دويتشه فيله | ما الصفقة التي عرضتها ألمانيا على أمريكا لمنع فرض عقوبات على خط أنبوب غاز نورد ستريم الروسي؟

آية سيد

ترجمة: آية سيد

عرضت الحكومة الألمانية على إدارة ترامب دعمًا ماليًا يصل إلى مليار يورو (1،21 مليار دولار) في محاولة لمنع واشنطن من فرض عقوبات على خط أنابيب نورد ستريم 2، وفقًا للوثائق التي نشرتها المنظمة الألمانية لحماية البيئة يوم الثلاثاء. إن خط الأنابيب المثير للجدل، الذي أوشك على الانتهاء سيضاعف كمية الغاز الطبيعي التي تصل سنويًّا من روسيا إلى ألمانيا.

ماذا عرضت ألمانيا؟

نشرت المنظمة الألمانية لحماية البيئة خطابًا شخصيًّا من وزير المالية الألماني أولاف شولتس إلى وزير الخزانة الأمريكي السابق ستيف منوتشين. ويُزعم أن شولتس عرض التمويل لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.  في المقابل، طُلب من الولايات المتحدة السماح بـ”إنشاء وتشغيل نورد ستريم 2 دون عوائق”.

ذكر الخطاب: “الحكومة الألمانية مستعدة لزيادة دعمها العام زيادة ضخمة لإنشاء محطات غاز طبيعي مسال على طول السواحل الألمانية … عن طريق تقديم ما يصل إلى 1 مليار يورو”. “التشريع المستقبلي، الذي قد يصبح الأساس لفرض عقوبات على نورد ستريم 2، لن يُستخدم أو في حالة أحكام العقوبات الإلزامية، سيُحظر عن طريق الاستثناءات أو غيرها من الأدوات المناسبة والفعالة”.

شولتس عضو في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الشركاء الصغار في حكومة الائتلاف الألمانية. إنه المرشح الرئيسي للحزب في الانتخابات الوطنية لهذا العام.

ماذا كانت ردود الأفعال السياسية؟

وصفت ساشا مولر كرينر، المديرة التنفيذية للمنظمة الألمانية لحماية البيئة، هذا الأمر بالـ”فضيحة” وبأنه “صفقة قذرة على حساب أطراف ثالثة”. وأدان عددٌ من الساسة المعارضين هذا الكشف.

وقال سفين كريستيان كيندلر، المشرع في حزب الخضر، في تصريح له: “من غير المقبول إطلاقًا أن يحاول أولاف شولتس استخدام أموال دافعي الضرائب لتلميع الغاز الصخري الأمريكي في ألمانيا بينما في الوقت نفسه يريد إخراج نورد ستريم 2 من العقوبات الأمريكية”.

ووصفت السياسية سيفيم داجديلين، من حزب اليسار، عرض أموال دافعي الضرائب لبناء محطات الغاز الطبيعي المسال المدعمة بأنه “جريمة صريحة”. وقالت داجديلين: “أنت لا تعقد الصفقات السرية القذرة مع المبتزين الوقحين، حتى لو كانوا في البيت الأبيض أو في مجلس الشيوخ الأمريكي”.  ولم يعلق وزير المالية في برلين على الأمر في البداية، على الرغم من أن متحدثًا ذكر أنه يجري إعداد بيان.

ما الخلاف على نورد ستريم 2؟

تعارض المنظمة الألمانية لحماية البيئة وغيرها من النشطاء المعنيين بالمناخ توسيع البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال في ألمانيا، وكذلك أيضًا مشروع نورد ستريم 2 بسبب المخاوف من الانبعاث المحتمل للغازات الدفيئة. وتخشى الولايات المتحدة وعدة دول في أوروبا الشرقية من أن خط الأنابيب سيزيد من اعتماد غرب أوروبا على روسيا في مجال الطاقة.

غير أن مؤيدي خط أنابيب الغاز اتهموا الولايات المتحدة بأنها تريد فقط بيع شحنات الغاز الطبيعي المسال محليًا إلى المستهلكين الأوروبيين. وازداد النقد الموجه لنورد ستريم أيضًا في ضوء معاملة روسيا للمعارض المسجون أليكسي نافالني.

وفي حوار مع الصحيفة الألمانية Rheinische Post، دافع الرئيس الألماني فرانك – فالتر شتاينماير عن خط الأنابيب بقوله: إن مبيعات الوقود كانت “واحدة من آخر الجسور بين روسيا وأوروبا”.

وقال إن هذا مهم لأن شهر يونيو سيشهد مرور 80 عامًا منذ غزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفيتي. وقال سفير أوكرانيا في ألمانيا: إن التصريحات قوبلت بـ”المفاجأة والاستياء” في كييف، حيث إنها تجاهلت الضحايا الأوكرانيين للنازيين.

وتنبع معارضة أوكرانيا لنورد ستريم 2 جزئيًّا من أن كييف تستفيد من جمع رسوم العبور من الغاز الروسي المشحون عبر أنابيب الغاز الموجودة إلى أوروبا، لكن مسار نورد ستريم 2 عبر بحر البلطيق سيتجاوز أوكرانيا، ويرسل الغاز مباشرة من روسيا إلى ألمانيا.

للإطلاع على الرابط الأصلي إضغط هنا

ربما يعجبك أيضا