الصحافة العبرية| نتنياهو أخطر من ترامب.. وأمريكا تدفع منطقة الشرق الأوسط نحو الحرب

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

إسرائيل لا تملك استراتيجية للأمن القومي

اعتبر الكاتب “تامير باردو” أنه منذ سنوات تتصرف إسرائيل من دون وجود عقيدة عليا للأمن القومي، وهذه الأمور لا تنطبق فقط على بلورة سياسة إزاء إدارة بايدن في المسألة الإيرانية التي نشرت وجهة نظر إسرائيل باسم رئيس الحكومة حتى قبل اجتماع الطاقم الأمني للبحث فيها، ويكفي ذكر الموافقة على أن تزود أطراف دول المنطقة بمنظومات سلاح استراتيجي، وكذلك إعلان ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية وأيضًا إلغاء الضم، والقرار بتزويد دول غربية بلقاحات كورونا، وخيار عرقلة تقديم اللقاح إلى الجار الفلسطيني، على الرغم من أن الفيروس لا يتوقف عند الحواجز في طريقه إلى داخل إسرائيل.

وأضاف تامير أن جميع هذه القرارات اتُّخذت بمعزل عن سياقها الواسع، وبطريقة لا تتطابق مع أهميتها بالنسبة إلى أمن إسرائيل، وبداية هذا النهج الفاسد يعود إلى واقع آخر في فترة استند فيها زعماء إسرائيل إلى افتراضين لا يبرران تجاهل حقائق واسعة، لكنهما كانا صحيحين حينها: الافتراض الأول كان الإحساس بأن العالم مدين لنا بعد المحرقة، والثاني أننا جزيرة معزولة محاطة بالأعداء.

وأكد الكاتب بصحيفة “يديعوت أحرنوت” أنه مع بلوغها الـ73 عاماً، مع قدرة لا مثيل لها في منطقتنا في معظم المجالات، وفي رأسها المجال الأمني، يتعين على دولة إسرائيل التصرف بصورة تكشف نضجًا وقوة، وأن تتحمل مسئولية المستقبل وتبادر إلى خطوات تبلور الواقع، كل ذلك انطلاقًا من نظرة واعية إلى ظروف المنطقة والفرص والمخاطر التي تنطوي عليها، إذ حان الوقت لصوغ استراتيجية عليا للأمن القومي.

ماذا تريد إيران حقًّا؟

رأى الكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت “رون بن يشاي” أن الطلب الإيراني الأساسي والوحيد في هذه المرحلة، هو أن تقوم الولايات المتحدة بالخطوة الأولى وترفع عنها كل العقوبات التي فرضها ترامب عليها في مايو 2018، وهي عقوبات تخنق الاقتصاد الإيراني، وتفرغ خزينة الدولة من خلال منع تصدير النفط والحصول على عشرات المليارات من الدولارات مقابله، وتغلق المنظومة المالية الدولية في وجه المصارف في إيران.

ورأى الكاتب أنه فقط عندما تستجيب الولايات المتحدة للطلب الإيراني، سيعطي المرشد الأعلى علي خامنئي ضوءًا أخضر للرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف للعودة من جديد إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا والاتحاد الأوروبي، فالسؤال حول من سيقوم بالخطوة الأولى، وهل ستتوقف إيران عن خرقها للاتفاق، أو سترفع الولايات المتحدة أولًا العقوبات، ليس مسألة إجرائية، وأيضًا ليس فقط مسألة كرامة وطنية، وإنما مسألة جوهرية يمكن أن تحدد كيفية ومضمون المفاوضات المستقبلية بين إيران وبين الدول العظمى.

أمريكا تقرب المنطقة من الحرب

أجرى الكاتب بوعاز بوسموت حوارًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تناول فيه الملف النووي الإيراني، مبديًا اعتقاده بأن العودة إلى الاتفاق النووي السابق هو خطأ فادح، قبل كل شيء لأننا لسنا في سنة 2015، وإيران مضت قدمًا بواسطة الاتفاق الذي أُعطي لها لتطوير أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم بسرعة كبيرة جدًّا، بالإضافة إلى خرقها الاتفاق، إذ إن إيران في سنة 2021 ليست إيران في سنة 2015، والعودة إلى اتفاق  يفتح لها الطريق إلى ترسانة نووية سيكون خطأ كبيرًا سيشكل تهديدًا لإسرائيل وأيضًا للمنطقة، ونتيجة ذلك دول كثيرة في الشرق الأوسط ستتحول إلى دول نووية، معتبرًا أن هذا يعدّ تطورًا خطيرًا في تاريخ الإنسانية، ولكني “سأفعل كل ما في استطاعتي لمنعه، حيث إن الولايات المتحدة بذلك النهج قد تقرّب المنطقة للحرب”.

وحول إذا ما كان الحل الأخير الذي بقي لإسرائيل في الوضع الحالي هو الحل عسكري، أكد نتنياهو أن إسرائيل قد عملت بطرق كثيرة دون الدخول في تفاصيل كل ما فعلته بضغوطات سياسية، أيضًا خلال فترة أوباما، قامت بعمليات استخباراتية، والدخول المفاجئ إلى الأرشيف النووي ونشر هذه المادة التي تظهر مشاريع إيران وانتهاكاتها للحصول على سلاح نووي، وطرق أُخرى لا يريد التطرق إليها حاليًا.

أهداف العملية الإيرانية في الخليج العربي

قال المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” تال ليف رام إن إيران بضربها للسفينة التي تتبع ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي لم تُبقِ على أي مكان صغير للغموض، مضيفًا أن هدف الضربة كان استهداف إسرائيل بشكل مباشر.

ورأى المحلل العسكري أن مثل هذه الخطوة يخطّط لها كعملية عسكرية بكل معنى الكلمة، ولكن ما يجعلها أكثر تعقيدًا هو تنفيذ العملية دون أن تؤدي إلى مصابين في أوساط رجال الطاقم أو التدمير الكامل للسفينة. وأكد أن الإيرانيين اكتفوا في هذه المرحلة بضرب سفينة بملكية رجل أعمال إسرائيلي، حين كان واضحًا بأن مسار الإبحار لا يرتبط بإسرائيل، ولا يؤثر في هذه المرحلة على مصالحها الاقتصادية.

 وتابع قائلا: “في عوالم الرسائل الصامتة بين إسرائيل وإيران، فإن هذا الحدث ذو تداعيات لا يمكن الاستخفاف بها، ففي المعركة السرية الجارية بين إسرائيل وإيران، توجد للمسارات البحرية أهمية كبيرة”. وأضاف أن العملية الايرانية في خليج عُمان ليست عملية انتقام على تصفية العالم النووي محسن فخري زادة المنسوبة لإسرائيل، ولا هي رد على هجمات سلاح الجو ضد أهداف إيرانية، حيث إنه ردًّا على هذه العمليات؛ طهران معنية بأن تنتقم بشكل قاس أكثر بكثير، في شكل تكون فيها الضربة لإسرائيل ملموسة.

ووفقًا للكاتب، فإنه يبدو أنه ليس صدفة أن اختار الإيرانيون سفينة تجارية وإن كانت توجد بملكية رجل أعمال إسرائيلي، غير أنها لا تحمل عَلَمًا إسرائيليًّا، ورجال طاقمها ليسوا إسرائيليين، ومسار ملاحتها لا يرتبط بإسرائيل. ومع ذلك، في جهاز الأمن عندنا يعتقدون بأن هذه المعطيات لا تجعل الحدث أقل خطورة، ويحذرون من انجراف إذا لم يتم إيقافه الآن من شأنه أن يضرب مصالح اقتصادية واستراتيجية أكبر.

الفصل العنصري لن ينجح على الإطلاق

رأت الكاتبة اليسارية “عميرا هاس” أنه من الصعب أن يتحقق نظام الفصل المحكم بين الفلسطينيين واليهود، ولا يجب أن تتنصل إسرائيل من مسئوليتها تجاه الفلسطينيين، حيث لا يقتصر احتكاك الفلسطينيين اليومي مع المجتمع الإسرائيلي على العمالة الفلسطينية في إسرائيل أو في المستوطنات، فالفلسطينيون يدخلون المجمعات التجارية الإسرائيلية في الضفة الغربية، ويدخل المستوطنون المصالح التجارية الفلسطينية كمحلات البقالة وورش تصليح سيارات وأكشاك الفلافل الواقعة في المنطقة c، كما ينتهك الجنود حرمة البيوت الفلسطينية كل يوم، يعتقلونهم وينهالون عليهم بالضرب ويقتربون منهم ويصرخون بوجوههم، وإذا لم يكن هذا كافيًا، فإن محققي جهاز الأمن الداخلي “الشاباك” يتنفسون ذات الهواء مع معتقليهم، ثم يعودون لبيوتهم للتنزه مع أطفالهم في حديقة الحي. ومن جهة أخرى، يقابل الفلسطينيون القاطنون في القدس وإسرائيل شركاءهم في العمل والتجارة بالضفة. كما يلتقون من حين لآخر مع تجار إسرائيليين آخرين، ولا ينقطع الفلسطينيون مواطنو الدولة عن مقابلة أشقائهم بالضفة.

وأضافت الكاتبة بصحيفة هآرتس بأنه ليست هناك دولة أخرى في هذا العالم تتنصل من مسئوليتها عن صحة شريحة سكانية معينة، ولكنها بالمقابل تسيطر بشكل كامل على هوية وعملية تسجيلهم السكانية، كما أن إسرائيل تسيطر أيضًا على كمية المياه التي يستهلكها الفلسطينيون، وعلى حريتهم بالتنقل، وتطوّر اقتصادهم، كما تصادر حقهم الأكاديمي بالتعلم، ومساحة أراضيهم الزراعية، والقائمة تطول.

نتنياهو الأخطر بلا منازع!

يرى الكاتب “عودة بشارات” في مقال له بصحيفة هآرتس أنه يمكن القول وبصريح العبارة أن السياسي الأخطر داخل المنظومة السياسة الإسرائيلية هو بنيامين نتنياهو، فهو أخطر حتى من دونالد ترامب بكل جبروته، فلم يقم ترامب مثلًا بملاحقة أعضاء كونجرس ديمقراطيين لإغرائهم بالانضمام لمعسكره، لكن بالمقابل يقوم نتنياهو بهذه الأفعال صباحًا ومساءً، فهو يحرض ويرشو ويحكم مسبقًا.

ولم يكتف نتنياهو بتبني سياسة “فرّق تسد” التي تعدّ حجر أساس الفكر الاستعماري، بل طوره واستعمله ضد أبناء شعبه كذلك، فقد نجح في زرع الفتن وتفكيك كل مؤسسة حزبية وقفت في طريقه، حيث يحدد أولًا نقطة ضعف عدوه، ثم ينقض عليه من ذاك المكمن، أما البقية فمعروفة.

انخفاض متوقع بنسب تصويت العرب في الانتخابات الإسرائيلية

أوضح الكاتب جاكي خوري بصحيفة “هآرتس” أنه مع تبقى أقل من شهر على انتخابات الكنيست، لا زال خبراء ومستشارو استطلاعات الرأي الذين تحدثوا إلى “هآرتس” يواجهون صعوبة بتحديد نسبة إقبال المجتمع العربي على التصويت لانتخابات الكنيست، والتي بدورها ستؤثر على هوية المرشح الذي قد يشكّل الحكومة المقبلة، إذ يدعم معظم الناخبين العرب القائمة المشتركة والقائمة العربية الموحدة، وعليه فمن المتوقع أن تحصل الأحزاب المتبقية على نحو ثلاثة إلى أربعة مقاعد من أصوات الناخبين العرب.

وبحسب كل التوقعات، ستصل نسبة الاقتراع في المجتمع العربي هذه المرة إلى أقل من %60، حيث أشارت استطلاعات الرأي إلى أن نسبتها حاليًا تترواح بين % 52-56. ووصلت نسبة التصويت بالمجتمع العربي خلال انتخابات الكنيست الثالثة والعشرين إلى ما يقارب الـ %65 من المصوتين العرب، وكان هذا ارتفاعًا ملحوظًا جدًّا مقارنةً بنسبة التصويت لانتخابات الكنيست الثانية والعشرين التي وصلت نسبتها آنذاك فقط إلى %59. والجدير بالذكر أيضًا، أن الانقسام داخل القائمة المشتركة عام 2019، قاد لاحقًا إلى انخفاض نسبة الإقبال على الاقتراع لـ %49.

نتنياهو يدفع للجميع!

بعد إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مد فترة الدراسة حتى نهاية يوليو القادم وقوله إن عملية دفع مرتبات المدرسين سيكون واجبه هو بشخصه، سخر الرسام الكاريكاتيري عاموس بيدرمان في صحيفة هآرتس من طريقة نتنياهو التي أوضح من خلاله أنه هو من سيقوم بدفع تلك الرواتب، الأمر الذي استفز تنظيم ونقابة المعلمين.

وصوّر “بيدرمان” معاناة الجانب الآخر من استمرار الدراسة وهم عائلات التلاميذ الذين يعانون ماديا في ظل جائحة كورونا، فقال على لسان أحد أولياء الأمور بعد تصريح نتنياهو: “لكن من سيدفع”، فأجاب نتنياهو بالطريقة ذاتها “أنا سأدفع”.

image 1

ربما يعجبك أيضا