الصحافة الفرنسية| كوفيد 19 يتسبب في تضخم ديون الشرق الأوسط.. وداعش يعود لبسط نفوذه بإفريقيا

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة: فريق رؤية

وفقًا لإمام المسجد الكبير في باريس.. العلمانية فرصة جيدة للإسلام


في حوار مع جريدة “لوبوان”، أوضح شمس الدين حافظ، إمام المسجد الكبير في باريس، كيف أنه لا توجد مشكلة بين الإسلام والعلمانية. ويرجع الفضل وراء هذا التوضيح إلى مشروع تأسيس ميثاق مبادئ الإسلام في فرنسا. فبعد إعلان الانسحاب النهائي لاتحاد المسجد الكبير بباريس من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أكد شمس الدين حافظ بشكل خاص هذا الانسحاب على صفحات جريدة “لوبوان”.


وكان حافظ أحد الذين قدّموا للرئيس ماكرون في 18 يناير الماضي، “ميثاق مبادئ الإسلام في فرنسا”، والتي رفضت منذ ذلك الحين ثلاثة اتحادات إسلامية من أصل تسعة التوقيع عليه. واليوم، يرى حافظ أنه لم يعد بإمكانه الجلوس على الطاولة مع هذه الاتحادات لأن “لديهم ما يخجلون منه”.


ويمثّل هذا الحوار فرصة لإمام المسجد الكبير بباريس لتوضيح روح هذا الميثاق وتحديات صياغته ورؤيته الخاصة لإدماج الدين الإسلامي فيما يسميه “بالمجتمع الوطني”. واليوم، وفقًا لقوله، “تفضّل بعض المنظمات أن يظل المكون الإسلامي في الخارج لأن هذا هو المكان الذي يتمتعون فيه بالشرعية”، وأضاف أنه يريد أن يظهر “للمكون الإسلامي” و”المجتمع الفرنسي” أن “هذا التشابك أمر طبيعي”.


وبحسب قوله: تمثّل العلمانية الفرنسية “فرصة للإسلام”، حيث يوجد في فرنسا اليوم 2800 طائفة. نصلي ونصوم ونؤدي جميع طقوسنا الدينية دون أي صعوبة، ودون أي قيود من الدولة، وهذه هي الديمقراطية وهذه هي العلمانية”. ويوضح إمام المسجد أيضًا أنه “بفضل العلمانية تتعامل فرنسا – الابنة الكبرى للكنيسة – مع الكاثوليك واليهود والبروتستانت والمسلمين على نفس المستوى، ويتم مناقشة أمور المسلمين على المستوى الجمهوري”، وتساءل: “أين ستجد هذا في مكان آخر؟ بينما من المتوقع ألا يتمتع المسلمون في فرنسا الكاثوليكية رسميًّا بممارسة حقوقهم”.


سد النهضة الإثيوبي.. الرئيس السيسي يهدد بعدم استقرار المنطقة إذا تم المساس بمياه مصر


اهتم موقع “فرانس تي في إنفو” بتحليل الهدف وراء تهديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدولة إثيوبيا؛ حيث أنذر المنطقة بحرب مائية في حال حرم سد النهضة نهر النيل “من قطرة ماء واحدة”. وبينما تستمر إثيوبيا للعام الثاني في ملء سد النهضة خلال موسم الأمطار القادم في الفترة من يوليو وحتى سبتمبر المقبل، تخلى السيسي عن تحفظه وقال: “لا أحد يستطيع أن يأخذ قطرة ماء من مصر، ومن يريد أن يحاول فليحاول وستكون هناك حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بكاملها”.


في متناول طائرات رافال المصرية


وأضاف السيسي قائلًا: “لا أحد بعيد عن قوتنا”، مشددًا على أن حصة مصر من مياه النيل “خط أحمر”، في إشارة واضحة إلى مدى طائرات رافال التي اشترتها مصر من فرنسا في عام 2015 والتي يمكن استخدامها لتفجير هيكل السد، غير أن هذه التصريحات المدمرة تهدف بالأساس إلى تشكيل وسيلة للضغط على إثيوبيا خلال المفاوضات.
ومنذ انطلاق أعمال تشييده في عام 2011، كان سد النهضة الإثيوبي، الذي سيصبح أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، مصدر توتر بين السودان ومصر وإثيوبيا. فمصر، التي تعتمد على النيل في حوالي 97٪ من مياه الري والشرب، ترى في سد النهضة تهديدًا لإمداداتها المائية، بينما يخشى السودان أن تتضرر سدوده إذا شرعت إثيوبيا في ملء السد قبل التوصل إلى اتفاق.


إثيوبيا بحاجة للكهرباء


من جانبها، تقول إثيوبيا إن الطاقة الكهرومائية التي سينتجها السد ضرورية لتلبية احتياجات الطاقة لسكانها البالغ عددهم 110 مليون نسمة. كما أعلن رئيس الوزراء “آبي أحمد” الأسبوع الماضي أن بلاده “ليس لديها نية” للإضرار بمصر من خلال السد. وقال “ماذا أريد؟ أريد أن يفهم إخواننا الذين يعيشون على الجانب الآخر – في مصر والسودان – أننا لا نريد أن نعيش في الظلام. نحن بحاجة إلى مصباح كهربائي”. فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية: إن بلاده لا تزال تؤيد المفاوضات الثلاثية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي.


المفاوضات النهائية


من جانبهما، حثت كل من مصر والسودان، إثيوبيا على عدم الشروع في عمليات الملء قبل أن يتم التوقيع على اتفاق. لكن الدول الثلاث تتفاوض منذ ما يقرب من عقد من الزمن دون التوصل إلى أي اتفاق. وقال السيسي: “ستكون هناك مفاوضات في الأسابيع القليلة المقبلة، وآمل أن نتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم”. وتُعدّ هذه المفاوضات هي الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق قبل تشغيل السد.


بعد عامين من سقوط خلافته في سوريا.. تنظيم داعش يعود لبسط نفوذه مجددًا


من جهة أخرى، حذر موقع “فرانس تي في إنفو” من استمرار نشاط تنظيم داعش الإرهابي. فبعد أن شكّل استسلام داعش في الباغوز في 23 مارس 2019 نهاية التنظيم على الأرض، بيد أنه حتى لو لم يعد يمتلك هيكل دولة، فإنه لا يزال يحتفظ بجيوب نشطة في سوريا ويقوم الآن بتوسيع نفوذه في منطقة الساحل الإفريقي.
وبعد سقوط الموصل والرقة، عاصمتا التنظيم في العراق وسوريا، كان من المفترض أن يمثّل استسلام مدينة الباغوز في سوريا ضربة قاضية لهذا التنظيم الجهادي؛ حيث كانت الباغوز هي المدينة السورية التي لجأ إليها آخر المتشددين من التنظيم، وذلك بعدما غادرت عائلاتهم وأقاربهم المدينة في قوافل طويلة لنقلهم إلى المعسكرات.


من الخلافة إلى الدولة المنهارة


وبفضل قوة التنظيم، امتدت أراضي “الخلافة” التي كان أعلنها أبو بكر البغدادي لمساحة تقارب أراضي بريطانيا العظمى، وتمتد بين سوريا والعراق. فالتنظيم كان بمثابة “دولة بدائية” شمولية، تمتلك نظامًا إداريًّا، ويقدّر عدد المقاتلين فيها بأكثر من خمسين ألف رجل في عام 2018، ويعيش الملايين من الناس بها تحت الحكم الجهادي. ومع اعتداءات التحالف المناهض للإرهاب، وسقوط مدنها الرمزية، انفجرت أراضي الخلافة وتفتت، ولم تعد هناك مناطق شاسعة في الشرق الأوسط تحت السيطرة الداعشية، بل اقتصر الأمر على وجود جيوب نشطة، لا سيما في شرق سوريا بالقرب من دير الزور، على الحدود مع العراق. ولم تتوقف الهجمات فعليًّا. فكل يوم يعلن داعش مسئوليته عن ثمانية أعمال إرهابية في المتوسط في جميع أنحاء العالم وفي سوريا أيضًا، حيث تواصل الجماعة الإرهابية شن هجماتها المميتة، لا سيما في صحراء البادية الشاسعة التي تمتد من محافظة حمص الوسطى وحتى محافظة دير الزور. لكن في يناير الماضي، اتخذت العمليات الإرهابية للتنظيم بُعدًا جديدًا بالهجوم الانتحاري على أحد الأسواق في بغداد؛ ما أودى بحياة ثلاثين شخصًا.


كما وسّع التنظيم الإرهابي نفوذه أيضًا إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، من خلال ترسيخ وجوده في منطقة الساحل؛ حيث يتنافس مع تنظيم القاعدة، وتجذر على حدود بحيرة تشاد، وهناك بدأ يسيطر على مناطق جديدة، ويمتد نحو الجنوب، كما هو الحال في موزمبيق.


داعش لم يُهزم


وبعد استسلام الباغوز، لم يخاطر أحد بإعلان الانتصار، تحسبًا من أن يتم تجاهل كيف تشكلت الجماعة الجهادية نفسها على “فلول” القاعدة. فالتنظيم تشكّل فعليًّا عقب حرب الخليج، في معسكر بوكا الأمريكي في العراق، حيث كان يُعتقل عددٌ كبير من أعضاء القاعدة، وسمح هذا التركيز لعدد قليل من بين المقاتلين المعتقلين بإعادة هيكلة هذا المشروع.


واليوم، تتجلى نفس المخاوف في مخيم الهول المشؤوم في سوريا. فدرجة التطرف بين اللاجئين في الباغوز مرعبة، وفقًا لتقرير حديث للأمم المتحدة. وبسبب النزوح والهجمات والقتل، تنسحب المنظمات غير الحكومية مثل منظمة أطباء بلا حدود التي فقدت العديد من موظفيها. وهناك يعيش أكثر من 60 ألف شخص في ظروف قاسية للغاية. نصفهم من الأطفال الذين وُلِدوا في عهد تنظيم داعش، ونشأوا على كراهية الغرب، ولم يعرفوا أي شيء آخر خلاف ذلك.


كوفيد-19 يتسبب في تضخم ديون دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا


أما جريدة لوفيجارو فسلطت الضوء على التداعيات الاقتصادية لأزمة وباء كورونا، ولفتت إلى تقرير أخير للبنك الدولي أشار من خلاله إلى أن الدين العام لبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيتضخم ليصل إلى 54٪ من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية هذا العام، مقابل 46٪ في عام 2019، وذلك بسبب النفقات المرتبطة بوباء كوفيد -19.
ويقول البنك الدولي إنه بسبب اضطرارهم إلى “الاقتراض بشكل كبير لتمويل تكاليف الرعاية الأساسية وإجراءات الحماية الاجتماعية، شهدت بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زيادة كبيرة في ديونها”. وأوضح أنه بالنسبة لدول المنطقة التي تستورد النفط، فإن حجم هذا الدين سيمثل حتى 93٪ من ناتجها المحلي الإجمالي في عام 2021.
وشهدت المنطقة، التي تضم حوالي 20 دولة، انكماشًا اقتصاديًّا بنسبة 3.8٪ العام الماضي. وبحسب البنك الدولي، تقدر الخسارة التراكمية للنشاط الاقتصادي في المنطقة بنهاية عام 2021 بنحو 227 مليار دولار، لكنه يتوقع انتعاشًا جزئيًّا هذا العام “شريطة التوزيع العادل للقاحات”.

الإنفاق لمعالجة الأزمة الصحية


وعلى الرغم من تضخم الديون، واصل البنك الدولي توصية الدول بالإنفاق لمعالجة الأزمة الصحية. حيث كتبت مؤسسة التنمية: “الحاجة إلى مواصلة الإنفاق والاستمرار في الاقتراض ستظل قوية في الوقت الحالي”. وأضافت: “لن يكون أمام بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خيار سوى مواصلة الإنفاق على الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية طالما استمر الوباء”.


غير أن المؤسسة حذرت أيضًا من أنه في عالم ما بعد الوباء، من المتوقع أن تجد معظم البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نفسها أمام فواتير خدمة دين تتطلب قدر من الموارد كان من الأجدر استغلالها لتحقيق النمو الاقتصادي”. ويتوقع البنك أنه سيكون من الضروري النظر في كيفية “التخفيف من تكاليف المديونية المفرطة على المدى المتوسط”، كما يدعو الدول إلى تحقيق الشفافية في اقتراضها وإنفاقها المتعلق بكوفيد-19.

ربما يعجبك أيضا