ناشيونال إنترست | لماذا سيكون الفشل مصير استراتيجية جو بايدن تجاه الصين؟

شهاب ممدوح

رؤية

ترجمة – شهاب ممدوح

لو استرشدنا بأول اجتماع عالي المستوى يُعقد بين الولايات المتحدة والصين، فسنجد أن العلاقات بين البلدين تحت حكم إدارة بايدن بدأت بداية صعبة.

لابد أن الرئيس جو بايدن، الذي يصوّر نفسه بأنه شخص قادر على تسهيل العلاقات مع الخصوم الخارجيين، لم يكن سعيدًا عندما تعرّض الوفد الأمريكي للإحراج من جانب الصينيين أثناء قمة عُقدت مؤخرًا في ألاسكا.

في هذا الاجتماع الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة في “أنكوراج”، انتقد الدبلوماسي الصيني “يانغ جي شي” بشدة وزير الخارجية الأمريكي “أنطوني بلينكين” مباشرة في وجهه.

وشدد “يانغ” في انتقاده على أن “العديد من الأشخاص داخل الولايات المتحدة ليس لديهم ثقة كبيرة في الديمقراطية في الولايات المتحدة” في إشارة منه إلى حركة “حياة السود مهمة”. وتابع قائلا: “الولايات المتحدة ليست لديها المؤهلات للقول إنها ترغب في الحديث إلى الصين من موقع قوة”.

عوضًا عن الدفاع عن الولايات المتحدة ضد هذه التهمة، اختار “بلينكن” بشكل مذهل الإقرار بهذه النقطة، قائلا” “البلد الواثق من نفسه قادر على النظر بتمعّن إلى نواقصه ويسعى دائما لتحسين نفسه، وهذا هي الوصفة السحرية لأمريكا”.

حتى الجمهوريين الليبراليين صُدموا من الطريقة التي هاجم بها الصينيون الوفد الأمريكي الذي لم يكن فيما يبدو مستعدًا.

حول العالم، ابتهج الأشخاص الذين يدعمون الموقف الصيني بما حدث. ولفت الخبير في شئون الصين “دين تشينغ” إلى أن “تغطية وسائل الإعلام الصينية لما حدث في أنكوراج كانت تعلوها نبرة اعتزاز وفخر”، ووصف الخبير ما حدث بأنه انتصار دعائي للشيوعيين.

وأعلنت إدارة بايدن لاحقًا عقوبات على مسئولين صينيين اثنين بسبب سجل بلدهما في مجال انتهاكات حقوق الإنسان والإبادة المتواصلة. لكن هذه العقوبات ليست سوى عقابًا خفيفًا مقارنة بحجم الانتهاكات الحاصلة. يقول “إتش آر ماكماستر”، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترامب: إن “الصين والحزب الشيوعي الصيني، يظنان أنهما يحققان نصرًا”.

لكن اتباع منطق خاطئ فيما يتعلق بقضايا خاصة بالشيوعيين الصينيين، ليس أمرًا جديدًا على بايدن.

أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2019، قلل بايدن بصورة شائنة من أهمية الصين كقوة اقتصادية، مُعلنا أن الصين “ليست مُنافِسة”، ومتسائلًا باستعلاء “الصين ستأكل غداءنا؟ بحقك يا رجل”.

وواصل بايدن حديثه قائلا: “أقصد، هم ليسوا أشخاصًا سيئين. لكن احذروا ماذا؟ هم ليسوا منافسين لنا. ويوضح لنا هذا الكلام أن بايدن لم يكن مخطئا فحسب، لكنه كان واثقا من كلامه تماما.

لقد واصل ترامب تخبّطه في القضايا المتعلقة بالصين في العام 2020، وذلك عندما بدأت جائحة كورونا في اجتياح العالم. على سبيل المثال، عندما قرر الرئيس السابق دونالد ترامب تقييد السفر من الصين إلى الولايات المتحدة، عارض بايدن تلك الخطوة، واصفًا إياها بـ “رهاب الصين” و”متاجرة بالخوف”.

وبعد مرور ما يزيد على شهرين، بعد أن أصبح واضحًا أن قيود السفر التي فرضها ترامب أنقذت أرواح الأمريكيين، عملت حملة بايدن على تلميع صورته. وزعم متحدث إن بايدن دعم دائما قرار الحظر، بالرغم من أن لا أحد – من بينهم المرشح نفسه – لم يقل هذا مطلقًا.

في غضون هذا، كذبت الصين على العالم بأكمله بشأن حجم انتشار الفيروس وخطره الفتاك، كما استعانت بمساعدة منظمة الصحة العالمية لترويج لهذا الخداع. المذهل أن الصين حمّلت الجيش الأمريكي مسؤولية نشر الفيروس. في الواقع، يواصل الصينيون توجيه أصابع الاتهام إلى الجيش الأمريكي إلى يومنا هذا.

في ضوء هذا الوضع، صرّح ترامب على نحو صائب أن دافعي الضرائب الأمريكيين لن يواصلوا تمويل منظمة الصحة العالمية، في حال استمرت في الإذعان للصين. لكن مع توليه السلطة، ألغى بايدن من دون شروط ذلك القرار، وهو بذلك كافأ الأطراف السيئة التي عرقلت الاستجابة العالمية ضد الجائحة في المقام الأول.

إن أخطاء الصين فيما يتعلق بالصين مقلقة كفاية لوحدها، حتى من دون التفكير في العلاقات المالية التي تربط بين ابنه “هانتر” والصين منذ سنوات. بينما كان والده نائب رئيس، ركب “هانتر بايدن” على متن طائرة نائب الرئيس متجهًا إلى بكين، وأجرى لقاءات وتوصل لصفقة هائلة مع “بنك الصين” الحكومي. زعم أحد شركاء “هانتر بايدن” التجاريين السابقين، أن جو بايدن كان على علم بتلك الخطط المختلفة، حتى أنه كان شريكًا في بعضها.

هناك سبب وجيه جعل “روبيرت غيتس” وزير الدفاع السابق في عهد إدارة أوباما، يقول إن “جو بايدن” كان “مخطئا تقريبًا في كل قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي الرئيسية في العقود الأربعة الماضية”. ويعبّر جو بايدن عن ثقته الكاملة في أن لا أحد يرى الأمور أوضح مما يراها هو، وهذا سيجعله بكل تأكيد يفشل كثيرًا.     

للاطلاع على الرابط الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا