فاينانشال تايمز | تقرير استخباراتي: بوتين أمر بتنفيذ حملة «تأثير» على الانتخابات الأمريكية

شهاب ممدوح

رؤية

ترجمة – شهاب ممدوح

خلصت الاستخبارات الأمريكية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بتنفيذ “عمليات تأثير” هدفها دعم إعادة انتخاب ترامب في حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وجد هذا التقييم الاستخباراتي الصادر عن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، الذي يشرف على 18 وكالة استخبارية أمريكية، أن الكرملين أحجم عن دعم أنواع عمليات القرصنة التي جرى تنفيذها عام 2016، والتي شملت محاولات اختراق “البنية التحتية للانتخابات”.

وعوضًا عن هذا، ركز بوتين على حملات التضليل الهادفة لتقويض حملة ترشيح بايدن، وثقة الأمريكيين في العملية الانتخابية. وأفاد التقرير بأن “موسكو استخدمت وكلاء مرتبطين بالاستخبارات الروسية للترويج لروايات تأثير- بما في ذلك نشر مزاعم مضللة أو غير مؤكدة ضد الرئيس بايدن – وتقديمها لمنظمات إعلامية أمريكية ومسئولين وأفراد أمريكيين بارزين، من بينهم أشخاص مقربون من الرئيس ترامب”.

إن هذا التقرير الاستخباري، الذي نُشر يوم الثلاثاء، هو عبارة عن نسخة سرية من تقرير صادر في السابع من يناير الماضي، قدّمه مجتمع الاستخباراتي الأمريكي، عندما كان ترامب رئيسًا ويعمل بنشاط على التشكيك في نتائج الانتخابات.

زعم ترامب مرارًا أن الانتخابات الأمريكية جرى تزويرها ضده، مُدعيًا حصول عمليات تزوير واسعة في صناديق الانتخاب، وهو ما دفع بعض مؤيديه لمهاجمة مبنى الكونغرس في السادس من يناير.

يختلف هذا التقرير في بعض جوانبه عن التحذير الصادر قبل الانتخابات من طرف مسئولين استخباراتيين أمريكيين في أغسطس الماضي، والذي ذكروا فيه أن روسيا وإيران والصين يعملون على التأثير على الانتخابات الرئاسية. وذكر ذلك البيان التحذيري حينها أن بعض الأطراف المرتبطة بالكرملين تعمل على تعزيز فرص ترامب في الانتخابات، بينما تعمل إيران والصين ضده.

لقد خلص تقرير يوم الثلاثاء “بقدر عالٍ من الثقة” إلى أن الصين فكرت في بذل جهود لتغيير نتائج الانتخابات، لكنها عدلت عن تلك الفكرة. وأفاد التقرير بأن “الصين سعت للمحافظة على استقرار علاقتها مع الولايات المتحدة، ورأت أن أيّ نتيجة ستسفر عنها هذه الانتخابات لن تكون مفيدة لها ولا تستحق المخاطرة بالإمساك بها وهي تتدخل في الانتخابات”.

وأضاف التقرير أنه بينما مارست روسيا وإيران حملات تأثير للتلاعب بنوايا الناخبين، إلا أن أيًّا منهما لم يتدخل في النتائج أو يتلاعب في البنية التحتية للانتخابات، من قبيل تسجيل الناخبين أو جداول الاقتراع.

وذكر التقييم الاستخباراتي أن جهود موسكو ربما جرى توجيهها من جانب بوتين ومسئولين روس كبار آخرين، واستشهد التقرير بنفوذ بوتين القوي على “أندريه ديركاش”، وهو عضو برلمان أوكراني موالٍ لروسيا، يقول التقرير إنه متورط في هذه الأنشطة.

ووجد التقرير أن المرشد الأعلى الإيراني ” آية الله علي خامنئي” أعطى الأمر لتنفيذ “حملة تأثير سريّة متعددة الأوجه” تعتمد على نشر رسائل علنية وسريّة، فضلًا عن عمليات سيبرانية لتقويض فرص إعادة انتخاب ترامب، دون تقديم دعم مباشر لبايدن.

وخلصت الاستخبارات الأمريكية إلى أنه في واحدة من “عمليات الاستهداف المركزة”، أرسلت جهات سيبرانية إيرانية رسائل إلكترونية مزيفة للإيهام بأنها من جماعة “براود بويز” (Proud Boys) المتطرفة، تطلب من ناخبين ديمقراطيين التصويت لصالح ترامب، في محاولة لتضخيم المخاوف بشأن تزوير الانتخابات.

وقبل بضعة أشهر من انتخابات نوفمبر، حذر “المركز الوطني الأمريكي للأمن ومكافحة التجسس” من أن الصين “تواصل موازنة مخاطر وفوائد القيام بعمل عدائي”، لكنها فضّلت عدم فوز ترامب بالانتخابات.

وبالرغم من أن التقييم الجديد وجد أن بكين لم تتدخل في الانتخابات، إلا أنه لفت إلى أن هناك بعض الاعتراضات على هذه الرأي، فقد شدد ضابط في الاستخبارات الوطنية مسئول عن الأمن السيبراني، على أن الصين أخذت “بعض الخطوات” لمحاولة تقويض إعادة انتخاب ترامب.

واستشهد هذا المسؤول السيبراني بوسائل تواصل اجتماعي وبيانات ووسائل إعلام رسمية، زاعمًا أن بكين سرّعت من جهودها في الصيف الماضي لدعم حملة بايدن الرئاسية، لأنها رأت أنه سيكون “أكثر قابلية للتنبؤ”.

ولفت التقرير أيضًا إلى “بعض الخطوات” التي اتخذتها جهات أجنبية أخرى، مثل منظمة “حزب الله” المسلحة والتي تمتلك حزبًا سياسيًّا أيضًا، بالإضافة إلى كوبا وفنزويلا، حيث حاولت هذه الجهات زيادة فرص الإطاحة بترامب في الانتخابات.

وصرّح “مارك وورنر”، وهو ديمقراطي يرأس لجنة مجلس الشيوخ المختارة المعنية بالاستخبارات، بأن التقرير أبرز “الجهود الدؤوبة والمستمرة” التي يبذلها خصوم الولايات المتحدة للتأثير على الانتخابات.

وأضاف “وورنر” أن الولايات المتحدة بنت دفاعات أفضل ضد التدخل، وأن المجتمع الاستخباراتي “حسّن أداءه كثيرًا” فيما يتعلق برصد مثل هذه الجهود، وتابع بالقول: إن الجهات الاجنبية ستواصل محاولة التأثير على الناخبين الأمريكيين، وقد تجد هذه الجهات “أرضًا خصبة” في المستقبل؛ نظرًا للانقسام الحزبي في البلاد.   

لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا