كبير، ابدأ القراءة تدريجيًّا. لا تقسُ على نفسك لو كنت لا تستطيع قراءة كتاب كامل في يوم واحد؛ لأن هذا الأمر يتطلب ممارسة. اختر موضوعًا تستطيع فهمه أو الاستمتاع به، ثم استكشف وجرّب، سيحفّزك هذا لقراءة الكتاب في الغد وما بعده. الآن، هيا أمسكْ الكتاب الذي ترغب في قراءته وابدأ القراءة.

للاطلاع على الرابط الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا